يؤثر مرض السكري على النساء بشكل كبير في حال لم يتم علاجه ولم يتم التحكم بمستويات السكر في الدم لديها، فبالإضافة إلى المضاعفات العامة التي يمكن أن يسببها مرض السكري عند الرجال والنساء، يوجد عدد من المضاعفات لمرض السكري خاصة بالنساء فقط. [1]
وفي هذا المقال، سنناقش كل ما يخص مضاعفات السكري عند النساء، كما سنذكر مضاعفات السكري للمرأة الحامل على وجه الخصوص.
محتويات المقال
يعد مرض السكري أحد الأمراض المزمنة والتي لا يمكن علاجها بشكل نهائي، إلا أن الالتزام بالأدوية الموصوفة من قبل الطبيب واتباع نمط حياة صحي يمكن أن يساهم في التحكم بمستويات السكر في الدم، وهذا بدوره يمكن أن يقلل من احتمالية تطور المضاعفات لدى المريض. [1]
تتعدد المضاعفات المحتملة لمرض السكري، والتي من الممكن أن تؤثر على مختلف أعضاء وأجهزة الجسم. ومن الممكن أن تعاني النساء من بعض المضاعفات الخاصة بها دونًا عن الرجل. [1،2]
وفيما يلي نذكر مضاعفات مرض السكري عند النساء بالتفصيل:
مضاعفات السكري عند النساء
تتضمن أضرار ومضاعفات مرض السكر عند النساء زيادة خطر الإصابة بكل ما يلي:
الالتهابات
يتسبب مرض السكري بزيادة خطر الإصابة بالعديد من أنواع الالتهابات، بما فيها:
- التهابات المهبل
يزداد خطر الإصابة بالتهابات المهبل الفطرية لدى النساء المصابات بمرض السكري، حيث يتسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم بشكل مزمن بإضعاف الجهاز المناعي، وهذا ما سيؤدي إلى فرط نمو المبيضات، وهي إحدى أنواع الفطريات، في منطقة المهبل والإصابة بالعدوى. [1]
وتشمل الأعراض التي تدل على حدوث ذلك ما يلي: [1،3]
- الشعور بحرق أو حكة في منطقة المهبل.
- تهيج الجلد في منطقة المهبل.
- خروج إفرازات مهبلية بيضاء أو صفراء.
- ألم أثناء الجماع.
- التهابات المسالك البولية
من مضاعفات مرض السكر عند النساء أيضًا زيادة خطر الإصابة بالتهابات المسالك البولية، ليس ذلك فقط، حيث ستكون المرأة أكثر عرضة للإصابة بالالتهابات الناجمة عن العدوى بأنواع من البكتيريا المقاومة لمختلف المضادات الحيوية. [1،2]
ففضلًا عن تسبب مرض السكري بإضعاف جهاز المناعي وتقليل قدرة الجسم على محاربة العدوى، يمكن أن تصبح النساء أكثر عرضة للإصابة بالتهابات المسالك البولية أيضًا نتيجة لتسبب المرض بعدم القدرة على إفراغ المثانة بشكل كامل، وهذا ما يخلق بيئة مثالية لنمو البكتيريا. [2]
وتتضمن أعراض التهابات المسالك البولية عند النساء ما يلي: [1،3]
- ألم وحرقان أثناء التبول.
- البول الغائم.
- ظهور الدم في البول.
- التبول بشكل متكرر.
- الحاجة الملحة والمفاجئة للتبول.
- التهابات الفم
تعد الإصابة بالتهابات الفم الفطرية إحدى مضاعفات السكري عند النساء أيضًا والتي تحدث نتيجة للإصابة بعدوى المبيضات، وتتضمن الأعراض المرتبطة بذلك الشعور بألم في الفم وظهور بقع بيضاء على اللسان. [3]
اقرأ أيضًا: كل ما يخص أعراض السكري للنساء
متلازمة المبيض المتعدد الكيسات
تتضمن أضرار مرض السكر على النساء أيضًا زيادة خطر الإصابة بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات، وهو عبارة عن مرض يتسبب باضطرابات هرمونية لدى المرأة. وما يجدر ذكره حول العلاقة ما بين متلازمة المبيض المتعدد الكيسات ومرض السكري، هو أن متلازمة المبيض المتعدد الكيسات أيضًا تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. [1،3]
وتتضمن الأعراض المرتبطة بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات ما يلي: [3]
- عدم انتظام في الدورة الشهرية.
- حب الشباب.
- الاكتئاب.
- مشاكل الخصوبة.
- زيادة وزن الجسم.
الاضطرابات الجنسية ومشاكل الخصوبة
يتسبب مرض السكري غير المتحكم به أيضًا باضطرابات جنسية ومشاكل الخصوبة، ويمكن أن يتضمن ذلك ما يلي: [2-4]
- قلة الرغبة الجنسية والقدرة على الاستمتاع بالجنس.
- جفاف المهبل، وهذا ما يجعل الجماع غير مريح أو حتى مؤلمًا.
- عدم انتظام الدورة الشهرية.
- انخفاض الخصوبة ومشاكل في حدوث الحمل.
ويمكن أن يعود ذلك لتسبب مرض السكري بما يلي: [3]
- التهاب المهبل.
- انخفاض ترطيب المهبل.
- متلازمة المبيض المتعدد الكيسات.
- تضرر الأعصاب المحيطة، بما فيها الأعصاب المتواجدة في المنطقة التناسلية، مما سيؤثر على الإحساس بهذه المنطقة.
سرطان بطانة الرحم
يعد مرض السكري من النوع الثاني أحد عوامل الخطر الرئيسي للإصابة بسرطان بطانة الرحم، حيث أن معدل الإصابة بسرطان يطانة الرحم عند النساء المصابات بداء السكري من النوع الثاني ضعف خطر الإصابة به لدى النساء اللاتي لا يعانين من مرض السكري من النوع الثاني. [2]
ويمكن أن تشمل عوامل الخطر الأخرى لسرطان بطانة الرحم ما يلي: [2]
- تجاوز عمر المرأة لـ 65 عامًا.
- حدوث انقطاع الطمث في وقت متأخر.
- بدء الدورة الشهرية في وقت مبكر من الحياة.
- عدم الحمل مطلقًا.
- انقطاع الإباضة المزمن، والذي يكون ناجمًا عن الإصابة بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات أو تلقي العلاج بالإستروجين في غياب هرمون البروجسترون.
- العلاج بالتاموكسيفين.
أمراض القلب
من مضاعفات مرض السكري عند النساء أيضًا زيادة خطر الإصابة بمختلف أنواع أمراض القلب، كما تميل النساء المصابات بمرض السكري من النوع الثاني إلى الإصابة بأمراض القلب في وقت مبكر من الحياة. [1]
ويعود السبب في ذلك إلى تسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم بتلف الأوعية الدموية والأعصاب، كما أنه سيتسبب بالتهاب في الأوعية الدموية، كل ذلك سيؤدي إلى تصلب الأوعية الدموية وعدم تدفق الدم من خلالها بشكل طبيعي، وهذا ما يؤدي إلى تطور أمراض القلب والشرايين لدى المرأة. [1،3]
اعتلال الأعصاب المحيطة
يمكن أن يتسبب مرض السكري بتضرر الأعصاب المتواجدة في جميع أنحاء الجسم، وهذا ما سيسبب الشعور بالألم، والحرقان، والوخز في مختلف أنحاء الجسم، كما أنه سيتسبب أحيانًا بفقدان الشعور بمختلف مناطق الجسم وأهمها الأطراف. [3،4]
كل ذلك سيزيد من خطر الإصابة بالعديد من مضاعفات مرض السكري عند النساء، أهمها تقرحات القدم أو الساق والتي تظهر نتيجة لحدوث عدوى شديدة في القدمين أو الساقين، ومن الممكن أن تحتاج المرأة إلى البتر من أجل علاج المشكلة. [4]
مضاعفات أخرى
يمكن أن تتضمن مضاعفات مرض السكر عند النساء أيضًا ما يلي: [4]
- اضطرابات في العين، بما فيها صعوبة الرؤية، خاصة في الليل، وازدياد الحساسية تجاه الضوء، وفقدان البصر.
- صعوبة السيطرة على ضغط الدم والكوليسترول، وهذا بدوره يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
- صعوبة هضم الطعام والإصابة بالإمساك أو الإسهال.
- زيادة خطر الإصابة بتلف الكلى والفشل الكلوي.
- زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب أو الخرف.
- زيادة خطر الإصابة بأمراض العظام، بما في ذلك هشاشة العظام.
للمزيد: مضاعفات مرض السكري الحادة والمزمنة
مضاعفات السكري عند المرأة الحامل
بالإضافة إلى تسبب مرض السكري بصعوبة الحمل لدى المرأة، يمكن أن يؤثر مرض السكري على صحة المرأة الحامل والجنين، وذلك سواء أكانت المرأة مصابة به قبل الحمل أو أصيبت به أثناء فترة الحمل (سكري الحمل). [2]
ويمكن أن تتضمن مضاعفات مرض السكري عند النساء الحوامل في حال لم تتم السيطرة على مستويات السكر في الدم ما يلي: [1،2]
- الإصابة بتسمم الحمل.
- الولادة بعملية قيصرية.
- الإجهاض أو ولادة جنين ميت.
- زيادة خطر حدوث تشوهات خلقية لدى الجنين.
- الولادة المبكرة.
نهاية، تتعدد مضاعفات السكري عند النساء، والتي تشمل على وجه الخصوص زيادة خطر الإصابة بالتهاب المهبل والتهابات المسالك البولية، والتأثير على حياتها الجنسية والقدرة على الحمل، وغيرها من المضاعفات. ولهذا، لا بد من الالتزام بالعلاج الموصوف واتباع نمط حياة صحي بهدف الحفاظ على مستويات السكر في الدم والوقاية من تطور هذه المضاعفات.
اقرأ أيضًا: طرق علاج مرض السكري النوع الثاني