اضطراب الشخصية الحدية (بالإنجليزية: Borderline Personality Disorder or BPD) هو حالة نفسية تتسم بتقلبات مزاجية حادة، وسلوكيات اندفاعية، وصعوبة في الحفاظ على علاقات مستقرة مع الآخرين، فغالبًا ما يعاني المصابون من خوف شديد من الهجر أو الفقد، مما يدفعهم إلى تصرفات متهورة أو مؤذية لأنفسهم، مثل القيادة الخطرة أو التهديد بإيذاء النفس، وهذا يؤثر بشكل كبير في علاقاتهم العاطفية والاجتماعية، سواء مع العائلة أو الشركاء. [1]
بالرغم من أن العديد من المُصابين باضطراب الشخصية الحدية قد لا يدركون حالتهم، إلا أن الخبر الجيد أنه يمكن إدارته والتعامل معه بنجاح، بمساعدة المتخصصين.
راحتك النفسية تبدأ بخطوة – احجز استشارتك النفسية أونلاين الآن مع أخصائي معتمد، بسرية وخصوصية تامة
تتعدد أنواع الشخصية الحدية، وتشتمل على: [2]
1. الشخصية الحدية الاندفاعية (بالإنجليزية: Impulsive BPD):
يتسم هذا النمط بانفعالية شديدة واندفاع في التصرفات، خاصة في حالات الغضب أو التوتر. قد يلجأ الشخص لسلوكيات متهورة مثل القيادة السريعة، تكسير الأشياء، الدخول في شجارات، أو حتى إيذاء النفس.
2. الشخصبة الحدية الهادئة (بالإنجليزية: Discouraged BPD):
يبدو الشخص هادئًا وخجولًا في البداية، لكنه يتعلّق بالآخرين بشكل مبالغ فيه، ويخاف بشدة من الهجر، وأي إحساس بالتجاهل أو عدم الاهتمام قد يحرّك عنده مشاعر غضب شديدة أو نوبات انفعالية، كما أن أي قدر من الاهتمام لا يكفيه أو لا يرضيه.
3. الشخصية الحدية الهدّامة للذات (بالإنجليزية: Self-destructive BPD):
يحمل صاحبه مشاعر كره للذات، وشعورًا دائمًا بانعدام القيمة، ويلجأ للبحث عن الاهتمام من الآخرين حتى يشعر بالأمان، لكن حتى حين يحصل عليه، لا يدوم شعوره بالراحة. غالبًا ما تقوم هذه الشخصية بسلوكيات مؤذية، مثل تعاطي المخدرات، أو إيذاء النفس، أو التهديد بالانتحار، كطريقة للهروب من الكره الداخلي.
4. الشخصية الحدية العدوانية (بالإنجليزية: Petulant BPD):
يتأرجح الشخص بين مشاعر الغضب والانفعال، وبين شعور عميق بأنه بدون قيمة، وغالبًا ما يحاول التحكم بمن حوله أو فرض سيطرته، ويصبح شديد الحساسية والتملّك في العلاقات، وهذا السلوك يخلق توترًا كبيرًا ويؤثر في علاقاته، وقد يدفعه إلى سلوكيات مؤذية كوسيلة للتعبير عن ألمه.
للمزيد: أنواع الشخصية الحدية
لم يعرف حتى الآن أسباب حدوث اضطراب الشخصية الحدية بدقة، ولكن يرجح أن الإصابة به تعود لعدة عوامل منها: [3]
غالبًا ما تظهر أعراض اضطراب الشخصية الحدية عند النساء والرجال في بداية مرحلة الشباب، وتشمل ما يلي: [4][5] للمزيد: ما هي صفات الشخصية الحدية؟
يعتمد الطبيب في التشخيص على أخذ التاريخ الطبي، وإجراء فحص بدني شامل لاستبعاد الأسباب العضوية، ثم يتم تقييم أعراض اضطراب الشخصية الحدية بالتفصيل وفقًا للمعايير الواردة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية الإصدار الخامس (DSM-5). [1] قد يصعب تشخيص حالات اضطراب الشخصية الحدية؛ نظرًا لاحتمالية معاناة الفرد من اضطرابات نفسية أخرى، فعلى سبيل المثال قد يعاني الشخص من اضطراب الشخصية الحدية والاكتئاب في آن واحد، وعندها قد تُخفي أعراض الاكتئاب صفات الشخصية الحدية، مما يؤدي إلى عدم دقة التشخيص. [1] اقرأ أيضًا: اضطراب الشخصية الحدية والاكتئاب
مع العلاجات المناسبة، يمكن للمصابين باضطراب الشخصية الحدية أن يلاحظوا تحسّنًا كبيرًا في الأعراض، مما ينعكس إيجابًا على جودة حياتهم، وعلاقات أكثر استقرارًا مع الآخرين. تتضمن طرق العلاج ما يأتي: [6] يُعتبر العلاج النفسي هو الخيار الأول والأفضل للتعامل مع اضطراب الشخصية الحدية، وله عدة أشكال، منها: [6][7] يعد من أنجح العلاجات لاضطراب الشخصية الحدية، ويتضمن جلسات تهدف إلى توعية الشخص بذاته ومشاعره، وتدريبه على التحكم بعواطفه، وكيفية تغيير سلوكياته السلبية، وتعليمه طرق حول تطوير مهارات اجتماعية صحية مع الآخرين. يساعد الشخص على التعرف إلى أنماط التفكير السلبية أو غير المنطقية، والعمل على استبدالها بطريقة تفكير إيجابية وأكثر واقعية، خاصة في المواقف الصعبة. يساعد الشخص على إدراك أعمق لعقليته، أفكاره، ومشاعره، والتفريق بينها وبين ما يشعر به أو يفكر فيه الآخرون حقًا، مما يقلّل من سوء الفهم في العلاقات، ويساعده على التأني قبل القيام بأي تصرف. يعتمد على فكرة أن اضطراب الشخصية الحدية ناتج عن صورة مشوّهة أو غير صحية عن الذات، ويهدف إلى إعادة بناء هذه الصورة بطريقة أكثر إيجابية. لا يوجد حتى الآن دواء لعلاج اضطراب الشخصية الحدية، ولكن قد يصف الأطباء بعض الأدوية لعلاج المشكلات المصاحبة لهذا الاضطراب. [6] يتضمن علاج اضطراب الشخصية الحدية بالأدوية ما يأتي: [5] قد يستدعي علاج اضطراب الشخصية الحدية البقاء في المستشفى أو مركز الرعاية التفسية في بعض الحالات حتى تتحسن، خاصةً الأشخاص الذين أقدموا على محاولات انتحار. [6] للمزيد: كيفية علاج اضطراب الشخصية الحديةالعلاج النفسي
العلاج الدوائي
العلاج في المستشفى
يساهم اتباع الإرشادات التالية في التعايش مع الشخصية الحدية بجانب تلقي العلاج: [3][7] للمزيد: التعايش مع اضطراب الشخصية الحدية
قد يزيد اضطراب الشخصية الحدية من خطر الإصابة بحالات نفسية أخرى، مثل: [8] اقرأ أيضًا: الفرق بين اضطراب الشخصية الحدية وثنائي القطب تشمل المضاعفات الأخرى المحتملة للشخصية الحدية ما يلي: [8]
تتحسن أعراض الشخصية الحدية خلال العام الأول من الالتزام بخطة العلاج، وغالبًا ما تخف أو حتى قد تختفي تمامًا مع التقدم في العمر، خاصةً على عمر الثلاثينيات أو الأربعينيات. [6]
[1] Cleveland Clinic. Borderline Personality Disorder (BPD). Retrieved on the 16th of April, 2025. [2] American Addiction Centers. Borderline Personality Disorder (BPD): Causes, Types & Treatment. Retrieved on the 16th of April, 2025. [3] Kristalyn Salters-Pedneault. What Is Borderline Personality Disorder (BPD)? Retrieved on the 16th of April, 2025. [4] Melinda Smith and Jeanne Segal. Borderline Personality Disorder (BPD). Retrieved on the 16th of April, 2025. [5] Kristalyn Salters. Signs and Symptoms of Borderline Personality Disorder. Retrieved on the 16th of April, 2025. [6] Jamie Smith. What to know about borderline personality disorder (BPD). Retrieved on the 16th of April, 2025. [7] Sian Ferguson. All About Borderline Personality Disorder. Retrieved on the 16th of April, 2025. [8] Jenna Fletcher. Borderline Personality Disorder. Retrieved on the 16th of April, 2025.
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.