صداع فرط استعمال الأدوية (بالانجليزية: Medication overuse headache): هو أحد أنماط الصداع اليومي المزمن الذي يصيب الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الصداع، نتيجة الاستخدام المتكرر والمفرط لأدوية الصداع لفترات قد تزيد عن 3 شهور.
يعتبر صداع فرط استعمال الأدوية صداع ثانوي، أي أنّه ينتج عن استعمال أدوية يكون الهدف منها بشكل أساسي علاج الصداع، بشكل متكرر ولفترات طويلة، ويكون الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الصداع الأساسية، مثل الشقيقة (بالانجليزية: Migraine)، أو الصداع العنقودي (بالانجليزية: Cluster headache)، أو صداع التوتر (بالانجليزية: Tension headache)، هم أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من الصداع.
يمكن تصنيف الأدوية التي قد تتسبب بصداع فرط استعمال الأدوية كما يلي: اقرأ أيضاً: مخاطر ادمان القهوة والكافيين
من غير المعروف إلى الآن الآلية الدقيقة التي تؤدي إلى تطور صداع فرط استعمال الأدوية، إلا أنّ التوقف عن الاستعمال المفرط للأدوية غالباً ما يعمل على التقليل أو التخلص من الأعراض المرافقة لهذا النوع من الصداع، مما يشير إلى وجود رابط بين استعمال هذا الأدوية وتطور الصداع. لا يعاني جميع الأشخاص الذين يستعملون مسكنات الألم بشكل مفرط من تطور صداع فرط استعمال الأدوية، كما أنّ الأدوية التي يرتبط استعمالها بتطور هذا النوع من الصداع تمتلك آليات عمل مختلفة عن بعضها في الجسم، لذلك يستبعد أن يكون صداع فرط استعمال الأدوية ناتجاً عن تأثير دواء معين من هذه الأدوية. يعتقد أنّ المعاناة من أحد مشاكل الصداع الأساسية هو متطلب لتطور صداع فرط استعمال الأدوية، حيث أنّ الاستعمال اليومي لنفس هذه الأدوية لحالات مرضية مختلفة لا تتضمن الصداع لا يسبب تطور صداع فرط استعمال الأدوية، مما يساعد على استنتاج وجود علاقة بين الصداع الأساسي الذي يعاني منه المريض أصلاً، أو طرق تأثير الألم على الجسم، وبين تطور صداع فرط استعمال الأدوية. اقرأ أيضاً: هل تعاني من صداع من دون معرفة سببه؟
تم اقتراح بعض الآليات التي قد ينتج عنها تطور صداع فرط استعمال الأدوية، وتشمل ما يلي:
يمكن أن يختلف موقع، وصفات، وحدة الصداع الناتج عن فرط استعمال الأدوية من شخص لآخر، إلا أنّ نوبات الصداع غالباً ما تحدث بشكل يومي، وعادةً ما يعاني المصابون بصداع فرط استعمال الأدوية من الصداع عند استيقاظهم صباحاً، ويتحسن هذا الصداع عند استعمال مسكنات الألم، إلا أنّه يعود بعد زوال تأثير هذه الأدوية.
قد تتضمن أيضاً الأعراض الأخرى المصاحبة لصداع فرط استعمال الأدوية ما يلي:
يتم إجراء التشخيص سريرياً عن طريق أخذ التاريخ المرضي للمعاناة من الصداع بشكل مفصل، بما يتضمن مدى تكرر الصداع، والأدوية المستعملة لعلاجه، حيث يعتمد التشخيص بشكل أساسي على مدى تكرر نوبات الصداع، لا على نوعية الصداع ومكانه وحدته. يكون صداع فرط استعمال الأدوية عادةً أسوأ في الصباح، وغالباً ما يرافقه ألم الرقبة، أو قلق واكتئاب، كما أنّ علاج الأعراض باستعمال المسكنات يعطي راحة مؤقتة من هذه الأعراض مما يؤدي إلى زيادة تدريجية في فرط الاستعمال وما يرافقه من أعراض الصداع.
تتضمن معايير تشخيص صداع فرط استعمال الأدوية ما يلي:
يتم أيضاً أخذ اضطرابات الصداع الأساسية والثانوية الأخرى بعين الاعتبار أثناء إجراء التشخيص، وقد يتم اللجوء إلى بعض الفحوصات التشخيصية في بعض الحالات إن لزم ذلك للوصول إلى تشخيص دقيق للحالة.
يعتبر العلاج الرئيسي لصداع فرط استعمال الأدوية هو التوقف عن استعمال الدواء أو الأدوية التي تسببت بحدوثه في المقام الأول، وهو علاج فردي يختلف من شخص لآخر بناءً على نوع الدواء المسبب للصداع، مع الأخذ بعين الاعتبار احتمالية تطور أعراض انسحابية في حال التوقف المفاجئ عن استعمال بعض أنواع الأدوية. يمكن التوقف عن استعمال التريبتانات ومضادات الالتهاب الغير ستيروئيدية بشكل مباشر دون أن يسبب ذلك تطور أعراض انسحابية، إلا أنّ أعراض الصداع قد تزيد، بينما يجب التوقف عن استعمال الأفيونيات، والبوتالبيتال، والكافيين بشكل تدريجي لتجنب تطور الأعراض الانسحابية، والتي تشمل تدهور في أعراض الصداع، والغثيان والتقيؤ، وتسارع نبضات القلب، وانخفاض ضغط الدم، ومشاكل في النوم، والقلق والعصبية، والتي يمكن أن تستمر لمدة 10 أيام بناءً على نوع الدواء الذي تم استعماله. يتم اللجوء إلى ما يعرف بعلاج الجسر (بالانجليزية: Bridge therapy) للتخفيف من الأعراض الانسحابية أثناء فترة التوقف عن استعمال الأدوية، وهو عبارة عن مجموعة من التقنيات والأدوية التي تستعمل للتقليل والإراحة من الأعراض الانسحابية المرافقة للتوقف عن استعمال الأدوية المسببة للصداع، والتي تتضمن تقديم المشورة الطبية للمريض، والعلاج النفسي، واستعمال الأدوية مثل مضادات التقيؤ (بالانجليزية: Antiemetics)، أو الأدوية المهدئة، أو مضادات الذهان، أو ما يعرف بأدوية الإنقاذ والتي تتضمن مضادات الالتهاب الغير ستيروئيدية، أو حقن ثنائي هيدروإرغوتامين (بالانجليزية: Dihydroergotamine) الوريدية، أو التريبتانات، أو دواء التيزانيدين (بالانجليزية: Tizanidine)، أو دواء الليدوكايين (بالانجليزية: Lidocaine)، أو دواء البروكلوربيرازين (بالانجليزية: Prochlorperazine)، لكن شريطة أنّ يكون الدواء المستعمل ليس من نفس فئة الدواء الذي تسبب بتطور صداع فرط استعمال الأدوية. قد يتم اللجوء في بعض الحالات إلى استخدام الأدوية الستيرويدية، إلا أنّ بعض الدراسات تشير إلى أنّ بعضها لا تكون فعّالة في جميع الحالات. قد يتم اللجوء في بعض الأحيان لبعض الأدوية الوقائية للمساعدة على تجنب عودة الصداع، والعثور على بديل أكثر اماناً لعلاج مشاكل الصداع لدى المريض، سواءً خلال أو بعد التوقف عن استعمال الأدوية المسببة للصداع، وتتضمن هذه الأدوية مضادات الاختلاج مثل دواء التوبيراميت (بالانجليزية: Topiramate)، ومضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات مثل دواء الاميتربتالين (بالانجليزية: Amitriptyline)، أو حاصرات مستقبلات بيتا مثل البروبانولول (بالانجليزية: Propranolol)، وغيرها.
يتطلب الوقاية من صداع فرط استعمال الأدوية إيصال وتوضيح مخاطر الاستعمال المتكرر والمفرط للمسكنات سريعة المفعول، وما تحمله من مخاطر تطور صداع فرط استعمال الأدوية، وغيرها من الآثار الضارة على الجسم، مع تحديد برنامج علاجي مناسب للتحكم بمشاكل الصداع باستعمال أدوية عالية الكفاءة والدقة، والتي تعطي فترات طويلة من الراحة والتقليل من ألم الصداع، بدلاً من استعمال الأدوية الأقل فاعلية ودقة، والتي تعطي إراحة مؤقتة من الأعراض، وتتطلب الحصول على عدد أكبر من الجرعات. يوصى أيضاً باستعمال الأدوية المناسبة، بالجرع المناسبة بشكل مبكر وقت حدوث نوبات الصداع قبل زيادة الألم، الأمر الذي يحسن من الاستجابة للعلاج.
قد يتسبب صداع فرط استعمال الأدوية في حال عدم علاجه إلى تطور حالات مزمنة وأكثر عناداً من الصداع، مما يجعله أقل استجابةً لكل من الأدوية الوقائية والمسكنة، الأمر الذي يسبب تدهوراً في جودة حياة المريض وإعاقة لحياته. قد يسبب أيضاً صداع فرط استعمال الأدوية زيادة خطر الإصابة بمضاعفات أخرى غير مرتبطة بالصداع نتيجة الاستعمال المفرط للأدوية، مثل النزيف المعوي، أو الفشل الكلوي، أو فشل الكبد، أو الإدمان. يساعد العلاج على التقليل من نوبات الصداع بنسبة 50% لنسبة من المرضى تصل إلى 72% خلال فترة 1- 6 شهور، إلا أنّ خطر عودة الصداع يعتبر مرتفع نسبياً، حيث يتراوح ما بين 31- 45% خلال فترة 6 شهور إلى 4 سنوات.
Nina Tsakadze ; Natasha Antonovich; Fabian Rossi. Medication-Overuse Headache. Retrieved on: 08/12/2019, from: https://practicalneurology.com/articles/2018-feb/medication-overuse-headache Migraine trust. Medication-overuse headache. Retrieved on: 08/12/2019, from: American migraine foundation. Medication Overuse Headache. Retrieved on: 08/12/2019, from: https://americanmigrainefoundation.org/resource-library/medication-overuse-headache-2/
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.