تصاب النساء بنقص فيتامين دال أكثر من الرجال لأسباب عديدة، ويعد فيتامين د (بالإنجليزية: Vitamin D) أو كما يسميه البعض فيتامين أشعة الشمس من أهم الفيتامينات التي يحتاجها الجسم لتقوية العظام والأسنان، وحماية الجسم من بعض أنواع السرطان.
يستعرض هذا المقال أعراض نقص فيتامين دال الشديد عند النساء، وأسباب زيادة نسب الإصابة في السيدات عن الرجال، وكيف يمكن تعزيز نسبة فيتامين د لدى السيدات. [1]
محتويات المقال
أسباب نقص فيتامين دال الشديد عند النساء
تزداد معدلات الإصابة بنقص فيتامين د عند السيدات أكثر من الرجال نظراً لأسباب عدة تتمثل فيما يلي: [1,2]
- حاجة الجسم إلى المزيد من فيتامين د أثناء الحمل والرضاعة.
- استخدام النساء لواقيات الشمس بكثرة؛ مما يمنع وصول أشعة الشمس إلى الجلد.
- تغطية الجسم لأسباب مختلفة أو لحماية البشرة من أشعة الشمس.
قد تسبب جميع العوامل السابقة نقص فيتامين د، ويمكن أن يستغرق ظهور أعراض نقص فيتامين دال الشديد عند النساء عدة أعوام؛ مما يزيد من خطر التعرض لبعض المشكلات الصحية الناتجة عن هذا النقص.
أعراض نقص فيتامين دال الشديد عند النساء
تتمثل أعراض نقص فيتامين دال الشديد عند النساء فيما يلي: [1,3,5]
- الشعور بالإرهاق والإجهاد
تتوافر مستقبلات فيتامين د بكل أعضاء الجسم، إذ يعمل على تقوية الجسم وإمداده بالطاقة اللازمة، عن طريق تعزيز وظائف عضيات الخلايا -المسئولة عن إنتاج الطاقة- في استخدام الأكسجين؛ وبالتالي قد يؤدي نقصه إلى الشعور بالإجهاد.
كما أشارت إحدى التجارب إلى سيدة تعاني من الإرهاق والصداع المستمر، وعند قياس معدل فيتامين د بالدم وجد أنه يعادل 5.9 نانو جرام/مل وهو أقل بكثير من النسبة الطبيعية التي تعادل نحو 20 نانو جرام/مل، ولوحظ تحسن أعراضها بعد تناولها مكملات فيتامين دال وارتفاع معدله بالدم.
- الاكتئاب وتغير الحالة المزاجية
توجد علاقة وثيقة بين نقص فيتامين د والإصابة بالاكتئاب، فقد يحدث الاكتئاب نتيجة نقص فيتامين د، أو يظهر نقص فيتامين د كعرض ثانوي للاكتئاب، حيث ينعزل المريض عمن حوله ولا يتعرض الجلد لأشعة الشمس.
وسواء كان نقص فيتامين د سبباً أو عرضاً، فإن تناول مكملاته يساعد في علاج الاكتئاب وتقليل أعراض تقلب المزاج.
للمزيد: نقص فيتامين د والاكتئاب
- مشاكل العظام والعضلات
تعد الإصابة بكسور وآلام العظام من أبرز أعراض نقص فيتامين دال الشديد عند النساء خاصةً كبار السن، ويرجع ذلك إلى ضعف كثافة العظام لديهم.
يلعب فيتامين د دور رئيسي في تحسين امتصاص الكالسيوم، وبالتالي يؤدي نقصه إلى هشاشة العظام وجعلها أكثر عرضةً للكسر. كما يتحد فيتامين د بمستقبلاته الخاصة في العضلات ويعمل على تقويتها، وبالتالي يؤدي نقصه إلى وهن العضلات والشعور بالألم.
يؤدي نقص فيتامين د الشديد أيضاً إلى الإصابة بفرط نشاط الغدد جار الدرقية، وإفراز المزيد من الهرمونات التي تسبب ارتفاع مستويات الكالسيوم بالدم وسحبه من العظام، مما يسبب ضعف العظام.
أجريت دراسة في مارس 2014 على نحو 328 شخصاً من الرجال والنساء، يعاني بعضهم من وجود كمية غير كافية من فيتامين د بالدم، بينما يعاني البعض الآخر من نقص فيتامين د، وأوضحت الدراسة زيادة الشعور بألم العظام عند الأشخاص الذين يعانون من نقص فيتامين د.
للمزيد: علاقة نقص فيتامين د بهشاشة العظام
- تأخر التئام الجروح
يتميز فيتامين د بقدرته على تقليل الالتهاب، الذي قد يكون سبباً في تعطيل التئام الجروح، إذ يزيد من إنتاج بعض المركبات التي تدعى كاثليسيدين (بالإنجليزية: Cathelicidin)، وتتكون تلك المركبات من ببتيد مضاد للميكروبات يستخدمه الجهاز المناعي لمقاومة العدوى وتسريع الالتئام.
كذلك، يحفز فيتامين د إنتاج عوامل نمو الصفائح الدموية وخلايا البشرة؛ لذا فإن نقصه يؤخر الالتئام.
- تساقط الشعر
يمكن أن يحدث تساقط الشعر كأحد أعراض نقص فيتامين دال الشديد عند النساء، إذ يساعد فيتامين د على نمو بصيلات الشعر والتي بدورها تنتج الشعر وتمده بتغذيته اللازمة لمنع تساقطه.
عندما يقل معدل فيتامين د بالدم؛ تقل كفاءة البصيلات ويبدأ الشعر في التساقط. كذلك توجد صلة قوية بين نقص فيتامين د والإصابة بالصدفية البقعية (بالإنجليزية: Alopecia Areata).
اقرأ أيضاً: فيتامين د والدورة الشهرية
- تكرار الإصابة بالعدوى
لا تقل أهمية فيتامين د في تقوية الجهاز المناعي عن فيتامين ج (بالإنجليزية: Vitamin C)، إذ يتفاعل مباشرة مع الخلايا المسؤولة عن مهاجمة العدوى. ويؤدي نقص فيتامين د بالدم إلى زيادة فرص العدوى، خاصةً عدوى الجهاز التنفسي.
ما هي طرق علاج نقص فيتامين دال الشديد عند النساء؟
يمكن أن تساعد بعض مصادر فيتامين د الطبيعية في علاج الحالات الطفيفة. بينما عند حدوث نقص فيتامين د الشديد، قد يوصي الطبيب بتناول بعض المكملات الغذائية للوصول إلى المعدل الطبيعي لفيتامين د والحفاظ عليه.
يتوافر فيتامين د في نوعين هما:
- فيتامين د2 (بالإنجليزية: Ergocalciferol): يمكن الحصول عليه من مصادر نباتية فقط، ويشيع استخدامه في الأطعمة المدعمة نظراً لانخفاض تكلفة إنتاجه.
- فيتامين د3 (بالإنجليزية: Cholecalciferol): يتميز بسهولة امتصاصه وفاعليته، إذ يستمر تأثيره لفترات طويلة، كما يستطيع الجلد إنتاجه عند التعرض لأشعة الشمس. كذلك يمكن الحصول عليه من مصادر حيوانية كاللحوم والألبان.
من الجدير بالذكر أن فيتاميني د2 ود3 ما هما إلا فيتامينات خاملة، ويتم تنشيطها بعد دخولها الجسم بواسطة الكبد والكلى. كما يمكن أن يسبب تناول مكملات فيتامين د ضرراً لبعض الأشخاص؛ لذا احرص على استشارة الطبيب قبل استخدام المكملات. [5]
للمزيد: أنواع فيتامين د
مصادر فيتامين د الطبيعية
يتميز فيتامين د عن غيره من الفيتامينات بكثرة مصادره الطبيعية، مثل: [6,7]
- مصدر فيتامين د أشعة الشمس
ينتج الجلد نحو 80% من حاجة الجسم لفيتامين د عند تعرض كوليسترول البشرة للأشعة فوق البنفسجية من النوع B (بالإنجليزية Ultraviolet B)، إذ يتحول الكوليسترول خلال عدة تفاعلات إلى فيتامين د3.
تعتمد كمية فيتامين د التي ينتجها الجلد من أشعة الشمس على عدة عوامل كما يلي:
- مكان المعيشة: تزداد أشعة الشمس في المناطق الاستوائية؛ مما يساعد على إنتاج المزيد من فيتامين د.
- لون البشرة: ينتج ذوات البشرة الشقراء كميات أكبر من فيتامين د مقارنة بذوات البشرة الداكنة؛ نظراً لقلة نسبة الميلانين بالبشرة، وبالتالي زيادة امتصاص أشعة الشمس.
- وقت التعرض للشمس: يمكن أن يحصل الجسم على احتياجه اليومي من فيتامين د عند تعرض الوجه واليدين لأشعة الشمس لمدة عشر دقائق في الفترة بين العاشرة صباحاً حتى الثالثة مساءً.
- فصول السنة: تزداد قوة أشعة الشمس في بعض الفصول عن غيرها، مثل فصل الصيف؛ مما يساعد على زيادة نسبة فيتامين د.
- مصدر فيتامين د الغذائي
تشكل نسبة فيتامين د التي يحصل عليها الجسم من الطعام نحو 20% من إجمالي حاجة الجسم، ويتوافر فيتامين دال في الأطعمة التالية:
- اللحوم الحمراء.
- صفار البيض.
- الأسماك الزيتية، مثل الماكريل والسردين والسلمون.
- الكبد الحيواني.
- بعض الأطعمة المدعمة، مثل حبوب الإفطار وحليب الأبقار والزبادي.
- عيش الغراب.
ما هو مقدار احتياج النساء لفيتامين د يومياً؟
تختلف حاجة الجسم لفيتامين د من شخص لآخر وفقاً للمرحلة العمرية وبعض العوامل الأخرى، مثل الحمل. ويصل الحد الأعلى المسموح من فيتامين د يومياً إلى 4000 وحدة دولية، أما الكمية اليومية الموصى بها من فيتامين دال كما يلي:
- النساء من عمر 14-70 عام: الكمية اليومية الموصى بها من فيتامين دال هي 600 وحدة دولية.
- النساء من عمر 71 عام أو أكبر: الكمية اليومية الموصى بها من فيتامين دال هي 800 وحدة دولية.
في الختام، يساعد التشخيص المبكر لنقص فيتامين د في الوقاية من أعراض نقص فيتامين دال الشديد عند النساء الذي قد يسبب مشاكل صحية خطيرة، ويعد التعرض لأشعة الشمس أحد الوسائل الرئيسية للوقاية. [4]
اقرأ أيضاً: فيتامين د وحب الشباب