أخبار الطبي-عمّان 
السرطان ليس حكراً على كبار السن ، فقد يصيب الأطفال أيضاً و لكن تختلف الأنواع الشائعة التي تصيب الأطفال مما يؤدي أيضاً إلى إختلاف الأعراض الأولية لهذا المرض لدى الأطفال.
تعتبر اللوكيميا ( ابيضاض الدم أو سرطان الدم) أكثر اأواع السرطانات شيوعاً في الأطفال، وهو ورم خبيث يؤثر في خلايا الدم وينشأ في نخاع العظم حيث يتم تصنيع خلايا الدم مما يتسبب بانتاج خلايا الدم البيضاء الشاذة التي تفقد وظيفتها المناعية مقارنة بالخلايا الطبيعية.
دراسة جديدة نشرت في مجلة جاما لطب الأطفال(JAMA Pediatrics) تؤكد وجود ارتباط بين الرضاعة الطبيعية وانخفاض خطر الاصابة بسرطان الدم لدى الاطفال.
في جميع أنحاء العالم، يتم تشخيص حوالي 175,000 حالة من سرطان الدم في الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة سنويا. التطورات في تقنيات معالجة حسّنت  معدلات البقاء على قيد الحياة. سرطان الدم لا يزال هو ثاني  سبب للوفاة بين من تقل أعمارهم عن 15 عام في الولايات المتحدة، حيث لم يتم تجاوزه إلا من الحوادث التي تعتبر السبب الأول للوفاة في هذه الفئة.
ومن الجدير بالذكر أنّ العامل الرئيسي للاصابة بسرطان الدم يُعد مجهولاً الا أن توافر بعض العوامل قد يزيد فرصة الاصابة به ومنها :
  •  التعرض المفرط للاشعاعات .
  •  التعرض المفرط للمواد الكيميائية في بيئة العمل كالبنزين .
  •  الخضوع للعلاج الكيميائي لعلاج حالات سرطانية اخرى .
  •  الاصابة بمتلازمة داون وغيرها من الاضطرابات الجينية .
  •  التدخين .
لدراستهم استعرض الباحثون 18 دراسة تبحث في آثار الرضاعة الطبيعية على خطر الإصابة بسرطان الدم في مرحلة الطفولة.
واستنادا إلى الأدلة في هذه الدراسات، الرضاعة الطبيعية لمدة 6 أشهر أو أكثر مرتبطة بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الدم بنسبة  19٪  مقارنة مع عدم تلقي الرضاعة الطبيعية أو الرضاعة الطبيعية لفترة أقصر.
كان الأطفال الذين حصلوا على رضاعة طبيعية لأي مدة زمنية شهدوا انخفاضاً في  خطر الإصابة بسرطان الدم في مرحلة الطفولة بنسبة 11٪  مقارنة مع الأطفال الذين لم يحصلوا على الرضاعة الطبيعية أبدا.
وفي تفسير هذه النتائج التي تشير إلى آلية محتملة وراء التأثيرات الواقية لحليب الثدي، فإن حليب الأم يؤثر على تطور الجهاز المناعي للرضيع كما أنه يحتوي على مكونات نشطة مناعياً متنوعة وآليات الدفاع المضادة للالتهابات. ويمكن أن تشمل هذه الآليات التي تمنح الطفل ميكروبيوم -وهو مجموع الميكروبات المتعايشة مع الإنسان- أفضل في  القناة الهضمية  وكذلك تزويده بالخلايا الجذعية.
حليب الأم هو غذاء كامل  قادر وحصرياً على توفير جميع الاحتياجات الغذائية للرضع. كل من الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال ومنظمة الصحة العالمية توصي حاليا أن الأطفال يجب أن تقتصر تغذيتهم على الرضاعة الطبيعية في الأشهر الستة الأولى من حياتهم لضمان النمو والتطور الصحي.
بعد ذلك الست أشهر الأولى، فمن المستحسن أن يتلقى الأطفال  الأغذية التكميلية المغذية والآمنة، إلا أن الرضاعة الطبيعية يمكن أن تستمر لمدة تصل إلى سنتين، أو حتى لفترة أطول.
 الرضاعة الطبيعية الحصرية لمدة 6 شهور لها العديد من المزايا و المنافع للأم و الطفل على السواء كما يبين الفيديو التالي:
أحد أبرز هذه المنافع هي حماية الطفل من النزلات المعوية الخطره و التي لوحظت بصورة أكبر كثيرا بين الأطفال الذين لا يتلقون رضاعة طبيعية مناسبة سواء في الدول و المجتمعات النامية أو المتقدمة .
البداية المبكرة لعملية الرضاعة في غضون ساعة واحدة من الولادة تحمي الأطفال حديثي الولادة من الإصابة بكثير من العدوى و الأمراض كما تقلل من نسب الوفيات بين هؤلاء كما تمد الرضاعة الطبيعية طفلك حتى 6 شهور بما يحتاجه من طاقة و عناصر غذائية ضرورية .
كما أنها توفر نصف إحتياجات الطفل من عمر 6 شهور إلى 12 شهراً و ثلث إحتياجاته حتى 24 شهرا و ثبت أن البالغين الذين تم إرضاعهم طبيعيا عندما كانوا أطفالا بطريقة مناسبة أقل عرضة للإصابة بالسمنة عن ذويهم الذين لم يحظوا بهذا الحق.
كما أنهم أكثر تحصيلاً و ذكاءاً أيضا كما أثبتت دراسة "هل بالفعل الرضاعة الطبيعية تزيد معدل ذكاء الطفل"  أما عن بعض المنافع للأم فمنها على سبيل المثال لا الحصر : أشارت دراسة بعنوان "الرضاعة الطبيعية تقلل خطر الاصابة بسرطان الثدي" تقليل نسب مخاطر الإصابة بسرطان الثدي إلى حد كبير كذلك الوقاية من سرطان المبيضكما أن الإرضاع الحصري للطفل في أول 6 شهور من عمره يفرز هرمون لدى الأم يمنع الدورة الشهرية و إحتمالات الحمل أثناء هذه الفترة و تعد هذه من احد الطرق الطبيعية لمنع الحمل و لكنها قد لا تكون فعالة لدى البعض بنسبة 100 % و تسمى هذه الظاهرة ضهى الإرضاع (Lactational Amenorrhoea Method)
و الرضاعة الطبيعية تصل فوائدها حتى لـ تكوين شخصية الطفل.
للمزيد: