قد يحدث اضطراب ثنائي القطب عند الأطفال والمراهقين بالرغم من أنه أكثر شيوعاً في الكبار، ويتسم هذا الاضطراب في الأطفال بحدوث تغيرات مزاجية حادة بين ارتفاع شديد (هوس) وانخفاض حاد (اكتئاب) كما يحدث في الكبار ولكن مع اختلافات طفيفة في بعض الخصائص. [1]

لا شك في أن التقلبات المزاجية، والإفراط في التعبير عن المشاعر، والإحباط، والتصرف باندفاع من سمات الطفولة والمراهقة، ولا تنم غالباً عن مشكلة صحية أو عقلية، ولكن إذا ظهرت هذه العلامات بصورة حادة ومستمرة فربما تشير إلى مشكلة ما.

تعرف في هذا المقال على أعراض اضطراب ثنائي القطب عند الأطفال، وأسبابه، وكيفية تشخيصه وعلاجه.

أعراض اضطراب ثنائي القطب عند الأطفال 

تتسم أعراض اضطراب ثنائي القطب في البالغين بنوبات منفصلة من الهوس والاكتئاب الشديد بالتناوب، ولكن في الأطفال يكون الانتقال بين الهوس والاكتئاب بوتيرة سريعة، وقد يعانون من نوبات مختلطة من الهوس والاكتئاب. [2] [3]

أعراض نوبات الهوس

تشمل أعراض اضطراب ثنائي القطب عند الأطفال والمراهقين المرتبطة بالهوس ما يلي: [4]

  • الشعور بالسعادة أو تصرف الطفل بشكل سخيف وعشوائية على غير طبيعته.
  • سرعة الانفعال والغضب الشديد عند رفض طلباته.
  • التحدث بسرعة عن الكثير من الأشياء وعدم التركيز.
  • عدم الشعور بالتعب أو الحاجة إلى النوم.
  • الإفراط في الاهتمام بأنشطة ممتعة ولكنها خطرة.
  • القيام بتصرفات متهورة وخطيرة.

تظهر أعراض وعلامات الهوس على الطفل في المدرسة في صورة: [2]

  • تكوين العديد من الصداقات الجديدة بسهولة.
  • التصرف بشكل متسلط مع الأصدقاء والانزعاج بشدة عند حدوث خلافات طفيفة.
  • عدم الاستجابة لأوامر وتنبيهات المعلمين في المدرسة. 
  • قيام الطفل بتصرفات غير لائقة، مثل الغناء بصوت عال في الفصل أو خلع ملابسه.
  • صعوبة التركيز في الأعمال المدرسية وعدم القدرة على الالتزام بالجلوس.
  • التصرف ببلاهة أو بغضب وعدوانية.
  • التصرف بتهور كتسلق الأشجار أو محاولة الهروب من المدرسة.

أعراض نوبات الاكتئاب

تتضمن أعراض اضطراب ثنائي القطب عند الأطفال والمراهقين المرتبطة بالاكتئاب ما يلي: [4] 

  • الشعور بالحزن والإحباط غير المبرر.
  • صعوبة التركيز، والخمول، وكثرة النوم.
  • تكرار الشكوى من آلام البطن والصداع.
  • صعوبة التواصل مع الآخرين.
  • قلة تناول الطعام أو الإفراط في تناوله.
  • أفكار انتحارية.

قد تشمل أعراض نوبات الاكتئاب عند الأطفال في المدرسة ما يلي: [2]

  • عدم اهتمام الطفل بأصدقائه واللعب معهم، والجلوس بمفرده أثناء الاستراحة.
  • إظهار الطفل سلوكاً معادياً للجميع أو الخوف من زملائه في المدرسة.
  • اعتقاد الطفل بأنه غير محبوب.
  • الشكوى المتكررة من الشعور بوجع أو ألم في مكان ما وطلب إحضار الوالدين. 

اقرأ أيضاً: أعراض اضطراب ثنائي القطب

الفرق بين اضطراب ثنائي القطب ونقص الانتباه مع فرط الحركة

تتداخل أعراض ثنائي القطب عند الأطفال مع اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، مثل فرط النشاط، والتهيج، والاندفاع، ومع ذلك هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تساعد في التمييز بينهما، منها: [2] [3]

  • تظهر أعراض اضطراب ثنائي القطب عند الأطفال ثم تختفي بعد أسابيع أو شهور، بينما في اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط تكون الأعراض فيه مستمرة ولا تختفي.
  • تميل أعراض اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط إلى الظهور في مرحلة الطفولة المبكرة، بينما عادة ما تظهر أعراض مرض ثنائي القطب عند الأطفال في مرحلة الطفولة المتأخرة أو المراهقة.
  • تحدث نوبات اكتئاب في اضطراب ثنائي القطب عند الأطفال، بينما لا يحدث ذلك في نقص الانتباه مع فرط النشاط.
  • لا يظهر في اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط السعادة العارمة إلى الحد الذي يحدث في نوبة الهوس لدى الأطفال المصابين بثنائي القطب.
  • تقل حاجة الأطفال المصابين بثنائي القطب أثناء نوبات الهوس إلى النوم، ولكن في اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط قد يقاوم الطفل الذهاب إلى النوم.

تجدر الإشارة إلى أن كلا الاضطرابين يسري في العائلات؛ لذلك يعد معرفة التاريخ العائلي من العلامات المساعدة للتفريق بينهما. [3]

أسباب اضطراب ثنائي القطب عند الأطفال

لم يعرف سبب واضح للإصابة بالاضطراب ثنائي القطب عند الأطفال، ولكن هناك عدة عوامل يرجح أن لها دوراً في الإصابة: [5]

  • العوامل الوراثية: تزداد احتمالية إصابة الطفل باضطراب ثنائي القطب إذا كان أحد الوالدين أو الأشقاء مصاباً بالمرض.
  • بنية المخ ووظائفه: يمكن أن تزيد بعض الاختلافات في بنية ووظائف المخ من احتمالية حدوث الاضطراب ثنائي القطب للأطفال.
  • العوامل البيئية: قد تزيد ضغوطات الحياة من خطر الإصابة بمرض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب عند الأطفال إذا كان الطفل لديه استعداداً للإصابة.
  • الأحداث السلبية في الطفولة: قد يؤدي التعرض لأحداث ومواقف سلبية في فترة الطفولة، مثل انفصال الأسرة أو سوء معاملة الطفل، إلى زيادة خطر حدوث اضطراب ثنائي القطب لدى الأطفال.

عادة ما يترافق اضطراب المزاج ثنائي القطب عند الأطفال مع حالات واضطرابات أخرى، مثل: [5]

  • اضطرابات القلق.
  • اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط.
  • اضطراب العناد الشارد (اضطراب التحدي المعارض).
  • اضطراب السلوك.
  • تعاطي المخدرات لا سيما في المراهقين.

للمزيد: ما أسباب اضطراب ثنائي القطب؟

تشخيص اضطراب ثنائي القطب عند الأطفال

لا يوجد اختبار معملي محدد لتشخيص المرض، وعادة ما يعتمد تشخيص اضطراب ثنائي القطب عند الأطفال والمراهقين على الآتي: [6]

  • معرفة التاريخ الطبي والحالات الصحية الأخرى التي يعاني منها الطفل إن وجدت. 
  • معرفة التاريخ العائلي والسؤال عن ما إذا كان أحد أقارب الطفل يعاني من ثنائي القطب أو أي من اضطرابات المزاج الأخرى، أو تعاطي المخدرات، أو إدمان الكحول.
  • تقييم الأعراض التي يعاني منها الطفل، وحالته المزاجية، وطبيعة نومه، وكذلك مستوى نشاطه وسلوكه العام.
  • إجراء فحص بدني للطفل؛ لاستبعاد الحالات الأخرى المشابهة.
  • تقييم الصحة العقلية والنفسية للطفل ومدى شدة نوبات الهوس والاكتئاب.
  • إجراء بعض الاختبارات الشفهية والكتابية.

اقرأ أيضاً: طرق علاج اضطراب ثنائي القطب

علاج اضطراب ثنائي القطب عند الأطفال

يشمل علاج اضطراب ثنائي القطب عند الأطفال والمراهقين مزيجاً من العلاج الدوائي والعلاج بالكلام، وتهدف هذه العلاجات إلى الحد من الأعراض وتقليل معدل حدوث نوبات الهوس والاكتئاب.

العلاج الدوائي

تتضمن أدوية علاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطب عند الأطفال ما يلي: [1]

  • مثبتات المزاج: تعمل هذه الأدوية على استقرار المزاج، وقد تقي من الإصابة بنوبات الهوس، مثل الكاربامازيبين (بالإنجليزية: Carbamazepine).
  • مضادات الذهان: تتسم مضادات الذهان بتأثيرها على استقرار الحالة المزاجية، بجانب تخفيف أعراض الذهان، مثل الكويتيابين (بالإنجليزية: Quetiapine) والأولانزابين (بالإنجليزية: Olanzapine).
  • مضادات الاكتئاب: تعمل مضادات الاكتئاب على تخفيف أعراض نوبة الاكتئاب، ولكنها قد تؤدي إلى تفاقم نوبات الهوس؛ لذا عادة ما يصفها الطبيب بجانب أدوية أخرى، ومن أمثلة مضادات الاكتئاب السيرترالين (بالإنجليزية: Sertraline) والإسيتالوبرام (بالإنجليزية: Escitalopram).

للمزيد: أدوية لعلاج اضطراب ثنائي القطب

العلاج النفسي

يساهم العلاج بالكلام، مثل العلاج السلوكي المعرفي في علاج اضطراب ثنائي القطب عند الأطفال والمراهقين من خلال تعليم الطفل كيفية التعامل مع الأعراض والتحكم بها، ولا يقتصر العلاج النفسي على الطفل المصاب، بل يشمل أفراد الأسرة للمساعدة على فهم ما يعاني منه الطفل وكيفية التعامل معه. [1]