الخوف من البلع | Phagophobia

الخوف من البلع

ما هو الخوف من البلع

الخوف من البلع أو رهاب البلع (بالإنجليزية: Phagophobia) هو نوع نادر من الرهاب يعاني فيه الشخص من خوف مبالغ فيه وغير منطقي تجاه عملية البلع. ويظهر في صورة الخوف من ابتلاع الطعام، والشراب، والأدوية، وقد يصل الأمر إلى الخوف من ابتلاع اللعاب، بل والشعور بقلق شديد وذعر بمجرد التفكير في عملية البلع. قد يصيب رهاب البلع الشخص في أي عمر إلا أنه يعد أكثر شيوعًا بين الأطفال والمراهقين. [1]

تتجاوز فوبيا البلع الانزعاج المؤقت الذي قد يعتري الشخص فترة ما من حياته تجاه ابتلاع بعض أنواع الأطعمة والمشروبات لقوامها أو مذاقها، إذ إن فوبيا البلع حالة مستمرة تسيطر على الشخص تؤدي إلى اتباع سلوكيات تجنبية إلى درجة التأثير على صحته وقدرته على ممارسة حياته اليومية بصفة طبيعية، فعلى سبيل المثال قد يتجنب الشخص الخروج من المنزل في الطقس الحار حتى لا يضطر إلى شرب الماء. [2]

ومن الجدير بالذكر أن مصابي اضطراب الخوف من البلع قد يدركون أن خوفهم هذا غير منطقي، ولكنهم لا يستطيعون التحكم في مشاعر الخوف والقلق وسلوكيات التجنب التي تسيطر عليهم. [1]

لم تعرف أسباب الخوف من البلع بدقة حتى الآن، ولكن قد يرجع حدوث رهاب البلع إلى مجموعة من العوامل النفسية، والبيئية، والاجتماعية، تشمل أسباب رهاب البلع ما يلي: [1][3] 

  • التجارب السلبية أثناء الأكل: قد يؤدي المرور بتجربة سيئة أثناء البلع تسببت في شعور الشخص بخوف أو ضيق شديد إلى تطور خوف مبالغ فيه من البلع، مثل: الاختناق واعتقاد الفرد أنه على حافة الموت، أو الخضوع لإجراء طبي مؤلم كبضع القصبة الهوائية، أو تاريخ من الإصابة بالشره المرضي.
  • التوتر والقلق: يمكن أن تتسبب المعاناة من التوتر والقلق مدة طويلة في انقباض أو حدوث شد في عضلات الحلق؛ مما يؤدي إلى الشعور كما لو أنه يوجد كتلة أو عائق في الحلق عند البلع والإحساس بالاختناق، الأمر الذي يسبب النفور من البلع والأكل.
  • رهاب الطعام: قد يؤدي رهاب الطعام والذي ينطوي على الخوف من تناول بعض أنواع الأطعمة إلى تطور رهاب البلع في بعض الحالات.
  • فرط الحساسية للألم: يعاني بعض الأشخاص من استجابة شديدة للألم والخوف من التعرض له، ويمكن أن يؤدي الشعور بألم عند البلع إلى تطور رد فعل سلبي تجاه عملية البلع إلى درجة الذعر من البلع.
  • اكتساب سلوك الخوف: يمكن أن يعزى الخوف من البلع عند الأطفال والمراهقين إلى مشاهدة شخص آخر يعاني من فوبيا البلع، مثل: أحد الوالدين أو الأشقاء؛ ما يؤدي إلى اكتساب هذا السلوك.

تجدر الإشارة إلى أن رهاب البلع قد يحدث بالتزامن مع أنواع أخرى من الاضطرابات النفسية أو الحالات الطبية، مثل: [1]

  • رهاب الاختناق، أو رهاب الطعام، أو رهاب الماء.
  • رهاب السمنة.
  • اضطرابات الأكل النفسية.
  • عسر البلع.

اقرأ أيضًا: اضطرابات الأكل

ما هي محفزات رهاب البلع؟

هناك بعض المحفزات التي قد تثير مشاعر الخوف من البلع، وقد تختلف هذه المحفزات من شخص لآخر، ومن أمثلتها ما يلي: [1]

  • حدوث التهاب في الحلق وتورمه نتيجة الإصابة بنزلة برد أو سعال.
  • رؤية أشخاص يتناولون الطعام أو الشراب.
  • سماع شخص يسعل أثناء تناول الطعام.
  • الذهاب إلى أماكن تناول الطعام أو الشراب، مثل: المقاهي أو المطاعم.
  • الحاجة إلى استخدام دواء عبر الفم أو زيارة طبيب الأسنان.
  • سماع تجربة سيئة مر بها أحد الأشخاص أثناء تناول الطعام أدت إلى اختناقه.

ما هي عوامل خطر رهاب البلع؟

يعد الجميع عرضة للإصابة باضطراب الخوف من البلع، إلا أنه يوجد عوامل قد تزيد من احتمالية حدوثه لدى البعض مقارنة بغيرهم، ومن أبرز هذه العوامل ما يلي: [1]

  • المرور بتجربة مؤلمة أثناء تناول الطعام أو البلع.
  • مشاهدة حدث مؤلم لشخص يختنق أثناء البلع.
  • المعاناة من اضطراب القلق أو اضطرابات نفسية أخرى.
  • معاناة أحد أفراد الأسرة من رهاب البلع أو أنواع أخرى من الرهاب.
  • الضغوط النفسية وارتفاع مستوى التوتر.
  • إدمان الكحول أو المخدرات.

يعد النفور من بلع الطعام أو الشراب أو حبوب الأدوية العرض الرئيس لرهاب البلع، وقد تشمل أعراض الخوف من البلع الأخرى ما يلي: [3] 

  • الشعور بالقلق والتوتر الشديد قبل تناول الطعام.
  • الإصابة بنوبات هلع بمجرد التفكير في عملية البلع.
  • تناول لقيمات صغيرة جدًا وشرب الكثير من الماء بعدها خوفًا من توقفها في الحلق.
  • اتباع نظام غذائي يتضمن السوائل فقط نتيجة خوف الشخص من ابتلاع الأطعمة الصلبة.
  • تجنب المواقف التي قد يضطر فيها الشخص إلى الأكل أو الشرب خاصة أمام الآخرين، مثل الخروج لتناول الطعام.
  • زيادة ضربات القلب ومعدل التنفس.
  • التعرق.

اقرأ أيضًا: أنواع اضطرابات الأكل

يبدأ الطبيب بتشخيص رهاب البلع بأخذ التاريخ الطبي، ومعرفة الأعراض التي يعاني منها الشخص وبداية ظهورها، ومن ثم استبعاد الأسباب الأخرى التي قد تؤثر على عملية البلع، مثل: الجفاف، وارتجاع المريء، والأمراض النفسية كاضطرابات الأكل، والقلق العام، والقلق الاجتماعي، واضطراب الهلع. [2]

بعد ذلك يجري الطبيب مقارنة لمدى توافق الأعراض التي يعاني منها المريض مع المعايير الواردة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية لرهاب البلع لتأكيد التشخيص. تتضمن معايير تشخيص اضطراب الخوف من البلع ما يلي: [4] 

  1. مواجهة خوف مستمر من البلع والمواقف المتعلقة به.
  2. الخوف من البلع بطريقة مبالغ فيها لا تتناسب مع الموقف.
  3. ظهور القلق الشديد بمجرد التفكير في عملية البلع أو التعرض لمحفزات رهاب البلع.
  4. تجنب المواقف والأماكن التي قد يتعرض فيها الفرد للمحفزات، واللجوء إلى سلوكيات تخفف من القلق، مثل اقتصار النظام الغذائي على السوائل.
  5. تأثير الخوف من البلع وسلوك التجنب على حياة الشخص اليومية.
  6. استمرار الخوف من البلع مدة 6 أشهر على الأقل.
  7. عدم ارتباط الخوف من البلع بحالات طبية بدنية أو نفسية أخرى.

تختلف خطة علاج الخوف من البلع التي يضعها الطبيب من حالة لأخرى، حيث تعتمد على مدى شدة الأعراض التي يعاني منها الشخص، وعادة ما تتضمن العلاج النفسي، وقد توصف أدوية في بعض الحالات. [5] تشمل طرق علاج رهاب البلع ما يلي: 

العلاج النفسي

يهدف العلاج النفسي إلى تحديد العوامل النفسية التي تؤدي إلى الشعور بالخوف من البلع والعمل على تغييرها وتعلم تقنيات للسيطرة على القلق، وقد يتضمن العلاج النفسي لرهاب البلع ما يلي: [5]

  • العلاج بالتعرض

يعد العلاج بالتعرض من الأساليب المتبعة في علاج اضطرابات الرهاب، وفيه يتم تعريض الشخص تدريجيًا في بيئة آمنة إلى الشيء الذي يثير قلقه وخوفه، ومن ثم مساعدته على التأقلم مع عملية البلع في سلسلة من الجلسات إلى أن يستطيع في نهاية المطاف تناول الطعام والشراب دون خوف وذعر. [5]

  • العلاج السلوكي المعرفي

يعد العلاج السلوكي المعرفي من طرق علاج الخوف من البلع والأكل الفعالة، حيث ينطوي على معرفة الأفكار السلبية التي تسيطر على الشخص حول عملية البلع وتثير مشاعر القلق لديه، ومن ثم العمل على التغلب عليها. علاوة على ذلك يساهم العلاج السلوكي المعرفي في تعلم استراتيجيات لتطبيقها في الحياة اليومية تساعد في تشتيت الانتباه والتخلص من الضيق الذي يسيطر على الشخص عند التعرض للمحفزات. [5]

  • إزالة التحسس وإعادة المعالجة عن طريق حركة العين

هو أسلوب علاجي نفسي حديث ينطوي على استخدام المحفزات الحسية لتشتيت انتباه الشخص والتخفيف من قلقه أثناء البلع، وذلك عبر جعله يتتبع بعينيه جسم متحرك بطريقة إيقاعية، أو من خلال لمس المعالج ليد الشخص أو النقر عليها. [5]

اقرأ أيضًا: العلاج النفسي: دليلك الشامل

العلاج الدوائي

قد يصف الطبيب أدوية لعلاج الخوف من البلع في بعض الحالات بجانب العلاج النفسي، إذ تعمل على التخفيف من القلق الذي يسيطر على الشخص وما يصاحبه من أعراض جسدية كسرعة ضربات القلب والتعرق، ومن أمثلة هذه الأدوية مضادات الاكتئاب، وحاصرات بيتا (بالإنجليزية: Beta Blockers). [3] 

اقرأ أيضًا: كيفية علاج الفوبيا والخوف

قد يساهم إجراء بعض التعديلات على نمط الحياة واتباع التعليمات التالية في التغلب على الخوف من البلع، بجانب الالتزام بخطة العلاج التي وضعها الطبيب، ومن هذه التعليمات ما يلي: [2]

  • البدء بالأطعمة اللينة سهلة البلع حتى التمكن من تناول الأطعمة الأكثر صلابة تدريجيًا.
  • تناول الطعام في صورة لقيمات صغيرة لتسهيل البلع.
  • مضغ الطعام جيدًا للتأكد من أنه أصبح لينًا للتخفيف من القلق أثناء البلع.
  • شرب رشفة من الماء مع كل قضمة من الطعام.
  • ممارسة تقنيات الاسترخاء، مثل: التأمل، والتنفس العميق، واليوغا للمساعدة على الاسترخاء.
  • الانضمام إلى مجموعات الدعم النفسي للاستفادة من تجارب الآخرين الذين يمرون بنفس الحالة.

يعد اضطراب الخوف من البلع حالة خطيرة تستدعي تلقي العلاج في أقرب وقت، فقد يؤدي إهمال تلقي العلاج المناسب إلى حدوث مشكلات صحية خطيرة، منها: [2]

يعتمد مآل رهاب البلع على شدة الحالة وسرعة اكتشافها وعلاجها، فقد تتعافى الحالات البسيطة باتباع النصائح المنزلية وممارسة تقنيات الاسترخاء، بينما قد تستجيب الحالات الأخرى مع الخضوع للعلاج النفسي والالتزام به. [3][5] 

[1] Nicole Murphy. What is Phagophobia? Retrieved on the 7th of February, 2024.

[2] Paula Berry. What is Phagophobia? Retrieved on the 7th of February, 2024.

[3] Lisa Fritscher. What Is Phagophobia? Retrieved on the 7th of February, 2024.

[4] Psycom.net. Anxiety and Phobia: Symptoms, Causes, and Treatment. Retrieved on the 7th of February, 2024.

[5] Amanda Phillips. How To Overcome Swallowing Anxiety (Phagophobia): 6 Ways To Conquer Your Fear. Retrieved on the 7th of February, 2024

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيداً؟

happy مفيد

sad غير مفيد

أسئلة وإجابات مجانية مقترحة متعلقة بأمراض نفسية

144 طبيب

موجود حاليا للإجابة على سؤالك

bg-image

هل تعاني من اعراض الانفلونزا أو الحرارة أو التهاب الحلق؟ مهما كانت الاعراض التي تعاني منها، العديد من الأطباء المختصين متواجدون الآن لمساعدتك.

ابتداءً من

7.5 USD فقط

ابدأ الان

مصطلحات طبية مرتبطة بأمراض نفسية

أدوية لعلاج الأمراض المرتبطة بأمراض نفسية