السمنة هي مرض مزمن يعرف بأنه زيادة الوزن لحد أعلى من الوزن الصحي، ويتم تصنيف الشخص على أنه يعاني من السمنة إن كان مؤشر كتلة جسمه أكبر من 30، وكانت نسبة الدهون لديه أعلى من الحد الطبيعي، وهو اضطراب خطيرة عواقبه الصحية والنفسية وحتى الاجتماعية، علاوة على أنه منتشر حول العالم لدرجة صنفته منظمة الصحة العالمية على أنه وباء.
ولحسن الحظ فإنه يمكن علاج السمنة بعدة طرق ولعل أهمها وما يجب أن يتجه إليه الشخص أولاً هي الحميات الغذائية الصحية، ويأتي بعد ذلك كخيار ثانوي وأخير عمليات جراحة السمنة، وأدوية إنقاص الوزن.
علاج السمنة بالحميات الغذائية
يستطيع الشخص إنقاص وزنه الزائد والتخلص من الدهون التي أدت إلى إصابته بالسمنة عن طريق تغيير نمط حياته ليصبح صحياً يتسم بالنشاط والحركة، واتباع حمية غذائية صحية تحت إشراف اختصاصي تغذية، ولإنقاص الوزن بطريقة صحية دون التأثير على الصحة العامة وتزويد الجسم بكافة ما يحتاجه من عناصر غذائية فلا بد للحمية أن تكون صحية متوازنة ومتنوعة ومقرونة بالنشاط الرياضي.
وفيما يلي أهم وأبرز حميات علاج السمنة وتخفيف الوزن:
حمية السعرات الحرارية
يمكن علاج السمنة والتحكم بالوزن بفاعلية عن طريق اتباع حمية السعرات الحرارية التي تركز على اتباع نظام غذائي يومي محسوب السعرات الحرارية، بحيث يزود الجسم بسعرات حرارية أقل مما يحرقه مع التركيز على زيادة حرق السعرات الحرارية من خلال النشاط الرياضي.
تعتمد احتياجات الجسم من السعرات الحرارية على عدة عوامل كالجنس، والوزن، والطول، والنشاط البدني، والحالة الصحية ويمكن زيارة أخصائي تغذية لاستشارته حول كمية السعرات المناسبة لحالة الشخص، وعليه وضع خطة غذائية تحتوي أغذية من كافة المجموعات الغذائية، مع تنظيم أوقات تناول الطعام وتعديل السلوكيات الغذائية الخاطئة.
للمزيد: رجيم السعرات الحرارية
حمية الصيام المتقطع
أحد أشهر حميات تخفيف الوزن وعلاج السمنة وأكثرها رواجاً هي حمية الصيام المتقطع، وربما يعود ذلك إلى ملاءمتها نظام الحياة الحديث وميل الكثير من الأشخاص إلى عدم تناول وجبة الفطور، إذ يمكن في هذه الحمية اختيار الساعات المسموح فيها للشخص بتناول الطعام وفق ما يناسبه، وقد أثبتت في الواقع فاعليتها في إنقاص الوزن، وزيادة حساسية الإنسولين (بالإنجليزية: Insulin sensitivity)، بالإضافة إلى تعزيز صحة الدماغ.
ومن الطبيعي أن تقل كمية السعرات الحرارية التي يتناولها الشخص إن قلص المدة التي يستطيع فيها تناول الطعام، ويوجد 3 طرق للصيام المتقطع تختلف باختلاف مدة الصيام ومدة تناول الطعام.
حمية الكيتو
لعل رجيم أو حمية الكيتو هي ما يشغل بال الكثير في الآونة الأخيرة ويتساءلون عنه، وهي حمية ترتكز على الامتناع الكامل أو شبه الكامل عن تناول الكربوهيدرات، والتركيز على الدهون بالنسبة الأكبر ثم البروتين، مما يجعل الجسم يتجه إلى الدهون المخزنة كمصدر للطاقة، وإنتاج أجسام كيتونية.
أثبتت حمية الكيتو أنها ناجحة في إنقاص الوزن وعلاج السمنة، وهناك جدل وآراء علمية عدة حول آثارها الجانبية وما إن كانت خسارة الوزن دائمة، أم يوجد احتمالية بإعادة اكتساب الوزن بمجرد الرجوع إلى النظام الغذائي المعتاد.
اقرأ أيضاً: رجيم الكيتو - الكيتو دايت
حمية باليو
تدعو حمية باليو إلى تناول الأطعمة التي كان يتناولها أسلافنا القدامى، وتعزو سبب الأمراض الحديثة إلى النظام الغذائي الحديث وخصوصاً النظام الغذائي الغربي، إذ تشجع تناول الأطعمة الكاملة، والخضراوات، والفواكه، واللحوم قليلة الدهون، والمكسرات والبذور، وتحد من تناول الحبوب، والسكر، والحليب ومنتجاته.
وقد أظهرت الدراسات أن يمكن لحمية باليو أن تساعد في التخفيف من الوزن، ولكنها تحرم الجسم من بعض المجموعات الغذائية كالبقوليات على سبيل المثال.
للمزيد: الوزن الزائد والسمنة
حمية البحر الأبيض المتوسط
ترتكز هذه الحمية على الأطعمة التي يتناولها أهل المنطقة التي تحد البحر الأبيض المتوسط، وعلى الرغم من أنها صممت في الأساس لتخفض خطر الإصابة بأمراض القلب، إلا أن العديد من الدراسات بينت أنها تساعد في إنقاص الوزن. تشجع هذه الحمية على تناول الكثير من الفواكه، والخضراوات، والحبوب، والبذور، والدرنيات، والبقوليات، بالإضافة إلى الحبوب الكاملة، والأسماك، والمأكولات البحرية، وزيت الزيتون البكر الممتاز.
أما بالنسبة للدواجن، والبيض، والحليب ومنتجاته فيجب تناولها باعتدال والتخفيف من تناول اللحوم، مع الابتعاد عن تناول الحبوب والزيوت المكررة، والدهون المتحولة (بالإنجليزية: Trans fat)، والسكريا المضافة، واللحوم والأطعمة المصنعة.
اقرأ أيضاً: حمية البحر الأبيض المتوسط
حمية داش
حمية داش هي اختصارا لاسم الحمية بالإنجليزية وهو (Dietary Approaches to Stop Hypertension)، وهي في الأصل نمط غذائي لعلاج ارتفاع ضغط الدم والوقاية منه، ولكن أفاد كثيرون ممن اتبعوه بأنه يساعد على إنقاص الوزن، وتركز الحمية على تناول الفواكه، والخضراوات، والحبوب الكاملة، واللحوم قليلة الدهن بكثرة، والقليل من الملح، واللحوم الحمراء، والدهون، والسكريات المضافة.
للمزيد: حمية داش لعلاج ضغط الدم
الحميات غير الصحية لعلاج السمنة
لا بد من الإشارة إلى الحميات المنتشرة في العديد من المواقع ومنصات التواصل الاجتماعي والتي تنتشر بين الناس بكثرة، كتلك التي تتطلب من الشخص شراء منتج معين يوصف بأنه ينقص الوزن دون عناء أو التزام، أو التي تعد بإنقاص سريع للوزن في أسبوع وأقل، أو التي تركز على صنف أو صنفين من الطعام وتدعو لتناولها وحدها لمدة أيام، بالإضافة إلى الحمبات الجاهزة التي تنشر لجميع الأشخاص والفئات بغض النظر عن وضعهم الصحي ونمط حياتهم وتفضيلاتهم الشخصية، فكلها حميات أو رجيمات لا أساس علمي لها أبداً، وغالباً ما تضر الشخص وتؤدي إلى إصابته بنقص في الفيتامينات والمعادن، وخسارة الكتلة العضلية والسوائل عوضاَ عن الدهون، وحالات أسوأ وأخطر في بعض الأحيان، لذلك لا بد من زيارة أخصائي تغذية يحدد للشخص ما يناسبه ويعمل معه على تغيير نمط حياته وسلوكياته الغذائية الخاطئة.
اقرأ أيضاً: تعرف على الحميات الغذائية غير الصحية لإنقاص الوزن!