مريء باريت | Barrett's Esophagus

إلى الآن من غير المعروف ما هو السبب الرئيسي للإصابة بمريء باريت، لكن الإصابة به ترتبط كثيرًا بالإصابة بمرض الارتجاع المعدي المريء، وهو مرض يتسبب برجوع أحماض المعدة باتجاه الجزء السفلي من المريء. فالتعرض لحمض المعدة بشكل متكرر ولمدة طويلة من الزمن بأن تتغير خلايا المريء وتصبح غير طبيعية بشكل دائم. [1،2]

يعد المرضى الذين يعانون من ارتجاع المريء هم أكثر عرضة للإصابة بمريء باريت بنسبة 3 إلى 5 مرات، كما أن ما يقارب 5 - 10% من الأفراد الذين يعانون من ارتجاع المريء يصابون بمريء باريت. إلا أنه من الممكن أيضًا أن يتطور مريء باريت دون معاناة الفرد من ارتجاع المريء. [2،3]

عوامل خطر الإصابة بمريء باريت

يزداد خطر الإصابة بمريء باريت في حال معاناة الفرد من أعراض الارتجاع المعدي المريئي لفترة تتجاوز 10 سنوات، كما يعد الرجال أكثر عرضة للإصابة بمريء باريت مقارنة بالنساء،. أيضًا، يعد الفرد أكثر عرضة للإصابة بمريء باريت إذا أصيب به أحد الأفراد الآخرين من عائلته. [1-3] 

ويمكن أن تشمل عوامل خطر الإصابة بمريء باريت أيضًا ما يلي: [1-3]

• التدخين.
• السمنة.
• التقدم في السن، حيث أن تجاوز عمر 50 عامًا يزيد من خطر الإصابة بمريء باريت.
• الإصابة بمرض التهاب المعدة الناجم عن الإصابة بالبكتيريا البوابية.
• الإصابة بحرقة المعدة، سواء مع أو بدون ارتجاع المريء.
• المعاناة من فتق الحجاب الحاجز.

اقرأ أيضًا: مضاعفات ارتجاع المريء

نادرًا ما يتسبب مريء باريت بالأعراض لدى المريض. لكن، من الممكن أن يعاني المريض من أعراض ارتجاع المريء في حال كان السبب بالإصابة بمريء باريت، ولعل أهم هذه الأعراض هي حرقة المعدة، بالإضافة إلى الأعراض التالية: [1،3]

• التجشؤ.
• طعم مرير أو حامض في الفم.
• رائحة الفم الكريهة.

غالبًا ما تظهر هذه الأعراض لدى المصاب بمريء باريت خلال ساعة من تناول الطعام، والتي يمكن أن تستمر لعدة ساعات. أيضًا، إن العوامل التي تؤدي إلى تفاقم ارتجاع المريء، يمكن أن تؤدي إلى تفاقم حالة مريء باريت. ومن هذه العوامل ما يلي: [1،2]

• التدخين.
• الكحول.
• الاستخدام المتكرر لمضادات الالتهاب غير الستيرويدية أو الأسبرين.
• تناول كميات كبيرة من الطعام في الوجبة الواحدة.
• تناول نظام غذائي يحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة.
• تناول الأطعمة الحارة.
• النوم أو الاستلقاء بعد أقل من أربع ساعات من تناول الطعام.

لكن، يمكن أن تحدث بعض الأعراض الخطيرة لدى المرضى المصابين بمريء باريت، والتي تتطلب مراجعة الطبيب فورًا، وتشمل هذه الأعراض ما يلي: [2،4]

• صعوبة في بلع الطعام.
• ألم أثناء البلع.
• ألم الصدر.
• السعال المستمر.
• التهاب الحنجرة.
• قيء دموي أو قيء يشبه القهوة.
• إخراج براز أسود أو يحتوي على الدم.

اقرأ أيضًا: أنواع ارتجاع المريء ودرجاته

يعد تنظير المريء والمعدة والإثنا عشر من أولى الإجراءات التي يتم إجرائها من أجل تشخيص مريء باريت، والذي يمكن من خلاله فحص البطانة الداخلية الجزء السفلي من المريء والكشف عن وجود أي تغيرات فيها. كما يساعد التنظير في التأكد من ظهور المريء باللون الوردي. [1،2]

أيضًا، يمكن أن يقوم الطبيب أثناء التنظير بأخذ عينة من أنسجة المريء من أجل فحصها لاحقًا داخل المختبر والكشف عن وجود خلايا الظهارة العمودية فيها. كما سيتم فحص العينة المأخوذة من المريء للكشف عن خلل في التنسج وأية خلايا سرطانية أو خلايا ما قبل السرطانية. [1،2]

يوجد عدد من الفحوصات والإجراءات الأخرى التي يمكن أن تساعد في تشخيص مريء باريت، وتشمل ما يلي: [1]

• فحوصات الدم، مثل تعداد الدم الكامل والذي يتم إجراؤه في حال فقدان الدم بسبب النزيف في المريء.
• اختبارات التصوير، مثل التصوير المقطعي المحوسب للصدر والبطن، والذي يفيد في الكشف عن وجود أي ورم، أو خراج، أو انسداد في المعدة أو المريء.
• اختبار الدم الخفي في البراز للكشف عن الدم في البراز.

إن الهدف الرئيسي من علاج مريء باريت هو التقليل من أو منع حدوث تطور للمرض. وهناك عدة خيارات يتضمنها علاج مريء باريت ويعتمد اختيار أفضلها على الصحة العامة للمريض وعلى ووجود الخلايا السرطانية أو خلل التنسج في المريء. [2،3]

وفيما يلي نذكر خيارات علاج مريء باريت بالتفصيل:

علاج مريء باريت بالأدوية

إن أول علاج يتم وصفه للمريض بمجرد تأكيد إصابته بمريء باريت هي الأدوية التي تعمل على تقليل ومنع رجوع الحمض إلى المعدة، بما فيها: [1،4]

• مثبطات مضخة البروتون، مثل اللانزوبرازل، والبانتوبرازول، والأوميبرازول.
• مضاد مستقبلات الهستامين 2، مثل الفاموتيدين.
• مضادات الحموضة، بسموث سبساليسيلات.

كما يمكن أن يصف الطبيب الأدوية التي تعمل على تسريع حركة الطعام من المعدة إلى الأمعاء، إلى جانب هذه الأدوية. أيضًا، من الممكن أن يتم وصف دواء الباكلوفين وهو دواء مرخي للعضلات، لكن من الممكن أن يقلل من عدد مرات الإصابة بالارتجاع الحمضي. [3]

علاج مريء باريت بالمنظار

هناك العديد من العلاجات لمريء باريت تتم من خلال التنظير، بما فيها:

• الكي

يعد هذا الإجراء شائع الاستخدام من أجل علاج مريء باريت ويتم خلاله توصيل موجات الراديو عن طريق منظار داخلي يتم إدخاله في المريء، والتي سيؤدي تسليطها على أنسجة المريء الداخلية إلى إنتاج طاقة حرارية ستعمل على تدمير الخلايا غير الطبيعية أو السرطانية في أنسجة باريت مع حماية الخلايا السليمة الموجودة تحتها. [2،3]

• التبريد

يتم خلال العلاج بالتبريد إدخال منظار إلى داخل المريء، والذي سيقوم بتوزيع غاز بارد أو سائل يعمل على تجميد الخلايا غير الطبيعية، ومن ثم يتم السماح للخلايا بالذوبان، ومن ثم يتم تجميدها مرة أخرى. ويتم تكرار هذه العملية حتى تموت الخلايا غير الطبيعية. [2،3]

• العلاج الضوئي

يتم خلال هذا الإجراء تسليط ضوء ليزر على أنسجة المريء، وذلك بعد حقن المريض بمادة كيميائية حساسة للضوء تسمى البورفيمر أو فوتوفرين. حيث سيعمل ضوء الليزر على تنشيط مادة البورفيمر والتي تعمل على قتل الخلايا غير الطبيعية. [2،3]

•  الاستئصال

يمكن استئصال البطانة غير الطبيعية من جدار المريء، وذلك بهدف إزالة أي خلايا سرطانية أو خلايا ما قبل السرطانية المتواجدة في بطانة المريء. ويجب التنويه إلى أنه في حالة وجود خلايا سرطانية، عندها سيتم إجراء فحص بالموجات فوق الصوتية أولًا للتأكد من أن السرطان لم ينتقل إلى عمق جدران المريء. [3،4]

علاج مريء باريت بالجراحة

وهو إجراء مشابه لعملية الاستئصال بالمنظار، لكنه أكثر بضعًا ويتم تحت تأثير التخدير العام. يتم خلال الجراحة إما إزالة الجزء المصاب من المريء، ثم إعادة بنائه من جزء من المعدة أو الأمعاء الغليظة أو من الممكن أن يقوم الطبيب بإزالة معظم المريء، وهو خيار يتم اللجوء إليه في الحالات التي يتم فيها تشخيص الإصابة بخلل التنسج الشديد أو السرطان. [1،3]

ويجب التنويه إلى أنه كلما تم إجراء الجراحة في وقت مبكر بعد التشخيص، كلما كانت فرصة علاج مريء باريت أفضل. [3]

أيضًا، يمكن أن يقوم الطبيب بإجراء جراحة بهدف تقوية العضلة العاصرة للمريء السفلية، المتواجدة في أسفل المريء والتي تعمل على منع عودة محتويات المعدة باتجاه المريء، حيث سيقوم الجراح بلف الجزء العلوي من المعدة حول الجزء الخارجي من العضلة العاصرة المريئية السفلية. [2]

يوجد عدد من التغييرات في نمط الحياة يمكن أن تساعد في السيطرة على ارتجاع الحمض، وبالتالي يمكن أن تكون مفيدة في التقليل من تطور مريء باريت، ومن هذه التغييرات ما يلي: [1،3]

• التقليل من تناول الأطعمة الدهنية، والشوكولاتة، والأطعمة الغنية بالتوابل، والنعناع.
• تجنب الكحول، والمشروبات التي تحتوي على الكافيين، والتبغ.
• فقدان الوزن.
• النوم مع رفع رأس السرير.
•  تناول عدة وجبات صغيرة موزعة على عدة مرات خلال اليوم بدلًا من تناول عدد قليل من الوجبات الكبيرة.
• الانتظار لمدة 3 ساعات على الأقل بعد تناول الطعام قبل الاستلقاء.
• تناول جميع الأدوية مع كمية وفيرة من الماء.

اقرأ أيضًا: علاج التهاب المريء بالأدوية والأعشاب

لعل أكثر الأمور قلقًا بخصوص مريء باريت أن الإصابة به تزيد من خطر للإصابة بسرطان المريء، خصوصًا السرطان الغدي الذي يتطور في الجزء السفلي من المريء، وهو من الأنواع الخطيرة من سرطان المريء والذي يمكن أن يتسبب بوفاة الفرد. [1،3]

ولهذا، من المهم مراجعة الطبيب بشكل دوري بهدف مراقبة بطانة المريء، فذلك يساعد على اكتشاف الخلايا السرطانية في المراحل المبكرة وعلاجها قبل تقدم مراحل المرض. [1]

• بورفيمر

[1] Kristin Hayes. An Overview of Barrett's Esophagus. Retrieved on the 8th of December, 2023.

[2] Carmella Wint. Barrett’s Esophagus. Retrieved on the 8th of December, 2023.

[3] Joseph Saling, Kris Martins and Kristin Mitchell. Barrett's Esophagus: Symptoms, Causes, and Treatments. Retrieved on the 8th of December, 2023.

[4] Betterhealth.vic.gov.au. Barrett's oesophagus. Retrieved on the 8th of December, 2023.