تسبب متلازمة القولون العصبي العديد من الأعراض المزعجة والتي تؤثر بشكل كبير على حياة الفرد، ومنها الإسهال، والإمساك، وتشنجات البطن. كما يمكن أن يعاني بعض الأشخاص من أعراض إضافية، مثل آلام الجسم العامة وضعف الأداء الاجتماعي، كل ذلك يجعل من الفرد يبحث عن جميع الطرق المتاحة من أجل علاج القولون العصبي نهائياً. [1]
من غير المعروف إلى الآن ما هي أسباب متلازمة القولون العصبي، لكنهم يعتقد أن هناك العديد من العوامل من المحتمل أن تلعب دوراً في هذا المرض، وهذا ما يمكن أن يفسر عدم إيجاد علاج للقولون العصبي بشكل نهائي إلى الآن. [1]
ولتحديد ما هو أفضل علاج للقولون العصبي، يمكن أن يحتاج المريض تجربة جميع الخيارات المتاحة، بما فيها حبوب مهدئات القولون العصبي والتغيير في نمط الحياة، لحين أن يتخلص من أعراض هذا المرض بشكل نهائي. [1]
هذا المقال يتحدث عن طرق علاج القولون العصبي عند النساء والرجال، بالإضافة إلى أنواع القولون العصبي التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار عند اختيار أفضل علاج للقولون العصبي.
علاج القولون العصبي
أفضل علاج للقولون العصبي
يتم تقسيم القولون العصبي إلى 3 أنواع فرعية، وقد يعتمد اختيار أفضل علاج للقولون العصبي على معرفة النوع المصاب به المريض. وهذه الأنواع هي:
- القولون العصبي مع الإمساك: ويتسم هذا النوع بحركات أمعاء غير منتظمة، وبراز صلب أو متكتل، وآلام في المعدة، وانتفاخ، وإجهاد أثناء حركات الأمعاء.
- القولون العصبي مع الإسهال: ويتسم هذا النوع بحركات الأمعاء غير منتظمة، والبراز الرخو والمائي، والشعور المستمر بالحاجة إلى التبرز.
- القولون العصبي المتناوب أو المختلط: وهو خليط من النوعين السابقين، حيث يتسم هذا النوع بحدوث نوبات من الإمساك والإسهال. [2،3]
يهدف تقديم علاج للقولون العصبي إلى تهدئة القولون العصبي وتوفير الراحة من الأعراض، ولهذا يجب معرفة نوع القولون العصبي من أجل معرفة الأعراض المراد علاجها، وهذا ما يفسر عدم استجابة المريض عند أخذه نوع معين من حبوب القولون، فبعض أدوية القولون العصبي مخصصة لعلاج نوع محدد من هذه المشكلة. [1،2]
علاج القولون العصبي بالأدوية
يوجد عدد من الأدوية التي يمكن استخدامها من أجل علاج القولون العصبي، وأفضل حبوب لعلاج القولون العصبي هي التي تكون مناسبة لنوعه، فمثلاً بالنسبة للنوع المترافق مع الإسهال يتم اختيار حبوب القولون العصبي من المجموعة التالية:
- اللوبيراميد (بالإنجليزية: Loperamide).
- الريفاكسيمين (بالإنجليزية: Rifaximin).
- الكسادولين (بالإنجليزية: Eluxadoline).
- الألوسيترون (بالإنجليزية: Alosetron). [1،3]
وأفضل حبوب للقولون العصبي مع الإمساك يتم اختيارها من المجموعة التالية:
- الملينات.
- اللوبيبروستون (بالإنجليزية: Lubiprostone).
- الليناكلوتيد (بالإنجليزية: Linaclotide).
- البليكاناتيد (بالإنجليزية: Plecanatide).
- المكملات الغذائية التي تحتوي على الألياف. [1،3]
للمزيد: 7 ادوية لعلاج القولون
كما يمكن أن يتضمن علاج القولون العصبي المزمن استخدام أحد الأدوية التالية:
- مضادات التشنج، التي تعمل على تخفيف من ألم البطن عن طريق إرخاء العضلات الملساء المتواجدة داخل الأمعاء.
- جرعة منخفضة من مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات أو مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، والتي تقلل من آلام القولون العصبي المرتبطة بالقلق.
- المضادات الحيوية من أجل للتأثير على البكتيريا النافعة الموجودة في الأمعاء، والتي قد تكون مسؤولة عن تخمير الكربوهيدرات غير المهضومة جيداً.
- البروبيوتيك والتي تكون مفيدة في التخفيف من أعراض القولون العصبي. [1-4]
للمزيد: فوائد البروبيوتيك للقولون العصبي
علاج القولون العصبي بالغذاء
يمكن أن تساعد بعض الأطعمة في علاج القولون العصبي والتخفيف من أعراضه، في حين أن البعض الآخر قد يؤدي إلى تهيجه، لذا يمكن أن يقدم اختصاصي التغذية نصائح حول الأطعمة التي يجب تناولها وتجنبها من قبل المريض.
وعادة ما يحتاج المريض إلى تجربة كل استراتيجية غذائية لبضعة أسابيع على الأقل لتحديد ما إذا كانت مفيدة في علاج القولون العصبي أم لا.
فيما يلي بعض الاستراتيجيات التي قد يوصي بها اختصاصي التغذية من أجل علاج القولون العصبي:
- الاحتفاظ بمفكرة طعام: يمكن أن يستفيد المرضى من تدوين الأطعمة التي يتناولونها على مدار اليوم، حيث يساعد ذلك في تحديد ما هي الأطعمة التي تسبب تهيج القولون عند هؤلاء الأشخاص، وبالتالي استبعادها من نظامهم الغذائي.
- تناول المزيد من الألياف: يمكن أن تساعد الألياف في تخفيف الإمساك المرتبط بالقولون العصبي، وتعتبر الألياف القابلة للذوبان مفيدة بشكل خاص في علاج القولون العصبي، حيث يمتزج هذا النوع من الألياف بالماء لتكوين مادة هلامية تساعد على الهضم. كما يجب على الناس إضافة الألياف إلى نظامهم الغذائي بشكل تدريجي، لأن تناول الكثير من الألياف يمكن أن يسبب تفاقم أعراض القولون العصبي.
- تجنب الغلوتين: يمكن أن يساعد التقليل من الأغذية المحتوية على الغلوتين أو تجنبها في تخفيف أعراض وعلاج القولون العصبي لدى بعض الأشخاص الذين تتفاقم أعراض القولون لديهم بعد تناول هذه المنتجات.
- ممارسة التمارين الرياضية: تساعد ممارسة التمارين الرياضية مثل اليوغا وركوب الدراجة على التخفيف من التوتر والقلق، والذي يحافظ على صحة الجهاز الهضمي، لذلك قد تساعد التمارين في تخفيف بعض أعراض القولون العصبي.
- تناول البروبيوتيك: قد تساعد المكملات الغذائية المحتوية على البروبيوتيك على التخفيف من أعراض متلازمة القولون العصبي، مثل: الملبنات (بالانجليزية: Lactobacilli)، والفطر السكري، و البيفيدوبكتيريا.
- اتباع نظام الفودماب منخفض كربوهيدرات: يستخدم نظام فودماب طريقة التقليل من تناول الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات التي يصعب هضمها، مما يؤدي إلى أعراض مثل الغازات والانتفاخ. وقد يستفيد الأشخاص الذين يعانون من صعوبة هضم الكربوهيدرات من هذا النظام كعلاج للقولون العصبي.
- تجنب الكحول، والتدخين، والكافيين.
- تجنب الأطعمة التي ممكن أن تزيد من الغازات في القولون.
- التقليل من التوتر.
- تناول وجبات صغيرة من الطعام وبعدد مرات أكثر خلال اليوم. [1-4]
للمزيد: نظام فودماب (Fodmap) الغذائي لعلاج القولون العصبي
علاج القولون العصبي النفسي
يوجد العديد من الطرق العلاجية التي قد ينصح بها الطبيب لتقليل التوتر والإجهاد عند المريض بهدف علاج القولون العصبي، حيث هناك علاقة قوية بين القولون العصبي والتوتر، فكل من الإجهاد أو التوتر يلعبان دوراً مهماً في تكرار وشدة الأعراض لدى مرضى القولون العصبي. [4]
وبالتالي يمكن تقليل أعراض القولون العصبي، من خلال تقديم علاج نفسي يقلل من مستويات التوتر والإجهاد لدى المريض. وأكثر ألعلاجات النفسية دراسة هو العلاج السلوكي المعرفي (بالإنجليزية: Cognitive Behavioral Therapy)، والذي ثبت أنه فعال لعلاج القولون العصبي. [1،4]
علاج القولون العصبي بالأعشاب
بالإضافة إلى الالتزام بتناول دواء القولون، يمكن علاج القولون بالأعشاب، حيث هنالك مجموعة من الأعشاب التي تحسن صحة الجهاز الهضمي بشكل عام، ويمكن استخدامها في العلاج المنزلي للقولون العصبي، مثل:
- زيت النعناع: يعمل زيت النعناع كمرخ للعضلات الملساء المكونة للأمعاء، مما يساعد على تقليل وتخفيف تقلصات البطن والآلام الناتجة عنها. ويعتبر زيت النعناع المكمل العشبي الوحيد الذي حصل على الموافقة من الكلية الأمريكية لعلاج القولون العصبي وأمراض الجهاز الهضمي الأخرى نظراً لفعاليته في الحد من آلام البطن.
- الدردار الزلق: يعمل الدردار الزلق كملين فعال بسبب مفعوله في تليين البراز، كما أنه يزيد من حجم البراز مما قد يساعد على علاج الإسهال. يعتقد أن الدردار الزلق يهدئ تهيج القولون عن طريق تغطية بطانة الجهاز المعوي.
- مستخلص أوراق الخرشوف: قد يساعد مستخلص أوراق الخرشوف على تقليل النوبات المنتظمة من الإمساك والإسهال، والمساعدة على استعادة الحركة الطبيعية للأمعاء وبالتالي التغوط الطبيعي؛ ويعتقد أن هذا يرجع إلى مركب معين مضاد للتشنج يسمى السيناروبيكرين. [5]
وفي حال علاج القولون العصبي مع الإمساك، يمكن للمريض تناول الأعشاب الخاصة بعلاج الإمساك، والتي تتضمن الأعشاب الملينة التي تحتوي على مواد تسمى الأنثراكينون، مثل السنامكي، والكسكارا، والراوند والفرانجولا. [5]
كما أن هناك أعشاب تستخدم لعلاج الإسهال، ويمكن استخدامها عند علاج القولون العصبي مع الإسهال، وتتضمن البابونج وشاي أوراق التوت. [5]
اقرأ أيضاً: علاج القولون بالاعشاب
علاج القولون العصبي بالطرق الأخرى
من الطرق الأخرى التي تعد علاجاً للقولون العصبي:
- المساج.
- ممارسة اليوغا وتقنيات العلاج بالتأمل.
- العلاج بالتنويم المغناطيسي الذي يستهدف الأمعاء.
- العلاج بوخز الإبر.
- علاج المسببات الرئيسي لحدوث أعراض القولون العصبي، كعلاج الاكتئاب، وعسر الهضم، وحساسية الطعام، والقلق والتوتر، وغيرها الكثير. [1،3،4]
قد يحتاج الأشخاص المصابون بمرض القولون العصبي إلى تجربة عدد من حبوب علاج القولون العصبي، أو الأنظمة الغذائية، أو التغييرات في نمط الحياة لإدارة أعراضهم بشكل فعال، حيث يمكن أن تعمل بعض استراتيجيات العلاج لدى بعض الأفراد ولكن ليس مع آخرين.
كما ينبغي التنبيه الى أنه لا يمكن علاج القولون العصبي نهائياً، كما لا يمكن علاج مرض القولون العصبي في 10 دقائق، حيث إن جميع العلاجات المتاحة إلى الآن تهدف الى تهدئة القولون العصبي والسيطرة على الأعراض.
اقرأ أيضاً: الجديد في علاج مرض القولون العصبي