يمكن أن يؤثر القلق والتوتر بشكل كبير على الصحة العقلية والجسدية، وقد يتسببان في ظهور أعراض معينة، مثل ضيق التنفس، بجانب أعراض جسدية أخرى.

سنتناول في هذا المقال الحديث عن علاقة التوتر بضيق التنفس، وكيف يمكن علاج ضيق التنفس عند التوتر، بجانب بعض التقنيات البسيطة التي يمكن اتباعها للتخلص من هذه المشكلة.

أسباب ضيق التنفس عند التوتر

قد يتزامن حدوث بعض الأعراض الجسدية عند بعض الأشخاص عند الشعور بالقلق والتوتر، مثل ضيق في التنفس وزيادة في معدل ضربات القلب، ويحدث ذلك نتيجة محاولة الجسم التكيف مع المواقف التي قد تشكل تهديدًا للحياة، أو في حالة المواقف التي تستدعي الفرار أو المواجهة، ولهذا تصبح هذه الأعراض رد فعل جسدي للتعامل مع  بعض المواقف، مثل حالات القلق اليومية.[1]

اقرأ أيضًا: أسباب زيادة ضربات القلب المفاجئ

لذا قد يحدث ضيق التنفس عند التوتر نتيجة حدوث تغييرات سلوكية وفسيولوجية تعد الشخص للدفاع عن نفسه ضد أي تهديد، إذ يتفاعل الدماغ مع المواقف المخيفة باستجابة القتال أو الهروب، وتزيد أيضًا معدل ضربات القلب لضخ الدم إلى الأعضاء بشكل أسرع، مما يجعل العضلات جاهزة للعمل، كما أنه يجعل الشخص يتنفس بسرعة أكبر لتوفير المزيد من الأكسجين للعضلات، وبالتالي يحدث ضيق التنفس.[2]

العلاقة بين ضيق التنفس والتوتر 

قد تظهر العديد من الأعراض الجسدية والنفسية التي تسبب الإزعاج عند التعرض لحالات القلق، ومن بين هذه الأعراض: ضيق التنفس، ولكن لا يعاني جميع المصابين بالقلق من هذا العرض، كذلك يمكن أن يتسبب القلق في مجموعة من الأعراض الجسدية والنفسية الأخرى، والتي تشمل ما يلى:[2]

  • جفاف الفم.
  • زيادة معدل ضربات القلب.
  • الدوخة.
  • التعرق.
  • القشعريرة.
  • الغثيان أو عدم الراحة في المعدة.
  • الإسهال.
  • شد عضلي.
  • زيادة في معدل التنفس.
  • ألم في الصدر
  • الشعور بالاختناق.
  • صعوبة الكلام.

 

 اقرأ أيضًا: أمراض الجهاز التنفسي وطرق علاجها

كذلك تم ربط ضيق التنفس أيضًا بالأمراض والاضطرابات المزمنة، بما في ذلك:[3]

  • فقر دم.
  • أمراض القلب.
  • أمراض الرئة.
  • مرض الانسداد الرئوي المزمن.
  • الربو.
  • السمنة.

قد تؤثر حالات القلق الشديدة أيضًا بشكل سلبي على جهاز المناعة، والقلب والأوعية الدموية، والجهاز الهضمي، والإنجابي، وأنظمة النوم، وقد تزيد احتمالية الإصابة بأمراض أخرى، ولذلك إذا كانت مستويات القلق مرتفعة باستمرار، فيجب التحدث إلى أخصائي الصحة العقلية للحصول على الدعم والعلاج  اللازم.

علاج ضيق التنفس عند التوتر

يمكن للأطباء تقديم علاجات مختلفة في حالات ضيق التنفس عند التوتر، مثل الأدوية، أو العلاج النفسي، أوغيرها من الطرق الأخرى، وتشمل تلك الطرق ما يلي:[2]

العلاج الدوائي لضيق التنفس عند التوتر

قد يصف الأطباء بعض الأدوية للتخفيف من أعراض ضيق التنفس عند التوتر والقلق:[2]

  •  أدوية البنزوديازييين، والتي قد تخفف من أعراض القلق في غضون 30 دقيقة تقريبًا.
  • الأدوية المضادة للاكتئاب لعلاج أعراض القلق، مثل مثبطات استعادة السيروتونين الانتقائية.

ولكن يجب استخدام هذه الأدوية تحت استشارة الطبيب المعالج، لتجنب حدوث أي آثار جانبية ممكنة.

العلاج السلوكي لضيق التنفس عند التوتر

يمكن أن يكون العلاج السلوكي المعرفي مفيدًا للأشخاص الذين يعانون من القلق، والذي يستهدف تغيير نمط التفكير والتصرف في المواقف التي تسبب القلق، وخلال هذا العلاج يمكن للمريض أن يتعلم كيفية التعامل مع أفكار الخوف الزائفة التي تثير القلق، ويمكن للعلاج أن يساعده على التغلب على الظروف المسببة للقلق بدلاً من تجنبها.[2]

ممارسة التنفس البطني

يمكن أن يكون من المفيد التركيز على التنفس، عند الشعور بضيق في التنفس نتيجة لنوبة قلق، فالتركيز على التنفس يمكن أن يساعدك على التحكم فيه وتنظيم إيصال الأكسجين إلى الرئتين بكمية كافية.[1]

وتعد ممارسة التنفس البطني من الطرق الفعالة لتحسين التنفس، حيث تستخدم عضلة التنفس الأكثر كفاءة، وهي الحجاب الحاجز، وعندما الشعور بضيق في التنفس، غالباً ما يتم التنفس من الصدر أو الفم، ولكن ممارسة التنفس البطني يمكن أن يساعد على:[1]

  • بطء معدل التنفس.
  • خفض الطلب على الأكسجين.
  • استخدام جهد وطاقة أقل للتنفس.

اقرأ أيضًا: الفيروسات التي تسبب غالبية أمراض الجهاز التنفسي 

طرق أخرى لعلاج ضيق التنفس عند التوتر

يمكن الاستعانة ببعض التقنيات والطرق التي قد تساعد على تقليل القلق وتجنب حدوث ضيق التنفس عند التوتر، وتشمل ما يلي:[1]

  •  تقنيات التأريض: والتي تتضمن انقباض العضلات وتحريرها لتخفيف الإجهاد، كما يمكن اعتبارها وسيلة من وسائل إلهاء النفس عن المشاعر، أو الذكريات، أو الأفكار المزعجة، مثل استخدام كرات تخفيف الضغط.
  •  تقنية تشتيت العقل: يمكن البحث عن شيء يشغل العقل ويخفف من حدة الذعر، مثل التأمل في الطبيعة، ووصف أشياء بالتفصيل كاللون والقوام.
  •  محادثة النفس: يمكن التحدث إلى النفس بشكل إيجابي خلال الأزمات القلق لتذكير النفس بأن الجسد يحاول فقط الحصول على المزيد من الأكسجين وأن القلب بخير. 
  •  طريقة الرعاية الذاتية: والتي تساعد على تخفيف القلق من خلال شرب الأعشاب الهادئة، وإشعال الشموع ذات الرائحة اللطيفة والاستماع إلى الموسيقى الهادئة.
  •  تقنيات صدم الجسم بشكل مفاجئ:  يمكن أن تساعد في الخروج من دوامة التفكير وتخفيف الإجهاد والقلق من خلال غمس الوجه في إناء من الماء المثلج.