تعتبر مرحلة البلوغ من المراحل المفصلية في حياة كل إنسان، نظراً للتغيرات الجسمانية والنفسية التي تطرأ على المراهق. إن فهم وإدراك الجوانب المحيطة في هذه المرحلة من جانب الشخص البالغ نفسه ومن جانب والديه أو من يرعاه، يسهل مرورها بكل يسر بل قد يمكن جعلها تجربة متميزة. في هذا المقال سنتطرق إلى فهم ما يحدث للجسم في مرحلة البلوغ لكلا الجنسين من جانب المراهقين وتقبلهم لأنفسهم ومن جانب والديهم وكيفية التعامل مع أبناءهم.
- ما هو البلوغ؟
- ماذا يحدث لجسمك أثناء البلوغ (للمراهقين)؟
- لا يحدث البلوغ بشكل متساو عند الجميع
- عملية البلوغ غير مؤلمة... هي مجرد طفرة نمو
- البلوغ يجعل الجسم يأخذ شكلاً جديداً
- نمو الشعر في مناطق مختلفة من الجسم عند البلوغ
- ظهور حب الشباب أثناء البلوغ
- رائحة الجسم أثناء البلوغ
- الإفرازات أثناء البلوغ
- قد يسبب التغيير أثناء البلوغ تأثيرات نفسية
- كيف يجب أن يتعامل الأهل مع مرحلة البلوغ (للوالدين)؟
- متى يمكن التحدث مع طفلك عن البلوغ؟
- كيف يمكن التحدث مع أبنائك عن البلوغ؟
- ما هي الأمور التي يجب أن يدركها الأهل حول بالبلوغ؟
ما هو البلوغ؟
يطلق على المرحلة التي يبدأ فيها الجسم بالتطور والتغير مرحلة البلوغ، حيث يحدث التطور على المستوى الجسدي والمستوى النفسي بشكل أسرع من أي وقت سبق.
يمكن تعريف البلوغ أيضاً أنه مرحلة النضوج الجنسي للذكر والأنثى، حيث يحدث البلوغ غالباً من عمر 10-14 سنة للأنثى، ومن عمر 12-16 سنة للذكر، ويرافق البلوغ تغيرات فيزيائية تؤثر على الذكور والإناث بطرق مختلفة.
في الإناث:
- أول علامة للبلوغ هي نمو الثديين.
- نمو الشعر في منطقة العانة وتحت الإبطين.
- الطمث أو الدورة الشهرية وغالباً تحدث في النهاية بعد ظهور الأعراض الأولية.
في الذكور:
- يبدأ البلوغ عادة بنمو القضيب والخصيتين وزيادة حجمهما.
- نمو الشعر في منطقة العانة والإبطين.
- نمو العضلات، وزيادة عمق الصوت، ونمو شعر الوجه طوال فترة البلوغ.
- قد يظهر حب الشباب عند الذكور والإناث، وكذلك تحدث طفرة نمو وزيادة سريعة في الطول تستمر من سنتين إلى ثلاثة سنوات.
ماذا يحدث لجسمك أثناء البلوغ (للمراهقين)؟
من الجيد معرفة ما يحدث أثناء مرحلة البلوغ قبل حدوثها، قد لا تتشابه الأعراض عند الجميع ولكن يجب التذكر بأن الجميع يمر بهذه المرحلة.
عندما يصل الجسم إلى عمر معين، يفرز الدماغ هرمون يحفز البدء بعملية التغيير نحو البلوغ ويطلق عليه الهرمون المحفز لهرمون النمو (بالإنجليزية: Gonadotropin-releasing hormone (GnRH))، عندما يصل هذا الهرمون للغدة النخامية التي توجد تحت الدماغ، تفرز الغدة النخامية في مجرى الدم هرموني البلوغ عند كلا الجنسين: وهما هرمون ملوتن LH (بالإنجليزية: Luteinizing hormone)، وهرمون تحفيز الجريب FSH (بالإنجليزية: Follicle stimulating Hormone)، توجد هذه الهرمونات عند الذكور والإناث ولكنها تعمل على أعضاء مختلفة حسب الجنس.
عند الذكور:
تنتقل هذه الهرمونات عند الذكور عبر الدم إلى الخصيتين وتعطي الإشارة لبدء انتاج التستستيرون (بالإنجليزية: Testosterone) وثم الحيوانات المنوية. يسبب التستستيرون معظم التغييرات في جسم الذكر خلال عملية البلوغ. يتم إنتاج خلايا الحيوانات المنوية عند الذكورللتكاثر.
اقرأ أيضاً: مراحل البلوغ عند الذكور
عند الإناث:
يستهدف هرموني FSH وLH المبايض عند الإناث، والتي تحتوي على البويضات الموجودة منذ الولادة. يحفز هذان الهرمونان المبايض لبدء إنتاج الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen). يعمل الإستروجين مع هرموني FSH وLH على اكتمال نضج الأعضاء التناسلية للأنثى وتحضيرها لبدء الدورة الشهرية والتكاثر الجنسي.
بشكل عام، تعمل هذه التغيرات الكيميائية التي تحدث في الجسم على نقل المراهق من مرحلة الطفولة لمرحلة البلوغ مع تغير مستويات الهرمونات التي ذكرت سابقاً.
لا يحدث البلوغ بشكل متساو عند الجميع
قد يحدث البلوغ في وقت مبكر أو في وقت متأخر، هناك اختلاف طفيف من شخص لآخر، فكل شخص سيمر في مرحلة البلوغ وفقاً لجدوله الخاص. وهذه أحد الأسباب التي قد تجعل أحد أصدقائك يبدو طفلاً والبعض الآخر يبدو بالغاً. مثلاً قد يتغير صوت أو طول أحد أصدقائك بينما لا تبدو هذه التغيرات عليك. ولكن بالمحصلة، الجميع سيمر بهذه المرحلة باختلاف وقت الحدوث وستنتهي.
اقرأ أيضاً: تعرفي على أهم أسرار البلوغ المبكر عند الفتيات
عملية البلوغ غير مؤلمة... هي مجرد طفرة نمو
تستخدم كلمة طفرة لوصف تغيير خلال فترة زمنية قصيرة، ولوصف عملية البلوغ نستخدم مصطلح طفرة النمو لوصف التغير السريع الذي يحدث للطفل وانتقاله للبلوغ. فمثلاً، عند دخولك سن البلوغ ستختلف القياسات من حيث الطول بشكل كبير وقد تستغرق عامين إلى ثلاثة أعوام. عندما تبلغ طفرة النمو ذروتها فقد يزداد الطول 4 بوصات أو أكثر خلال عام.
اقرأ أيضاً: كيف تستطيع زيادة طولك بعد عمر 21 سنة؟
البلوغ يجعل الجسم يأخذ شكلاً جديداً
يترافق مع ازدياد طول الجسم مجموعة من التغييرات، فمثلاً، يكسب الجسم المزيد من الوزن وبالتالي يتغير شكله بشكل كامل مع تغييرات أخرى عند كلا الجنسين.
تغيرات شكل الجسم أثناء البلوغ عند الذكور تتضمن:
- تنمو الأكتاف بشكل أعرض.
- تنمو العضلات في أجسام الذكور بشكل أكبر.
- قد ينمو الثديين قليلاً عند بعض الذكور، ولكن يتوقف هذا النمو في نهاية البلوغ.
- زيادة حجم القضيب والخصيتين.
تغيرات شكل الجسم أثناء البلوغ عند الإناث تتضمن:
- زيادة الانحناءات في أجسام الإناث بشكل كبير.
- يزداد وزنهم عند منطقة الوركين.
- زيادة الوزن عند الفتيات أثناء البلوغ مسألة طبيعية ولا يجوز مقاومتها بالحميات الغذائية لأنها جزء من عملية البلوغ، يمكن مراجعة مسؤول الرعاية الصحية اذا أصبح هذا الأمر مقلقاً.
- نمو الثديين بدءاً بالتورم عند الحلمات ثم يزداد حجمهما، بعد عامين تقريباً من بدء نموهما يتوقع حدوث أول دورة شهرية عند الأنثى.
لمعرفة المزيد عن كيفية حدوث الدورة الشهرية اقرأ: الدورة الشهرية وعلاقتها بالخصوبة
نمو الشعر في مناطق مختلفة من الجسم عند البلوغ
يعد نمو الشعر في أماكن لم ينمو فيها من قبل من أول علامات البلوغ. ينمو الشعر عند كلا الجنسين تحت الإبطين وعند منطقة العانة (الأعضاء التناسلية وما حولها)، يصبح الشعر في هذه المناطق خلال البلوغ أطول وأثخن وربما أغمق. ينمو شعر الوجه أيضاً عند الرجال.
اقرأ أيضاً: الشعر الزائد غير المرغوب به
ظهور حب الشباب أثناء البلوغ
ظهور حب الشباب (بالإنجليزية: Acne) أو البثور( بالإنجليزية: Pimples) أثناء البلوغ؛ حيث تحفز هرمونات البلوغ ظهور حب الشباب، تبدأ البثور أيضاً في بداية البلوغ وقد تبقى طول فترة المراهقة. يمكن ملاحظة البثور على الوجه، والجزء العلوي من الظهر، والصدر. من الجيد بقاء البشرة نظيفة تجنباً لالتهاب حب الشباب ويمكن مراجعة الطبيب ليقترح بعض الحلول المناسبة للبثور والحبوب. لا بد من التنويه إلا أن ظهور حب الشباب يقل أو يختفي مع نهاية مرحلة البلوغ.
اقرأ أيضاً: حب الشباب
رائحة الجسم أثناء البلوغ
يلاحظ العديد من المراهقين ظهور روائح في جسمهم لم يعهدوها من قبل تحت الإبطين أو في أماكن أخرى عند دخولهم مرحلة البلوغ، حيث أنه تؤثر هرمونات البلوغ على الغدد الموجودة في البشرة، ينتج عن هذه الغدد مواد كيميائية مسؤولة عن رائحة الجسم.
إن إبقاء الجسم نظيفاً والاستحمام واستخدام مزيل العرق ومضادات التعرق يقللون من ظهور رائحة العرق وغيرها من الروائح.
اقرأ أيضاً: كيف تختار أفضل مزيل عرق يناسبك؟
الإفرازات أثناء البلوغ
قد يظهر عند الإناث إفرازات بيضاء مخاطية مهبلية وهي علامة أخرى من علامات البلوغ والتي تحدث بسبب التغير الهرموني.
عند الرجال، يبدأ حدوث الانتصاب (عندما يمتلىء القضيب بالدم ويصبح قاسياً)، يحدث الانتصاب عندما يستثار الرجل جنسياً أو عند التفكير أو تخيل الأمور الجنسية، ويحدث في بعض الأحيان بدون أي سبب. يواجه الرجال أيضاً الاحتلام الليلي (بالإنجليزية: Nocturnal emissions (or wet dreams))، وهو انتصاب القضيب أثناء النوم وحدوث القذف (وهو خروج السائل المنوي من القضيب)، ويلاحظ الرجل عند الاستيقاظ تبلل الملابس الداخلية والسرير. يقل حدوث الاحتلام الليلي مع الوقت خلال البلوغ إلى أن يتوقف بالنهاية.
قد يسبب التغيير أثناء البلوغ تأثيرات نفسية
قد يحدث خلال مرحلة البلوغ تأثيرات نفسية نتيجة التغيرات الهرمونية والجسدية التي طرأت، فقد تشعر بالاضطراب أو بوجود مشاعر قوية لم تختبرها من قبل، وكذلك القلق جراء التغيرات التي حدثت لشكل الجسم. يمكن أيضاً الشعور بالحساسية المفرطة تجاه المواقف والغضب بسرعة من الأصدقاء أو العائلة.
قد يكون التعامل مع هذه المشاعر الجديدة صعباً بعض الشيء، ولكن لا بد من إدراك أنه لم يتغير شيء من البيئة الخارجية وإنما التغيير حدث أثناء البلوغ ويترافق معه أيضاً بلوغ الدماغ حيث يحاول الدماغ إعادة ضبط كل ما يحدث من تغييرات والسيطرة عليها ولكن مع مرور الوقت يصبح هذا الأمر أكثر سهولة. قد ينفع في هذه المرحلة التحدث مع شخص مقرب مر في هذه التجربة سواء الوالدين أو الأصدقاء حيث أن مشاركة هذه المشاعر مع شخص اختبرها من قبل سيساعدك في التأقلم معها وتقبلها.
ربما يصبح لديك مشاعر مضطربة نحو الجنس وقد يصبح لديك الكثير من الأسئلة بفضل هرمونات البلوغ كالإستروجسن عند الإناث والتستستيرون عند الذكور، لذلك لا بد من الحصول على إجابات جميع الأسئلة التي تتوارد لديك.
قد تشعر بالحرج أو القلق أثناء التحدث عن الجنس، ولكن يجب الحصول على المعلومات الصحيحة المتعلقة بهذا الجانب. يتحدث البعض لوالديهم ليجدوا إجابات على أسئلتهم ولكن البعض الآخر لا يشعر بالراحة إزاء ذلك، يمكن التحدث إلى أشخاص آخرين غير الوالدين مثل الطبيب الخاص، طبيب أو ممرض المدرسة، أو المرشد الدراسي، أو أي شخص ترتاح إليه ويكون مؤهلاً للحديث حول هذا الجانب.
اقرأ أيضاً: الجماع والاتصال الجنسي
كيف يجب أن يتعامل الأهل مع مرحلة البلوغ (للوالدين)؟
عندما يلاحظ الأهل ظهور علامات البلوغ عند أبناءهم، لا بد من التفكير في الوقوف بجانبهم ومساعدتهم لتجاوز هذه المرحلة بسهولة ويسر ودون حدوث أي مضاعفات.
متى يمكن التحدث مع طفلك عن البلوغ؟
لا بد من أن يكون الوالدين جاهزين للتحدث عن البلوغ وخاصة إذا تعرضا للسؤال من أبناءهما، فمثلاً، عند ملاحظة العلامات الأولى من نمو الثدي عند الأنثى يمكن الحديث معها حول الوقت المتوقع للبلوغ بما يتضمن الدورة الشهرية، ويمكن الحديث معها قبل ذلك إذا كانت الأنثى مستعدة أو طرحت الأسئلة حول هذا الأمر.
بالنسبة للذكور، فيفضل مساعدتهم على التعرف على ما يحدث في البلوغ كنمو القضيب والانتصاب والاحتلام الليلي قبل سن الثانية عشر، وإذا كان الذكر يمر بمرحلة البلوغ المبكر فيفضل معرفة هذه الأمور قبل سن الثانية عشر. لا ريب في الحديث مع أبنائك عما يحدث أثناء البلوغ في الجنس المعاكس لهم وخاصة إذا طرحوا الأسئلة حول ذلك.
كيف يمكن التحدث مع أبنائك عن البلوغ؟
يفضل عدم جعل الحديث حول البلوغ في جلسة واحدة طويلة ولكن يمكن الحديث في سلسلة من الحوارات والنقاشات المفتوحة معهم. يكون الحديث فعالاً، إذا تم البدء به منذ الطفولة وخاصة عندما يسأل الطفل عن أعضاء الجسم، في كل مرة تتحدث فيها مع طفلك يمكن إعطاء المزيد من التفاصيل حسب نضج الطفل واهتمامه بموضوع الحوار.
من المهم الإجابة على أسئلة طفلك بصدق. إذا كنت تشعر بعدم الراحة أثناء الحديث أو غير متأكد من كيفية القيام بهذه المحادثات مع الأبناء فيمكن استشارة مسؤول الرعاية الصحية أو مدرب الحياة (بالإنجليزية:Life coach).
ما هي الأمور التي يجب أن يدركها الأهل حول بالبلوغ؟
قد تضطرب الأنثى بشأن نمو أثدائها وارتداء مشد الصدر، وربما تخشى النظر إليها.
ظهور حب الشباب والبثور، ويمكن نصحهم بتنظيف الوجه بعناية وباستمرار للتقليل منه وفي الحالات الشديدة من حب الشباب يجب مراجعة الطبيب لأخذ المشورة اللازمة.
مراعاة مسائل النظافة الشخصية وتطبيق مزيل العرق. وبالنسبة للذكور مراعاة تنظيف معدات الحلاقة وعدم مشاركة أدواته مع الآخرين لتجنب تلوثها وانتقال العدوى من خلالها.
الأولاد الذين اختبرو الانتصاب منذ الطفولة قد يستطيعون تجربة القذف في مرحلة البلوغ إما عن طريق الاستمناء (العادة السرية) أو الاحتلام الليلي.
عندما يصبح الطفل ناضجاً، يصبح لديه الفضول حول جنسه وجسده. فبالرغم من أن الأطفال يلمسون أعضاءهم التناسلية من وقت لآخر إلا أن الاستمناء شائعاً في مرحلة البلوغ . قد لا يسبب الاستمناء مشاكل عضوية ولكن قد يسبب مشاكل نفسية وسلوكية. يشعر المراهق بالحرج من الحديث حول موضوع الاستمناء لأنه موضوع خاص جداً، ويشعرون بالقلق من ردود فعل الآباء في حال معرفتهم بهذا الأمر.