فوائد القرفة والكركم: أيهما أفضل لصحتك؟

في وقت يتزايد فيه الاهتمام بالتغذية الوقائية ودور المكونات الطبيعية في دعم الصحة، عاد الجدل مجددًا حول اثنين من أكثر التوابل استخدامًا حول العالم: الكركم والقرفة.

فهذان المكوّنان الشائعان لا يقتصر استخدامهما على تحسين نكهة الطعام، بل يحتوي كل منهما على مركبات نشطة ارتبطت بتأثيرات محتملة على الالتهاب، سكر الدم، وصحة القلب. لكن أيّهما يتفوّق علميًا؟

الكركم يتصدر في تقليل الالتهاب المزمن

تشير نتائج الدراسات العلمية المتوفرة إلى تفوّق الكركم عندما يتعلق الأمر بمكافحة الالتهاب المزمن، ويُعزى هذا التأثير بشكل أساسي إلى مركّب الكركمين، الذي خضع لعدد كبير من الدراسات السريرية على البشر.

وأظهرت هذه الأبحاث أنّ الكركمين قد يساعد على تقليل مؤشرات الالتهاب المرتبطة بآلام المفاصل، وأمراض القلب، وبعض الحالات المزمنة الأخرى.

في المقابل، ورغم احتواء القرفة على مركبات قد تمتلك خصائص مضادة للالتهاب، فإن غالبية الدراسات التي تناولت هذا الجانب أُجريت في المختبر أو على الحيوانات، مع محدودية الأدلة البشرية المباشرة مقارنة بالكركم.

اقرأ أيضًا: فوائد الكركم للمفاصل والعظام.

القرفة ومضادات الأكسدة: دور محتمل في حماية الخلايا

في المقابل، تبرز القرفة كمصدر غني بمضادات الأكسدة، خاصة مركّب السينمالدهيد المسؤول عن رائحتها ونكهتها المميزة.

وأشارت أبحاث حديثة إلى أن هذا المركّب قد يساهم في حماية الخلايا من الجذور الحرة، وهي جزيئات غير مستقرة تلعب دورًا في تسريع الالتهاب وتلف الخلايا.

ورغم أن بعض النتائج الأولية تشير إلى قوة الخصائص المضادة للأكسدة في القرفة مقارنة بتوابل أخرى، إلا أن الباحثين يؤكدون أن هذه المعطيات ما تزال بحاجة إلى دراسات سريرية أوسع لتأكيدها بشكل قاطع.

قد يهمك: فوائد الكركم للتخسيس.

ضبط سكر الدم: القرفة تتفوّق في الدراسات السريرية

عند التركيز على مرض السكري، تظهر القرفة كخيار أكثر دعمًا لضبط مستويات السكر في الدم. فقد أظهرت عدة دراسات أن تناول القرفة قد يُحسّن استجابة الجسم للإنسولين، ويساعد على تقليل الارتفاع المفاجئ في سكر الدم بعد الوجبات، خاصة لدى المصابين بالسكري من النوع الثاني.

في المقابل، لا يؤثر الكركم بشكل مباشر على مستويات السكر أو الإنسولين، لكنه قد يساهم بشكل غير مباشر عبر تقليل الالتهاب المزمن المرتبط بمقاومة الإنسولين ومضاعفات السكري.

ومع ذلك، يشدد الأطباء على أنّ استخدام الكركم أو القرفة لا يُعد بديلًا عن العلاج الدوائي أو المتابعة الطبية المنتظمة.

اقرأ أيضًا: فوائد القرفة للنساء.

صحة القلب: نتائج واعدة لصالح القرفة

تميل الكفة هنا لصالح القرفة، إذ أظهرت نتائج أكثر وضوحًا في الدراسات السريرية، حيث ارتبط تناولها بانتظام بانخفاض ضغط الدم، وتقليل مستويات الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية، وهي من أبرز عوامل الخطر المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

في المقابل، لا يمكن تجاهل فوائد الكركم للقلب؛ إذ تشير أبحاث حديثة إلى أن مركباته قد تساعد على تقليل تصلّب الشرايين ودعم صحة الأوعية الدموية. ومع ذلك، تبقى الأدلة الحالية لصالح القرفة عندما يتعلق الأمر بتحسين أرقام الكوليسترول والضغط، وفق ما هو متوفر من دراسات بشرية حتى الآن.

نصيحة الطبي

ختامًا، ينصح الخبراء بإمكانية دمج القرفة والكركم ضمن نظام غذائي متوازن للاستفادة من خصائصهما المختلفة، مع التنبيه إلى أن الإفراط في تناولهما، خاصة على شكل مكملات غذائية أو بجرعات عالية، قد يؤدي إلى آثار جانبية، لا سيما لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الكبد أو الجهاز الهضمي.