قد تضيق الحياة على الفرد أحيانًا وتزداد الضغوط النفسية إلى الحد الذي يفقد فيه معنى الحياة ويتمنى لو أنه لم يولد، وربما لا يرى لمشاكله حلًا سوى إنهاء حياته، حيث يرتبط تدهور الحالة النفسية والانتحار في بعض الحالات التي يسيطر عليها اليأس الشديد، إلا أن تقديم الدعم النفسي وإظهار مشاعر الحب والاهتمام من الأهل والأصدقاء يعد وسيلة فعالة للتخلص من الأفكار الانتحارية. [1]
نناقش في هذا المقال الأعراض التي تشير إلى سوء الحالة النفسية، وكيف يمكن أن يؤدي تدهور الحالة النفسية إلى الانتحار، وما هي علامات الانتحار التحذيرية، وكيفية جعل الشخص يعدل عن فكرة الانتحار.
محتويات المقال
أعراض تدهور الحالة النفسية
قد تؤثر الضغوط النفسية وما يمر به الفرد من تحديات وتجارب صعبة على مشاعره فربما يصاب أحيانًا باليأس، والحزن، والإحباط ويعد ذلك أمرًا طبيعيًا ما لم يستمر فترة طويلة أو يؤثر على الحياة اليومية، ولكن في بعض الحالات يكون تأثير هذه الضغوط شديدًا على الحالة النفسية للفرد إلى الحد الذي يجعله عاجزًا أمامها غير قادرٍ على ممارسة حياته الطبيعية، وربما يصل الأمر إلى تدهور الحالة النفسية والانتحار. [2]
نوضح فيما يلي أبرز العلامات التي قد تشير إلى سوء الحالة النفسية: [2][3]
- كثرة القلق والتوتر: قد يعاني الشخص من قلق مفرط، وخوف دائم، وشعور بعدم الارتياح، والذعر من أبسط الأمور، بل وتظهر عليه أعراض جسدية كسرعة ضربات القلب والتنفس، والارتعاش والتعرق وغير ذلك.
- الحزن واليأس وانعدام القيمة: يمكن أن يؤدي الحزن الشديد والشعور بالإحباط، وكذلك الإحساس بالذنب والفشل الذي يستمر فترة طويلة إلى تدهور الحالة النفسية والانتحار.
- التقلبات المزاجية: قد يواجه الفرد أيضًا تقلبات مزاجية سريعة، وصعوبة في التحكم في الانفعالات العاطفية مثل الغضب الشديد، والعدوانية.
- الانسحاب الاجتماعي: يمكن أن تظهر سوء الحالة النفسية في صورة الانسحاب الاجتماعي وتفضيل الوحدة، وفقدان الاهتمام بالأنشطة المحببة.
- انخفاض الأداء: يؤدي سوء الحالة النفسية إلى الإهمال في المسؤوليات ومواجهة صعوبة في التركيز أو القدرة على التفكير بوضوح، الأمر الذي ينعكس سلبًا على التحصيل الدراسي، أو الأداء في العمل.
- الشعور بالانفصال: يتسبب تدهور الحالة النفسية أحيانًا في شعور الفرد بالانفصال عن ذاته أو ما يحيط به، وربما فقدان الاتصال بالواقع.
- أفكار وسلوكيات غير منطقية: قد يسيطر على الشخص أفكار غير منطقية أو القيام بتصرفات غريبة على خلاف طبيعته المعتادة.
- مشاكل في النوم والأكل: قد يترتب على تدهور الحالة النفسية عدم الرغبة في تناول الطعام ومن ثم فقدان الوزن، وكذلك صعوبة النوم ليلًا أو كثرة النوم طوال اليوم.
- تعاطي المخدرات: يمكن أن يتسبب سوء الحالة النفسية إلى إدمان الكحول أو تعاطي المخدرات هربًا من الضغوط النفسية، الأمر الذي يزيد من خطر تدهور الحالة النفسية والانتحار.
ينبغي على الأشخاص الذين يعانون من عرض واحد أو أكثر من هذه الأعراض خاصة إذا كانت مستمرة مراجعة الطبيب لمساعدتهم على تخطي هذه المحنة والعودة إلى الحياة الطبيعية وتجنب تفاقم الأمر. [3]
اقرأ أيضًا: أعراض المرض النفسي وعلاماته
ما هي العلامات التحذيرية للتفكير في الانتحار؟
قد يؤدي تدهور الحالة النفسية الشديد وكثرة الضغوط إلى التفكير في الانتحار وربما الإقدام عليه في بعض الحالات حتى لو لم يكن الفرد يعاني من أي اضطراب نفسي، وفي هذه الحالة يمكن أن تظهر على الشخص بعض الأمور أو التصرفات التي تدل على تفكيره في الانتحار؛ لذا ينبغي الانتباه لهذه العلامات وأخذها على محمل الجد حفاظًا على حياته. [3][4][5]
تتضمن العلامات التحذيرية التي قد تشير إلى تدهور الحالة النفسية والانتحار ما يلي: [4][6]
- الشعور بالذنب وكراهية النفس وإحساس الفرد بأنه عبء على الآخرين وأن حياتهم ستصبح أفضل بدونه، وكذلك الانعزال وقضاء معظم الوقت وحيدًا.
- الإحساس بالعجز الشديد وانقطاع الأمل، واليقين التام بأن الأمور لن تتحسن.
- كثرة التحدث عن الموت أو تمنيه وقول عبارات تعبر عن عدم الرغبة في العيش وتفضيل الموت، أو نشر ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي.
- التهديد بالانتحار أو القيام بسلوكيات متهورة تدل على عدم الاهتمام بالبقاء على قيد الحياة، مثل الإفراط في شرب الكحول أو تعاطي المخدرات، أو القيادة بتهور وتعريض النفس لمواقف مهلكة.
- ترتيب الأمور الشخصية استعدادًا للرحيل بكتابة وصية أو التبرع بالممتلكات الشخصية أو الثمينة.
- البحث والاستقصاء عن طرق الانتحار، أو شراء وسيلة تساعد على الانتحار.
- توديع الأشخاص المقربين بأسلوب غريب أو يدل على عدم الالتقاء مرة أخرى من خلال زيارات مفاجئة أو مكالمات هاتفية أو ترك رسائل.
- صمت مريب أو هدوء الشخص بشكل مفاجئ بعد حزن شديد، فقد يشير ذلك إلى عزم النية على الانتحار.
تجدر الإشارة إلى أن ظهور هذه العلامات أو التحدث عن الموت لا يحدث مع كل من لديه نية للانتحار، ولا كل من يهدد بالانتحار سيفعل، ولكن ينبغي أخذ الحيطة وتقديم العون لأي شخص تظهر عليه أي علامة من من علامات تدهور الحالة النفسية والانتحار ومراجعة طبيب نفسي على الفور. [6][7]
اقرأ أيضًا: كيفية علاج الصدمة النفسية
أسباب تدهور الحالة النفسية والانتحار
يمكن أن تحدث حالات الانتحار في لحظة اندفاع مع تدهور الحالة النفسية الشديد عندما تنهار قدرة الفرد على التعامل مع الأزمات، ولكن ينبغي إدراك أن مرور الشخص بهذه المواقف لا يعني بالضرورة أنه سيقدم على الانتحار، فقدرة الإنسان على تحمل الضغوط والتكيف معها تتفاوت من شخص لآخر، كما أن الانتحار يعد أمرًا معقدًا وغالبًا ما ينجم عن عوامل عديدة في حياة الشخص وليس موقفًا واحدًا. [8][9]
تشمل العوامل التي قد تزيد من خطر تدهور الحالة النفسية والانتحار في بعض الحالات ما يلي: [6][10][11]
- المرور بضغوط نفسية شديدة.
- عيش تجربة مؤلمة أو حدث صادم.
- التعرض للتنمر، أو الاضطهاد، أو العنصرية.
- المعاناة من بعض الأمراض النفسية.
- الإصابة بمرض عضوي مزمن أو يسبب الإعاقة.
- استخدام بعض أنواع الأدوية.
- إدمان الكحول أو تعاطي المخدرات.
- محاولة الانتحار سابقًا أو وجود تاريخ عائلي للانتحار.
اقرأ أيضًا: أنواع الصدمات النفسية، تعرف عليها
العلاقة بين الأمراض النفسية والانتحار
قد يرتبط كل من المرض النفسي والانتحار حيث أن الأمراض النفسية تؤثر على قدرة الفرد على التعامل مع الضغوط، علاوة على ما تسببه من شعور شديد باليأس والإحباط، والقلق المفرط، والوحدة، وربما تؤدي إلى أفكار غير واقعية، فتصبح الحياة لا تطاق وتضيق السبل للخلاص من هذه المشاعر والأفكار، ما قد يودي في نهاية المطاف إلى الانتحار. [9]
تجدر الإشارة إلى أن الاضطرابات النفسية أحد عوامل خطر الانتحار، ولكن ذلك لا يعني أن كل مصاب بمرض نفسي سيحاول الانتحار. [9]
اقرأ أيضًا: طرق علاج الأمراض النفسية
كيف ندعم الأشخاص الذين لديهم أفكار انتحارية؟
تعد أول خطوة في التعامل مع تدهور الحالة النفسية والانتحار هي الاستماع إلى الشخص، وعدم الاستخفاف بمشاعره، وأخذ ما يقوله على محمل الجلد، وكذلك العمل بالنصائح التالية للتمكن من الحفاظ على حياته والأخذ بيده إلى بر الأمان: [10][12]
- سؤال الشخص بصراحة وبطريقة مباشرة عن ما إذا كان يفكر في الانتحار عند الشك في ذلك، ولكن بأسلوب ملائم.
- التحدث مع الشخص بلطف واحتوائه وتقديم الدعم النفسي له.
- إعطائه فرصة للتعبير عن مشاعره وما يمر به، والتجاوب مع ما يسرده ومحاولة إطالة الحديث قدر المستطاع، فقد يساعد ذلك في تخفيف أعبائه والتراجع عن هذه الفكرة.
- التحلي بالهدوء والصبر وعدم الانفعال أو نهره على أفكاره.
- عدم محاولة تقديم حلول عقلانية للمشاكل، فالشخص الذي تراوده الأفكار الانتحارية يكون ألمه هو ما يسيطر عليه؛ لذا فإن التفكير بعقلانية للتغلب على ما يشعر به لن يجدي نفعًا.
- الحرص على البقاء مع الشخص طوال الوقت وعدم تركه وحيدًا، وإبعاد أي أدوات قد يؤذي نفسه بها.
- تشجيع الشخص على التواصل مع طبيب نفسي لإنقاذه من تدهور الحالة النفسية والانتحار.
ينبغي طلب النجدة عند رؤية أحدهم يحاول الانتحار بالفعل، أو اصطحابه إلى المستشفى، أو إبلاغ الشرطة في حال كان الشخص بعيدًا لا تستطيع الوصول إليه في الوقت الراهن. [10][12]
هناك العديد من الدراسات التي تبحث في الفرق بين عقل الرجل والمراة وعلاقة هذه الفروقات في حدوث سوء الفهم او ...
اقرأ أكثر
اقرا ايضاً :
يوصى بتجنب بعض الأمور عند محاولة مساعدة شخص يفكر في الانتحار، ومنها: [12][13]
- إبداء الدهشة أو الصدمة من تفكيره أو سلوكه.
- إخبار الشخص أن الانتحار خطأ لا يجب فعله بدلًا من محاولة احتوائه وإظهار التعاطف مع ألمه.
- التحدث عن أهمية الحياة وقيمتها.
- إخبار الشخص أنك تشعر بما يمر به، أو أن الآخرين يمرون بمشاكل أسوأ مما تمر بها.
- حثه على تجاوز الأمر والتغلب عليه، فقول هذه العبارات يقلل من حجم ما يمر به.
تجدر الإشارة إلى أنه ينبغي طلب المساعدة الطبية وعدم إبقاء الأمر سرًا حتى لو طلب الشخص ذلك.
اقرأ أيضًا: إجراءات يمكن اتخاذها للتقليل من حالات الانتحار لدى المراهقين
ما الذي يجب فعله عند مواجهة أفكار انتحارية؟
يمكن أن تفيد النصائح التالية في مساعدة من يعاني من أفكار انتحارية على تخطي هذه المحنة: [14]
- البقاء في مكان آمن لا يحفز على القيام بسلوك قد يؤذي النفس.
- التواصل مع الأصدقاء المقربين والتحدث معهم عن الأفكار السلبية والتعبير عن المشاعر.
- المشي بعض الوقت للمساعدة على تخفيف الضيق الشديد الذي يمر به الشخص.
- القيام بنشاط يبعث على الاسترخاء ويساعد على تصفية الذهن بعض الوقت.
- الحصول على المساعدة من طبيب أو اختصاصي نفسي.
اقرأ أيضًا: هل يمكن تقليل إمكانية الإقدام على الانتحار باستخدام الأدوية؟
نصيحة الطبي
يعجز بعض الأشخاص عن إيجاد حلول لمشاكلهم ومعاناتهم ما يزيد من خطر تدهور الحالة النفسية والانتحار لاعتقادهم أنه المخرج الوحيد، ولكن ينبغي تقديم يد العون لهؤلاء الأشخاص والتعاطف معهم لمساعدتهم على التخلص من هذه الأفكار الانتحارية، فإقناع شخص بالتخلي عن فكرة الانتحار مهمة ليست مستحيلة.
أعاني من عدم التركيز بحياتي من ناحية شغل البيت أو الجلسة مع الأهل حتى فيه كلامي أكون مو مركزه كثير أوقات أقول كلام، ولا أعرف أرتبه أحس عقلي متبعثر أشعر بالإحراج كثر بسبب هالشي، وأحس بتشتت كثير حتى عندي عادة بس ما أدري هل هي فرط حركة أم لا تحريك رجلي اليمين باستمرار، حتى رقت النوم مرتاح إلا لما اسوي