تعد السمنة من الأمراض التي تشكل خطورة على الجسم، ويمكن أن تزيد فرص الإصابة بأمراض أخرى، مثل مرض السكري وأمراض القلب والشرايين وغيرها. وحالياً، ينتشر بين العامة العديد من الخرافات عن السمنة، والتي يجب التوقف عن تصديقها.

هذا المقال يقوم بتصحيح عدة خرافات عن السمنة بشكل عام.

 

تتضمن خرافات السمنة المنتشرة بين عامة الناس ما يلي:

الخرافة: تنتج السمنة دائماً بسبب نمط الحياة الخاطئ

ترتبط السمنة بالنمط الخاطئ سواء تناول أطعمة غير صحية أو عدم الإهتمام باللياقة البدنية، ولكن هذا ليس السبب الوحيد للإصابة بالسمنة، فيمكن أن تحدث زيادة الوزن نتيجة الإصابة بمشكلات صحية عديدة، مثل اضطرابات الهرمونات وتناول بعض الأدوية وغيرها من الأسباب. [1]

هذا يعني أن علاج السمنة لا يعتمد على تغيير النظام الغذائي وتحسين نمط الحياة فحسب، بل يمكن أن يحتاج إلى علاج المشكلة الصحية التي تسبب السمنة، أو التوقف عن تناول الدواء الذي يؤدي لزيادة الوزن. [1]

 

الخرافة: قوة الإرادة لوحدها كافية لهزيمة السمنة

من أكثر الخرافات عن السمنة تداولاً بين الناس، هي قول لكن من يرغب بعلاج السمنة أنه يحتاج فقط لقوة الإرادة، والصحيح أن السمنة تعد مرضاً كغيرها من الأمراض وهناك العديد من العوامل التي تساهم بالإصابة بها، وأهم هذه العوامل هي الوراثة أو الإصابة بعدد من الأمراض. [3]

بالتالي يمكن أن لا تكفي قوة الإرادة عند الفرد فقط لعلاج المشكلة، إنما يجب البحث عن هذه الأسباب والعمل على علاجها. [3]

الخرافة: الرضاعة الطبيعية تلعب دوراً في وقاية الرضيع من السمنة

على الرغم من الفوائد العديدة التي تعود على الطفل من الرضاعة الطبيعية، ولكن لا توجد علاقة بينها وبين عدم زيادة وزن الطفل، حيث أن هناك العديد من العوامل الأخرى التي تتحكم في الإصابة بالسمنة، سواء مشكلات صحية أو عادات غذائية خاطئة. [2]

للمزيد: أسباب السمنة عند الأطفال وطرق علاجها

الخرافة: فقدان الوزن سيعالج كافة المشكلات الصحية

يمكن أن يقلل فقدان الوزن من فرص الإصابة بأمراض عديدة مثل أمراض القلب والسكري، ولكن إن ما يجعل هذه الخرافة عن السمنة غير صحيحة هو إمكانية إصابة بعض أعضاء الجسم بمشاكل صحية أخرى نتيجة الضعف والحرمان من عناصر غذائية هامة خلال اتباع الرجيم. [1]

وهذا يعني أن فقدان الوزن يمكن أن يحسن الصحة العامة، ولكنه يحدث تأثيرات أخرى سلبية مثل اضطرابات الهرمونات وانخفاض معدل الأيض، وذلك في حالة اختيار الحمية الخاطئة التي تؤثر على صحة الجسم بالسلب. [1]

ولذلك، ينصح باختيار رجيم صحي يساعد على فقدان الوزن دون ظهور أي آثار جانبية مثل شحوب الوجه والضعف العام وعدم الإتزان. [1]

الخرافة: الأشخاص النحاف أكثر صحة من المصابين بالسمنة

من الخرافات عن السمنة أيضاً، تلك التي تنص على أن الأشخاص المصابون بالسمنة يعدون غير أصحاء، أما أولئك الذين يتمتعون بالنحافة فتعد صحتهم جيدة. وهذا لا ينطبق دائماً على جميع الحالات، فالسمنة تزيد من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة، ولكن، إن الكثير من الأشخاص السمينين يمكن أن يتمتعوا بصحة جيدة نظراً لعدم تسبب السمنة لديهم باختلال في عمليات الأيض لديهم. [3]

وفي المقابل يمكن أن نجد أن بعض الأشخاص النحيفين يعانون من العديد من الأمراض المزمنة المرتبطة باختلال الأيض. [3]

الخرافة: السمنة دائماً ما تكون وراثية

إن للوراثة دور في حدوث السمنة، إلا أن إصابة أحد أفراد العائلة بالسمنة لا يعني أن باقي أفراد العائلة حتماً سيصابون بها. ولا يزال إلى الآن من الصعب تحديد علاقة السمنة بالوراثة بشكل دقيق، حيث يعتقد البعض أنه ينجم بسبب توارث جينات تتسبب بخلل في عمليات الأيض داخل الجسم، في حين يقول البعض أن الأمر لا علاقة له بالجينات وإنما اتباع أفراد العائلة الواحدة نظام غذائي ونمط حياة متشابه. [2،4]

الخرافة: جعل الفاكهة والخضراوات في متناول أيدي الجميع سيقلل دائماً من انتشار السمنة

إن ما يرغب الأفراد بتناوله من أنواع الطعام هو ما يحدد مدى انتشار السمنة، فتوفر الفاكهة والخضروات لا يعني دائماً أن الفرد سوف يرغب بتناولها بدلاً من الأطعمة غير الصحية. حيث إلى جانب توفيرها يجب أيضاً القيام بتثقيف الأفراد حول أهمية تناول الطعام الصحي وتجنب الأطعمة غير الصحية. [1]

اقرأ أيضاً: نصائح لعلاج السمنة

الخرافة: الكربوهيدرات والدهون هي من تتسبب بالسمنة

لا تتسبب الكربوهيدرات دائماً يزيادة الوزن، حيث تعتبر الأطعمة الكاملة الغنية بالكربوهيدرات صحية للغاية، في حين أن زيادة الوزن والسمنة ترتبط عادة بتناول الكربوهيدرات المكررة، مثل الحبوب المكررة والسكر. [3]

أيضاً، إن تناول كميات معتدلة من الدهون لا تتسبب بجعل الفرد يصبح سميناً، كما وجد أن اتباع نظام غذائي يحتوي على نسبة عالية من الدهون، ولكن منخفضة الكربوهيدرات يمكن أن يساعد في فقدان الوزن. [3]

بالتالي، إن تناول نظام صحي متوازن يشمل جميع العناصر الغذائية، بما فيها الدهون، والكربوهيدرات، والألياف، والبروتينات، يساعد في الحفاظ على الوزن ضمن معدلاته الطبيعية. [3]

الخرافة: الوزن المفقود هو أهم مقياس لنجاح علاج السمنة 

 تركز برامج فقدان الوزن وعلاج السمنة على الرقم الموجود على الميزان. لكن تشير الأبحاث إلى أن التركيز على إنقاص الوزن باعتباره المقياس الوحيد للنجاح ليست الطريقة الصحيحة أثناء رحلة فقدان الوزن، حيث يمكن أن يشكل ضغطاً نفسياً وتوتراً شديداً في حالة عدم تحقيق الهدف بعد اتباع حمية قاسية والالتزام بها، كما يمكن أن يؤدي التركيز على الميزان فقط إلى دورات من فقدان الوزن واكتسابه. [1]

الخرافة: التغييرات الصغيرة في نظام الحياة ستؤدي إلى تغييرات كبيرة على المدى الطويل 

لا يؤخذ في الاعتبار حقيقة أن متطلبات الطاقة تتغير مع تغير كتلة الجسم بمرور الوقت، وهذا يعني أن فقدان الوزن يتطلب مزيد من التمارين الرياضية ونسبة أقل من السعرات الحرارية للاستمرار في فقدان الوزن والحفاظ عليه من الزيادة مرة أخرى. [2]

يجب تصحيح كل ما ينتشر من خرافات عن السمنة، حيث يمكن أن يساهم ذلك كثيراً في تجنب الإصابة بها أو التخلص منها وما يرتبط بها من أمراض. وينصح دائماً باستشارة الطبيب أو أخصائي التغذية حول أي معلومة عن أسباب السمنة وطرق علاجها للتأكد من مدى صحتها. 

وبإمكانك معرفة كل ما يخص الحفاظ على الوزن وعلاج السمنة من خلال هذا الرابط.