يمكن أن يخلط البعض ما بين التصلب الجانبي الضموري والتصلب اللويحي، حيث أنهما يتشابهان كثيرًا في الأعراض، فكلاهما يسببان ضعف في العضلات وعدم القدرة على الحركة. لكن من المهم التفريق ما بين التصلب الجانبي الضموري والتصلب اللويحي، حيث أن لكل منهما علاج خاص به. [1]
يوضح المقال التالي الفرق بين التصلب الجانبي الضموري والتصلب اللويحي. يمكنكم الآن استشارة طبيب من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع.
محتويات المقال
يعد كلًا من التصلب اللويحي والتصلب الجانبي الضموري من الأمراض العصبية طويلة الأمد والتي لا علاج لها، وكلاهما يؤثران على صحة العضلات ويمكن أن يشتركان ببعض الأعراض. [1،2]
ولهذا سيتم توضيح الفرق بين التصلب الجانبي الضموري والتصلب اللويحي، فذلك يمكن أن يساعد على إعطاء التشخيص المناسب للمريض وتقديم العلاج المناسب له:
الفرق بينهما من حيث الأسباب
يمكن التفريق ما بين التصلب الجانبي الضموري والتصلب اللويحي من خلال المسبب الرئيسي لكل حالة، حيث يعد مرض التصلب اللويحي أحد أمراض المناعة الذاتية والذي يتسبب بمهاجمة الجهاز المناعي لطبقة المايلين التي تتواجد حول الخلايا العصبية المتواجدة في الدماغ والحبل الشوكي. [2]
بينما يحدث التصلب الجانبي الضموري نتيجة لتدمير الخلايا العصبية الحركية المتواجدة في الدماغ والحبل الشوكي، إلا أنه لم يتم تحديد السبب الرئيسي لحدوث هذا التدمير. كما أنه التصلب الجانبي الضموري لا يعد من أمراض المناعة الذاتية، وإنما يمكن اعتباره من اضطرابات التنكسية العصبية. [2،3]
الفرق بينهما من حيث الأعراض
بالرغم من وجود تشابه ما بين بعض أعراض التصلب الجانبي الضموري وأعراض التصلب اللويحي، إلا أنه يوجد اختلاف في طبيعة الأعراض التي يسببها كل مرض، كما أن هناك أعراض تميز كل مرض عن آخر. [1]
ففي المراحل الأولى، يمكن أن يتسبب كل من التصلب الجانبي والتصلب اللويحي بالأعراض التالية: [2،3]
- ضعف العضلات وتيبسها.
- فقدان القدرة على التحكم في العضلات.
- عدم القدرة على تحريك الساقين واليدين.
- عدم القدرة على المشي.
- التعب.
ولكن، مع تطور الحالة لدى المريض، ستصبح الأعراض مختلفة تمامًا لدى كلا المرضين. [2]
أيضًا، يؤثر مرض التصلب اللويحي على العديد من الأعضاء الجسم، والتي عادة لا تتأثر بمرض التصلب الجانبي الضموري. فمن الممكن أن تتضمن أعراض التصلب اللويحي ما يلي: [1،2]
- اضطرابات الرؤية، حيث يتسبب المرض بالتهاب العصب البصري أو حركات العين اللاإرادية، وهذا مايتسبب بضعف الرؤية، أو الرؤية المزدوجة، أو عدم وضوح الرؤية.
- الاضطرابات الحسية، بما فيها التنميل والألم.
- ضعف المثانة، حيث يمكن أن يعاني المريض من عدم القدرة على التبول و/ أو سلس البول.
- زيادة الحساسية للحرارة.
بينما يؤثر التصلب الجانبي الضموري بشكل أساسي على الأطراف، إلا أن مع تطور مراحل المرض يمكن أن تتأثر عضلات الحلق، كما أنه يمكن أن يؤثر على صوت الفرد ويتسبب بضعف عضلات الجهاز التنفسي. [2،3]
والجدول التالي يلخص الفرق بين التصلب الجانبي الضموري والتصلب اللويحي من حيث الأعراض: [1،3]
الأعراض | التصلب الجانبي الضموري | التصلب اللويحي |
ضعف العضلات | نعم | نعم |
تشنج العضلات | نعم | لا |
تقلصات العضلات اللاإرادية | نعم | نعم |
الشلل | نعم | نادر |
التنميل والخدران في الوجه والجسم | نادر، وعادة ما يختفي ولا يستمر | نعم |
عدم القدرة على التحدث | نعم | نعم، ولكنه أقل شدة |
صعوبة البلع | نعم | نعم، ولكنه أقل شدة |
عدم القدرة على رفع الرأس | نعم | لا |
ضعف القدرات المعرفية | نعم، لكنه أقل شيوعًا | نعم |
اضطرابات المزاج | نعم، لكنه أقل شيوعًا | نعم |
اضطرابات التنفس | نعم | نادر، ويكون طفيف الشدة |
اضطرابات الرؤية | لا | نعم |
الدوخة | لا | نعم |
اضطرابات المثانة أو الأمعاء | نعم | نعم |
الإمساك | نعم | نعم |
أيضًا، يكمن الفرق بين التصلب الجانبي الضموري والتصلب اللويحي بأنه في حالة التصلب الجانبي الضموري ستتطور الأعراض وتزداد سوءًا مع مرور الوقت، بينما يختلف الوضع لدى مرضى التصلب اللويحي، حيث يصعب التنبؤ به، ففي بعض الحالات يمكن أن تزداد الأعراض سوءًا مع مرور الوقت، بينما يمكن أن تتحسن وتختفي كليًا لبعض من الوقت ومن ثم تتفاقم في الأوقات الأخرى. [1،2]
أيضًا، إن مرض التصلب اللويحي لا يهدد الحياة كما أنه لا يؤثر على متوسط عمر المريض، في المقابل يمكن أن يهدد مرض التصلب الجانبي الضموري حياة المريض. [1]
للمزيد: اعراض التصلب اللويحي المبكرة والمتقدمة
الفرق بينهما من حيث العلاج
نظرًا لاختلاف طبيعة كل من مرض التصلب الجانبي الضموري والتصلب اللويحي، فإن علاج كل منهما سوف يختلف عن الآخر، فمن الممكن أن يتضمن علاج التصلب الجانبي الضموري ما يلي: [3،4]
- الأدوية التي تقلل من تدمير الخلايا العصبية، ومنها الريلوزول والإدرافون.
- الأدوية التي تقلل من الأعراض، ومنها مسكنات الألم، ومرخيات العضلات، ومضادات الاكتئاب، والملينات.
- العلاج الفيزيائي.
- العلاج الوظيفي.
- علاج النطق.
- التنفس الصناعي.
أما علاج التصلب اللويحي، فيمكن أن يتضمن ما يلي: [1،3،4]
- الأدوية التي تقلل من تطور وتقدم المرض، مثل الإنترفيرون بيتا - أ، والإنترفيرون بيتا - ب، وأسيتات الجلاتيرامير.
- الأدوية التي تقلل من أعراض المرض، ومنها الملينات، والمسكنات، ومضادات الاكتئاب.
- الكورتيزون.
- نقل البلازما.
- العلاج الفيزيائي.
- الالتزام بنمط حياة صحي، بما في ذلك التوقف عن التدخين، والتقليل من مستويات التوتر، وممارسة الرياضة.
الفروقات الأخرى
لا يقتصر الفرق بين التصلب الجانبي الضموري والتصلب اللويحي على ما ذكر سابقًا، والجدول التالي يوضح فروقات إضافية بينهما: [2-4]
التصلب الجانبي الضموري | التصلب اللويحي |
أكثر شيوعًا لدى الرجال | أكثر شيوعًا لدى النساء |
يتم تشخيصه عادة بعمر 40 - 70 عامًا | يتم تشخيصه عادة بعمر 20 - 50 عامًا |
يمكن أن يهدد حياة الفرد ويتسبب بموته | لا يتسبب بموت الفرد |
يمكن أن ينتقل من خلال الجينات | لا ينتقل عبر الجينات، ولكن إصابة أحد الوالدين به يزيد من خطر إصابة الأبناء به. |
اقرأ أيضًا: الأمراض المشابهة للتصلب اللويحي
كيف يمكن للطبيب التفريق بينهما؟
بالإضافة إلى الفرق بين التصلب الجانبي الضموري والتصلب اللويحي من حيث الأعراض، يمكن للطبيب التمييز بينهما وتحديد المرض الذي أصيب به الفرد من خلال الفحوصات التالية: [1،3]
- التصوير بالرنين المغناطيسي، حيث أنه يظهر تشوهات وتغيرات في الدماغ والحبل الشوكي في حالة التصلب اللويحي، بينما لا تظهر أية تغيرات في حالة التصلب الجانبي الضموري.
- تخطيط كهربية العضلات، حيث يكون هناك تغيرات غير طبيعية في حالة التصلب الجانبي الضموري، بينما تكون النتائح طبيعية في حالة التصلب اللويحي.
- دراسة التوصيل العصبي، والذي سيظهر نتائج غير طبيعية في حالة التصلب الجانبي الضموري.
- البزل القطني، والذي سيظهر نمطًا مميزًا في حالة مرض التصلب اللويحي والذي لا يظهر في حالة التصلب الجانبي الضموري.
- خزعة الأعصاب أو العضلات، والتي تكون مفيدة في حالة التصلب الجانبي الضموري.
نهاية، يكمن الفرق بين التصلب الجانبي الضموري والتصلب اللويحي باختلاف المسبب الرئيسي لكل منهما، كما أنهما يختلفان من حيث العمر الذي يتم تشخيص المرض به، ومآل المرض، غيرها من العوامل. وبالرغم من تشابه كلا المرضين في بعض الأعراض، إلا أنه يمكن أن تساعد طبيعة الأعراض على التمييز فيما بينهما كما أن هناك أعراض تميز كل منهما عن الآخر.
ويستطيع الطبيب طلب عدد من الفحوصات التي يمكن أن تساعد في التفريق ما بين التصلب الجانبي الضموري والتصلب اللويحي.