يندرج القلق الاجتماعي تحت اضطراب أعم وأشمل يعرف باضطراب القلق الاجتماعي (بالإنجليزية: Social Anxiety Disorder)، وذلك وفقًا لتصنيف الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية الإصدار الخامس (بالإنجليزية: DSM-5). [1]
تعرف في هذا المقال على القلق الاجتماعي، وما إذا كان هناك فرق واضح بينه وبين أحد اضطرابات القلق الاجتماعي الشائعة وهو الرهاب الاجتماعي.
محتويات المقال
تعريف القلق الاجتماعي
يعرف القلق الاجتماعي (بالإنجليزية: Social Anxiety) على أنه حالة نفسية تندرج تحت فئة اضطرابات القلق الاجتماعي، ويعاني المصاب بها من خوف وقلق شديدين خلال تعرضه للمواقف الاجتماعية. [1]
يختلف القلق الاجتماعي عن شعور الشخص بالقلق والتوتر أو الخجل في بعض المواقف العابرة من حينٍ لآخر؛ فالقلق الاجتماعي يسبب ضيقًا وانزعاجًا شديدًا لدرجة تؤثر في قدرة الشخص على أداء الأنشطة اليومية المعتادة. [1]
الفرق بين القلق الاجتماعي والرهاب الاجتماعي
كما أسلف الذكر؛ يندرج كلًا من القلق الاجتماعي والرهاب الاجتماعي تحت فئة اضطراب القلق الاجتماعي، وفي حين أنهما اضطرابين نفسيين مختلفين عن بعضهما البعض، إلا أنهما يتشابهان في الأعراض. [1] [2]
يكمن الفرق بين القلق الاجتماعي والرهاب الاجتماعي في المواقف التي تحفز كلتا الحالتين؛ إذ يشير الرهاب الاجتماعي للمخاوف الشديدة الناتجة عن التعرض لمواقف اجتماعية محددة، بما في ذلك تقديم عرض، أو أداء مهمة في الأماكن العامة، أو التدريس. أما القلق الاجتماعي فهو أوسع وأشمل، ويعني ذلك أن المصابين به يشعرون بالتوتر والقلق والانزعاج في أي موقف أو بيئة اجتماعية. [2]
لمعرفة المزيد: اضطرابات القلق
أعراض القلق الاجتماعي
تتشابه أعراض القلق الاجتماعي مع أعراض الرهاب الاجتماعي، وعادةً ما تبدأ بالظهور خلال سنوات المراهقة قبل التعرض للمواقف الاجتماعية، وأثنائها، وفي بعض الأحيان قد تستمر بعد انتهائها، وفيما يلي توضيح للأعراض الجسدية والنفسية للقلق الاجتماعي: [1] [2] [3]
أعراض القلق الاجتماعي الجسدية
تشمل أعراض القلق الاجتماعي الجسدية ما يلي: [1]
- احمرار الوجه نتيجة الخجل.
- الغثيان.
- التعرق.
- الرعشة والاهتزاز.
- جمود الجسم في مكانه.
- صعوبة في الكلام.
- الدوخة.
- تسارع نبضات القلب.
أعراض القلق الاجتماعي النفسية
تتضمن الأعراض النفسية الشائعة للقلق الاجتماعي ما يلي: [3]
- التوتر والقلق الشديد أثناء الحديث مع الآخرين، وتجنب التواصل البصري.
- الشعور بالقلق خلال الأنشطة اليومية، بما في ذلك التسوق والعمل.
- تجنب المواقف الاجتماعية بسبب القلق منها، بما في ذلك الاجتماعات والحفلات.
- الشعور بالقلق الشديد من تناول الطعام أمام الآخرين.
- الخوف من ملاحظة الآخرين لعلامات القلق التي تظهر على المصاب، بما في ذلك احمرار الوجه، والتعرق.
- مواجهة صعوبة في أداء المهام أمام الآخرين لشعور المصاب بأنه مراقب.
- قلة الثقة بالنفس، والخوف من الانتقاد.
- حدوث بعض المشاكل التي تؤثر في الصحة النفسية بما في ذلك الاكتئاب، واضطراب القلق العام، واضطراب الهلع.
أسباب القلق الاجتماعي
قد ترجع أسباب القلق الاجتماعي لدى المراهقين والبالغين لمجموعة من العوامل، منها: [4] [5]
- تاريخ عائلي للإصابة بالقلق الاجتماعي.
- اختلال في بعض النواقل العصبية في الدماغ، أو فرط نشاط اللوزة الدماغية.
- التعرض لأحداث صادمة، بما في ذلك الاعتداء، أو سوء المعاملة والإهمال.
- التعرض للتنمر أو الإهانة.
- اتباع الآباء أسلوب التحكم أو التسلط على الطفل، أو المبالغة في حمايته.
تشخيص القلق الاجتماعي
لا يوجد فحص مخبري معتمد لتشخيص القلق الاجتماعي، ومع ذلك يتعرف الطبيب على الأعراض التي يعاني منها المصاب، وتاريخ العائلة الصحي، وما إذا كان هناك حالات صحية أخرى. [1]
بالإضافة لذلك يستخدم الطبيب معايير محددة وردت في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية الإصدار الخامس لتحديد ما إذا كان الشخص مصابًا بالقلق الاجتماعي أم لا، وخلال التشخيص يُطرح على الشخص عددًا من الأسئلة المتعلقة بأعراضه. ولتأكيد التشخيص يجب أن يكون الخوف الذي يعاني منه الشخص شديدًا لدرجة يعيق فيها بشكل كبير الحياة اليومية، أو الواجبات المدرسية، أو العمل، أو العلاقات، أو يشعر الشخص بضيق شديد بسبب أعراضه. [5]
علاج القلق الاجتماعي
يهدف علاج القلق الاجتماعي للحد من الأعراض، وتمكين المصاب من استعادة ثقته بنفسه وممارسة حياته طبيعيًا، وفيما يلي توضيح لذلك: [4] [6]
- العلاج النفسي: يساهم العلاج النفسي أو العلاج بالكلام في فهم تجارب المصاب ومساعدته على التكيف مع حالته النفسية، ومن أنواعه الشائعة: [6] [1]
- العلاج السلوكي المعرفي: يهدف هذا العلاج إلى تحديد الأفكار والسلوكيات السلبية المرتبطة بالمواقف الاجتماعية والعمل على تغييرها، وتدريب المصاب على كيفية التعامل مع القلق والتغلب عليه.
- العلاج بالتعرض: يتعرض المصاب أثناء تلقيه هذا العلاج للمواقف التي يخافها تدريجيًا مع معالج مختص وفي بيئة آمنة.
- العلاج الجماعي أو مجموعة الدعم: يساعد هذا العلاج على تعلم المهارات والتقنيات الاجتماعية للتفاعل مع الأشخاص في البيئات المختلفة، كما يحسن من نفسية المصاب لمعرفته أن هناك أشخاص آخرون يواجهون المشكلة ذاتها، ويكسبه حلول واقتراحات عديدة.
- العلاج الدوائي: قد يصف الطبيب بعض الأدوية للمساعدة على تخفيف الأعراض، ومن المحتمل أن يستغرق مفعولها عدة أسابيع أو أشهر، ومنها: [6]
- مضادات الاكتئاب.
- مضادات القلق أو المهدئات.
- حاصرات بيتا.
لمعرفة المزيد: أنواع العلاج النفسي وأساليبه
نصيحة الطبي
يعد القلق الاجتماعي اضطرابًا نفسيًا يتداخل مع قدرة الشخص على التمتع بحياة طبيعية، ويسبب انزعاجًا شديدًا له، ويستدعي علاجه الخضوع للعلاج النفسي وربما استخدام الأدوية؛ لذا ينصح باستشارة الطبيب إذا كان الشخص يعاني من قلق شديد في المواقف الاجتماعية لتلقي العلاج المناسب.