يعرف التصلب المتعدد بأنه مرض التهابي يصيب الغلاف الدهني للأعصاب، حيث يعمل على إتلافه وإزالته عن الدماغ والحبل الشوكي المحاطين به. مما يؤدي إلى ظهور أعراض مختلفة.

يوجد هنالك نوعين من التصلب المتعدد، حيث تختلف حدة ظهور الأعراض بينهما. فيعرف النوع الأول بالتصلب المتعدد الانتكاسي، ومما يميز هذا النوع ظهور نوبات التهابية تسبب تدهور في الأعراض العصبية. وأما النوع الثاني يعرف بالتصلب المتعدد التدريجي، ويتميز هذا النوع بحدوث تدهور مستمر في الوظائف العصبية.

فما هو رأي العلم في التصلب المتعدد والحمل، وماذا تفعل المرأة الحامل أو الراغبة في الحمل وهي مصابة بالتصلب المتعدد، نعرف معاً في السطور الآتية:

أعراض التصلب المتعدد

ومن أهم الأعراض التي يمكن أن يشعر بها مريض التصلب المتعدد هي:

  • ألم حاد أو مزمن.
  • فقدان الإحساس أو الشعور بوخز وتنميل بالأطراف.
  • ضعف وتشنج العضلات.
  • صعوبة في الحركة.
  • صعوبة في تنسيق وتوازن في جسم المريض.
  • صعوبة في الكلام.
  • صعوبة في بلع الطعام.
  • مشاكل بالنظر كالتشويش وازدواجية النظر.
  • تعب وضعف عام.
  • مشاكل في المثانة والأمعاء.

تصل نسبة انتشار مرض التصلب المتعدد بين الناس الأصحاء إلى 1:1000 شخص، ويعد أكثر شيوعاً بين النساء من الرجال حيث تصل إلى نسبة 70%.

تمتلك مريضات التصلب المتعدد مخاوف عدة تجاه التصلب المتعدد والحمل منها:

  • الخصوبة وإمكانية الحمل.
  • صحة الجنين.
  • مدى سلامته استخدام الأدوية خلال الحمل.
  • احتمالية نقل المرض للأبناء.

بالإضافة إلى العديد من المخاوف الأخرى.

اقرأ أيضاً: أنواع مرض التصلب اللويحي المتعدد

تأثير مرض التصلب المتعدد والحمل

يجب إخبار مريضة التصلب المتعدد والتي تخطط للحمل عدة أمور منها:

  • تغير طبيعة انتكاسات مرض التصلب المتعدد مع الحمل وفترة ما بعد الولادة.
  • طمأنة المريضة بحيادية نتائج وجود التصلب المتعدد، والحمل، وحدوث الولادة.

يعتبر وجود التصلب المتعدد والحمل بمثابة فترة استقرار للمرض، خاصة في الثلث الأخير من الحمل، حيث يرتفع تركيز الهرمونات المضادة للالتهابات والحامية لتلف الأعصاب لأعلى المستويات، مثل هرمونات: الاستروجين، والبروجسترون، والتستوستيرون.

لكن على العكس من ذلك، تعد فترة ما بعد الولادة هي الأكثر عرضة لحدوث الانتكاسات، خصوصاً بعد الثلاثة أشهر من الولادة، حيث تعود على ما كانت عليه قبل الحمل.

لا يؤثر مرض التصلب المتعدد على الآتي:

  • قدرة المرأة على الحمل من الإخصاب حتى الولادة.
  • الولادة المبكرة، أو الإجهاض.
  • إصابة الجنين بعيوب خلقية.
  • طريقة الولادة.
  • حدوث مضاعفات الحمل والولادة.
  • عمر الحمل أو وزن الجنين عند الولادة.
  • طريقة الولادة سواء المهبلية أو القيصرية.

اقرأ أيضا: فوائد الفلافونويد لمرضى التصلب اللويحي المتعدد

تبعات الإصابة بالتصلب المتعدد والحمل

من الجدير بالذكر أنه يجب التأكيد على النساء اللواتي يخططن للحمل مع وجود التصلب المتعدد بأخذ المكملات الغذائية المحتوية على الفوليك أسيد، وفيتامين د، والإقلاع عن التدخين والكحول.

يجب إعلام الطبيب الأخصائي بحدوث الحمل، وذلك لتعديل الأدوية والجرعات بحيث يوازن ما بين صحة الجنين وصحة الأم.

يأخذ الأطباء بعين الاعتبار عدة أمور عند وجود التصلب المتعدد والحمل منها: مدى العجز الجسدي للمرأة، وشدة المرض، ونشاطه، ومعدل الانتكاسات في الفترة الأخيرة، وتقدير الخطر ما بين احتمالية إيقاف الدواء خلال الحمل أو استمراريته.

أما عن الولادة لمريضات التصلب المتعدد، فان جمعية أطباء الأعصاب البريطانية توصي بضرورة الإستعانة بأخصائي الولادة، وأخصائي العلاج الطبيعي العصبي أثناء الولادة المهبلية، خصوصاً للواتي يعانين من تشنج في منطقة الحوض والساقين.

حيث يتم تنظيم التشنج لديهن أثناء المخاض بإعطاء حقن البنزوديازيبين (بالإنجليزية: Benzodiazepines) و/ أو التخدير فوق الجافية (بالإنجليزية: Epidural anesthesia). ويوصى أيضاً باللجوء إلى الولادة القيصرية للنساء اللواتي يعانين من إعاقة شديدة خصوصاً في منطقة الحوض.

ويعتبر استخدام التخدير العصبي (بالإنجليزية: Neuraxial anesthesia) والتخدير النخاعي (بالإنجليزية: Spinal anesthesia) والتخدير فوق الجافية، والتخدير فوق الجافية –النخاعي (بالانجليزية: Spinal-epidural anesthesia) آمن، ولا يزيد من عدد الانتكاسات أو الإعاقة التي يمكن أن تحدث بعد الولادة.

قد لا تتعرف النساء الحوامل المصابات بالتصلب المتعدد المؤثر على الحبل الشوكي والمؤثر على المنطقة تحت الفقرة T11 من العمود الفقري على أعراض بداية المخاض، لذا يجب توعيتهم عن الأعراض الأخرى مثل المغص المعدي والمعوي، وآلام الظهر، وتدفق ماء الولادة.

اقرأ أيضا: نصائح وإرشادات غذائية لمرضى التصلب اللويحي

انتكاسات التصلب المتعدد والحمل

لعلاج الانتكاسات التي قد تحدث، يفضل الأطباء تجنب استخدام االكورتيكوستيرويد (بالإنجليزية: Corticosteroid) خلال الأشهر الثلاث الاولى من وجود التصلب المتعدد والحمل وذلك لوجود مخاطر محتملة قد تؤدي إلى الإجهاض، أو التشوهات، أو انخفاض وزن الولادة للجنين.

قد يضطرون إلى استخدامه في الحالات الحرجة جداً التي تؤثر بشكل كبير على الانشطة اليومية. وبالتالي فهم يلجأون إلى استخدام تبادل البلازما العلاجي (بالإنجليزية: Therapeutic plasma exchange) كخيار بديل للكورتيكوستيرويد.


تعالج انتكاسات التصلب المتعدد والحمل خصوصاً التي تحدث خلال الثلثين الاخيرين من الحمل وخلال الرضاعة بأنواع محددة من الكورتيكوستيرويد، مثل دواء الميثيل بريدنيزولون (بالإنجليزية: Methylprednisolone) وفق جرعات معينة يحددها الطبيب المختص.

يفرز الكورتيكوستيرويد بكميات ضئيلة في حليب الثدي. ومع ذلك يجب على الأم المرضعة التي اضطرت للعلاج به إيقاف الرضاعة لمدة تتراوح ما بين 24-48 ساعة.

الرضاعة والتصلب المتعدد والحمل

تعد الرضاعة الطبيعية -بغض النظر عن مدتها- عامل وقائي، حيث تقلل وتؤخر الانتكاسات التي تحدث لمريضة التصلب المتعدد.

اشارت دراسة أجريت عام 2015 ونشرت في المجلة الطبية المختصة بعلم الأعصاب (بالإنجليزية: JAMA neurology) أن الرضاعة الطبيعية الحصرية لمدة شهرين على الأقل قد تقلل من خطر انتكاس ما بعد الولادة لمدة 6 أشهر.

اقرأ أيضا: الأمراض المشابهة للتصلب اللويحي