مرض بورغر | Buerger 's Disease

مرض بورغر

ما هو مرض بورغر

يعد مرض بورغر (بالإنجليزية: Buerger’s Disease)، المعروف أيضًا باسم الالتهاب الوعائي الخثاري الساد (بالإنجليزية: Thromboangiitis Obliterans or TAO)، أحد الأمراض النادرة، والذي يتسبب بالتهاب في الأوعية الدموية الصغيرة والمتوسطة الحجم، وهذا ما يؤدي إلى تكوين جلطات دموية تتسبب بانسداد الأوعية الدموية وإعاقة تدفق الدم عبرها. [1،2]

يمكن أن يؤثر داء بورغر على مختلف الشرايين والأوردة المتواجدة في الجسم، إلا أنه يحدث عادة في الشرايين والأوردة المتواجدة في القدمين واليدين، وغالبًا ما تكون نسبة تأثيره على القدمين أعلى من اليدين. [1-3]

إضغط هنا واستشر طبيب من أطبائنا للإجابة على كافة استفسارتكم المتعلقة بهذا الموضوع

لم يتم تحديد السبب الرئيسي لمرض بورغر، إلا أن خطر الإصابة بهذا المرض يزداد لدى الأفراد الذين يقومون بتدخين السجائر والسيجار أو القيام بمضغ أو استنشاق التبغ، وكلما كان معدل التدخين أكثر كان خطر الإصابة بمرض بورغر أعلى. [1،2]

ويعود السبب في ذلك إلى احتواء التبغ على بعض المواد الكيميائية التي يمكن أن تتسبب بتهيج والتهاب بطانة الأوعية الدموية، وهذا ما يمكن أن يتسبب بانتفاخ الأوعية الدموية وتضيقها، الأمر الذي يؤدي إلى إعاقة تدفق الدم وزيادة احتمالية حدوث التجلطات الدموية. أيضًا، يمكن أن يعمل التبغ على تحفيز الجهاز المناعي ويجعله يهاجم الأوعية الدموية بشكل خاطئ، حيث سيعتبرها الجهاز المناعي كأنها جسم غريب. [1-3]

عوامل خطر الإصابة بمرض بورغر

تتسبب بعض العوامل بزيادة خطر الإصابة بمرض بورغر، ومن هذه العوامل ما يلي: [2-4]

  • الوراثة، حيث يمكن أن تلعب الجينات دورًا في الإصابة بداء بورغر، وهذا ما يفسر كون بعض الأفراد أكثر عرضة للإصابة به دونًا عن غيرهم.
  • العمر، فعادة ما يؤثر مرض بورغر على الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 20 - 50 عامًا، ولا يحدث عند الأطفال أو كبار السن.
  • الجنس، حيث أن نسبة إصابة الذكور به أعلى بمعدل ثلاثة أضعاف مقارنة بالإناث، ويمكن أن يعود السبب في ذلك لارتفاع معدلات التدخين واستخدام منتجات التبغ لدى الذكور مقارنة بالإناث.
  • الإصابة بأمراض المناعة الذاتية.
  • الإصابة بأمراض اللثة لفترات زمنية طويلة.

كما يعد مرض بورغر أكثر انتشارًا في البلدان التي يستخدم سكانها التبغ بكثرة، بما فيها دول الشرق الأوسط، وجنوب شرق آسيا، والهند. [3،4]

تحدث معظم علامات وأعراض مرض بورغر نتيجة لنقص وصول الأكسجين إلى أنسجة الجسم، وبالتالي ستختلف أعراض مرض بورغر بناء على موقع الأوعية الدموية المصابة بالالتهاب ومدى تأثيره على تدفق الدم. [3]

ونظرًا لتأثير المرض بشكل أساسي على الأوعية الدموية المتواجدة في الأطراف، فغالبًا ما تظهر أعراض المرض بالقدمين واليدين، دون أن تتأثر الأعضاء الداخلية. [3،4]

يعد الألم في اليدين والقدمين من أعراض مرض بورغر الأولية، والذي يمكن أن يمتد ليصل كل من الذراعين والساقين. كما يمكن أن يتبع هذا الألم الإحساس بضعف في الأطراف. [1،2]

يمكن أن يحدث الألم المرافق لداء بورغر سواء مع الحركة أو أثناء الراحة، كما يمكن أن تزداد شدة الألم عند الشعور بالبرد أو تعرض المريض للإجهاد. [2]

ومن أعراض داء بورغر أيضًا ما يلي: [2-4]

  • شحوب اليدين أو القدمين.
  • احمراء أو ازرقاق في اليدين أو القدمين.
  • ظهور تقرحات صغيرة ومؤلمة على أصابع اليدين أو القدمين.
  • حدوث تغيرات في الجلد الذي يغطي أصابع اليدين أو القدمين، حيث سيصبح الجلد رقيق ولامع.
  • برودة اليدين أو القدمين.
  • الشعور بألم حارق أو وخز في اليدين أو القدمين.
  • الشعور بألم في أسفل الذراعين والساقين أثناء الراحة.
  • الشعور بألم عند المشي في الساقين، أو الكاحلين، أو القدمين، وخاصة في منطقة قوس القدم.
  • شحوب أصابع اليدين والقدمين أثناء الطقس البارد، وهو ما يعرف باسم ظاهرة رينود، ويحدث ذلك نتيجة نقص تدفق الدم إلى أصابع اليدين والقدمين.

كما يمكن أن يلاحظ المريض قلة ظهور الشعر على الأطراف، بالإضافة إلى ظهور تورم في الأوردة المتواجدة تحت الجلد الذي يغطي اليدين أو القدمين، وهي من العلامات التي تدل على وجود خثرة دموية. [2]

أيضًا، يمكن أن يتسبب مرض بورغر بعض الأعراض العصبية، والتي يمكن أن تشمل ما يلي: [1]

  • تشنجات العضلات.
  • تغييرات في الرؤية.
  • الشعور بالارتباك ما بين الحين والآخر.
  • فقدام الذاكرة.
  • تغييرات في قدرة المريض على التحدث أو فهم الكلام.
  • الإصابة بالتشنجات أو الذهان.

في حالات نادرة جدًا من مرض بورغر، يمكن أن يؤثر المرض على الشرايين والأوردة البطنية، وهذا ما يمكن أن يتسبب بشعور المريض بثقل شديد وألم في البطن. كما يمكن أن يعاني بعض المرضى أيضًا من فقدان الوزن الشديد. [4]

غالبًا ما تميل أعراض مرض بورغر إلى الظهور لفترات زمنية قصيرة، حيث تستمر الأعراض لفترة تتراوح ما بين أسبوع وأربعة أسابيع، ومن ثم ستهدأ وتختفي لفترة مؤقتة ومن ثم ستعود مجددًا. [4]

اقرأ أيضًا: أسباب برودة القدمين.. الشتاء ليس السبب الوحيد

لا يوجد فحص معين يؤكد إصابة الفرد بمرض بورغر، إلا أن الطبيب سيقوم بما يلي من أجل تشخيص إصابة الفرد بهذا المرض: [1،2]

  • سؤال المريض حول الأعراض التي يعاني منها.
  • سؤال المريض حول استخدامه حاليًا أو مسبقًا لأي من منتجات التبغ.
  • إجراء الفحوصات المخبرية لاستثناء إصابة الفرد بأي من الأمراض التي تتسبب بأعراض مشابهة لأعراض مرض بورغر، ومنها:
    • السكري.
    • الذئبة.
    • تصلب الجلد.
    • تصلب الشرايين.
    • اضطرابات تخثر الدم.

أيضًا، يمكن أن يستعين الطبيب ببعض الفحوصات من أجل التحقق من تدفق الدم عبر الأوعية الدموية أو وجود انسداد فيها، ومن هذه الفحوصات ما يلي:

  • فحص ألين

يعد فحص ألين (بالإنجليزية: Allen Test) اختبار أساسي لتدفق الدم الأساسي، والذي يتم إجراؤه من خلال الخطوات التالية: [2،4]

  1. قيام الفرد بقبض يده قبضة قوية، مما يدفع الدم إلى خارج اليد.
  2. قيام الطبيب بالضغط على شرايين المعصم لإبطاء تدفق الدم مرة أخرى إلى اليد. في هذه المرحلة، سوف يتفقد الطبيب لون اليد.
  3. قيام الفرد بفتح يده، ومن ثم سيقوم الطبيب بتحرير الضغط على الشريان الموجود على أحد جانبي المعصم ثم على الجانب الآخر. إذا استغرق الأمر بعض الوقت حتى تعود اليد إلى لونها المعتاد، فقد يكون ذلك علامة على مرض بورغر.
  • تصوير الأوعية الدموية

 يساعد تصوير الأوعية الدموية على التحقق من وجود انسداد في الأوعية الدموية المتواجدة في الذراعين والساقين. وخلاله سيقوم الطبيب بالخطوات التالية: [2،4]

  1. وضع أنبوب رفيع، يسمى القسطرة، داخل الشريان.
  2. سيقوم بضخ الصبغة عبر هذا الأنبوب إلى داخل الشريان.
  3. سيتم أخذ صورة بالأشعة السينية بسرعة لإلقاء نظرة على الأوعية الدموية.

كما يمكن أن يقوم الطبيب باستخدام تقنيات تصوير أخرى للكشف عن أي انسداد داخل الأوعية الدموية، ومنها التصوير المقطعي، أو التصوير بالرنين المغناطيسي، أو التصوير بالموجات فوق الصوتية. [1،2]

أيضًا، يمكن أن يوفر إجراء اختبار الأنسجة تشخيص أكثر دقة للمرض، حيث يمكن للطبيب فحص الأنسجة بحثًا عن دليل يدل على إصابة الفرد بمرض بورغر. [3]

لا يوجد علاج نهائي لمرض بورغر، إلا أن الإقلاع عن التدخين والتوقف عن استخدام منتجات التبغ يساعد وبشكل كبير على تحسين الأعراض ومنع تطور المرض. [1،4]

كما يمكن أن يتم تقديم عدد من العلاجات للمريض بهدف تحسين الأعراض لديه والتخفيف منها، وتشمل هذه العلاجات ما يلي: [1-4]

  • الأدوية، ومنها ما يلي:
    • موسعات الأوعية الدموية، بما في ذلك حاصرات قنوات الكالسيوم، والتي تعمل على تحسين تدفق الدم عبر الأوعية الدموية.
    • مسكنات الألم، بما في ذلك الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية أو المسكنات الأفيونية.
    • المضادات الحيوية، وذلك في حال عاني المريض من التقرحات المفتوحة.
    • مميعات الدم ومضادات التخثر.
  • عوامل النمو، وهي عبارة عن بروتينات يمكن أن تساعد على تسريع الشفاء وتخفيف الألم.
  • حقن الخلايا الجذعية، وهي عبارة عن خلايا يمكن أن تنمو وتتطور إلى أنواع أخرى من الخلايا، وبالتالي يمكن أن تساعد على تكوين أوعية دموية جديدة.
  • العلاج بالأكسجين عالي الضغط.
  • ممارسة تمارين المشي.
  • تطبيق ضغط متقطع بشكل متكرر على الذراعين والساقين.
  • الجراحة، ويشمل ذلك ما يلي:
    • إجراء جراحة لإستعادة تدفق الدم عبر الأوعية الدموية.
    • عملية استئصال الودي، حيث يتم خلالها قطع الأعصاب في المنطقة المصابة.
    • إجراء عملية البتر، وذلك لإزالة الأنسجة المصابة بالغرغرينا.

اقرأ أيضًا: أدوية الإقلاع عن التدخين

يمكن التقليل من خطر الإصابة بمرض بورغر والمضاعفات المرتبطة به من خلال التوقف كليًا عن التدخين واستخدام منتجات التبغ. [1]

مع مرور الوقت، سيتسبب داء بورغر بانسداد كامل في الأوعية الدموية، وبالتالي سيتوقف تدفق الدم نحو اليدين والقدمين بشكل تام، الأمر الذي يتسبب بتلف الأنسجة وموتها وإصابة المريض بالعدوى والغرغرينا، وهي من مضاعفات مرض بورغر الخطيرة جدًا ويمكن أن يتطلب علاجها القيام ببتر اليد أو القدم المصابة. [2،4]

ومن الأعراض التي يمكن أن تدل على حدوث ذلك الإصابة بالخدران وتحول لون الأطراف إلى الأسود أو الأزرق الداكن. [2]

أيضًا، في بعض الحالات النادرة، يمكن أن يسبب مرض بورغر بانسداد في الأوعية الدموية المتواجدة في مناطق أخرى من الجسم، بما في ذلك تلك التي تنقل الأكسجين إلى القلب، أو الطحال، أو الكلى، أو الجهاز الهضمي، وهذا ما سيؤثر سلبًا على صحة ووظائف هذه الأعضاء. فمثلًا، يمكن أن يسبب مرض بورغر الإصابة بالسكتة الدماغية أو النوبة القلبية. [2،3]

يعتمد سير المرض واحتمالية تطور المضاعفات لدى المريض على ما إن كان قد أقلع عن التدخين واستخدام منتجات التبغ. فالتوقف عن استخدام منتجات التبغ يمكن أن يؤدي إلى اختفاء الأعراض المصاحبة لمرض بورجر دون الحاجة إلى علاج. [1،2]

فمن بين الذين توقفوا عن التدخين واستخدام منتجات التبع، تعرض حوالي 6% منهم لعملية بتر، كما تكاد أن تكون هذه النسبة قريبة من الصفر لدى المرضى الذين تم تشخيصهم في وقت مبكر. بينما من بين المرضى الذين استمرو في استخدام منتجات التبغ، سيتعرض حوالي 43% منهم لعملية بتر خلال 8 سنوات من تشخيص إصابتهم بمرض بورغر. [2]

اقرأ أيضًا: اضرار التدخين واثاره السلبية

[1] Heather Hobbs. Everything You Need to Know About Buerger’s Disease. Retrieved on the 20th of September, 2023.

[2] WebMD. Buerger’s Disease (Thromboangiitis Obliterans). Retrieved on the 20th of September, 2023.

[3] Helen Millar. Buerger’s disease: What to know. Retrieved on the 20th of September, 2023.

[4] Colleen Travers. An Overview of Buerger’s Disease. Retrieved on the 20th of September, 2023.

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيدا؟
أسئلة وإجابات مجانية مقترحة متعلقة بأمراض القلب و الشرايين

محتوى طبي موثوق من أطباء وفريق الطبي

أخبار ومقالات طبية

جميع الاخبار والمقالات
فوائد البقدونس مقالات
إعلان جدري القردة كحالة طوارئ صحية عالمية أخبار
الفرق بين الحقن المجهري واطفال الانابيب مقالات
عرض جميع المقالات الطبية

آخر مقاطع الفيديو من أطباء متخصصين

أحدث الفيديوهات الطبية

عرض كل الفيديوهات الطبية

food

قدر وجباتك واحتياجاتك الغذائية على الفور
احصل على تقدير استهلاكك اليومي من الطعام واتخذ خيارات أكثر صحة. جربه الآن
التقط صورة سريعة لوجبتك واكتشف محتواها من السعرات الحرارية بسهولة.

مصطلحات طبية مرتبطة بأمراض القلب و الشرايين

أدوية لعلاج الأمراض المرتبطة بأمراض القلب و الشرايين