من الممكن أن يكشف فحص السونار عن وجود كيس أو تكيسات في المبيض لدى المرأة، وهو أمر يمكن أن يحدث نتيجةً لعدة أسباب، فمن الممكن أن يكون تكيس المبيض أمرًا طبيعيًا في بعض الحالات ويختفي من تلقاء نفسه، بينما يمكن أن يكون في حالات أخرى سبب تكيس المبايض معاناة المرأة من بعض المشاكل الصحية التي تتطلب العلاج. [1]
نناقش في المقال كل ما يخص أسباب تكيس المبايض وعوامل خطر الإصابة به.
محتويات المقال
أسباب تكيس المبايض
تتضمن أسباب تكيس المبايض ما يلي:
الإباضة
يرتبط ظهور بعض أنواع أكياس المبيض بالدورة الشهرية، وتعرف هذه الأكياس باسم أكياس المبيض الوظيفية، وهي أمر شائع للغاية يحدث لدى كل امرأة ما لم تمر بمرحلة انقطاع الطمث. [2]
ففي كل شهر يقوم المبيض بإنتاج بويضة وإطلاقها خلال مرحلة الإباضة من الدورة الشهرية، حيث تتشكل هذه البويضة داخل المبيض في بنية تعرف بالجريب الذي يحتوي على سائل يحمي البويضة أثناء نموها، والذي ينفجر عندما يتم إطلاق البويضة. [1][2]
لكن يمكن أن يحدث كيس في منطقة الجريب نتيجة للحالات التالية: [1][2]
- عندما لا ينفتح الجريب الذي تنمو فيه البويضة لتحرير البويضة، بل يستمر بدلًا من ذلك في الامتلاء بالسوائل، وهذا ما يؤدي إلى ظهور ما يعرف بالكيس الجريبي.
- عندما لا يذوب الجريب الذي تنمو فيه البويضة بعد إطلاقها، بل يستمر في النمو، وهذا ما يؤدي إلى ظهور ما يعرف باسم كيس الجسم الأصفر.
تُعد أكياس المبيض الوظيفية غير سرطانية (حميدة) وعادة ما تكون غير ضارة، وعلى الرغم من أنها يمكن أن تسبب في بعض الأحيان أعراضًا مثل آلام الحوض، إلا أنها سوف تختفي معظمها في غضون بضعة أشهر دون الحاجة إلى أي علاج. [1]
الحمل
يُعد كيس الجسم الأصفر أيضًا أحد أنواع أكياس المبيض التي يمكن أن تظهر أثناء فترة الحمل، حيث أثناء الإباضة يتكون هذا الكيس من الخلايا الجريبية التي تخزن هرمونات الغدة الدرقية ليتم إطلاقها في مجرى الدم كما أنه مسؤول عن إفراز هرمون البروجسترون في المراحل المبكرة من الحمل، ومع مرور الوقت ستتولى المشيمة هذه الوظيفة. [1][3]
ولهذا من المفترض أن يتحلل أو يذوب هذا الكيس مع مرور الوقت، إلا أن في بعض الحالات، قد لا يذوب هذا الكيس وينمو على المبيض خلال فترة الحمل. [1][3]
يعد هذا النوع من تكيسات المبيض حميدًا وغير ضار ويختفي عادة مع مرور الوقت. ومع ذلك، إذا استمر وجود هذا الكيس ولم يختفي فهناك احتمال أن يتمزق أو يتسبب بحدوث مشكلات أثناء الولادة. كما يمكن أن يزيد أيضًا من خطر الإصابة ببعض الحالات، مثل: سكري الحمل أو ارتفاع ضغط الدم المرتبط بالحمل. [4]
متلازمة المبيض متعدد التكيسات
من أشهر أسباب تكيس المبايض إصابة المرأة بمتلازمة المبيض متعدد التكيسات، وهي اضطراب هرموني يسبب ظهور العديد من الجريبات الصغيرة على البطانة الخارجية من المبيض، والتي ستظهر على شكل أكياس متعددة على سطح المبيض. [1][2]
ويمكن أن يعود سبب الإصابة بمتلازمة المبيض متعدد التكيسات إلى وجود اضطراب في مستويات هرمون الإستروجين والبروجستيرون الأمر الذي يؤدي إلى فشل إرسال إشارة إلى المبيض لإطلاق البويضة أثناء الحيض وهذا ما سيؤدي إلى ظهور الجريبات الصغيرة على سطح المبيض. [4]
تتسبب متلازمة المبيض متعدد التكيسات بتضخم حجم المبيض وفي حال عدم علاجه يمكن أن يؤدي إلى العقم. [5]
ويجدر الإشارة هنا إلى أن هذه الحالة تكون سببًا لتكيسات المبيض عند النساء اللاتي لم يصلن بعد إلى مرحلة انقطاع الطمث. [6]
اقرأ أيضًا: 10 من أعراض تكيس المبايض للبنات
بطانة الرحم المهاجرة
تُعد بطانة الرحم المهاجرة من الأسباب المرضية لظهور تكيسات المبايض، وهي حالة تؤدي إلى نمو أنسجة الرحم بشكل غير طبيعي في مناطق أخرى خارج الرحم، وفي حال ظهرت هذه الأنسجة حول المبيض، فمن الممكن أن تشكل كيسًا على المبيض. [1][3]
تكون أكياس المبيض الناجمة عن الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة مملوءة بالدم، ولهذا تتم تسميتها أحيانًا بأكياس الشوكلاتة (بالإنجليزية: Chocolate Cysts). [2][5]
مرض التهاب الحوض
تتضمن أسباب تكيس المبايض أيضًا الإصابة بمرض التهاب الحوض وهي عدوى تؤثر على الأعضاء التناسلية للأنثى المتواجدة في منطقة الحوض، منها المبيض، والتي يمكن أن تتسبب بظهور كيس مملوء بالقيح على المبيض. [1][6]
يحدث مرض التهاب الحوض عادةً عندما تنتشر العدوى المنقولة جنسيًا إلى المبيضين وقناتي فالوب. كما يمكن أن يشكل أحد المضاعفات المحتملة لإجراء جراحة في منطقة الحوض أو الأعضاء الأنثوية. [1][3]
نمو غير سرطاني في المبيض
يمكن أن تتطور أكياس المبيض الحميدة (غير السرطانية) نتيجة لنمو غير طبيعي على السطح الخارجي للمبيضين، وتعرف هذه الأكياس عادةً باسم الأكياس الجلدانية (بالإنجليزية: Dermoid Cysts) وغالبًا ما تتكون من خلايا تناسلية وأحيانًا من الشعر، أو الدهون، أو الأسنان، أو غيرها من أنواع الأنسجة. [1][5]
ومن الممكن أن تكون هذه الحالة سببًا من أسباب تكيس المبايض عند النساء في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث أو بعد انقطاعه. [6]
سرطان المبيض
من الأسباب الخطيرة لتكيس المبايض، لكنها نادرة الحدوث، هي الإصابة بسرطان المبيض، والذي يحدث خصوصًا لدى النساء اللاتي وصلن إلى مرحلة انقطاع الطمث، حيث تكون احتمالية الإصابة بسرطان المبيض أقل لدى النساء اللاتي لا يزال يحدث لديهن الحيض. [1][5]
عوامل خطر الإصابة بتكيس المبايض
بالإضافة إلى أسباب تكيس المبايض المذكورة سابقًا، يمكن أن تتسبب بعض العوامل بزيادة خطر الإصابة بتكيس المبيض، منها: [1][3][6]
- العمر، فمن المرجح أن تصاب المرأة بتكيسات المبيض عندما تكون في مرحلة الحيض، حيث تكون الأكياس أقل شيوعًا عند الإناث اللاتي لم يأتيهن الحيض بعد أو النساء اللاتي وصلن إلى مرحلة انقطاع الطمث.
- تناول أدوية الخصوبة، فعلى سبيل المثال، يتسبب استخدام دواء الكلوميفين (بالإنجليزية: Clomiphene) بزيادة خطر الإصابة بتكيسات المبيض.
- الإصابة مسبقًا بتكيس المبيض.
- الإصابة مسبقًا ببطانة الرحم المهاجرة، أو التهاب شديد في منطقة الحوض، أو متلازمة المبيض متعدد الكيسات.
- التدخين.
كما يمكن أن تلعب الوراثة دورًا بزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع تكيسات المبيض، منها أكياس المبيض الجلدانية وأكياس المبيض الناجمة عن الإصابة بمتلازمة المبيض متعدد التكيسات. [1]
اقرأ أيضًا: تعرفي على أهم 3 طرق لعلاج تكيس المبايض
نصيحة الطبي
تتعدد أسباب تكيسات المبايض، فمن الممكن أن يحدث نتيجة لأسباب غير خطيرة وقد يختفي من تلقاء نفسه، بينما في حالات أخرى يمكن أن يكون سبب تكيس المبيض أكثر خطورة ويحتاج إلى العلاج. وللمزيد من الاستفسارات حول أسباب تكيس المبايض وكيفية علاجه بإمكانك الآن الاستفادة من خدمة الاستشارات الطبية عن بعد التي يوفرها موقع الطبي على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع.