إنّ اضطراب الاعتلال الدماغي الكبدي (بالإنجليزية: Hepatic Encephalopathy) هو خلل في وظائف الدماغ يحدث نتيجةً لوجود مرض حاد في الكبد؛ بحيث يُصبح الكبد غير قادر على إزالة السموم من الدم بشكل كافي، ممّا يؤدي إلى تراكم هذه السموم في الدم ووصولها إلى الدماغ الأمر الذي يتسبّب بحدوث تلف فيه. [1][2]
اضغط هنا واستشر طبيبًا من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع
يوجد طريقتين لتقسيم الاعتلال الدماغي الكبدي، وفيما يلي توضيحًا لكل منهما:
يُمكن تقسيم اعتلال الدماغ الكبدي إلى نوعين بناءً على مدة استمراره، وهما:
تنتج الإصابة الاعتلال الدماغي الكبدي قصير المدى أو الحاد ( بالإنجليزية: Acute Hepatic Encephalopathy) عن وجود مرض شديد أو حاد في الكبد، وهو أمر يحدث في العادة لدى الأفراد المصابين بأحد الأمراض التالية: [1]
كما يُمكن أن يكون الاعتلال الدماغي الكبدي الحاد مؤشرًا على حدوث فشل كامل في الكبد. [1]
إنّ الاعتلال الدماغي الكبدي المزمن (بالإنجليزية: Chronic Hepatic Encephalopathy) يُمثّل الحالات الدائمة أو متكرّرة الحدوث من هذا الاضطراب، وفيما يلي نذكر توضيحًا لكلا الحالتين: [1]
أيضًا، يُمكن أن يتم تقسيم اعتلال الدماغ الكبدي إلى 3 أنواع بناءً على سبّب حدوثه، وهي:
يحدث الاعتلال الدماغي الكبدي من النوع أ نتيجة الإصابة بالفشل الكبدي الحاد، والذي يتمثّل بالمعاناة من انخفاض سريع في وظائف الكبد لدى الأفراد الذين لا يعانون مسبقًا من أية أمراض في الكبد، ومن المُمكن أن يحدث هذا الانخفاض على مدار أيام أو أسابيع. [2][3]
ويُعدّ السبّب الأكثر شيوعًا لحدوث فشل الكبد الحاد هو تناول جرعة زائدة من دواء الأسيتامينوفين (بالإنجليزية: Acetaminophen). وتشمل بعض الأسباب الأخرى ما يلي: [2]
يحدث النوع ب من اعتلال الدماغ الكبدي نتيجة لحالة تسمى بتجاوز البوابة الجهازية (بالإنجليزية: Portal-Systemic Bypass)، والتي تتمثّل بتدفّق الدم حول الكبد بدلًا من تدفّق إلى داخل الكبد، الأمر الذي يمنع الكبد من تصفية السموم من الدم بشكل فعّال. ويُمكن أن تحدث هذه الحالة نتيجة التشوهات الخلقية والتعرّض لإصابة في منطقة الكبد. [2][3]
ينتج الاعتلال الدماغي الكبدي من النوع ج بسبّب تليّف الكبد وظهور الندب في أنسجة الكبد، وهي حالة تحدث في المراحل الأخيرة من أمراض الكبد. فمع مرور الوقت، يتم استبدال أنسجة الكبد السليمة بالأنسجة الندبية، وهو ما يؤدي إلى انخفاض قدرة الكبد على إزالة السموم من الدم. [2][3]
ومن أكثر الأسباب شيوعًا لتليّف الكبد: [2]
بحسب مؤسسة الكبد الأمريكية، يتم تقسيم مراحل مرض الاعتلال الدماغي الكبدي إلى 5 مراحل، تختلف باختلاف شدّة الأعراض لدى المريض. وتتضمن هذه المراحل ما يلي: [1][2]
يقوم الكبد بإزالة العديد من المركبات الكيميائية السامة من الجسم، مثل: مركبات الأمونيا التي تتكوّن نتيجة استقلاب البروتينات ليتم استخدامها من قبل أعضاء الجسم المختلفة. وفي حال وجود تلف أو خلل في الكبد فإنّه يصبح غير قادر على تصفية وإزالة هذه المركبات بشكل كافي، وبالتالي تراكمها في الدم ممّا يؤدي إلى وصولها للدماغ والتسبّب بتضرّر أنسجة الدماغ. [1][3] ويُمكن أن تتضمّن العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بالاعتلال الدماغي الكبدي ما يلي: [1][2][4]
تختلف أعراض الاعتلال الكبدي باختلاف السبّب الذي أدى إلى حدوث خلل في الكبد، بالإضافة إلى شدّة الحالة لدى الفرد؛ حيث تتراوح شدّة المرض بين المتوسط والشديد. [1][2] تتضمّن أعراض اعتلال الدماغ الكبدي متوسط الشدّة ما يلي: [1][2] بالإضافة إلى الأعراض المذكورة سابقًا، يُمكن أن تتطوّر وتتفاقم الأعراض مع ازدياد شدّة الاعتلال الدماغي الكبدي، ومن المُمكن أن تظهر الأعراض التالية لدى المريض: [1][2] من المهم طلب المساعدة الطبية الطارئة عند تعرّض المريض لأي من أعراض الاعتلال الدماغي الكبدي الشديد المذكورة سابقًا، فمن المُمكن أن يؤدي عدم تلقي العلاج في الوقت المناسب إلى فقدان الوعي ودخول المريض في غيبوبة. [1][2]أعراض الاعتلال الدماغي الكبدي المتوسط
أعراض الاعتلال الدماغي الكبدي الشديد
بالبداية، يقوم الطبيب بإجراء فحص بدني للمريض وسؤاله عن الأعراض التي يُعاني منها وتاريخه الطبي، فمن المهم إخبار الطبيب إذا كان لدى المريض أي مرض في الكلى أو الكبد. ومن ثم سيقوم بطلب إجراء العديد من الفحوصات الطبية لتأكيد تشخيص الاعتلال الدماغي الكبدي. [1][2] وتتضمّن هذه الفحوصات ما يلي: فمن المُمكن أن يطلب الطبيب إجراء الفحوصات التالية: [1][2][3] فمن المُمكن أن يساعد إجراء بعض أنواع الاختبارات التصويرية في الكشف عن وجود نزيف أو تشوّه في الدماغ، كما أنّها تساعد في التمييز بين اعتلال الدماغ الكبدي والأسباب الأخرى لالتهاب الدماغ وتلف الدماغ. ومن هذه الفحوصات: [1][2][3] يُمكن أن يطلب الطبيب إجراء تخطيط كهربية الدماغ (بالإنجليزية: Electroencephalogram)، والذي يُعرف اختصارًا باسم تحليل EEG، حيث يقيس هذا الاختبار النشاط الكهربائي في الدماغ لتحديد التغييرات المرتبطة بالاعتلال الدماغي الكبدي. [2]
تعتمد طريقة العلاج المتّبعة بشكل رئيسي على العامل المُسبّب للاعتلال الدماغي الكبدي، وتتضمن خيارات العلاج ما يلي: [2][4][5] وإذا كان العامل المُسبّب للاعتلال الدماغي الكبدي هو تناول البروتينات بشكل كبير، عندها يجب الحدّ من تناول الأغذية الغنية بالبروتين، مثل: [1][4] ما أن يتم معالجة العامل المُسبّب والسيطرة عليه، يُمكن أن يصف الطبيب بعض الأدوية التي تهدف إلى خفض مستويات الأمونيا والمركبات الكيميائية السامة الأخرى في الدم، وبما أنّ تكوّن هذه المركبات يبدأ من الجهاز الهضمي، فإنّ معظم العلاجات المقدّمة ستكون موجهة نحو الأمعاء بهدف خفض إنتاج هذه المركبات. [1][2][5] ومن أنواع الأدوية التي يتم استخدامها لمرضى اعتلال الدماغ الكبدي هي اللاكتولوز (بالإنجليزية: Lactulose) والمضادات الحيوية (بالإنجليزية: Antibiotics). [5] كما هناك علاجات أخرى يُمكن تقديمها عند علاج الاعتلال الدماغي الكبدي، مثل: التنفس الاصطناعي للمرضى الذين يختبرون صعوبة في التنفس. أما في حالة وجود تلف حاد في الكبد أدى إلى الإصابة بالاعتلال الدماغي الكبدي، فمن المُمكن أن يحتاج المريض لإجراء زراعة للكبد. [1][2][4]
إنّ الطريقة الأكثر فعالية في الوقاية من الاعتلال الدماغي الكبدي هي تجنُّب الإصابة بأمراض الكبد والسيّطرة عليها، ويُمكن تحقيق ذلك باتباع الخطوات التالية: [1][2] وفيما يلي سنذكر أهم النقاط التي يجب مراعاتها لتجنُّب الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي: [1][2]
يُمكن أن يؤدي عدم علاج الاعتلال الدماغي الكبدي إلى عدد من المضاعفات غير القابلة للعلاج، والتي تتضمّن: [1]
يُعتبر الاعتلال الدماغي الكبدي حالة خطيرة ومهدّدة للحياة، لكنّها قابلة للعلاج، حيث يُمكن السيّطرة عليها وتفادي مضاعفاتها إذا تم تلقي العلاج المناسب بشكل سريع. وتزول الأعراض التي يعاني منها المريض في العادة فور القيام بعلاج العامل المُسبب. لكن من المهم الاستمرار بالعلاج لمدة كافية لضمان عدم عودة الحالة مرة أخرى. [1][2][5] أما حين تصبح الأعراض شديدة، فيُمكن للحالة أن تسوء بشكل سريع بحيث تؤدي لمضاعفات خطيرة. لذلك فإنّه من المهم جدًا إخبار الطبيب فور ملاحظة أي علامة أو عرض من أعراض الاعتلال الدماغي الكبدي. [5] بشكل عام، يتمتع الأفراد المصابون باعتلال الدماغ الكبدي المزمن بمعدلات شفاء أفضل من أولئك الذين يعانون من اعتلال الدماغ الكبدي الحاد، إلّا أنّهم معرّضون للإصابة بنوبات متكرّرة من المرض. [1][2]
[1] April Kahn. Hepatic Encephalopathy. Retrieved on the 3rd of September, 2024. [2] Jenna Fletcher. What to Know About Hepatic Encephalopathy. Retrieved on the 3rd of September, 2024. [3] Ananya Mandal. What is Hepatic Encephalopathy? Retrieved on the 3rd of September, 2024. [4] Drugs.com. Hepatic Encephalopathy. Retrieved on the 3rd of September, 2024. [5] Liver Foundation. Treating Hepatic Encephalopathy. Retrieved on the 3rd of September, 2024.
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.