هناك العديد من الأمراض المزمنة التي يمكن أن تصيب الجسم وتستمر لسنوات طويلة أو مدى الحياة، وتحتاج هذه الأمراض إلى اتباع التعليمات الطبية للتعايش معها بطريقة صحيحة، وتجنب مخاطرها، وسوف نتعرف على تلك الأمراض المزمنة التي يمكن التعايش معها دون قلق.

ارتفاع ضغط الدم

يعتبر ارتفاع ضغط الدم من الأمراض المزمنة الأكثر شيوعاً، حيث تصيب العديد من الأشخاص، وهي حالة تنطوي على كل من كمية الدم التي يضخها القلب، وكذلك مدى مقاومة الشرايين لتدفق الدم، فعندما يضخ قلبك الكثير من الدم، مع ضيق الشرايين التي تقاوم تدفق الدم، مما يسبب ارتفاع ضغط الدم.

وللتعايش مع ارتفاع ضغط الدم والحفاظ على مستويات ضغط الدم مستقرة، ينصح باتباع الآتي:

  • الحفاظ على الوزن الصحي: حيث أن زيادة الدهون تشكل خطورة على تدفق الدم في الجسم وتزيد من ضيق الشرايين.
  • تنظيم مستويات الإجهاد: هناك علاقة وطيدة بين الشعور بالتوتر والقلق وارتفاع مستويات ضغط الدم.
  • الحد من استهلاك الملح: تعد الأطعمة الغنية بالملح من أكثر الأطعمة التي تزيد من ارتفاع ضغط الدم.
  • ممارسة الرياضة يومياً: تساعد الرياضة في الحفاظ على الوزن وتقليل الشعور بالتوتر، وكلها أمور تسبب ارتفاع ضغط الدم.
  • فحص ضغط الدم بانتظام: وذلك لتفادي الإضطرابات التي تحدث في ضغط الدم وتسبب أضرار صحية عديدة.

ارتفاع الكوليسترول في الدم

هي حالة تحدث عندما يحتوي الجسم على فائض من الدهون السيئة ، مما يؤدي إلى انسداد الشرايين ، وقد يزيد فرص الإصابة بأمراض القلب.

وعلى الرغم من مخاطر ارتفاع الكوليسترول بالدم، حيث أنه يؤثر على صحة القلب والشرايين، ولكن يمكن اتباع بعض النصائح التي تساعد في الحفاظ على مستويات الكوليسترول بالدم وعدم تفاقم المشكلة، وتشمل:

  • الإمتناع عن التدخين: يؤثر التدخين على صحة الأوعية الدموية والشرايين، ويزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
  • اتباع نمط غذائي صحي: يجب التقليل من تناول الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والدهون المتحولة التي تسبب انسداد الشرايين، وكذلك الحلويات، والإهتمام بتناول الأطعمة التي تعزز صحة القلب مثل الأطعمة الغنية بالدهون الصحية مثل الأسماك الدهنية والمكسرات.
  • الحفاظ على الوزن: أيضاً ينبغي الحفاظ على الوزن حيث أن السمنة تزيد من فرص الإصابة بالعديد من الأمراض مثل أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم ومرض السكري من النوع الثاني.
  • ممارسة الرياضة بانتظام: تساعد الرياضة في الحفاظ على الوزن وصحة القلب والشرايين، ولذلك ينصح بممارسة الرياضة بشكل منتظم.

التهاب المفاصل

يتسبب التهاب المفاصل في ضعف المفاصل والعظام والشعور بألم وصعوبة ممارسة الأنشطة اليومية بصورة طبيعية، وهي من الأمراض الأكثر شيوعاً لدى النساء، ويمكن التعايش مع التهاب المفاصل وتقليل احتمالية حدوث مضاعفات من خلال اتباع مجموعة من النصائح، وتشمل:

  • الحفاظ على الوزن: كلما زاد وزن الجسم، كلما زادت نسبة التآكل والاحتكاك في المفاصل، وبالتالي يزداد الضغط على المفاصل والشعور بالألم وتبدأ المضاعفات الخطيرة في الظهور، ولذلك يجب الحفاظ على الوزن.
  • ممارسة الرياضة: ينصح بممارسة الرياضة 5 مرّات أسبوعياً على الأقل ولمدة 30 دقيقة لتحسين صحة المفاصل وتقليل الشعور بالألم، وينبغي اختيار التمارين الرياضية المناسبة وفقاً لإرشادات الطبيب.
  • التوقف عن التدخين: يعتبر التدخين من أكثر العادات الخاطئة التي تؤثر على صحة المفاصل وتسبب الالتهابات، ولذلك يجب اتخاذ القرار بالتوقف عن هذه العادة السيئة.

مرض القلب التاجي

هي حالة ناتجة عن تراكم اللويحات التي تضيق الشرايين المؤدية إلى القلب، حيث تقلل الشرايين الضيقة أو المسدودة من كمية الدم الغنية بالأكسجين التي تصل إلى القلب، ويمكن أن يتسبب هذا في مضاعفات أخرى مثل الذبحة الصدرية أو الجلطات الدموية أو النوبة القلبية، وتساعد بعض العادات في التعايش مع مرض القلب التاجي، وتشمل:

  • عدم تناول الدهون المشبعة والمتحولة، والحد من تناول الأطعمة الغنية بالأملاح والسكريات.
  • الحصول على قسط كافِ من النوم يومياً يتراوح بين 7 إلى 8 ساعات للأشخاص الكبار.
  • السيطرة على التوتر وتجنب الأمور التي تسبب التوتر وتزيد من مشاكل القلب والشرايين.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام للحفاظ على صحة القلب ووقايته من الأمراض.
  • التوقف عن التدخين لأنه يسبب مضاعفات خطيرة في حالة الإصابة بأمراض القلب والشرايين.

مرض السكري

عندما يقوم الجسم بمقاومة الأنسولين أو لا ينتج ما يكفي منه، فسوف ترتفع نسبة السكر في الدم، حيث أن الجسم يستخدم الانسولين للحصول على الطاقة من الطعام وتوزيعه على الخلايا، وعندما لا يحدث ذلك، ترتفع مستويات السكر في الدم، مما يؤدي إلى مضاعفات مثل أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى، وليس هناك مرحلة عمرية محددة للإصابة بمرض السكري، حيث أنه يمكن أن يصيب الأطفال والكبار.

ولإدارة مستويات السكر في الدم عند الإصابة بمرض السكر، ينصح باتباع الآتي:

  • اتباع نظام غذائي صحي: يجب اختيار الأطعمة الصحية وتجنب الأطعمة الضارة مثل الدهون والسكريات، كما ينبغي مراقبة كمية الكربوهيدرات التي يتم تناولها.
  • ممارسة الرياضة بانتظام: أيضاً يجب ممارسة الرياضة بانتظام، بحيث لا تقل عن 5 أيام أسبوعياً ولمدة 30 دقيقة في المرّة الواحدة، وذلك للحفاظ على مستويات الجلوكوز في الدم والحفاظ على الوزن، حيث أن زيادة الوزن تزيد من مخاطر حدوث مضاعفات مرض السكري.

أمراض الكلى المزمنة

إن التعايش مع أمراض الكلى يعتبر تحدي كبير لدى الشخص المصاب به، ويعتمد هذا على عدة عوامل مثل حالة المريض ومرحلته العمرية ومدى حفاظه على صحته والتزامه بالتعليمات التي يوصي بها الطبيب.

ويجب الإنتباه للحفاظ على صحة الكلى لتفادي الإصابة بالفشل الكلوي وأمراض القلب، وذلك من خلال القيام ببعض الأمور التي تقلل من أعراض أمراض الكلى المزمنة، وتتمثل في:

  • معرفة الأمور التي تضر بالكلى: هناك بعض الأمراض التي تشكل خطورة على الكلى مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، ولذلك ينبغي اتباع الإجراءات الوقائية لتقليل احتمالية الإصابة بهذه الأمراض، مثل ممارسة الرياضة والحفاظ على الوزن وتناول أطعمة صحية، كما يجب الابتعاد عن عادة التدخين الضارة.
  • الكشف والعلاج المبكر: ينصح بإجراء الفحوصات الدورية للطمأنة على الصحة بشكل عام، واكتشاف أي مشكلة صحية تصيب الكلى، وخاصةً في حالة الإصابة ببعض الأعراض مثل آلام الكلى أو حرقان البول أو وجود دم في البول، فهي مؤشرات بوجود مشكلة صحية تستدعي استشارة الطبيب.

الإكتئاب

يسبب الإكتئاب مشاعر مستمرة بالحزن واليأس والتعب وصعوبة اتخاذ القرارات وفقدان الاهتمام بالأنشطة، كما أنه يؤدي إلى تغيرات في الشهية وما يتبعها من تأثيرات سلبية على الصحة، ولكن من خلال بعض الإجراءات، يمكن التعايش مع مرض الاكتئاب والتغلب عليه.

  • التحكم في مستويات التوتر: يجب الحفاظ على العلاقات الاجتماعية وتجنب العزلة والانطواء الذي يزيد من تفاقم المشكلة.
  • ممارسة تمارين الاسترخاء والتأمل: تساعد هذه التمارين في تحسين الحالة النفسية بشكل كبير لدى الشخص المريض بالإكتئاب.
  • تناول نظام غذائي صحي: إن الطعام الذي نتناوله يؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية، ولذلك يجب التركيز على الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من العناصر الغذائية المفيدة وتعزز إفراز الإندورفين والمواد الكيميائية التي تساعد في الشعور بالرضا، والحد من تناول الأطعمة الضارة مثل الأطعمة المعالجة والمحليات الصناعية والكافيين.
  • ممارسة الرياضة: للتمارين الرياضية العديد من الفوائد الجسدية والنفسية، بما في ذلك تحسين الحالة المزاجية، حيث أنها تساعد في إطلاق الإندورفين والمواد الكيميائية الأخرى التي تزيد من الشعور بالرضا، كما أن الرياضة تعزز الثقة بالنفس وتقدير الذات من خلال تحقيق الأهداف وتحسين المظهر البدني، وللرياضة فائدة أخرى في زيادة الاختلاط الاجتماعي من خلال التفاعلات في الصالات الرياضية.
  • المتابعة الدائمة مع الطبيب: يجب التحدث مع الطبيب النفسي باستمرار لمتابعة الحالة والأدوية التي يجب تناولها في كل مرحلة خلال العلاج.

مرض الانسداد الرئوي المزمن

هو مرض يتضمن حالتين رئيسيتين وهما: انتفاخ الرئة والتهاب الشعب الهوائية المزمن، ويتسبب في صعوبة التنفس والسعال وآلام الصدر، ولذلك يحتاج مريض الانسداد الرئوي المزمن إلى عناية خاصة للوقاية من مضاعفات هذا المرض، وتتمثل إجراءات الوقاية من مضاعفاته في:

  • الإقلاع عن التدخين: يجب التوقف عن التدخين لأنه يسبب تدمير الرئتين ويشكل خطورة كبيرة على الجهاز التنفسي، وخاصةً للأشخاص الذين يعانون من مرض الانسداد الرئوي المزمن، ولا يقتصر الأمر على هذا فحسب، بل يجب تجنب التدخين السلبي والابتعاد عن الأشخاص المدخنين.
  • تجنب التعرض للمواد الكيميائية الضارة: مثل الأبخرة الكيميائية والغبار وغيرها، حيث أن هذه المواد تزيد من تهيج الرئتين.
  • ممارسة الرياضة: تلعب الرياضة دوراً في الحفاظ على صحة الرئتين والجهاز التنفسي وتعزيز الجهاز المناعي، وبالتالي الوقاية من المضاعفات التي يمكن أن تحدث للشخص المصاب بهذا المرض.
  • تناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية: وأبرزها الخضروات والفاكهة والحبوب الكاملة والبروتينات، حيث أنها غنية بمعادن وفيتامينات هامة لصحة الجهاز المناعي للوقاية من العدوى ومكافحة الأمراض.

التهاب القولون المزمن

أيضاً يعتبر التهاب القولون المزمن من الأمراض الشائعة التي تصيب كثير من الأشخاص ويمكن التعايش معها في حالة اتباع التعليمات التي يوصي بها الطبيب، ويتسبب التهاب القولون المزمن في مضاعفات خطيرة مثل آلام المعدة واضطرابات الجهاز الهضمي والإصابة بالإمساك والانتفاخ والإسهال.

ولتجنب تفاقم أعراض التهاب القولون المزمن ينصح باتباع النصائح التالية:

  • تجنب الأطعمة التي تزيد من التهاب القولون: يجب الإبتعاد عن الأطعمة التي تزيد التهاب القولون، مثل البقوليات والأطعمة الحارة والدهون، كما أن لكل حالة أطعمة لا تناسبها، ولذلك يجب معرفة الأطعمة التي تسبب الشعور بالألم والالتهاب والحد من تناولها.
    وفي المقابل، ينصح بتناول الأطعمة التي تساعد في تحسين صحة القولون مثل الأطعمة الغنية بأحماض الأوميغا 3 الدهنية، حيث تخفف الإلتهابات بشكل كبير مثل الأسماك الدهنية، كما ينبغي تناول الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك التي تعزز صحة الجهاز الهضمي مثل الزبادي.
  • ممارسة الرياضة: تعد الرياضة من أهم الأمور التي يجب عدم التوقف عنها طوال العمر لأنها تعزز صحة الجسم بشكل عام وتقلل من فرص الإصابة بالإلتهابات والأمراض المختلفة ومنها التهاب القولون المزمن.
  • تجنب التوتر والقلق: يساهم الشعور بالتوتر في الإصابة بالتهاب القولون، ولذلك ينصح بتجنب مسببات التوتر سواء نتيجة إجهاد العمل أو قلة النوم أو المشاكل الحياتية المختلفة، ويجب الإهتمام بالجانب النفسي بقدر الإمكان من خلال ممارسة تمارين اليوغا والحصول على قسط جيد من النوم يومياً وممارسة الأنشطة المفضلة لتعزيز الصحة النفسية.

مرض الزهايمر والخرف

يعد مرض الزهايمر أحد أنواع الخرف، وهي حالة تسبب فقدان الذاكرة وصعوبة التفكير أو حل المشكلات، وقد تتداخل مع القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية بصورة طبيعية، ويمكن أن يحدث نتيجة لتقدم العمر، وخاصةً في حالة الإصابة بأمراض أخرى مزمنة مثل أمراض القلب وإجراء عمليات جراحية في عمر متقدم.

يصعب علاج مرض الزهايمر، ولكن يمكن اتباع بعض العادات الصحية التي تبطيء أعراض المرض وتحد منها، وهي:

  • ممارسة الرياضة: تساهم الرياضة في الحفاظ على صحة الدماغ وتعزيز وظائفها، كما أنها تحافظ على صحة القلب وتقيه من الأمراض المختلفة.
  • النوم جيداً: من الأمور الهامة لصحة الدماغ هي الحصول على قسط جيد من النوم لا يقل عن 7 ساعات، على أن يكون نوماً عميقاً في فترة الليل.
  • تناول الأطعمة الهامة لصحة الدماغ: هناك العديد من الأطعمة التي تساعد في الحفاظ على صحة الدماغ وتقليل مضاعفات أمراض الخرف مثل الخضروات والفاكهة والكركم والمكسرات والبقوليات والشوكولاتة.