الصدمة النفسية | Psychological Trauma

الصدمة النفسية

ما هو الصدمة النفسية

الصدمة النفسية أو الصدمة العاطفية (بالإنجليزية: Psychological Trauma or Emotional Trauma) هي حالة الاستجابة العاطفية التي تحدث إثر تعرض الفرد لحدث صادم أو مروع، أو مروره بتجربة مؤلمة يصاحبها ضرر نفسي وربما جسدي، مثل التعرض لاعتداء أو حادث، أو فقدان عزيز، وكذلك تكرار التعرض للإيذاء كإساءة معاملة الطفل أو الإهمال. [1] [2]

يسيطر على الأشخاص عند تعرضهم لصدمة ما شعور بالحزن، والغضب، وربما الإنكار ولوم النفس، وبمرور الوقت يستطيع العديد من الأشخاص التأقلم والتغلب على الآثار السلبية خاصة مع تلقي الدعم اللازم. بينما قد تستمر الأعراض في بعض الحالات فيشعر الشخص بأنه عالق في هذا الحدث فيظل يسترجع أحداث التجربة المؤلمة وما يصاحبها من مشاعر سلبية، كما يحرص على تجنب أي شيء أو مكان قد يذكره بذلك، وهو ما يشير إلى احتمالية الإصابة باضطراب نفسي يطلق عليه اضطراب ما بعد الصدمة. [1] [2]

أنواع الصدمات النفسية

تشمل أنواع الصدمة النفسية ما يلي: [1] [2] [3]

  • الصدمة الحادة: تعرف الصدمة النفسية الحادة بأنها الاستجابة العاطفية التي تنشأ جراء التعرض لحدث محدد صادم.
  • الصدمة المزمنة: هي استجابة عاطفية طويلة الأمد تنجم عن التعرض المتكرر والمستمر للأذى والأحداث المرهقة أشهر أو سنوات، مثل تعرض الطفل لسوء المعاملة، أو التنمر، أو العنف المنزلي.
  • الصدمة المعقدة: هي حالة الصدمة النفسية التي تحدث إثر التعرض لسلسة من الأحداث أو المواقف المؤلمة وتترك أثرًا دائمًا على النفس.
  • الصدمة الثانوية أو الصدمة غير المباشرة: قد يحدث هذا النوع من الصدمات النفسية نتيجة مشاهدة شخص آخر يتعرض لحدث مؤلم. 

للمزيد: أنواع الصدمات النفسية، تعرف عليها

تتعدد أسباب الصدمة النفسية، فقد تحدث نتيجة المرور بأنواع مختلفة من الأحداث أو التجارب في أي مرحلة من مراحل العمر. [3]

نذكر فيما يلي أبرز الأحداث والمواقف التي قد تؤدي إلى حدوث صدمة نفسية: [1] [2] [4]

  • التعرض لألم جسدي شديد أو إصابة، مثل حوادث السير.
  • الإصابة بمرض خطير.
  • الكوارث الطبيعية والحروب.
  • النزوح أو اللجوء.
  • التعرض للاعتداء سواء جسدي أو جنسي، أو مشاهدة الشخص لحدث مؤلم.
  • الإيذاء النفسي والتنمر.
  • فقدان شخص عزيز.
  • التعرض لأعمال عنف، مثل هجوم أو خطف.
  • الإهمال في مرحلة الطفولة.
  • العنف الأسري.
  • الولادة.

يمكن أن يصاب بعض الأشخاص بصدمة نفسية أيضًا نتيجة المرور بالأحداث الآتية: [4]

  • الطلاق.
  • التغيرات الكبيرة في الحياة، مثل الانتقال إلى مكان جديد.
  • المشاكل العائلية.

اقرأ أيضًا: الصدمة النفسية عند الطفل وكيفية التعامل معها

تختلف طريقة الاستجابة للحدث الصادم من شخص لآخر، وقد تتراوح أعراض الصدمة النفسية من خفيفة إلى شديدة وتؤثر على سلوك الشخص، وأدائه، ونظرته للعالم. ولا يقتصر الأمر على ظهور الأعراض العاطفية، فعادة ما يصاحب الصدمة أعراض جسدية. [2] [3]

تتضمن الأعراض النفسية للصدمة ما يلي: [2] [3]

  • الخوف والشعور بالعجز.
  • الشعور بالانفصال عن الواقع.
  • الغضب وإنكار وقوع الحدث وعدم تقبله. 
  • الارتباك وصعوبة التركيز.
  • الاكتئاب والقلق، وتقلب المزاج.
  • الشعور بالذنب أو الخجل.
  • لوم النفس.
  • الانسحاب الاجتماعي.
  • فقدان الاهتمام بممارسة الأنشطة اليومية.
  • الخدر العاطفي.

تشمل أعراض الصدمة النفسية على الجسم ما يلي: [3]

  • صداع.
  • تسارع ضربات القلب.
  • تعب عام والشعور بأوجاع وآلام في الجسم.
  • تشنج العضلات.
  • صعوبة النوم والكوابيس.
  • فرط اليقظة والانتباه كالتأهب لوقوع خطر.
  • اضطرابات الشهية.
  • الضعف الجنسي.

اقرأ أيضًا: ما هي أعراض اضطراب ما بعد الصدمة؟

يعتمد تشخيص الصدمة النفسية على معرفة الحدث الذي مر به الشخص وتقييم الأعراض التي يعاني منها، وبناء على مدى تأثيرها على حياة الفرد ومدة استمرارها يتم تحديد ما إذا كان الشخص مصابًا بصدمة نفسية أو أحد الاضطرابات المتعلقة بها، مثل اضطراب ما بعد الصدمة أو اضطرابات الإحكام. [5]

اقرأ أيضًا: فحص اضطراب ما بعد الصدمة

يعتمد علاج الصدمة النفسية على الأعراض التي يعاني منها المريض، ويهدف إلى تخفيف وقع الصدمة على الشخص، وعلاج الحالات التي تنجم عنها، مثل القلق والاكتئاب، أو اضطراب ما بعد الصدمة. [5]

تشمل خيارات علاج الصدمات النفسية العلاج النفسي أو استخدام الأدوية، وقد يوصي الطبيب بكليهما معًا. [5]

العلاج النفسي

يعد العلاج النفسي هو الخطوة الأولى في معالجة حالات الصدمة النفسية، وتشمل أساليب العلاج المتبعة ما يلي: [5] [6]

  • العلاج السلوكي المعرفي: هو أكثر الطرق الفعالة في تخفيف أثر الصدمات النفسية وعلاجها، حيث يساعد على تقييم أفكار الشخص ومشاعره السلبية المرتبطة بالصدمة، ومن ثم العمل على تغييرها واستبدالها بأفكار واقعية.
  • إزالة التحسس وإعادة المعالجة عن طريق حركة العين: يعد هذا العلاج أحد العلاجات الفعالة للصدمات النفسية واضطراب ما بعد الصدمة، ويهدف إلى مساعدة الفرد على التغلب على ذكريات الصدمة النفسية، وذلك من خلال جعل المريض يفكر في الحدث الصادم بالتزامن مع تحريك العين في اتجاهات مختلفة.

العلاج الدوائي

عادة ما تستخدم الأدوية لعلاج الحالات المرتبطة بالصدمة النفسية وآثارها، مثل القلق، والاكتئاب، واضطرابات النوم، وتتضمن هذه الأدوية مضادات القلق ومضادات الاكتئاب. [2] [5]

للمزيد: كيفية علاج الصدمة النفسية

يساهم تطبيق بعض الإرشادات في تخفيف الصدمة النفسية وأعراضها، وكذلك المساعدة على تجاوزها واستعادة الاستقرار النفسي، ومن هذه الإرشادات ما يلي: [1] [4] [5]

  • تجنب الانسحاب والعزلة الاجتماعية، ومحاولة الانخراط في الحياة بالعمل وقضاء الوقت مع الأهل والأصدقاء، حتى لو كان ذلك صعبًا في البداية.
  • ممارسة الأنشطة الممتعة كالهوايات المفضلة.
  • الصبر وإعطاء النفس الوقت الكافي لاستيعاب المشاعر السلبية والتخلص منها.
  • عدم إجبار النفس على التحدث عن الأحاسيس المؤلمة، ولكن ينبغي تقبلها.
  • تقبل الدعم من العائلة والأصدقاء، أو الانضمام لمجموعات الدعم حيث تتيح فرصة التحدث وتبادل الخبرات مع أشخاص مروا بنفس التجارب السلبية.
  • اتباع نمط حياة صحي، بتناول أطعمة صحية، والحرص على ممارسة الرياضة بانتظام، والحصول على قسط كاف من النوم.
  • الامتناع عن شرب الكحول أو تعاطي المخدرات.
  • تجنب اتخاذ قرارات مصيرية في وقت الصدمة.
  • تثقيف النفس بقراءة كتب عن الصدمة النفسية لفهم الأعراض التي يعاني منها الشخص.

قد يؤدي عدم تلقي العلاج المناسب للصدمة النفسية إلى حدوث مضاعفات، فعلى سبيل المثال قد تؤثر الصدمة النفسية عند الأطفال على قدرة الطفل على التركيز والتعلم، وكذلك التطور العاطفي والاجتماعي مع بلوغه مرحلة المراهقة. [6]

يمكن أن تتطور الصدمة النفسية في بعض الحالات إلى اضطراب ما بعد الصدمة، وتكمن خطورة الصدمة النفسية عند المراهقين إذا تركت دون علاج في زيادة خطر تعاطي المخدرات أو إيذاء النفس، وفي البالغين تزداد أيضًا فرصة حدوث مشاكل نفسية أخرى. [2] [6] 

يساهم تلقي العلاج المناسب بعد التعرض للصدمة في تعلم كيفية التحكم في الأعراض وتحسين جودة الحياة، ويعتمد مدى الاستجابة للعلاج على الدعم الذي يتلقاه المريض ومدى تقبله للخضوع للعلاج والالتزام به، ولكن في بعض الحالات قد تستمر الأعراض وتتطور إلى الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة. [2] [6]

[1] Gina Ryder. What Is Trauma? Retrieved on the 19th of December, 2022.

[2] Jayne Leonard. What is trauma? What to know. Retrieved on the 19th of December, 2022.

[3] Ashley Olivine. What Is Trauma? Retrieved on the 19th of December, 2022.

[4] Jacquelyn Cafasso. Traumatic Events. Retrieved on the 19th of December, 2022.

[5] Matthew Tull. What Is Trauma? Retrieved on the 19th of December, 2022.

[6] Jocelyn Solis-Moreira. Trauma: It’s Not What You Think and Why THAT Matters. Retrieved on the 19th of December, 2022.

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيداً؟

happy مفيد

sad غير مفيد

أسئلة وإجابات مجانية مقترحة متعلقة بالصحة النفسية

سؤال من أنثى سنة

في الصحة النفسية

اعراض الصدمة العصبية واسبابها

اذا كنت تعنين المصطلح الطبي ل "الصدمة العصبية Neurogenic Shock"، فهو مرض في الدورة الدموية وليس في الجهاز العصبي، وهو عبارة عن تفتح زائد في الأوعية الدموية المتوسطة الحجم، ينتج عنه ان يتم توزيع الدم بشكل غير متناسب مع احتياجات الجسم، فتصل كمية كبيرة من الدم للأطراف، وتصل كمية قليلة للأعضاء الحيوية كالكبد والكليتين، مما ينتج عن ذلك انخفاض شديد في ضغط الدم مع قلة او انعدام في انتاج البول. أما اذا كنتي تقصدين "الصدمة العصبية" التي تأتي في الدراما، من عصبية او أعراض نفسية، فلا يوجد حقيقة مرض بهذا الشكل او هذا الاسم، انما هو من نتاج خيال مؤلفي الدراما أرجو شرح أعراضك الخاصة، هذا سيجعل مساعدتك اسهل

144 طبيب

موجود حاليا للإجابة على سؤالك

bg-image

هل تعاني من اعراض الانفلونزا أو الحرارة أو التهاب الحلق؟ مهما كانت الاعراض التي تعاني منها، العديد من الأطباء المختصين متواجدون الآن لمساعدتك.

ابتداءً من

7.5 USD فقط

ابدأ الان

مصطلحات طبية مرتبطة بالصحة النفسية

أدوية لعلاج الأمراض المرتبطة بالصحة النفسية