أسباب وعوامل خطر الإصابة بالرجفان الأذيني

يعد الرجفان الأذيني (بالإنجليزية: Atrial Fibrillation or AFib)، أحد أكثر أنواع عدم انتظام ضربات القلب شيوعاً، والذي يتسبب بجعل القلب ينبض بشكل سريع جداً. [1]

يتسبب الرجفان الأذيني بنقص تدفق الدم إلى جميع أجزاء الجسم، وهذا يسبب العديد من الأعراض والمشكلات الصحية. كما أنه يتسبب في توقف الدم في القلب لمدة، مما يسمح بتكون الجلطات وحدوث السكتات الدماغية أو العديد من المضاعفات الأخرى. [1،2]

من المهم معرفة ما هي أسباب الرجفان الأذيني، فذلك يساهم بشكل كبير في الوقاية من الإصابة بالمرض، وبالتالي تقليل خطر حدوث المضاعفات المرتبطة به. [1،2] 

لذلك، سوف تلقي هذه المقالة الضوء على أسباب الرجفان الأذيني وعوامل خطر الإصابة به.

لماذا يحدث الرجفان الأذيني؟

يحدث الرجفان الأذيني نتيجة لوجود اضطراب في الإشارات الكهربائية في القلب أو وجود تلف في أنسجة القلب. وحتى الآن، من غير المعروف ما هو السبب الحقيقي والرئيسي للإصابة بالرجفان الأذيني وحدوث هذا الاضطراب في كهربائية القلب.

لكن، إن بعض الأمراض والمشكلات الصحية التي تصيب القلب يمكن أن تتسبب بالإصابة بالرجفان الأذيني. وبما أن القلب يتأثر كثيراً عند وجود خلل بأعضاء الجسم الأخرى، مثل الرئتين، أو الكبد، أو الكلى، لذا، فمن الممكن أن تتضمن أيضاً أسباب الرجفان الأذيني وعوامل خطر الإصابة به أي من المشاكل والأمراض يمكن أن تحدث في هذه الأعضاء. [1،2]

وفيما يلي نذكر عدد من من عوامل خطر الإصابة بالرجفان الأذيني والتي يمكن التفكير بها عن تحديد ما هو سبب حدوث الرجفان الأذيني عند المريض:

أسباب الرجفان الأذيني المرضية

تتضمن أسباب الرجفان الأذيني الإصابة بعدد من الأمراض والمشكلات الصحية. لكن، إن إصابة أحد الأشخاص بهذه الأمراض لا يعني دائماً أنه سيصاب بالرجفان الأذيني، كذلك إن إصابة أحدهم بالرجفان الأذيني لا يعني بأنه سيكون مصاباً بأحد هذه الأمراض. [1]

وحول أهمية معرفة هذه الأمراض والمشكلات الصحية، يجعلنا نسعى دائماً لعلاجها أو التحكم بها، وذلك بهدف التقليل من حدوث مضاعفاتها والتي تتضمن الإصابة بالرجفان الأذيني. [2]

ومن الأمراض التي تزيد من خطر الإصابة بالرجفان الأذيني ما يلي:

أمراض القلب والشرايين

تعتبر المشاكل والأمراض التي تحدث في القلب من أكثر عوامل الخطر للإصابة بالرجفان الأذيني، ومن هذه الأمراض:

• زيادة الضغط الأذيني

يعد زيادة الضغط الأذيني أحد أهم أسباب الإصابة بالرجفان الأذيني، وهناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى زيادة الضغط الأذيني، مثل:

• • وجود مشكلة في أحد صمامات القلب.
  • ضعف البطين الأيسر.
  • ارتفاع ضغط دم الجسم.
  • ارتفاع ضغط الدم الرئوي.
  • الأورام داخل القلب. [3]

يمكنك التحقق من صحة قلبك بالإجابة عن بعض الأسئلة انقر هنا وابدأ الاختبار الآن.

• نقص التروية القلبية

تتسبب الإصابة بأمرض القلب التاجية بنقص تدفق الدم إلى الأذينين، مما يتسبب بتدمير خلايا القلب وعدم قدرتها على العمل معاً بشكل صحيح والإصابة بالرجفان الأذيني. [2،3]

وتعد أمراض القلب التاجية من أسباب الرجفان الأذيني أيضاً لأنها تتسبب بنقص تدفق الدم إلى البطينين، حيث يؤدي نقص التروية البطينية الشديدة إلى زيادة الضغط داخل الأذنين، وبالتالي زيادة احتمالية الإصابة بالرجفان الأذيني. [3]

• التهاب عضلة القلب أو التامور

يسبب التهاب عضلة القلب أو التامور العديد من المشاكل للقلب، بما فيها الرجفان الأذيني، حيث أنه يؤثر بشكل سلبي على خلايا القلب، مما يسبب خلل في توصيل الإشارات الكهربائية من الأذينين إلى البطينين وعدم تناسق دقات الأذينين والبطينين، مما يزيد من خطر الإصابة بالرجفان الأذيني. [1-3]

أما حول أسباب التهاب عضلة القلب، فمن الممكن أن تكون مجهولة، أو يمكن أن يحدث بسبب أمراض في الأوعية الدموية، أو عدوى فيروسية، أو عدوى بكتيرية، أو بسبب إجراء عملية في القلب أو منطقة الصدر. [3]

• ارتفاع ضغط الدم

يؤثر ارتفاع ضغط الدم طويل الأمد وغير المنضبط على الجسم بشكل كبير، ويسبب العديد من المضاعفات في أجزاء مختلفة من الجسم. ويمكن أن يعد ارتفاع ضغط الدم من أسباب الرجفان الأذيني نتيجة لما يسببه من جهد إضافي على عضلة القلب، كما أنه يؤثر على الضغط داخل الأذينين، وكل ذلك يزيد من احتمالية الإصابة بالرجفان الأذيني. [3-5]

اقرأ أيضاً: الوقاية من الرجفان الأذيني

• أمراض القلب والشرايين الأخرى

من مشاكل القلب والشرايين الأخرى التي يمكن أن تعد من أسباب الرجفان الأذيني وعوامل خطر الإصابه به:

• • تشوهات القلب الخلقية.
  • الفشل القلبي.
  • اعتلال عضلة القلب.
  • متلازمة الشريان التاجي الحادة.
  • متلازمة وولف باركنسون وايت.
  • النوبة القلبية.
  • تصلب الشرايين.
  • زيادة سمك عضلة القلب. [1،2،4]

أمراض الرئة

يمكن أن يكون سبب الرجفان الأذيني عند المريض معاناته من أحد أمراض الرئة، بما فيها:

• الجلطات الرئوية.
• الانسداد الرئوي المزمن.
• التهاب الرئوي. 
• سرطان الرئة. [1،3]

أمراض أخرى

هناك العديد من الحالات الطبية الأخرى التي يمكن أن تؤثر على الأجهزة والأعضاء الأخرى وترتبط بشكل كبير بزيادة خطر الإصابة بالرجفان الأذيني، مثل:

• فرط نشاط الغدة الدرقية.
• مرض السكري.
• أمراض الكلى المزمنة.
• مرض الربو.
• ورم القواتم.
• انخفاض درجة حرارة الجسم.
• التسمم بأول أكسيد الكربون.
• الساركويد.
• توقف التنفس أثناء النوم. [1-4]

كما يمكن أن يكون سبب الرجفان الأذيني الإصابة ببعض مشكلات الدماغ، مثل النزيف تحت العنكبوتية، أو السكتات الدماغية، أو النزيف بشكل عام داخل الدماغ، حيث أنها تؤثر على الإشارات العصبية الخارجة من الدماغ، مما يؤثر بشكل كبير على الإشارات الكهربائية في القلب ويزيد من احتمالية الإصابة بالرجفان الأذيني. [3]

أيضاً، إن إجراء جراحات القلب، مثل جراحة إصلاح صمامات القلب، تزيد احتمالية الإصابة بالرجفان الأذيني، سواء بعد أيام أو أسابيع بعد العملية، كما أن إجراء العملية في مرحلة الطفولة تزيد احتمالية الإصابة بالرجفان الأذيني. [2،5]

هناك أيضاً بعض العمليات الجراحية الأخرى التي تزيد من خطر الإصابة بالرجفان الأذيني، مثل جراحات الرئة، أو جراحات المريء. [2،3]

اقرأ أيضاً: القلق والرجفان الأذيني

أسباب الرجفان الأذيني غير المتحكم بها

توجد بعض العوامل الأخرى التي يمكن أن تزيد من خطر لإصابة بالرجفان الأذيني، ولكن هذه العوامل لا يمكن التحكم بها أو إزالتها، مثل:

• عوامل وراثية

فإصابة أحد الوالدين بالرجفان الأذيني تزيد من احتمالية الإصابة بالرجفان الأذيني. وإذا كان هناك تاريخ عائلي له، فإن التخلص من جميع العوامل والأسباب الأخرى للإصابة بالرجفان الأذيني، والسيطرة على المتغيرات الجينية، لن يمنع ذلك من الإصابة بالرجفان الأذيني. [2-4]

• تقدم السن

مما يفسر حدوث الرجفان الأذيني عند كبار السن، وخاصة الذين تجاوزت أعمارهم 65 عاماً، أن الرجفان الأذيني هو مرض يعتمد بشكل كبير على العمر، مما يعني أنه كلما تقدم الشخص في السن، زادت احتمالية إصابته بالرجفان الأذيني. [2-4]

هذا لا يعني أنه سوف يصاب الشخص بالرجفان الأذيني بمجرد أنه كبير في السن، ولكن هذا يعني أنه عند وجود عوامل خطر أخرى لدى أحد الأشخاص وكان هذا الشخص كبيراً في السن، فإن احتمالية الإصابة بالرجفان الأذيني مرتفعة للغاية. [2]

كما أن هذا لا يعني أن الرجفان الأذيني لا يحدث عند الأطفال، فمن الممكن أن يحدث لديهم خاصة في حال تواجد لديهم عوامل خطر الإصابة الأخرى، وأهمها السمنة. [3،4]

أسباب الرجفان الأذيني التي يمكن التحكم بها

من أسباب الرجفان الأذيني وعوامل خطر الإصابة به والتي يمكن أن للشخص أن يتحكم بها والتقليل منها:

• تعاطي المخدرات والكحول

فشرب الكحول ولو بكميات صغيرة وعلى فترات زمنية طويلة يؤثر على عضلة القلب والإشارات الكهربائية الخاصة بها، ويزيد من خطر الإصابة بالرجفان الأذيني. أيضاً، إن تعاطي المخدرات والعقاقير غير المشروعة، مثل الكوكائين، يؤثر على الجهاز العصبي والقلب ويزيد من خطر الإصابة بالرجفان الأذيني. [2-5]

• التدخين

يعتبر التدخين أيضاً من أسباب الرجفان الأذيني المحتملة، وكلما ازدادت مدة التدخين، تزداد احتمالية الإصابة بالرجفان الأذيني أكثر. [1،2]

• الإفراط بممارسة الرياضة 

تعد ممارسة الرياضة إحدى الطرق الوقائية المتبعة للحفاظ على صحة القلب والوقاية من الأمراض. لكن، إن الإفراط بأدائها بشكل كبير ومجهد يمكن أن يزيد من احتمالية الإصابة بالرجفان الأذيني، وهذا ما يفسر ازدياد خطر الإصابة بالرجفان الأذيني لدى الأشخاص الرياضيين. [2،5]

ويمكن أن يحدث الرجفان الأذيني بشكل شائع عند الرياضيين بسبب معاناتهم من أحد أنواع تسارع معدل ضربات القلب، والذي يسمى بتسرع القلب فوق البطيني. [5]

اقرأ أيضاً: الرياضة والرجفان الأذيني

• عوامل أخرى

والتي تتضمن:

• • زيادة الوزن والسمنة.
  • الإفراط بتناول المشروبات الغنية بالكافيين، ومنها الشاي، والقهوة، ومشروبات الطاقة.
  • القلق والتوتر والتعرض باستمرار للمواقف العصيبة والإجهاد العاطفي. [2]

في النهاية، يعتبر الرجفان الأذيني من أخطر الأمراض التي تصيب القلب وسببه غير معروف، ولكن هناك عوامل الخطر للرجفان الأذيني التي يجب مراعاتها بعناية، ويجب علاجها قبل أن تسبب الرجفان الأذيني.