آلام المخاض | Labor pain

آلام المخاض

ما هو آلام المخاض

تتعرض الأم أثناء حملها لنوعين من الآلام يعبران عن انقباضات الرحم، إلا أن أحدهما يعد إنذارًا بالدخول في الولادة، والآخر لا يعبر عن الولادة ولا حتى عن اقترابها.

الطلق الكاذب (False Labour Pains)

هو عبارة عن آلام قد تظهر من منتصف الحمل أو في الشهور الأخيرة تعبر عن انقباضات خفيفة للرحم غير كافية لبدء الولادة. هذه الحالة طبيعية ولا تستدعي القلق ولا تعبر عن الولادة ولا عن أي خطر.

الطلق الحقيقي (True Labour Pains)

هو عبارة عن آلام تظهر نتيجة انقباضات قوية في الرحم تكفي لبدء الولادة، وحدوث هذه الآلام يعني بدء عملية الولادة.

كيف نفرق بين الطلق الحقيقي والكاذب؟

تعدد الطرق التي تُمكن المرأة من التمييز بين المخاض الكاذب والحقيقي وخاصة بعد بلوغ حملها الاسبوع 37 ومنها :

  1. تتميّز الانقباضات المُتعلقة بالمخاض الكاذب بكونها غير متوقعة، حيث تحدث في فترات زمنية غير مُنتظمة وتختلف في مدتها وشدتها. على الرغم من عدم انتظام الانقباضات المُرافقة للمخاض الحقيقي أيضاً في البداية الا أنها تنتظم فيما بعد وتحدث في فترات زمنية قصيرة تزداد شدتها وتدوم لمدة أطول.
  2. يتركز الألم الناتج عن الانقباضات المرافقة للمخاض الكاذب في المنطقة المركزيّة لأسفل البطن ،أما في المخاض الفعلي يبدأ الاحساس بالألم أسفل الظهر ويلتف حول منطقة البطن.
  3. يسكن الألم الناتج عن المخاض الكاذب بشكل تلقائي أو بمجرد التوقف عن النشاط الذي كانت تُمارسه الحامل او أن تُغيّر من وضعيتها كما تزول اعراضه بأخذ حمام مائي ساخن وشرب كميّات كافية من السوائل، أما في المخاض الحقيقي فيستمر الألم وتزداد شدته مع مرور الوقت.
  4. يُوصى بضرورة اتصال الحامل بطبيبها المُختص في حال ظهور علامات وأعراض المخاض قبل بلوغ الاسبوع 37 من الحمل للسيطرة على المخاض المُبكر.

اقرأ أيضاً: الدورات التحضيرية للولادة

مراحل المخاض الأساسية

تتألف مرحلة المخاض من ستة أطوار اساسية:

  1. اتخاذ رأس الجنين الوضعية العرضيّة، حيث يتوجه نحو الحوض وبالتحديد نحو أحد وركيّ الأم.
  2. هبوط وانثناء رأس الجنين.
  3. دوران الجنين الداخلي، حيث يدور 90 درجة وفي وضعية تكون فيها مؤخرة الرأس امامية ووجه الجنين نحو مُستقيم الأم.
  4. الولادة عن طريق التوسع وذلك بعبور رأس الجنين خارج قناة الولادة وانحناء رأسة للامام مما يجعل قمة رأسه تقود الطريق عن طريق المهبل.
  5. عودة الجنين الى وضعيته السابقة حيث يعود رأس الجنين وبدرجة تصل الى 45 لاستعادة علاقته الطبيعية مع الكتفين.
  6. الدوران الخارجي الذي يتحرك فيه الكتفين كحركة المفتاح التي يتحركها الرأس ويُلاحظ هذا الدروان في المراحل الأخيرة لحركة الرأس الذي يُحتمل ان يتغيّير شكله مؤقتاً حيث يأخذ شكلاً أكثر طولياً نتيجة لعبوره قناة الولادة الضيّقة ولذلك يشيع في الولادات المهبلية لأول مرة.

اقرأ أيضاً: توسع المهبل

متى يتدخل الطبيب في حالة الطلق الحقيقي؟

مع بدء الطلق الحقيقي تبدأ مرحلة توسع عنق الرحم ببطء، وقد يطلب منك الطبيب المشي أثناء هذه المرحلة حتى يصل اتساع عنق الرحم إلى 4 سم.

 تستغرق هذه المرحلة حوالي 6 ساعات ونصف في أول ولادة، وحوالي 4 ساعات ونصف في الولادات التالية، بعدها تبدأ مرحلة التوسع السريع لعنق الرحم ويبدأ تدخل الطبيب.

هل يمكن التخلص من آلام الولادة الطبيعية أو تقليلها؟

تتم السيطرة على الألم بوسيلتين مختلفتين هما:

السيطرة اللادوائيّة

تُفضل بعض الحوامل الاستغناء عن العقاقير الطبية المُسكنة للألم أثناء الولادة، حيث يُفضلن محاولة التخفيف من الآم المخاض عن طريق:

التحضيرات النفسية، التثقيف الذي يسبق الولادة، التدليك، العلاج بالوخز، التنويم المغناطيسي والعلاج المائي في حمام مائي ساخن.

اقرأ أيضاًَ: ماذا تعرفين عن الولادة في الماء؟

يُوصي بعض الاطباء باتخاذ الحامل لوضعية القرفصاء أو الزحف أثناء الطور الثاني من المخاض وذلك لتحقيق الدفع بشكل أكثر فعاليّة كما تُساعد الجاذبية في هبوط الجنين عبر قناة الولادة.

اقرأ أيضاً: تعرفي على علامات الولادة

كما يُوصى أيضاً بالانغماس في حمام مائي دافيء مما يُسهم في تخفيف حدة الألم أثناء المخاض والولادة وعدم حاجة الحامل للمُسكنات الطبية المُتعارف عليها.

في بعض الحالات قد تكون التقنيات العقلية والتأمل ذات أهمية في السيطرة على ألم الحامل أثناء المخاض والولادة،

ويُوصى باقتران هذه التقنيات بأخرى تعتمد ارتخاء العضلات كما أثبتت الدراسات الحديثة فاعلية حقن الماء المُعقم تحت الجلد في أكثر المواقع ألماً أثناء المخاض.

علميّاً يُفرز الجسم و بشكل طبيعي الاندورفين (الببتيدات الافيونية التي تعمل كنواقل عصبية وتُفرز من الغدة النخامية أثناء احساس الانسان بالألم وتُسهم في التخفيف من حدة الألم) كاستجابة كيميائية قبل وأثناء وبعد الولادة مُباشرة.

السيطرة الدوائيّة

تفاوتت في الآونة الأخيرة درجة نجاح العديد من التدابيرالطبية للسيطرة على الألم أثناء المخاض والولادة ومدى تأثيرها على سلامة الأم وجنينها.

وتعددت هذه التدابير في العديد من الدول فمثلاً في الدول الاوروبيّة يُوصي الأطباء باستنشاق غاز أكسيد النيتروز للسيطرة على الألم اضافة الى نسبة 50% من غاز الاكسجين.

أما في المملكة المُتحدة فيُستخدم البيثيدين (العامل الكيميائي المُضاد للتشنجات ويُعطى بشكل عضلي، أو تحت جلدي أو وريدي للتخفيف من حدة الألم المتوسط والشديد) في المراحل المُبكرة من المخاض.

إذ ثبت تأثيره على الحالة التنفسية للجنين في حال استخدامه في المرحلة التي تقترب من الولادة.

ويشيع في الوقت الحاضر تقنيات التخدير الموضعي لتباعد او فراغ فوق الجافية والمعروف بفراغ الايبيديورال (الفراغ الواقع داخل القناة الشوكية و خارج الغشاء الأم الجافية).

مما يتسبب بفقدان الاحساس والألم عن طريق إيقاف انتقال الاشارات العصبية عبر الأعصاب في الحبل العصبي وبالقرب منه.

وعبور المُسكن عبر المشيمة ليصل الى الجنين دون تسببه بأية تأثيرات، كما تُستخدم تقنيات التخدير الفقري الذي يُمثل أحد انماط التخدير الموضعي.

الذي يتضمن حقن المخدر عبر أبرة دقيقة يبلغ طولها 9 سم، أما في حال فرط وزن الحامل تُستخد الأبر ذات الطول الأكبر لتحقيق الحقن الأعمق ليصل طولها 12.7 سم.

يتميّز تخدير فوق الجافية بكونه آمناً على الأم وجنينها ويُمثل وسيلة فعالة لتسكين الألم اثناء المخاض الا أنها تقترن باطالة المدة الزمنية للمخاض، وزيادة الحاجة الى التدخل الطبي اثناء الولادة كاللجوء الى الاجهزة وأخيراً يُعد استخدامها مُكلفاً.

مُضاعفات مرحلة المخاض وتأثيرها على الام والجنين

تُعد عملية الولادة بطبيعتها خطيرة ومحفوفة بالمخاطر وعُرضة للعديد من المُضاعفات التي قد تؤثر على الأم أو جنينها.

 وعلى الرغم من بلوغ مُعدل وفيات الاطفال حديثي الولادة 1500 طفل / 100.000 ولادة، إلا أن الطب الحديث أثبت قدرته على الحد من المُضاعفات المُقترنة بالولادة.

تتعدد الاسباب التي تُعيق تقدم المخاض بالسرعة المطلوبة وتتسبب في تأخر او استطالة مدة الطور الثاني من المخاض ومنها:

وضعية الجنين المقعديّة

حيث تكون الارداف، القدمين، الوجه أو الجبين باتجاه الحوض:

  • عجز نزول رأس الجنين خلال حافة المنطقة الحوضية.
  • ضعف قوة الانقباض الرحميّ، وسوء تقدم الطور النشط من المخاض.
  • ضيق مُحيط الحوض مما يتسبب بعجز رأس الجنين عن العبور من خلال قناة الولادة.
  • عسر الولادة الناتج عن عجز الكتفين عن العبور تحت منطقة الارتفاق العاني بعد خروج الرأس.
  • التغيرات الثانوية التي تتمثل بانتفاخ الانسجة، وإعياء الأم الشديد و اختلال معدل نبض قلب الجنين، حيث يتسبب عدم علاجها بموت الأم او جنينها.

عُسر الولادة 

يُعرف عُسر الولادة بصعوبات وشذوذ مرحلة المخاض أو الولادة وتُمثل حالات الحمل التي تنتهي بعُسر الولادة ما يُقارب خُمس ( 1/5 ) حالات الولادة البشرية.

يعود تعسر الولادة إلى العديد من الأسباب منها:

عدم تناسق نشاط الانقباض الرحمي، واختلال وضعية الجنين في رحم أمه، والتضيّق المُطلق أو النسبي لمُحيط الحوض عند الأم.

كما تزداد احتمالية حدوثه في حال تباعد الفترات الزمنية بين الاحمال، أو الحمل الأول للمرأة، وتعدد الأجنة.

ويُمثل هرمون الاوكسيتوسين وسيلة فعالة في زيادة فرصة الولادة الطبيعية المهبلية عند الحامل التي تتقدم مرحلة المخاض لديها بشكل بطيء.

على الرغم من حاجة الحامل في حالات عسر الولادة إلى استخدام ما يُساعد على الولادة كالملاقط أو اللجوء الى العملية الجراحية القيصريّة.

ينتج عن عُسر الولادة العديد من الُمضاعفات كوفاة الجنين، واختلال جهازه التنفسي، وتلف العصب العضدي، واعتلال الدماغ الناتج عن نقص الاكسجين.

مُضاعفات المخاض الأموميّة

  • الجروح المُرافقة للولادة المهبلية والناتجة عن الجرح الحاصل في العجان (المنطقة السطحية الواقعة بين الارتفاق العاني والعصعص).
  • تمزّق الانسجة الداخلية للمهبل و تأثر كفائتها العصبية مما يتسبب بالعديد من المشكلات النسائية والنسبية في الوقت ذاته كهبوط الرحم، سلس البول والبراز والاختلال الوظيفي الجنسي. وتتعدد العوامل التي تُسهم في زيادة خطورة هذا التمزق ومنها ولادة الطفل بوزن يزيد عن 4.1 كغ، استخدام الملاقط أو تقنيات الشفط أثناء الولادة والحاجة الى اصلاح العديد من التمزّقات بعد الولادة.
  • الاصابة بالعدوى البكتيرية بعد الولادة والتي تزيد من خطورة موت الأم.
  • الآم الحوض الحزامية التي تسبق الولادة و الناتجة عن الهرمونات والانزيمات المُفرزة في الثلث الأخير من الحمل، والتي تُسهم في ارتخاء واتساع منطقة الارتفاق العاني وبالتالي التسبب بالألم الشديد و عدم استقرار ومحدوديّة حركة المفاصل الحوضية الثلاثة.
  • النزيف الرحمي وفقدان الدم بكميات كبيرة المُتسبب بدوره في الاصابة بالصدمة الناتجة عن نقص كمية الدم (بلازما الدم)، وقصور نضح الدم للعديد من أعضاء الجسم الحيوية وبالتالي الموت في حال غياب التدخل الطبي اللازم.

مُضاعفات المخاض الجنينيّة

إصابة الجنين الميكانيكية والناتجة عن العديد من العوامل ومنها عملقة الجنين (ولادة الجنين بوزن يزيد عن 4 كغ او 4.5 كغ بغض النظرعن عمر الحمل ).

وفرط وزن الأم اثناء الحمل والمؤثر بشكل مباشر على العمليات الأيضية للحامل (مقاومة الانسولين واتزان مستوى الغلوكوز  وأكسدة الدهون وانتاج الاحماض الأمينية).

وتطور جنينها وأخيراً الولادة التي تحتاج الى استخدام الاجهزة الطبية.

وقد تقترن بعض الحالات بالاصابة الميكانيكية للجنين كالوضعيّة المقعدية وعُسر الولادة الناتج عن عجز الكتفين عن العبور تحت منطقة الارتفاق العاني.

ويُعد الاطفال حديثي الولادة أكثر عُرضة للاصابة بالعدوى البكتيرية ومنها البكتيريا المُكورة العُقدية (المجموعة ب) التي قد تنتقل للجنين وهو في رحم أمه مما يتسبب بالعديد من المُضاعفات:

كالولادة المُبكرة (الولادة التي تسبق الاسبوع 37 من الحمل ) و اطالة مُدة المخاض.

أو وفاة الجنين التي يُحتمل ان تحدث بعد مرور 28 اسبوعاً على الحمل أو في الفترة الزمنية التي تمتد من الولادة الى حين بلوغه 28 يوماً.

وتتعدد العوامل التي تُسهم في وفاة الجنين أو حديث الولادة ومنها:

نقص التغذية وغياب المُتابعة الطبية والصحيّة اللازمتين أثناء الحمل وبعد الولادة، إضافة الى ارتفاع ضغط الأم أثناء الحمل، وإصابة الأم بسكري الحمل وولادتها مُسبقاً بعملية قيصريّة.

بالاضافة لنقص تغذية الأنسجة الدماغيّة وغيرها من الأنسجة الحيوية أثناء المخاض بغاز الأكسجين وتزداد خطورة الإصابة بنقص التغذية في حال إصابة الحامل أو جنينها بمرض ما.

كما تظهر أعراضها بشكل مباشر بعد الولادة ولذلك يُفترض ان تتم مراقبة الجينن بشكل حثيث أثناء الولادة على الرغم من تعقد الأجهزة الطبية المُستخدمة وكثرة الجدل حولها.

وقد يتسبب نقص تغذية الجنين بالعديد من المشكلات الصحية ذات الأمد الطويل ومنها الاعتلال الدماغي الناتج عن نقص تروية الانسجة الدماغية.

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيدا؟
أسئلة وإجابات مجانية مقترحة متعلقة بالحمل والولادة

سؤال من أنثى سنة

في الحمل والولادة

هل تشعر الحامل بالام تشبه الام الحيض و مغص معوي

احتمال ان يكون هناك الم لعده اسباب، فقد يكون نتيجه الكولون او الجهاز الهضمي، او نتيجه التهابات في مجرى المسالك البوليه، او نتيجه الحمل وانقباضات رحميه. انصحك بمراجعه طبيبك النسائيه لاخذ السيره المرضيه عن حالتك، وفحصك لمعرفهموقع ونوع الالم، واذا احتاج الامر لاجراء فحوصات مخبريه. وكذلك اجراء فحص بالسونار للاطمئنان على سلامه الحمل، ومن ثم حسب التشخيص يمكن اعطائك العلاج المناسب.

محتوى طبي موثوق من أطباء وفريق الطبي

أخبار ومقالات طبية

جميع الاخبار والمقالات
فوائد البقدونس مقالات
إعلان جدري القردة كحالة طوارئ صحية عالمية أخبار
الفرق بين الحقن المجهري واطفال الانابيب مقالات
عرض جميع المقالات الطبية

آخر مقاطع الفيديو من أطباء متخصصين

أحدث الفيديوهات الطبية

عرض كل الفيديوهات الطبية
خطوة واحدة أقرب للحصول على معلومات طبية موثوقة
اسأل سينا

مصطلحات طبية مرتبطة بالحمل والولادة

أدوية لعلاج الأمراض المرتبطة بالحمل والولادة