إن ممارسة الرياضة هي جزء هام من نمط الحياة الصحي سواء للشخص السليم أو المريض، فالنشاط البدني يمد جسم الإنسان بالقوة والمرونة، ولابد من اختيار النشاط البدني الممتع والمحبب إلى النفس لكي يستمر الشخص في ممارسة الرياضة، وممارسة الرياضة المعتدلة والمحببة يمكن أن تضيف إيجابية لحياة الإنسان وخاصة ذوي الأمراض المزمنة، ومن ضمن الأمراض المزمنة هي مرض كرون.

يعاني معظم مرضى كرون من الاضطرابات المعوية، ولكن لا يجب أن تقف هذه الأعراض عائقاً أمام ممارسة الرياضة، حيث تحافظ ممارسة الرياضة على الصحة العامة لمرضى كرون، ويمكن أن تلعب دوراً مهماً في تخفيف أعراض مرض كرون، حيث تقلل من التوتر، والضغوط، والاكتئاب الذي عادة يصيب مرضى كرون، فممارسة الرياضة هي أمر آمن ومفضل لديهم، ولكن لابد قبل البدء في ممارسة الرياضة، أن يسأل المريض طبيبه المختص عن نوع الرياضة التي يرغب في أن يمارسها، والاحتياطات والأمور التي يجب أن يتبعها أثناء ممارسته للرياضة.

وفي هذا المقال سوف نتحدث عن مرض كرون وممارسة الرياضة، وأهم نصائح لممارسة التمارين للمصابين بمرض كرون، وأفضل أنواع الرياضة لمرضى داء كرون. والاحتياطات التي يجب اتخاذها لتجنب مخاطر الرياضة لمرضى داء كرون.

نصائح لممارسة التمارين للمصابين بمرض كرون

هناك بضعة نصائح لممارسة التمارين للمصابين بمرض كرون، لابد من اتباعها لكي نحصل على فوائد الرياضة دون عناء أو ظهور مشكلات أو زيادة الاضطرابات المعوية التي تجعل المريض يتهرب من ممارسة الرياضة، ويمكن تحسين الصحة وتقليل الأعراض من خلال هذه النصائح:

  • ينصح الأطباء بممارسة الرياضة لمرضى داء كرون الذين يعانون من التعب ومشاكل التغذية، والعديد من الأعراض المعوية، ولكن لابد أن تكون تمارين بسيطة وسهلة، والابتعاد عن التمارين الشاقة المرهقة التي تعود بنتائج عكسية على المريض.
  • عدم القسوة في التمارين، خاصة إذا كان مريض كرون يشعر بتعب شديد، أو توتر، أو ضغط بسبب ممارسة الرياضة، فعليه التوقف فوراً وأخذ قسطاً وافراً من الراحة، واستشارة طبيبه المختص.
  • يشترط أن يتحمل مريض كرون ممارسة الرياضة ويستمتع بها وإلا يتوقف عن ممارستها حتى لا تسوء حالته الصحية. فيجب الاستماع إلى الجسم، فقد يكون الجسم في بعض الأحيان ليس لديه القدرة على ممارسة الرياضة، لذا يجب الانصياع لحاجة الجسم وأخذ قسطاً من الراحة.
  • يفضل أن يجرب مريض كرون أنشطة مختلفة حتى يعثر على ما يستمتع به، ثم يقوم بالتبديل بين تلك الأنشطة لتجنب الملل وإبقاء الأمور ممتعة.
  • شرب الماء بوفرة قبل وبعد ممارسة الرياضة لتجنب حدوث جفاف للجسم، والحفاظ على الطاقة، وخاصة إذا كان المريض يعاني من الاسهال والتعب.

  • عند الجمع بين مرض كرون وممارسة الرياضة، لابد من الحصول على القدر الكافي من السعرات الحرارية، والبروتينات، وكافة العناصر الغذائية الأخرى في وجبات خفيفة ومقسمة على مدار اليوم، لذلك لابد من مراجعة الطبيب المختص، أو أخصائي التغذية لمراجعة احتياجاتك اليومية من الغذاء.

اقرأ أيضاً: التغذية الصحية للرياضيين

  • لابد من تجنب تناول الأطعمة الصلبة قبل ممارسة الرياضة بحوالي ساعتين وخاصة إذا كان الشخص يمارس تمارين الأيروبيك.
  • إذا كان المريض يعاني من الاسهال و يتمرن خارج المنزل، فلابد أن يبحث عن طرق تسمح بدخول الحمام عند الحاجة، والتأكد من وجود دورات مياه بالقرب من مكان التمرين، لكي لا تمثل الرياضة ضغوطاً على المريض.

اقرأ أيضاً: دور التغذية في إثارة وتهدئة التهابات القولون

أنواع الرياضة المسموحة لمرضى كرون

من أنواع الرياضة المسموحة لمرضى كرون:

  • تشعر التمارين الرياضية الشاقة مريض كرون بالإرهاق الشديد، لذلك غالباً يوصي الطبيب مريض كرون بممارسة التمارين الهوائية البسيطة، على سبيل المثال رياضة المشي لمدة نصف ساعة عدة مرات في الأسبوع، أو ركوب الدراجات، أو الرقص، أو السباحة والتمارين الرياضية المائية.
  • كما أن أنشطة تقوية العضلات وتمارين المقاومة ضرورية للحفاظ على اللياقة البدنية، ومنع فقدان معادن العظام وتحسين تكوين الجسم، وتشمل التمارين الشائعة تمارين البطن، وتمديد الظهر، والضغط على الصدر، أو تمرين الضغط والقرفصاء.
  • كما يمكن أن تساعد رياضة اليوجا أيضاً على حرق السعرات الحرارية مع تحسين قوة العضلات، والمرونة والتوازن، والأهم هو تخفيف التوتر والإكتئاب.

اقرأ أيضاً: رياضة اليوغا: فوائدها وانواعها وكيفية ادائها

فوائد ممارسة الرياضة لمرضى داء كرون

هناك عدة فوائد لممارسة الرياضة لمرضى داء كرون، ومنها ما يلي

  • تساعد الرياضة لمرضى داء كرون على أن تعمل الأمعاء والمعدة بشكل طبيعي، لأن الرياضة تساهم في تخفيف التوتر، والاكتئاب، والضغط النفسي التي يعاني منها مريض كرون من وقت لآخر، فمثلاً تساعد ممارسة الرياضة الهوائية ( الأيروبيك) على إفراز مادة الإندورفين التي تحسن المزاج وتقلل من الاكتئاب.
  • بعض أنواع التمارين الرياضية مثل رياضة رفع الأثقال، والمشي، والركض، والقفز، وصعود السلالم تعمل على تقوية العظام، وتقلل فرص الإصابة بهشاشة العظام الشائعة لدى مرضى كرون، حيث أن مرض كرون يزيد خطر الإصابة بهشاشة العظام، سواء من المرض نفسه أو كأثر جانبي للعديد من أدوية كرون. ومن المعروف أن تمارين حمل الوزن تساعد في الوقاية من هشاشة العظام عن طريق إبطاء معدل فقدان العظام، كما يمكن أن تساعد أيضاً في تطوير توازن وقوة العضلات بشكل أفضل، مما يقلل من خطر السقوط وكسور العظام.

اقرأ أيضاً: الرياضة الصحية

مخاطر الرياضة لمرضى داء كرون

من مخاطر الرياضة لمرضى داء كرون أنه يؤثر داء كرون بشكل سلبي على جهاز المناعة، وأيضاً الأدوية التي يتناولها مريض كرون تؤثر سلباً على كفاءة جهاز المناعة ومقاومة الأمراض، لذلك من السهل انتقال العدوى بسهولة لمريض كرون أثناء ممارسة التمارين الرياضية، وذلك نتيجة لاستخدام الآلات الرياضية، لذلك لابد من توخي الحذر وعدم لمس الوجه عقب استخدام الآلات الرياضية، وغسل الأيدي جيدا بالماء والصابون وتطهيرها للتخلص من أي عدوى قد تكون انتقلت إلى أيدي المريض.

اقرا ايضاً :

التهاب القولون التقرحي وكيفية التعامل معه

وكذلك أيضاً لابد من الحرص عند ممارسة التمارين المائية في حمامات السباحة، لأنها مصدر لنقل العديد من الفيروسات والبكتيريا، مما قد يصيب مريض كرون ببعض أنواع الأمراض المعدية المعوية.

وفي النهاية، لابد أن نعي أن التمرين بشكل منتظم هو جزء من الحفاظ على الصحة العامة، والصحة النفسية، وأن ممارسة التمارين البسيطة والمتوسطة لمريض كرون تساعده في تحسين صحته دون المزيد من الضغط على جهازه الهضمي، بل وتساعده في الحفاظ على جسمه من مضاعفات المرض والأدوية.

اقرأ أيضاً: اسرار تقويه المناعة

والدي مصاب بالتليف المرحلة الثالثة هل يوحد مراخل أخيرة من أمراض الكبد، وماذا تعني؟