الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid) هي إحدى غدد الجسم الصماء، والتي تقع أسفل الرقبة وتشبه الفراشة في شكلها، وتقوم هذه الغدة بإفراز هرمونات تتحكم بأيض الجسم واستقلابه للطاقة، كما تنظم هذه الهرمونات وظائف أساسية في الجسم مثل التنفس، وضربات القلب، ووزن الجسم، ودرجة الحرارة، وغيرها.
قد يصاب الشخص باضطرابات في الغدة الدرقية مثل تضخم الغدة الدرقية، وفرط نشاط الغدة الدرقية، مما يجبر المريض في بعض الحالات لاستئصالها لعلاج تلك الاضطرابات، وقد يلجأ الطبيب لإزالتها بالكامل أو إزالة جزء منها اعتماداً على الحالة، ولأن الغدة الدرقية تقع أسفل الرقبة، فإن عملية الإستئصال عادةً ما تؤثر على طعام الشخص وتغذيته خلال فترة التعافي، ولذلك من المهم التعرف على التغذية والنظام الغذائي ما بعد استئصال الغدة الدرقية.
التغذية بعد استئصال الغدة الدرقية
التغذية ما بعد استئصال الغدة الدرقية
إن استئصال الغدة الدرقية يتطلب بعض التغييرات المؤقتة على النظام الغذائي، والتي لن تستمر طويلًا، وقد يبدأ وزن المريض بالزيادة بعد العملية، وعلى الرغم من أن العلاج الهرموني البديل الذي يصرف بعد العملية يحافظ على أيض الجسم، لكن يجب الحرص على اتباع نظام غذائي صحي على المدى الطويل للوقاية من زيادة الوزن غير المستحبة.
تختلف فترة التعافي من شخص إلى آخر، ولا يوجد وقت محدد حتى يعود فيه الشخص إلى النظام الطبيعي بتناول الطعام، فيمكن أن يستغرق الأمر أسبوعين، وعادة ما ينصح بالإلتزام بالسوائل والأطعمة اللينة لعدة أيام بعد الجراحة، وقد تتطلب الحالة فترة أطول من هذه.
فيما يلي أبرز النصائح والإرشادات التي يجب اتباعها بعد عملية الاستئصال:
- مص الثلج: عادة ما يعاني المرضى بعد الاستيقاظ من الجراحة من عنق متصلب يصاحبه ألم، مما يجعل بلع الطعام مؤلماً ومزعجاً، وذلك بسبب التهيج الناتج عن أنبوب التنفس الذي يتم إدخاله إلى الحلق من أجل التخدير، ولذلك قد يساهم مص رقائق الثلج في تخفيف ألم الحلق، وبعد أن يتحسن الغثيان والدوار الذي قد يعانيه بعض المرضى إثر التخدير، يجب البدء بشرب السوائل بالتدريج.
- البدء بتناول الأطعمة اللينة: عادة ما يشعر المرضى بالجوع بعد زوال آثار التخدير، وذلك لأن إجراء استئصال الغدة الدرقية يتطلب الامتناع عن الطعام والشراب بعد منتصف الليلة التي تسبق العملية. يجدر البدء بشرب السوائل الصافية كالماء، والمرق، والجيلاتين العادي.
بعد ذلك يمكن البدء بتناول الأطعمة والمشروبات اللينة سهلة البلع، مثل مخفوق الحليب بالفواكه، والعصائر والحساء، والمثلجات، واللبن، والجبن الأبيض، والمهلبية، والخضراوات الطرية، والبطاطا المهروسة، وأي فاكهة مهروسة، والحمص. أما إن عانى المريض من سعال بعد تناول هذه الأطعمة، فيمكن تجربة تكثيف قوامها، ويمكن تطرية مختلف الأطعمة بالصلصات.
- تناول أدوية مسكنة عند اللزوم: إذا شعر المريض بألم أثناء تناوله للطعام، فيجب أن يخبر الطبيب حتى يصف له أدوية مسكنة للآلام، وذلك لتسهيل تناول الطعام.
- شرب السوائل: من الضروري شرب الكميات الكافية من السوائل أثناء وبعد تناول الوجبات، بالإضافة إلى استخدام الخلاط الكهربائي لهرس الأطعمة الصلبة وجعلها أسهل للتناول، وفي حين أن تناول الكميات الكافية من السعرات الحرارية
قد يكون أمراً شاقاً أثناء اتباع نظام غذائي يرتكز على السوائل والأطعمة اللينة، فإنه يمكن زيادة محتوى الوجبة من السعرات الحرارية بإضافة الجبن أو العدس إلى الحساء على سبيل المثال، أو إضافة الزبدة والحليب إلى الخضراوات والبطاطا المهروسة، وقد يساهم إضافة بروتين مصل اللبن إلى مخفوق الحليب في زيادة محتواه من السعرات الحرارية.
للمزيد: جراحة الغدة الدرقية
عناصر غذائية هامة بعد استئصال الغدة الدرقية
فيما يلي أبرز العناصر الغذائية الهامة بعد استئصال الغدة الدرقية:
- فيتامين سي: إن فيتامين سي من الفيتامينات الهامة لالتئام الجروح وتكون الأنسجة الجديدة، ويحتاجه الجسم باستمرار، وتتعدد مصادر فيتامين سي مثل الفراولة، والتوت البري، وتوت العليق، والبروكلي، والسبانخ والفلفل الأخضر، والبرتقال، وعصير الطماطم.
- الزنك: يلعب الزنك دور هام في التئام الجروح وتعزيز جهاز المناعة، مما يجعله ضرورياً للتعافي بعد الجراحة، ومن أهم الأطعمة التي تحتوي عليه تلك الغنية بالبروتين كاللحم والدجاج، بالإضافة إلى الحبوب الكاملة، والبقوليات، والمكسرات، وفي حال كان المريض نباتياً، فيفضل حصوله على الزنك من المكملات الغذائية لعدم احتواء الخضراوات والفواكه على الكميات الكافية منه.
اقرأ أيضاً: علاقة الغدة الدرقية بالوزن
إرشادات غذائية لفرط نشاط الغدة الدرقية
يمكن لبعض الأغذية أن تحافظ على صحة الغدة الدرقية وتخفف أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية كما أن بعض الفيتامينات، والمعادن، وعناصر غذائية أخرى ضرورية للحفاظ على توازن وظائف الغدة، وعادة ما ينصح باتباع نظام غذائي قليل باليود قبل الخضوع لبعض أنواع علاج فرط نشاط الغدة الدرقية، وخاصةً قبل العلاج بالإشعاع، وحتى بعد إنتهاء العلاج، فمن الضروري اتباع نظام غذائي بكميات يود متوازنة.
تشمل الأطعمة والعناصر الغذائية التي ينصح بتناولها في حالة فرط نشاط الغدة الدرقية ما يلي:
- الأطعمة القليلة باليود: لليود دور رئيسي في تصنيع هرمون الثيروكسين في الجسم، ولذلك يساهم تناول الأطعمة القليلة باليود في تخفيض مستويات الهرمون، ومنها:
- الملح غير المدعم باليود.
- الشاي أو القهوة (دون الحليب ومشتقاته، أو الإضافات التي تحتوي على الصويا).
- بياض البيض.
- الفواكه الطازجة أو المعلبة.
- المكسرات غير المملحة أو زبدتها.
- الخبز المعد في البيت بدون الملح، أو الحليب ومشتقاته، أو البيض.
- الفشار بملح غير مدعم باليود.
- الشوفان.
- البطاطا.
- العسل.
- الخضراوات الكرنبية أو الصليبية: تعيق الخضراوات من هذه العائلة استخدام الغدة الدرقية لليود لتصنيع الثيروكسين، ومن هذه الخضراوات:
- البروكلي.
- القرنبيط.
- اللفت.
- الخردل.
- الحديد: يرتبط نقص الحديد بفرط نشاط الغدة الدرقية، ولذلك يساهم تناول الأطعمة الغنية بالحديد في التخفيف من هذه الحالة، ومن أبرز مصادر الحديد البقوليات المجففة، والخضروات الورقية الداكنة، والعدس، والمكسرات، والدواجن، واللحوم الحمراء، والحبوب الكاملة.
- السيلينيوم: يقاوم السيلينيوم تضرر الخلايا، ويحافط على صحة الغدة الدرقية، ومن أهم مصادره بذور الشيا، والمشروم، والشاي، واللحوم، والأرز، ونخالة الشوفان، ولحوم الدواجن.
- الزنك: يحافظ الزنك على صحة الغدة الدرقية، وتعتبر كل من اللحوم، والحمص، والكاجو، والمشروم من أهم مصادر الزنك.
أما الأطعمة والعناصر الغذائية التي ينصح بتجنبها فتشمل:
- الأطعمة الغنية باليود كالملح المدعم به، وبعض المأكولات البحرية، وصفار البيض، والحليب ومشتقاته، وبعض ملونات الغذاء.
- الأطعمة الغنية بالنترات: كاللحوم المصنعة، والخس، والشمندر، والسبانخ، والشومر، والملفوف، والجزر، واليقطين.
- الأطعمة الغنية بالغلوتين: قد يفيد في هذه الحالة الإمتناع عن تناول الأطعمة الغنية بالغلوتين.
إرشادات غذائية لقصور الغدة الدرقية
إلى جانب الأدوية، هناك بعض النصائح الغذائية التي يجب أن يتبعها المصاب بقصور الغدة الدرقية، والتي يمكن أن تساهم في استعادة نشاط الغدة، وتخفيف الأعراض المصاحبة للخمول. فيما يلي أهم نصائح تغذوية لمرضى خمول الغدة الدرقية:
- تناول اليود: على عكس حالة فرط نشاط الغدة الدرقية، فإن اليود وتناول الأطعمة الغنية به أمر مهم جداً للعلاج.
- تجنب الأطعمة التي تحتوي على مركبات الجويتروجينات (بالإنجليزية: Goitrogens)، التي تعارض وتعيق عمل الغدة الدرقية الطبيعة، وخاصةً في حالات نقص اليود، ومن مصادرها الأغذية التي تحتوي على الصويا، والخضروات الكرنبية، والبطاطا الحلوة، والفراولة، والخوخ، والمكسرات، والفول السوداني.
يجدر بالذكر أن طهي هذه الأطعمة قد يبطل مفعول تلك المركبات، وأن تناولها بكميات معتدلة قد لا يكون مؤذياً، ومن الضروري تجنب الأطعمة المصنعة، ومكملات الزنك، والسيلينيوم ما لم ينصح بها الطبيب.
- من الممكن تناول البيض، واللحوم، والأسماك، وجميع أنواع الخضروات، وباقي أنواع الفواكه، وجميع أنواع الحليب ومشتقاته، ومختلف المشروبات، ومن الضروري اتباع الأشخاص المصابين بخمول الغدة الدرقية لنظام غذائي يرتكز على الخضروات، والفواكه، واللحوم قليلة الدسم، فجميعها قليلة السعرات الحرارية وتعزز الإحساس بالشبع، مما يقي من زيادة الوزن.
- الإكثار من تناول المأكولات البحرية كالأسماك.
- عدم تناول خضراوات العائلة الصليبية كالملفوف، والبركولي، واللفت، والسبانخ نيئة وبكميات كبيرة.
- التقليل من السعرات الحرارية بحوالي 30-40% من الاحتياجات الفردية، وذلك لتجنب الزيادة المفرطة في الوزن.
- تناول كميات كافية من البروتين والدهون، بحيث لا تزيد عن 30 جرام يومياً، ويكون معظمها من الزيوت النباتية، والفيتامينات، والمعادن.
للمزيد: أعراض الغدة الدرقية