الاشعة المقطعية للراس والمخ

تعرف الاشعة المقطعية للراس أو ما يدعى تصوير مقطعي محوسب بأنه إجراء تصويري تشخيصي غير جراحي يستخدم أشعة سينية خاصة لإنتاج صور محورية للدماغ.

يعطي هذا النوع من التصوير معلومات أكثر تفصيلاً عن أنسجة الدماغ وبنائه مقارنة بصور الأشعة السينية التقليدية للرأس، كالمعلومات المتعلقة بأمراض الدماغ وإصاباته التي تشمل النزيف، والسكتات الدماغية، وأورام الدماغ. وفي الحالات الطارئة، تساعد الاشعة المقطعية على المخ في الكشف عن الإصابات الداخلية والنزيف بسرعة كافية للمساعدة في إنقاذ الحياة.

يقوم جهاز التصوير المقطعي المحوسب بأخذ مجموعة من الصور ومن ثم دمجها معاً لإنشاء صورة مفصلة للدماغ، مما يساعد الطبيب على تشخيص حالة المريض بشكل دقيق.

يمكن إجراء الأشعة المقطعية باستخدام صبغة التباين أو بدونها. وتعرف صبغة التباين هنا على أنها مادة تؤخذ حقناً أو عبر الفم لإظهار عضو أو نسيج معين بشكل أكثر وضوحاً. ومن الجدير بالذكر أن الإجراءات الطبية التي تتطلب استخدام اشعة الصبغة تحتاج لصيام الشخص لمدة معينة قبل أخذها.

اقرأ أيضاً: قسطرة المخ

ميزات وخصائص الاشعة المقطعية للراس والمخ

من أهم ما يميز التصوير المقطعي المحوسب للدماغ ما يلي:

• هو اختبار طبي تشخيصي ينتج صوراً متعددة للجزء الداخلي من الدماغ.
• يمكن إعادة تنسيق الصور المستعرضة التي تم تكوينها خلال الفحص المقطعي في عدة مستويات، ويمكن أيضاً إنشاء صور ثلاثية الأبعاد.
• من الممكن مشاهدة الصور الناتجة على شاشة الكمبيوتر، أو طباعتها على فيلم، أو نقلها إلى قرص مضغوط DVD.
• يوفر التصوير المقطعي المحوري معلومات أكثر تفصيلا عن إصابات الرأس والسكتة الدماغية وأورام المخ وأمراض الدماغ الأخرى مقارنة بالصور الشعاعية العادية.
• يكمن الفرق بين الأشعة المقطعية والرنين لتصوير الدماغ بأن التصوير بالأشعة المقطعية للراس والمخ أسرع ويمكن أن يوفر صوراً للأنسجة والأعضاء والجمجمة. 

كيفية إجراء الاشعة المقطعية للراس والمخ

قبل البدء بالتصوير

• يتم الإجراء في المستشفى أو مركز التصوير الخارجي، ويستغرق الفحص عادة 15 دقيقة فقط.
• يجب إخبار الطبيب وأخصائي الأشعة عن أية أمراض حديثة أو حالات طبية أخرى، وما إذا كان للمريض يعاني من أمراض القلب، أو الربو، أو أمراض الكلى، أو مشاكل الغدة الدرقية، أوالسكري خاصة إذا كان يتناول دواء الجلوكوفاج (بالإنجليزية: Glucophage) وهو أحد أدوية تنظيم سكر الدم.
• يجب إبلاغ الطبيب عن جميع الأدوية التي يتناولها المريض، وإذا ما كان المريض يعاني من أي حساسية معروفة لصبغات التباين.
• قد يصف الطبيب الأدوية (عادة الستيرويدات) لتقليل خطر الحساسية. وتؤخذ هذه الأدوية عادة قبل 12 ساعة من إعطاء مادة التباين.
• بعض الناس يجدون جهاز الاشعة المقطعية مخيف أو خانق، لذلك قد يقترح الطبيب مسكناً للحفاظ على الهدوء أثناء العملية.
• في حال إجراء فحص الأشعة المقطعية للأطفال، قد يوصي الطبيب بالتخدير العام، أو شرب محلول الكلورالهيدرات (بالإنجليزية: Chloralhydrate).
• إذا تم استخدام مادة التباين في الفحص، سيطلب من المريض عدم تناول أو شرب أي شيء لبضع ساعات قبل الإجراء.
• على النساء إعلام الطبيب وأخصائي تكنولوجيا التصوير بالأشعة المقطعية إذا كن حوامل أو كان هناك أي احتمال للحمل.

تحضير المريض للتصوير

• في يوم الإجراء، يجب عدم ارتداء المجوهرات والأشياء المعدنية الأخرى (يمكن أن تؤثر على وظيفة الماسحة الضوئية وتتداخل مع الأشعة السينية).
• قد يطلب من المريض ارتداء ثوب المستشفى، ثم يستلقي على طاولة ضيقة إما مواجهة لأعلى أو مواجهة للوجه، اعتماداً على أسباب الفحص المقطعي الخاص بالمريض.

ما يحدث خلال التصوير

• من المهم جداً أن يظل المريض ثابتاً تماماً أثناء الاختبار، ويمكن حتى لحركة صغيرة طمس الصور.
• سيعمل الجهاز ﺑﺑطء، وقد يطلب الطبيب من المريض حبس الأنفاس لفترة قصيرة.
• سوف يدور شعاع الأشعة السينية الخاص بالماسح الضوئي حول الرأس، مما يؤدي إلى إنشاء سلسلة من صور للرأس من زوايا مختلفة. تسمى الصور الفردية بالشرائح، ويخلق تراص الشرائح صوراً ثلاثية الأبعاد.
• يمكن رؤية الصور فوراً على الشاشة، ويتم تخزينها لعرضها وطباعتها لاحقاً.
• للأمان والتوجيه، يحتوي الماسح الضوئي المقطعي على (ميكروفون) ومكبرات صوت للتواصل مع المريض.

ويعتمد كم مدة الأشعة المقطعية على الجزء المراد فحصه من الجسم، ويستغرق اجراء الأشعة المقطعية للراس حوالي 10 دقائق في العادة. 

كيفية قراءة الاشعة المقطعية للمخ

فيما يتعلق بكبفية قراءة الأشعة المقطعية للمخ، يتم وصف مظهر الأنسجة في الفحص بالأشعة المقطعية من حيث الكثافة. حيث توصف الأجزاء الداكنة بأنها منخفضة الكثافة، أما الأجزاء الفاتحة فهي شديدة الكثافة. ومن أبرز ما يجب تقييمه عند قراءة تقرير أشعة مقطعية على المخ ما يلي: 

• وجود دم.
• الدماغ.
• البطينين.
• عظم الجمجمة. 

أسباب إجراء الاشعة المقطعية للراس والمخ

يجرى التصوير المقطعي المحوسب للدماغ للأسباب التالية:

تشخيص الامراض والحالات المتعلقة بالرأس والمخ

تستخدم الاشعة المقطعية للراس والمخ للمساعدة في تشخيص الحالات التالية:

• الجلطات الدماغية أو النزيف الدماغي بعد ظهور أعراض السكتة الدماغية مباشرة.
• أمراض وتشوهات الجمجمة وعيوب الدماغ الخلقية.
• ضمور أنسجة المخ.
• تمدد الأوعية الدموية في الدماغ.
• نزيف الدماغ وإصابات الدماغ الناتجة عن تعرض الرأس للصدمة.
• النزيف الناجم عن تمزق الأوعية الدموية (أم الدم) أو تسريبها لدى المصابين بالصداع الشديد المزمن.
• استسقاء الرأس (أو تراكم السوائل في الجمجمة) وتضخم حجرات الدماغ.
• الالتهابات الدماغية.
• الأورام الدماغية الخبيثة والحميدة.

تقييم وضع المريض في بعض الحالات

يستخدم ما يعرف بتصوير مقطعي محوسب لتقييم المريض عند تعرضه لأحد الإصابات أو الأعراض التالية دون سبب واضح:

• الإغماء.
• الصداع.
• التشنجات.
• تغييرات سلوكية مفاجئة أو تغيرات في التفكير.
• فقدان السمع، حيث يستخدم هذا النوع من التصوير لتشخيص مشاكل العظم الصدغي في جانب الجمجمة والتي تسبب مشاكل سمعية.
• فقدان البصر.
• ضعف العضلات أو التنميل والوخز.
• صعوبة الكلام.
• صعوبة في البلع.

توجيه الإجراءات الطبية

تساعد الاشعة المقطعية للراس والدماغ في بعض الاجراءات الطبية كالتالي:

•  يمكن استخدام التصوير بالأشعة المقطعية في الجمجمة لتوجيه إجراءات أخرى مثل الجراحة أو الخزعة ومساعدة الطبيب في القيام بها. حيث يساعد التصوير المقطعي المحوسب للدماغ في إرشاد عبور الإبرة المستخدمة للحصول على عينة نسيجية من الدماغ.
• التحضير للعلاج الإشعاعي لسرطان الدماغ والأنسجة الأخرى.

اقرأ أيضاً: سرطان الدماغ.

 الأسباب الأخرى لإجراء الاشعة المقطعية للراس

هناك أسباب أخرى تستدعي اجراء تصوير مقطعي محوسب للراس مثل:

• تقييم مدى الأضرار التي لحقت بالعظام والأنسجة الناعمة للدماغ لدى المصابين بصدمة للوجه وينوون القيام بعملية ترميمية.
• تحديد ما إن كان المريض يعاني من التهاب الجيوب المجاورة للأنف أو هناك أي تغيرات بها.
• تقييم أم الدم والتشوهات الشريانية الوريدية والأوعية الدموية بإجراء يعرف بتصوير الأوعية المقطعي.

الاشعة المقطعية للراس للأطفال

التصوير المقطعي المحوسب للأطفال هو فحص سريع وغير مؤلم. ويمكن أن يساعد في العثور على سبب الصداع أو الألم، أو البحث عن كسور أو نزيف بعد التعرض لإصابة في الرأس. 

ومن أهم مايجب معرفته حول اجراء الأشعة المقطعية للراس للاطفال ما يلي: 

• قد ينزعج الطفل من صلابة الطاولة التي يرقد عليها لاجراء الفحص، وقد تكون الغرفة باردة بالنسبة له.
• اجراء الأشعية المقطعية للراس للاطفال غير مؤلم.
• إذا تم حقن صبغة التباين من خلال الوريد، قد يشعر الطفل بلسعة سريعة أو قرصة عند دخولها للوريد. وقد تجعل الطفل يشعر بالدفء والاحمرار. وبعض الأطفال قد يشعرون بالغثيان أو الصداع.

مضاعفات وأضرار الاشعة المقطعية على المخ

يمكن أن يكون هناك مضاعفات لاجراء تصوير مقطعي محوسب للراس، وتشمل آثار وأضرار الأشعة المقطعية على المخ ما يلي:

• الانزعاج وعدم الارتياح

لا يسبب إجراء تصوير مقطعي محوسب نفسه الألم، إلا أن بعض المرضى يشعرون بعدم الارتياح على الطاولة الصلبة أو يواجهون صعوبة في البقاء دون حركة داخل مكان ضيق.

• خطر التعرض للإشعاع

يؤثر إشعاع التصوير المقطعي المحوسب سلبياً على بعض فئات المرضى كالحوامل.

• التعرض لآثار صبغة التباين السلبية

تحتوي صبغة الاشعة المقطعية للراس أو مادة التباين عادةً على اليود الذي قد يسبب بعض الآثار الجانبية لدى الأشخاص الذين لديهم حساسية منه مثل:

• • الغثيان، والقيء، والطفح الجلدي، والحكة، والعطاس. قد يعطي الطبيب المرضى أدوية الستيرويدات أو مضادات الهستامين قبل أن يتم حقن الصبغة. بعد الانتهاء من اجراء الاشعة المقطعية على المخ، قد يحتاج المريض إلى شرب سوائل إضافية للمساعدة في طرد اليود من الجسم.
  • في حالات نادرة جداً، يمكن أن تسبب صبغة التباين الحساسية المفرطة، وهو رد فعل تحسسي لكامل الجسم يمكن أن يهدد الحياة. لذلك، من الضروري أن يخبر المريض الفني على الفور في حال مواجهة أية صعوبة في التنفس.

قد يشعر المريض بحرق خفيف عندما تدخل صبغة التباين إلى الوريد. كما قد يعاني البعض من طعم معدني في أفواههم وإحساس دافئ في جميع أنحاء الجسم، لكن تعتبر هذه التفاعلات طبيعية وعادة ما تختفي في أقل من دقيقة.

اقرأ أيضاً: صور الاسنان، ما بين الفوائد والمخاطر