الخجل (بالإنجليزية: Shyness) هو شعور الفرد بالحرج وعدم الراحة باستمرار أمام الناس لا سيما في المواقف الاجتماعية الجديدة أو عند مقابلة أشخاص جدد خوفًا من نظرتهم إليه، وقد تحول هذه المشاعر دون تعبيره عن ما يريد والتردد في القيام بما يفضل. [1][2] 

يعد الخجل سمة شخصية وليس مرضًا نفسيًا، وقد يصاحبه أعراض جسدية في بعض الحالات كاحمرار الوجه والتعرق، يمكن أن يؤثر الخجل الزائد على جميع جوانب الحياة وربما يقلل من تقدير المرء لذاته ويهز ثقته بنفسه. [3][4][5] 

يتناول هذا المقال أسباب وأعراض الخجل، والفرق بينه وبين القلق الاجتماعي، وما هي مميزات الشخص الخجول والتحديات التي تواجهه، وكذلك بعض النصائح التي تساعده في التغلب على خجله.

أعراض الخجل 

قد تظهر مجموعة من الأعراض النفسية، والسلوكية، والجسدية على الشخص الخجول، وتشمل ما يلي: [6]

  • أعراض الخجل النفسية والسلوكية

تتضمن الأعراض النفسية والسلوكية للخجل الآتي: [6]

  • تفضيل الصمت.
  • الشعور بالانزعاج والإحراج.
  • الإحساس بعدم الانتماء أو الاندماج مع الآخرين.
  • الرغبة في أن يصبح التفاعل الاجتماعي مع الآخرين سهلًا.
  • قلة أو تجنب الاتصال بالعين.
  • التردد في بدء تجربة جديدة.
  • تجنب بعض المواقف الاجتماعية التي لا يشعر فيها الفرد بالراحة.
  • ظهور سلوك عصبي مثل اللعب في الشعر أو كثرة لمس الوجه.
  • كثرة التمرن على طريقة التحدث أو التصرف قبل لقاء الآخرين.
  • أعراض الخجل الجسدية

لا تقتصر الأعراض على المشاعر وما ينجم عنها من سلوكيات، بل تشمل أيضًا أعراضًا جسدية، مثل: [6]

ما الفرق بين الخجل والقلق الاجتماعي؟

قد يصعب التمييز بين الخجل والقلق الاجتماعي أو الرهاب الاجتماعي (بالإنجليزية: Social Anxiety) فيعتقد بعض المصابين باضطراب القلق الاجتماعي أن ما يعانون منه مجرد خجل شديد، بينما هم مصابون باضطراب نفسي يستدعي العلاج. [7]

يتشابه الخجل والرهاب الاجتماعي في بعض الأمور فكلاهما ينطوي على الخوف والتوتر من التفاعلات الاجتماعية، لكن أحد الفروقات الهامّة بين الخجل والقلق الاجتماعي هو التجنّب؛ فالمصاب بالقلق الاجتماعي يحاول تجنّب جميع المواقف الاجتماعية على الدوام ويشعر بالضيق الشديد إذا اضطر إلى حضورها، أما التجنّب لدى الشخص الخجول فهو ليس صفة دائمة.

أيضًا، يختلف كل من الخجل والقلق الاجتماعي في بعض الجوانب يوضحها الجدول الآتي: [5][7]

  الخجل القلق الاجتماعي
طبيعة الحالة سمة شخصية وليست مرضًا. اضطراب نفسي يستدعي العلاج.
مدى التأثير على جودة الحياة تأثيره أقل على الحياة اليومية. يتداخل بصفة كبيرة مع الحياة اليومية والتفاعلات الاجتماعية.
بدء الأعراض تظهر الأعراض أثناء المواقف الاجتماعية. يشعر الشخص بالقلق أثناء الموقف وقبله بأسابيع أو أشهر، وربما يواجه صعوبة في النوم. 
مدى استمرار الأعراض الأعراض أقل حدة مقارنة بالقلق الاجتماعي، وتقل تدريجيًا مع الانخراط والتفاعل مع الآخرين والاعتياد على المكان. الأعراض شديدة وأكثر حدة، ولا تقل بالانخراط في التفاعلات الاجتماعية، وربما يؤدي القلق إلى تجنب هذه المواقف.

تتضمن أبرز أعراض القلق الاجتماعي ما يلي: [5][8]

  • الخوف الزائد والقلق من المواقف الاجتماعية أو تجنبها.
  • الشعور بالارتباك الشديد أثناء إجراء محادثة حتى لو كانت على الهاتف أو التحدث أمام الناس.
  • الخوف من التعرض للانتقاد، وتمحور تفكير الشخص حول نظرة الآخرين له وآرائهم فيه.
  • سرعة ضربات القلب أو الخفقان.
  • فرط التعرق.
  • الارتعاش.
  • الغثيان أو القيء.
  • الإصابة بنوبة هلع.
  • القلق بشأن الأعراض الجسدية التي تظهر على الشخص.

اقرأ أيضًا: ما هو القلق الاجتماعي؟

هل يمكن أن يتحول الخجل إلى قلق اجتماعي؟

قد يتحول الخجل إلى قلق اجتماعي في بعض الحالات إذا سيطرت الأفكار السلبية على الشخص من الإحساس بقلة تقدير الذات وعدم الثقة في قدراته وكفاءته جراء اعتياده القلق بشأن خجله. [6]

تؤدي هذه الأفكار والسلوكيات إلى تطور القلق الاجتماعي، والذي قد يحدث في أي مرحلة من مراحل العمر. [6]

أسباب الخجل وعوامل الخطر

قد يعزى الخجل لدى الشخص إلى مجموعة من العوامل، منها الوراثة، وطريقة نشأته في مرحلة الطفولة، وكذلك تأثره بالبيئة المحيطة والتحديات التي يمر بها خلال حياته. [3]

تشمل الأسباب وعوامل الخطر ما يلي: [3][9]

  • العوامل الوراثية: تلعب الجينات دورًا في تحديد السمات الشخصية للفرد، ولكن لا تعد الجينات المسؤول الوحيد فالبيئة المحيطة والخبرات الحياتية لها تأثير كبير أيضًا.
  • العلاقات الأسرية غير الصحية: يمكن أن ينشأ الطفل خجولًا بسبب معاملة الآباء، مثل الإفراط في حماية الطفل، أو القسوة والاستبداد. 
  • السلوك المكتسب: ربما يرجع سبب الخجل لدى الأطفال في بعض الحالات إلى تقليد الطفل لسلوك والديه وردة فعلهم في المواقف.
  • قلة التفاعل مع الآخرين: قد يصبح الأطفال الذين لم يعتادوا على الاختلاط بالآخرين في سنواتهم الأولى خجولين.
  • تكوين الشخصية: قد يتطور الخجل لدى الطفل الحساس عاطفيًا عند تعرضه للتخويف أو الترهيب.
  • التعرض للنقد أو التنمر: قد يؤدي التعرض المستمر للنقد لا سيما من الأشخاص المقربين مثل الآباء والأشقاء إلى نشأة طفل خجول، كما أن الخجل عند المراهقين والكبار قد يتطور نتيجة تعرضهم للإذلال أو الإساءة أمام الآخرين. 

تجدر الإشارة إلى أن الخجل قد يزداد في فترة المراهقة نتيجة ما يمر به المراهق من تغيرات في هذه المرحلة. [1]

تأثيرات الخجل السلبية

يؤثر الخجل المستمر والشديد سلبًا على العديد من جوانب الحياة فعلى الصعيد الشخصي والاجتماعي قد يؤدي إلى: [9]

  • الشعور بالوحدة وقلة الثقة بالنفس.
  • القلق المفرط.
  • الشعور بالإحراج من الأعراض التي قد تظهر على الفرد مثل احمرار الوجه والتلعثم.
  • ضعف القدرة على تطوير المهارات الاجتماعية.
  • قلة الأصدقاء وقلة المشاركة في الأنشطة الممتعة مثل الرياضات.

قد يؤثر الخجل الشديد أيضًا على الصحة النفسية والجسدية ويزيد من خطر الإصابة ببعض الأمراض لما يسببه من قلق وتوتر، مثل: [10]

  • الاكتئاب.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • أمراض القلب.
  • ضعف المناعة.

اقرأ أيضًا: التحدث أمام الجمهور

هل للخجل جوانب إيجابية؟

لا شك أن معظم الأشخاص الخجولين يرغبون في التخلص من الخجل لتسهيل التعامل مع الآخرين، ولكن يتميز الخجولين بعدة صفات حميدة يفيد تعدادها من حين لآخر في تعزيز ثقتهم بأنفسهم، ومن هذه الصفات: [3][9][11]

  • الاجتهاد في الدراسة أو العمل.
  • أخذ الحيطة والحذر وقلة الوقوع في المشاكل.
  • تكوين صداقات عميقة مع الآخرين.
  • الاستماع إلى الآخرين والتعاطف معهم.
  • التحلي بالتواضع والمصداقية ما يمنح راحة وطمأنينة للآخرين عند التحدث معهم.
  • التخطيط الجيد والتأني في اتخاذ القرارات.

طرق التخلص من الخجل

تساهم بعض النصائح في التغلب على الخجل، وزيادة الثقة بالنفس، وتعزيز التفاعل الاجتماعي، وتشمل: [4][12]

  • البدء بكسر الخجل عند التحدث مع الناس بطريقة تدريجية بداية من الأسرة والأصدقاء ثم زملاء المدرسة أو العمل، ومن ثم الغرباء ولو باقتصار الأمر على إلقاء التحية فقط أو طرح سؤال.
  • التركيز على نقاط القوة التي يمتلكها الفرد ومواهبه فذلك يعزز الثقة بالنفس.
  • محاولة تغلب الشخص الخجول على اعتقاد أن الجميع يحدقون به ويتصيدون أخطاءه، فالحقيقة أن الناس منشغلين بأعمالهم ولا يلقون بالًا لكل فعل يصدر من الآخرين.
  • مقاومة الأفكار الداخلية بتجنب المواقف الاجتماعية، فالانخراط في التفاعلات الاجتماعية هو ما يساعد الفرد على كسر حاجز الإحراج.
  • إحاطة النفس بأشخاص إيجابيين يمنحون الفرد شعورًا بالراحة ويشجعونه على التخلص من خجله.
  • المشاركة في الأنشطة الاجتماعية الممتعة التي تنطوي على تنمية مهارة معينة.
  • عدم الاقتصار على وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع الآخرين والحرص على التفاعل الاجتماعي وجهًا لوجه فهي الطريقة الفعالة لكسر الخجل.

جدير بالذكر أن بعض حالات الخجل الشديد تستدعي مراجعة طبيب نفسي، حيث يساهم العلاج النفسي في تنمية مهارات التفاعل الاجتماعي، والتغلب على التفكير السلبي، والتدريب على بعض التقنيات التي تساعد في السيطرة على الخجل عند الأطفال والكبار. [2]

اقرأ أيضًا: كيف تتغلب على الخجل؟

نصيحة الطبي

نمر جميعًا بلحظات نشعر فيها بالإحراج ويعد ذلك أمرًا طبيعيًا في بعض المواقف، ولكن إذا كان الخجل والقلق يؤثر على الحياة اليومية فينصح باتباع الإرشادات التي تساهم في التغلب عليه أو مراجعة طبيب نفسي.