مع اقتراب وقت النوم، تبدأ درجة حرارة الجسم في الانخفاض، مما يمهد الطريق لنوم جيد خلال فترة الليل، حيث يميل الجسم إلى فقدان الحرارة، وهذا ما يزيد الشعور بالبرودة وخاصةً في موسم الشتاء.
فوائد النوم في الطقس البارد
يساعد الطقس البارد على الحصول على النوم بشكل أفضل، على عكس ارتفاع درجة حرارة الجسم التي تزيد من القلق أثناء النوم، ولكن في بعض الأوقات يكون الطقس شديد البرودة ويحتاج الجسم إلى بعض الوسائل للحصول على الدفء.
فيما يلي مجموعة من الطرق التي تساعد في الشعور بالدفء أثناء النوم في موسم الشتاء.
ممارسة الرياضة قبل النوم
ينصح بممارسة الرياضة مع اقتراب وقت النوم، وتحديداً قبل ساعتين من النوم، وذلك لأن التمرينات الرياضية تساعد في زيادة تدفق الدم وبالتالي رفع درجة حرارة الجسم، ويمكن ممارسة بعض التمارين الخفيفة في الفراش دون بذل مجهود شديد حتى لا يزداد الشعور باليقظة والنشاط، مما يؤثر على النوم.
ويمكن ممارسة التمارين التي تساعد على الاسترخاء، فهذا سيعزز الشعور بالدفء، مثل تمارين اليوغا والتأمل، كما أن الرياضة تفقد الجسم كثير من الطاقة، مما يحفز على النوم سريعاً وعدم الإصابة بالأرق.
ولكن لا يستحب القيام بهذا الإجراء في موسم الصيف حتى لا ترتفع حرارة الجسم لدرجة تصعب مهمة النوم.
اختيار الملابس المناسبة
تلعب الملابس دوراً كبيراً في تدفئة الجسم، ولذلك يجب اختيار الملابس المناسبة لموسم الشتاء، وينصح بارتداء الملابس الداخلية القطنية، والملابس الثقيلة المصنوعة من ألياف طبيعية في الطبقة الخارجية، مثل الصوف والفراء.
تدفئة الأطراف
حينما تكون الأطراف باردة، فإنها تؤثر على درجة حرارة الجسم بالكامل، ولذلك يجب التأكد من تدفئة اليدين والقدمين جيداً للتمتع بنوم دافيء.
ويكون ذلك من خلال ارتداء القفازات والجوارب، كما ينصح بفرك اليدين معاً لرفع درجة حرارتهما، ولكن مع استمرار برودة الأطراف حتى مع ارتداء القفازات والجوارب، فقد يشير هذا لوجود مشكلة صحية تستدعي استشارة الطبيب.
تناول الحليب الدافيء
يعتبر الحليب الدافىء من أكثر المشروبات التي ترفع حرارة الجسم وتساعد في الشعور بالاسترخاء والهدوء النفسي، ولذلك ينصح بتناول كوب من الحليب الدافيء قبل النوم، ويفضل أن يكون خالي من الدسم ودون تحلية بالسكر الصناعي، ولكن يمكن إضافة العسل الأبيض إليه.
كما يمكن تناول أعشاب للشعور بالدفء والراحة قبل النوم، مثل البابونج واليانسون، ولكن يجب الإبتعاد عن المشروبات الغنية بالكافيين لأنه يزيد من النشاط واليقظة مثل الشاي والقهوة بأنواعها.
أخذ حمّام دافيء
من الطرق الفعّالة للشعور بالدفء خلال النوم هو أخذ حمّام دافئ قبل الخلود إلى الفراش، فهذا يساعد في رفع درجة حرارة الجسم بصورة كبيرة والشعور بالاسترخاء، ولكن يجب عدم استخدام الماء الساخن للاستحمام، بل ينبغي أن يكون دافئاً.
اختيار مرتبة ووسادة تبعث الدفء
تؤدي بعض أنواع المراتب والوسائد إلى زيادة الشعور بالبرودة، ولذلك يجب تحري الدقة في اختيار المرتبة وأغطية الأسِرة والوسادة التي تزيد من الشعور بالدفء، والأفضل أن تكون مصنوعة من الألياف الطبيعية مثل القطن والصوف لأنها تساعد في تنظيم درجة حرارة الجسم بشكل أكثر كفاءة من الألياف الصناعية.
وتتوفر بعض المراتب وأغطية الأسِرة المخصصة لموسم الشتاء، أو تكون ذات وجهين، أحدهما يزيد الشعور بالحرارة والآخر يزيد الشعور بالبرودة ليمكن استخدامها في مختلف فصول السنة.
ممارسة العلاقة الحميمة
يمكن للزوجين القيام بممارسة العلاقة الحميمة قبل النوم، والتي تساعد في زيادة تدفق الدم ورفع درجة حرارة الجسم بدرجة كبيرة، كما أنها تزيد من الشعور بالنعاس نتيجة بذل مجهود خلال الممارسة.
يفضل القيام بأخذ حمّام دافئ بعد الانتهاء من الممارسة الحميمة ثم الخلود إلى النوم للحصول على ليلة دافئة وهادئة.
عدم زيادة تدفئة الغرفة
في موسم الشتاء، يلجأ كثير من الأشخاص لاستخدام جهاز التدفئة أثناء النوم، وهو خطأ شائع، حيث أن تدفئة المكان المحيط سوف يدفع الجسم إلى تنظيم درجة الحرارة، وبالتالي تنخفض حرارة الجسم، مما يزيد من الشعور بالبرودة.
كما أن السخونة الشديدة تسبب التسخين الصناعي للهواء ليصبح جافاً، مما يؤدي إلى جفاف الأغشية المخاطية، وهو ما يقلل قدرة الجسم على مكافحة الإلتهابات، ويزيد احتمالية الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي التي تنتشر خلال موسم الشتاء.
كما أن الشعور بالحرارة الشديدة أثناء النوم يمكن أن يؤدي إلى جفاف الفم والشعور بالعطش، وبالتالي كثرة الإستيقاظ أثناء النوم وصعوبة الإستغراق في النوم مرّة أخرى.
كمّادات الماء الساخن
وسيلة أخرى لزيادة الشعور بالدفء خلال النوم في ليالي الشتاء الباردة وهي استخدام قربة الماء، ويشترط أن تكون دافئة وليست ساخنة، حيث يمكن وضعها أسفل القدمين أثناء النوم لضمان الحفاظ على درجة حرارة الجسم المرتفعة.
نصائح هامة للنوم جيداً
هناك بعض الأمور التي يجب الإنتباه لها للحصول على نوم جيد دون قلق، وهي:
- عدم شرب الماء قبل النوم
على الرغم من فوائد الماء للجسم، ولكن يؤدي شرب الماء إلى كثرة الحاجة إلى التبول، مما يؤثر على جودة النوم خلال فترة الليل، والأفضل هو شرب الماء قبل ساعة من الدخول إلى الفراش، مع الحرص على دخول الحمّام قبل النوم.
- تهيئة الأجواء المحيطة للنوم
يجب القيام ببعض الخطوات التمهيدية قبل النوم ليلاً، والتي تساعد في الاستغراق بالنوم وسريعاً، ويكون ذلك من خلال تخفيض الضوء والأصوات المرتفعة، بالإضافة إلى ترك الهاتف الذكي أو أي أجهزة لوحية خارج غرفة النوم.
- التخلص من التوتر
يتسبب الشعور بالقلق والتوتر في صعوبة النوم ليلاً، وهو ما يؤثر على الصحة، حيث أن نوم فترة الليل هو الأكثر أهمية لتعزيز صحة الجهاز المناعي. كما أن اضطرابات النوم ليلاً تسبب صعوبة الإستيقاظ مبكراً والشعور بآلام الرأس، وبالتالي تؤثر على انتاجية العمل مما يزيد من الشعور بالتوتر الدائم.
يمكن التخلص من التوتر من خلال ممارسة التنفس العميق قبل النوم وكذلك تمارين اليوغا، كما أن حل المشكلة المسببة للتوتر هي الوسيلة الأمثل للتغلب عليه.
- تقوية الجهاز المناعي
في الطقس البارد، تزداد فرص الإصابة بالزكام ونزلات البرد وأمراض الجهاز التنفسي الشائعة، والتي تعيق النوم ليلاً، ولذلك يجب الحرص على تقوية الجهاز المناعي من خلال تناول الأطعمة الصحية الغنية بالعناصر الغذائية الهامة.
وتعد الخضروات والفاكهة من أهم الأطعمة التي تحتوي على مختلف الفيتامينات التي يحتاجها الجسم للحفاظ على المناعة والوقاية من الأنفلونزا والبرد وغيرها من الأمراض.
كما يجب الإهتمام بالتعرض لأشعة الشمس التي تزيد من مستويات فيتامين د بالجسم، وذلك لتعزيز المناعة والحفاظ على قوة العظام.
- عدم تناول أطعمة قبل النوم
يفضل تجنب تناول أي أطعمة قبل النوم مباشرةً، لأنها يمكن أن تسبب اضطرابات الجهاز الهضمي وآلام المعدة على تؤثر على النوم. وفي حالة الشعور بالجوع ليلاً، ينبغي الإبتعاد عن الأطعمة الدسمة والدهنية والسكريات، وتناول أطعمة خفيفة مثل الزبادي والفواكه.
وبشكل عام، ينصح باتباع نظام غذائي صحي ومتوازن لتعزيز صحة الجسم والوقاية من الأمراض المختلفة، وكذلك للحفاظ على الوزن والوقاية من السمنة التي تعيق النوم جيداً خلال الليل.