على الرغم من الأبحاث التي ساهمت في زيادة الوعي والمعرفة المتعلقة باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، إلا أنه لا تزال هناك العديد من المعتقدات الخاطئة حول اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه التي تجعل من الصعب على الأشخاص المصابين بالاضطراب الحصول على الدعم الذي يحتاجون إليه.
وسنتناول في هذا النص أهم معتقدات خاطئة حول اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، بالإضافة إلى الفرق بين صعوبات التعلم وفرط الحركة وتشتت الانتباه.
- أولاً: اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ليس مرضاً حقيقياً
على الرغم من أن اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ليس مرضاً خطيراً، إلا أن المعاهد الوطنية للصحة، ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، والجمعية الأمريكية للطب النفسي تصنفه على أنه واحد من أكثر الأمراض شيوعاً في الطفولة، وقد يؤثر سلباً على حياتهم الشخصية.
ويعد اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه مرضاً وراثياً، حيث أن 1 من كل 4 أشخاص مصابون باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه لديه أحد الوالدين مصاب بالاضطراب. [1] [2]
- ثانياً: لا تصاب الفتيات باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه
على الرغم من أن احتمالية إصابة الأولاد باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه هي ضعف احتمالية إصابة البنات، إلا أن هذا لا ينفي إصابتهن بالاضطراب.
وتؤثر حقيقة أن الفتيات الصغيرات لا يكن بالعادة مفرطات النشاط مثل الفتيان الصغار على تشخيص وعلاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه عندهن؛ مما قد يؤدي إلى تطور حالتهن وزيادة مشكلات مثل القلق، والشخصية المعادية للمجتمع، والاضطرابات المرضية الأخرى التي يعانين منها في مرحلة البلوغ.
ولهذا، من المهم تحسين القدرة على تشخيص الفتيات المصابات باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه وتزويدهن بالدعم الذي يحتجن إليه. [1] [2]
للمزيد: التغيير في النظام الغذائي يحسن أعراض متلازمة فرط الحركة ونقص الانتباه
- ثالثاً: اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه لا يصيب الرضع
على الرغم من أن اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه يتم تشخيصه عادة في سن المدرسة، إلا أن أعراضه يمكن أن تظهر في وقت مبكر، مثل سنوات ما قبل المدرسة. ويعود السبب في ذلك إلى صعوبة تمييز سلوك الطبيعي والسلوك الذي يشير إلى اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه لدى الأطفال الصغار جداً.
ويمكن أن يكون السلوك الاندفاعي أو فرط النشاط للرضيع أو الطفل في مرحلة ما قبل الدراسة أعراضاً لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه. لذا، فإنه ينبغي التوجه إلى الطبيب لتقييم هذه السلوكيات وتشخيص الإصابة بالاضطراب عندما تصل هذه السلوكيات إلى النقطة التي تؤثر فيها على حياة الطفل. [3]
للمزيد: العلاقة بين سكر الحمل واضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة عند الاطفال
- رابعاً: التربية السيئة تسبب اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه
شاعت النظرية القائلة بأن الأبوة السيئة تسبب اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، لكن الحقيقة هي أن الأمر ليس كذلك. ومع ذلك، يمكن أن يكون العقاب المستمر للأعراض التي تظهر على الطفل المصاب بالاضطراب أكثر ضرراً على الطفل على المدى الطويل، كما أنها قد تؤدي إلى تفاقم المشكلة.
ولكن، نظراً لأن الكثيرين قد ينظرون إلى هذا النوع من السلوك على أنه مجرد سوء أخلاق الطفل، فإن الآباء غالباً ما يجدون أنفسهم يحكم عليهم لعدم قدرتهم على تربية طفلهم، وهذا يستدعي العلاج مثل مثل العلاج السلوكي والأدوية. [1] [3]
- خامساً: الطفل المصاب باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه طفل كسلان
قد تؤدي سلوكيات الطفل الذي يعاني من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه إلى الاعتقاد بأنه كسلان ولا يرغب في الدراسة أو العمل، رغم أنها تنبع من ينبع من صعوبة حقيقية في إتمام المهمات. وقد يحاول الطفل الذي يصعب عليه الاستمرار في التركيز في الدرس، أو إكمال مهمة طويلة إبعاد الشبهات عنه من خلال التصرف كما لو أنه كسول جداً لدرجة يصعب معها إنهاؤه.
ويعد الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه كغيرهم من الأطفال فيما يتعلق بالحماس لإنجاز المهام المطلوبة منهم، والحصول على عبارات تشجيعية. [3]
للمزيد: هل تحفز الهواتف الذكية أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط عند المراهقين؟
- سادساً: جميع الأطفال المصابين بالاضطراب مفرطو النشاط
هناك 3 أنواع من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، وهي: فرط النشاط، ونقص الانتباه، ونوع مختلط بينهما. ولا تظهر على الطفل الذي يعاني من النوع الثاني أي أعراض متعلقة بالاندفاع وفرط الحركة.
وبناء على ذلك، لا يعاني كل الأطفال المصابين بالاضطراب من فرط النشاط كعرض. وبالنسبة للأطفال الذين يعانون من ذلك، عادة ما يختفي فرط النشاط أو يقل مع تقدمهم في السن. [2]
للمزيد: حمية أطفال فرط الحركة
- سابعاً: الأطفال المصابون بفرط الحركة وتشتت الانتباه يتغلبون على المرض
أظهرت البحوث الحديثة أن بعض جوانب الاضطراب يمكن أن تستمر حتى مرحلة البلوغ لما يصل إلى 85٪ من الأطفال، على الرغم من أن بعض الأعراض يمكن أن تقل أو تختفي مع تقدمهم في السن. وقد يحتاج بعض البالغين إلى استخدام أدوية علاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه لبقية حياتهم.
ويمكن للبالغين إجراء تعديلات في بيئتهم، والاستفادة الكاملة من نقاط قوتهم، وعيش حياة البالغين المنتجة حتى مع استمرار وجود بعض أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه. [2] [3]
- ثامناً: الطفل الذي يركز باللعب لساعات لا يمكن أن يكون مصاباً بالاضطراب
يعاني المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من مشاكل في المهام التي تتطلب تركيزاً لفترات طويلة مثل الدراسة والتركيز في المحاضرات والحساب والأنشطة اللامنهجية، وليس في الأنشطة التي تنطوي على تفاعل أو تحفيز كبير من حيث المرئيات والصوت والنشاط البدني مثل ألعاب الفيديو.
ويفسر هذا تشخيص معظم الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه خلال سنوات الدراسة على وجه التحديد، كما تفسر صعوبات التركيز التي يواجهها هؤلاء الأطفال الاعتقاد بأن المدرسة أو الدراسة هي المشكلة. [3]
الفرق بين صعوبات التعلم وفرط الحركه وتشتت الانتباه
على الرغم من أن الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه قد يحتاجون إلى الحصول على المساعدة في المدرسة، إلا أنه لا ينبغي الخلط بين الاضطراب وصعوبات التعلم.
وعلى الرغم أن أعراض فرط الحركة وتشتت الانتباه يمكن أن تعيق التعلم، إلا أنها لا تسبب صعوبة في مهارات معينة مثل القراءة، والكتابة، والحساب. ويساهم حدوث بعض صعوبات التعلم بالتزامن مع الاضطراب في الخلط بينهما. [2]