الإدمان السلوكي | Behavioral Addiction

الإدمان السلوكي

ما هو الإدمان السلوكي

يُعدّ الإدمان السلوكي (بالإنجليزية: Behavioral Addiction)، أو ما يُعرف باسم إدمان العملية (بالإنجليزية: Process Addictions)، أحد أنواع الإدمان والذي يتسبّب بالرغبة القوية أو الالتزام الصارم بممارسة عادة يومية أو نشاط معين، مثل: لعب القمار، أو مشاهدة التلفاز، أو التسوّق، حيث يجد الفرد أنّ السلوك الذي يُمارسه مجزٍ نفسيًا أو يساعده في الحصول على النشوة والسعادة. [1][2]

في حين أنّ الكثير منّا يرغب بممارسة العديد من هذه السلوكيات ليشعر بالسعادة، إلّا أنّ بعض الأفراد فقط سوف يصابون بالإدمان عليها، الفرق هو أنّ الإدمان السلوكي يتسبّب باستمرار ممارسة الفرد لواحد من هذه الأنشطة على رغم من احتمالية تأثيره سلبًا على حياته الأسرية، والاجتماعية، والعملية، الأمر الذي يتشابه مع التداعيات والآثار السلبية التي يتسبّب بها الإدمان على المخدرات أو غيرها من المواد الأخرى. [1][3]

ولسوء الحظ، كما هو شائع لدى جميع الذين يعانون من الإدمان، فإن الأفراد الذين يعانون من إدمان السلوكيات غير قادرين على التوقف عن ممارسة السلوك الذي تم الإدمان عليه لأي فترة من الزمن دون علاج أو تدّخل خارجي. [2]

هناك العديد من الاختلافات حول ما إن كان الإدمان السلوكي يعتبر إدمان حقيقي أم لا، وبحسب الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، الطبعة الخامسة، فإنّ اضطراب القمار هو الإدمان السلوكي الوحيد المعترف به رسميًا، ولا زالت هناك مناقشات حول إدراج الإدمان على السلوكيات الأخرى وما إن كان يجب تصنيف إدمان السلوكيات على أنّه من الاضطرابات العقلية أم لا. [1][2]

اضغط هنا واستشر طبيبًا من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع

أنواع الإدمان السلوكي

هناك أنواع مختلفة من الإدمان السلوكي والتي لا يُمكن حصرها أحيانًا حيث أنها تختلف باختلاف السلوك أو النشاط الذي اعتاد على فعله الفرد وأصبح غير قادر على التوقف عن ممارسته. وفيما يلي نذكر بعضًا من أنواع الإدمان السلوكي: [1][2][3]

  • إدمان الطعام، والذي يحدث عادةً عند تناول أطعمة لذيذة جدًا، خصوصًا تلك التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون، والسكر، والملح.
  • الإدمان على ممارسة الرياضة، حيث يقوم الفرد بممارسة التمارين الرياضية بشكل مفرط ويفوق مقدار ما يحتاج إليه من هذه التمارين، كما يصبح غير قادر على التحكم في مدة التمرين أو شدته أو حتى التوقف عن ممارسته على الرغم من تسبّبه بآثار سلبية.
  • إدمان القمار، والذي يتضمّن الرغبة الشديدة في لعب القمار والتي تزداد مع مرور الوقت ومن المُمكن أن تجعل الفرد يضع الرهانات بشكل متكرر أو يقوم بالمراهنة بمبالغ كبيرة تفوق قدرته، كما يكون غير قادر على التوقف عن هذه العادة وسيشعر بالغضب الشديد أو العدوانية عند عدم قدرته على المقامرة أو عند خسارته.
  • إدمان الإنترنت، بحيث يُصبح الفرد غير قادر على التحكم في مقدار الوقت الذي يقضيه في تصفح المواقع الإلكترونية وسيستمر بهذا السلوك رغم تأثيره السلبي على علاقته بأسرته وأصدقائه وقدرته على الإنجاز في المدرسة أو العمل.
  • إدمان الإباحية، والذي يُعرّف على أنه استمرار الفرد في مشاهدة المحتوى الإباحي أو الاستماع إليه على الرغم من العواقب السلبية لذلك.
  • إدمان التسوق وشراء الأشياء، بحيث يفقد الفرد السيطرة على نفسه ويبدأ بشراء أشياء قد لا يحتاج إليها وبمبالغ تفوق قدرته المالية.
  • أنواع أخرى، مثل:
    • إدمان العمل.
    • إدمان الجنس.
    • الإدمان على الألعاب الإلكترونية.
    • الإدمان على إجراء العمليات التجميلية.
    • الإدمان على الهاتف النقال.

يقوم الدماغ بشكل طبيعي بإطلاق بعض المواد الكيميائية، مثل: الدوبامين والسيروتونين، أثناء ممارسة بعض السلوكيات، مثل: الجنس، والأكل، وتصفح الإنترنت، الأمر الذي يُعطي الفرد شعورًا رائعًا ومجزيًا. وفي حالة الإدمان السلوكي، سيبدأ الدماغ بإفراز كميات كبيرة من هذه المواد الكيميائية بسبّب الإفراط في ممارسة بعض السلوكيات التي تخلق تجربة رائعة للغاية في الدماغ. [1][4][5]

ومع مرور الوقت، سيعتاد العقل على المستويات المرتفعة من هذه المواد الكيميائية لدرجة أنّ الفرد سيشعر بالغرابة إذا حاول التوقف عن ممارسة هذه السلوكيات وانخفضت مستويات هذه المواد في عقله. وهذا ما يُفسر تولّد الرغبة الشديدة في تكرار ممارسة هذه السلوكيات لرفع مستويات الدوبامين والسيروتونين والشعور بالسعادة الكبيرة مرة أخرى. [4][5]

بالتالي، إنّ عمليات الدماغ المرتبطة بالإدمان السلوكي متشابهة جدًا مع تلك العمليات التي ترتبط بتطوّر الإدمان على تعاطي بعض المواد، مثل: الكحول والمخدرات. [4][5]

هل الإدمان السلوكي وراثي؟

بشكل عام، يُمكن ربط ما لا يقل عن نصف قابلية الفرد للإدمان، بما في ذلك الإدمان السلوكي، بالعوامل الوراثية، إلّا أنّ هناك عدد قليل جدًا من الدراسات التي تبحث ما بين الجينات الوراثية للإدمان السلوكي. [1][5]

ومن الأمثلة على ارتباط الإدمان السلوكي ببعض التغيرات الجينية هو إزدياد أليل D2A1 في الجين الخاص بمستقبل الدوبامين D2 لدى الأفراد المدمنين على لعب القمار. أيضًا، كان لدى مستخدمي الإنترنت بشكل مُفرط ترددات أعلى للأليل طويل الذراع (SS) في الجين الخاص بناقلات السيروتونين (5HTTLPR) مقارنةً بالأفراد الأصحاء. [5]

لكن يجب التأكيد على أنّ هناك عوامل أكثر أهمية من الجينات الوراثية في تحديد احتمالية إصابة الفرد بإدمان السلوكيات، فعلى سبيل المثال، تلعب البيئة التي نشأ فيها الفرد دورًا أيضًا بحدوث هذه الحالة. [1]

إنّ لكل نوع من أنواع الإدمان السلوكي علاماته وأعراضه الخاصة، لكن هناك بعض الأعراض والعلامات العامة التي يُمكن أن تشير إلى إدمان الفرد على سلوك معين، وهي ما يلي: [1][2][3][4]

  • هيمنة النشاط أو السلوك على حياة الفرد وأن يُصبح الأولوية الأولى في حياته، الأمر الذي يصل إلى إهمال أو تجنّب العمل، أو المدرسة، أو غيرها من الواجبات لممارسة هذا السلوك.
  • مساهمة النشاط أو السلوك بمنح الفرد مستويات عالية من السعادة والاعتماد بشكل متزايد على هذا السلوك كوسيلة للتعامل مع العواطف.
  • ازدياد الوقت الذي يقضيه الفرد في ممارسة النشاط أو السلوك للشعور بالرضى والسعادة.
  • مواجهة صعوبة في تغيير السلوك على الرغم من الشعور بالخجل أو الإحراج حيال ذلك أو تسبّبه بآثار سلبية عديدة على الحياة الفرد.
  • الاستمرار في السلوك رغم محاولات التوقف عن ممارسته فضلًا عن المعاناة من مشاعر أو أحاسيس غير سارة عند محاولة التوقف عن ممارسته (أعراض الانسحاب).
  • إنكار الفرد لحقيقة إدمانه على هذا السلوك والتقليل من شأن هذه المشكلة.

يُمكن أن تكون هناك صعوبة في تشخيص الإدمان السلوكي فهو ينطوي على ممارسة سلوكيات يومية طبيعية ومن الصعب أحيانًا تحديد ما إن كان الفرد يُمارسها بشكل طبيعي أم أنّه يُفرط في ممارستها للشعور بمتعة أكبر. ولهذا لا بدّ من تتبّع أعراض وعلامات الإدمان السلوكي المذكورة سابقًا باعتبارها الإشارات التحذيرية التي يُمكن أن تدّل على إصابة الفرد بالإدمان السلوكي. [1][5]

كما يُمكن أن يشمل تشخيص إدمان السلوكيات على تحديد ما إن كان هناك اضطرابات متزامنة مع هذه المشكلة، ويشمل ذلك معاناة الفرد من اضطرابات تعاطي المخدرات و/أو اضطرابات الصحة العقلية التي يُمكن أن يكون لها دور في حدوث الإدمان السلوكي أو أنّها قد تؤثر على الفرد بأي شكل من الأشكال. [2]

سيقوم الطبيب بوضع خطة علاجية للفرد اعتمادًا على عدّة عوامل، بما فيها: [2]

  • نوع الإدمان السلوكي.
  • معاناة الفرد من اضطرابات الصحة الجسدية و/أو العقلية الأخرى.
  • الظروف الشخصية للفرد ورغباته.

ومن المُمكن أن تتضمّن خطة علاج الإدمان السلوكي واحد أو أكثر من الخيارات التالية:

  • العلاج السلوكي المعرفي

وهو نوع من العلاج النفسي يستخدم لعلاج مختلف أنواع الإدمان حيث أنّه يساعد الفرد على فهم وتغيير العلاقة بين أفكاره، ومشاعره، وسلوكياته. ويُعدّ تحديد المعتقدات والمحفّزات الخاطئة والتوصل إلى سلوكيات بديلة وأكثر صحة كوسيلة للتعامل مع المشاعر أمرًا أساسيًا في هذه العملية. كما يشمل العلاج تدريب الفرد على مهارات التأقلّم والقدرة على حل المشكلات. [1][2]

  • العلاج الجماعي

يٌقدّم هذا النوع من العلاج النفسي للإدمان السلوكي دعمًا من الأقران ويساعد على زيادة ارتباط الفرد بالمجتمع، كما يُمكن للفرد أن يتعلم الكثير من الآخرين الذين يعانون من نفس الإدمان الذي يُعاني منه بما في ذلك إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة التي تساعد في التخلص من العادة والسلوك الذي قد أدمن عليه. [1][4]

  • الأدوية

لا توجد أدوية معتمدة لعلاج إدمان سلوكي، ولكن إنّ مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية، المستخدمة عادةً لعلاج الإكتئاب، يُمكن أن يكون لها بعض الفوائد لمعالجة بعض السلوكيات الإدمانية، مثل: الإدمان الجنسي. [1][4]

كما يُمكن أن تساعد بعض الأدوية في التقليل من أعراض القلق والاكتئاب لدى الأفراد الذين يعانون من الإدمان السلوكي. [4]

إنّ فترة التعافي من الإدمان السلوكي يُمكن أن تكون صعبة وعلى الفرد البقاء قويًا وعدم الاستسلام، ويوجد عدد من النصائح التي يُنصح أيضًا بها أثناء هذه الفترة الحساسة، ومنها ما يلي: [1][2]

  • ممارسات اليقظة الذهنية.
  • كتابة المذكرات اليومية، بما في ذلك ما تم إنجازه من مراحل العلاج.
  • اتّباع نظام غذائي صحي.
  • اتّباع العادات الصحية للنوم.
  • الحصول على الدعم من أفراد الأسرة والمقربين.

يُمكن أن يؤدي الإدمان على سلوكيات أو عادات معينة إلى حدوث مشاكل حقيقية في حياة الفرد، وعمله، وعلاقاته الاجتماعية. كما يُمكن أن تُسبّب هذه السلوكيات أيضًا ضغطًا شديدًا والشعور بالتعب والعديد من الآثار السلبية على صحة الفرد الجسدية والعقلية. [3][4]

وفيما يلي نذكر التأثيرات السلبية لبعض أنواع الإدمان السلوكي: [4]

  • إدمان القمار أو التسوق: يُمكن أن يخسر الفرد مبالغ طائلة من المال.
  • إدمان العمليُمكن أن يؤدي إلى مشاكل في القلب وارتفاع ضغط الدم.
  • الإدمان على العمليات التجميلية: يُمكن أن تحدث تغييرات دائمة في مظهر الفرد أو الإصابة بالكدمات والالتهابات.
  • إدمان المواد الإباحية: يُمكن أن يتسبّب بالاضطرابات الجنسية والتقليل من احترام الذات.

[1] Michelle Pugle. Signs of a Behavioral Addiction. Retrieved on the 15th of July, 2024.

[2] Americanaddictioncenters.org. Behavioral Addictions: Signs, Symptoms, and Treatment Options. Retrieved on the 15th of July, 2024.

[3] Elizabeth Hartney. An Overview of Behavioral Addiction. Retrieved on the 15th of July, 2024.

[4] Eric Patterson. Behavioral Addictions: Your GoodRx Guide. Retrieved on the 15th of July, 2024.

[5] Grant, J. E., Potenza, M. N., Weinstein, A., & Gorelick, D. A. (2010). Introduction to behavioral addictions. The American journal of drug and alcohol abuse, 36(5), 233-241.

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيدا؟
أسئلة وإجابات مجانية مقترحة متعلقة بإدمان

محتوى طبي موثوق من أطباء وفريق الطبي

أخبار ومقالات طبية

جميع الاخبار والمقالات
 التصلب العصبي المتعدد.. مرض نادر الحدوث   مقالات
إعلان جدري القردة كحالة طوارئ صحية عالمية أخبار
 آلام العضلات المزمن مقالات
عرض جميع المقالات الطبية

آخر مقاطع الفيديو من أطباء متخصصين

أحدث الفيديوهات الطبية

عرض كل الفيديوهات الطبية

144 طبيب

موجود حاليا للإجابة على سؤالك

bg-image

هل تعاني من اعراض الانفلونزا أو الحرارة أو التهاب الحلق؟ مهما كانت الاعراض التي تعاني منها، العديد من الأطباء المختصين متواجدون الآن لمساعدتك.

ابتداءً من

7.5 USD فقط

ابدأ الان

مصطلحات طبية مرتبطة بإدمان

أدوية لعلاج الأمراض المرتبطة بإدمان