مع تزايد أعداد المصابين بكورونا (بالإنجليزية: Corona) بدأ العلماء والأطباء من جميع أنحاء العالم في محاولة فهم فيروس كورونا ومضاعفاته على الجسم، نلاحظ دراسات عديدة بينت كيفية انتقاله للوقاية منه، ودراسات أخرى أثبتت مضاعفاته خاصة على ذوي الأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري، ومن بين المضاعفات التي أُكتشفت لفيروس كورونا الجديد هو التهاب عضلة القلب الحاد، في هذا المقال سيتم شرح وافٍ عن كيفية تسبب فيروس كورونا بالتهاب عضلة القلب وكيفية العلاج.
ما هو التهاب عضلة القلب الخاطف أو الحاد ؟
يُعتبر التهاب عضلة القلب الحاد (بالإنجليزية: Fulminant Myocarditis) من المضاعفات النادرة للعديد من الالتهابات الفيروسية، وتُعد الفيروسات الغدية (بالإنجليزية: Adenoviruses) هي السبب الأكثر شيوعاً مثل: فيروس العوز المناعي البشري (بالإنجليزية: HIV)أو مايعرف بالفيروس الصغير (بالإنجليزية: Parvovirus B-19) أو الفيروس المُضخِّم للخلايا (بالإنجليزية: CMV) أو Coxsackievirus . يحدث التهاب عضلة القلب الفيروسي لدى 1-10 من أصل 1 مليون طفل، وهو مسؤول عن 12% من وفيات الأطفال المفاجئة المتعلقة بحالات القلب.
كيف يتم تشخيص التهاب عضلة القلب؟
يعتمد التشخيص في العادة على تخطيط صدى القلب (بالإنجليزية: Echocardiogram) وإنزيمات القلب المرتفعة، ويتم طلب خزعة من داخل عضلة القلب للتشخيص النهائي.
للمزيد: هل مرضى الضغط أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا؟
ما هي أعراض التهاب عضلة القلب؟
التهاب عضلة القلب الخاطف نادر الحدوث ويتميز بسرعة الظهور؛ حيث يسبب حدوث فشل قلبي تنفسي يتطلب إجراء التنفس الصناعي (بالإنجليزية: Mechanical Ventilation) و دعم مؤثر في التقلص العضلي (بالإنجليزية: Inotropic Support).
للمزيد: الخوف وتأثيره على المناعة والإصابة بفيروس الكورونا الجديد
هل يسبب فيروس كورونا (COVID-19) التهاب عضلة القلب الحاد؟
مع تزايد انتشار فيروس كورونا في العالم في الآونة الأخيرة تم رصد ودراسة بعض الحالات التي تربط بين الإصابة بالفيروس والتهاب عضلة القلب الحاد. بحسب دراسة أجريت على حالة لمريض طفل ذكر يبلغ من العمر 9 أشهر، وأظهرت نتائج الاختبارات ما يلي:
- ظهرت لديه بعض الأعراض مثل: يومان من السعال، سيلان الأنف، والحمى. ومؤشراته الحيوية تتضمن معدل تنفس 60 نفساً في الدقيقة ومعدل ضربات القلب 180 نبضة في الدقيقة.
- كانت نتائج تخطيط القلب غير طبيعية كالتالي: ارتفاع في مايعرف (بالإنجليزية: ST Segment) كما أظهر نسبة انقباض والمعروف كسر قذفي 25%(بالإنجليزية: Ejection Fraction 25%)
- تم إجراء فحص فيروسي تنفسي شامل (بالإنجليزية Comprehensive PCR Based Viral Respiratory Panel) و كانت النتيجة إيجابية لفيروس كورونا وفيروس Ebstein Barr.
قد تحسنت حالة المريض بشكل ملحوظ بعد أن خضع لفترات طويلة من الإنعاش القلبي الرئوي (بالإنجليزية: CPR).وعلى الرغم من أن النتيجة كانت إيجابية لفيروس EBV إلا أنه يُعتقد بأن فيروس كورونا (COVID-19) ساهم في حدوث الالتهاب.
في حالة أخرى تم رصدها كانت لمريض ذكر يبلغ من العمر 63 عاماً مصاباً بالتهاب الرئة (بالإنجليزية: Pneumonia) وأعراض القلب. تم تأكيد إصابته بفيروس كورونا (COVID-19) عن طريق فحص البلغم في اليوم الأول من إدخاله. وأظهرت نتائج الاختبارات ما يلي:
- إجراء تخطيط القلب له لوحظت النتائج التالية: ارتفاع في مستوى التروبونين (بالإنجليزية: Troponin I) بالإضافة لانخفاض في نسبة انقباض البطين الأيسر (بالإنجليزية: Left Ventricular Ejection Fraction).
- كانت نتائج الاختبارات المعملية للفيروسات التي يمكن أن تسبب التهاب عضلة القلب جميعها سلبية، وطابقت الأعراض لدى المريض المعايير التشخيصية لبيان إجماع الخبراء الصيني لالتهاب عضلة القلب الحاد.
كيف يتسبب فيروس كورونا بالتهاب عضلة القلب الحاد؟
لا زالت الآلية التي يتسبب بها فيروس كورونا COVID-19 بأمراض القلب غير واضحة تماماً وتحتاج إلى المزيد من الدراسة.
للمزيد: الوصفات الطبية الإلكترونية في ظل أزمة فيروس كورونا الجديد
ما هو علاج التهاب عضلة القلب الحاد؟
يتضمن علاج التهاب عضلة القلب الحاد إعطاء المريض مضاد فيروسي (بالإنجليزية: Antiviral Therapy) بالإضافة للعلاج الداعم مثل إجراء التنفس الصناعي. كما تم استخدام كل من الغلوبيولين المناعي الوريدي (بالإنجليزية: Intravenous Immunoglobulin) والسترويدات (بالإنجليزية: Steroids) ولوحظ تحسن في حالة المريض.
بعد النظر في الحالات التي تم رصدها ودراستها والتي تربط بين حدوث التهاب في عضلة القلب والإصابة بفيروس كورونا فإنه يُعتقد بأنه قد يتم تشخيص حالات أخرى من التهاب عضلة القلب المرتبط بفيروس كورونا أو الفيروس التاجي مع زيادة توافر اختبار أكثر شمولاً للمسببات الفيروسية الشائعة.
للمزيد عن فيروس كورونا إقرأ هنا:
هل حقاً قد يهاجم جهاز المناعة جسم المصاب بفيروس كورونا الجديد ؟