يحدث ضمور المخ عند فقدان الخلايا العصبية الدماغية والوصلات العصبية بينها، وقد يكون الضمور في جزء من الدماغ أو الدماغ بأكمله. ترجع أسباب ضمور المخ إلى عوامل عديدة منها التقدم في العمر، أو نتيجة وجود مشكلة صحية، أو عوامل وراثية وأسباب أخرى، وفي بعض الحالات يكون ضمور المخ موجودًا منذ الولادة. [1][2]
تعرف في هذا المقال على أسباب ضمور الدماغ وعوامل الخطر، وكذلك أسباب ضمور المخ عند حديثي الولادة.
محتويات المقال
أسباب ضمور المخ
قد يصيب ضمور المخ جميع الفئات العمرية بدءًا من الأجنة لوجود اضطراب في تطور الدماغ أو حدوث مشكلة أثناء الحمل، مرورًا بالشباب، ووصولًا إلى أكثر الفئات عرضة لضمور الدماغ وهم كبار السن جراء تقدم العمر، أو نتيجة الإصابة بأمراض عصبية أو حالات طبية أخرى. [3][4]
نوضح فيما يلي أبرز أسباب ضمور المخ وعوامل الخطر:
التقدم في العمر
يعد التقدم في العمر من أسباب ضمور المخ الطبيعي ضمن التغيرات الفسيولوجية التي تحدث مع الشيخوخة لدى معظم الأشخاص جراء بدء موت الخلايا العصبية في الدماغ، وهو ما يترتب عليه انخفاض في حجم المخ بدرجة ما تدريجيًا من بعد الأربعين من العمر. [3][4]
يمكن أن تزيد بعض العوامل من حدوث ذلك، مثل المعاناة من مشكلات صحية منها داء السكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب. [3]
اقرأ أيضًا: شيخوخة الدماغ.. هل هي أمر طبيعي؟
إصابات الدماغ الرضحية
تعد إصابات الدماغ لا سيما الإصابات الشديدة أو المصحوبة بفقدان الوعي أحد أسباب ضمور المخ، فقد ينجم عنها تلف في الأعصاب وانخفاض في حجم المخ، ويمكن أن يحدث ذلك بعد عدة أشهر من التعرض للإصابة أو تكرار التعرض لصدمات في الرأس، سواء كانت ناتجة عن سقوط، أو حوادث السيارات، أو ممارسة بعض الرياضات، وغير ذلك. [1][2][4][5]
السكتة الدماغية
قد ترجع أسباب ضمور المخ عند الكبار إلى الإصابة بسكتة دماغية، حيث أن حدوث اضطراب في إمداد الدم المحمل بالأكسجن والغذاء إلى جزء من المخ يمكن أن يؤدي إلى موت الخلايا العصبية في هذه المنطقة وضمورها، وتبعًا لذلك تتأثر وظائف المخ في هذه المنطقة. [2]
الأمراض العصبية
الأمراض التنكسية العصبية هي أحد أبرز أسباب ضمور المخ، ففيها يحدث تلف للخلايا العصبية الدماغية بشكل تقدمي مع مرور الوقت، ومن أمثلة هذه الأمراض ما يلي: [1]
- مرض الزهايمر والخرف
يعد مرض الزهايمر والخرف من أسباب ضمور المخ، حيث تفقد الخلايا العصبية القدرة على التواصل مع بعضها جراء تراكم بروتينات في الخلايا العصبية وحولها بشكل غير طبيعي يؤدي إلى تلفها، الأمر الذي يتسبب في تقلص حجم هذه المناطق المتضررة في الدماغ. [2]
- مرض هنتنغتون
يعرف مرض هنتنغتون بأنه مرض وراثي نادر يدمر الخلايا العصبية في أجزاء من الدماغ مسببًا مشكلات في الحركة الإرادية، والقدرات العقلية، بالإضافة إلى تغيرات في السلوك والشخصية والحالة النفسية.
يؤدي داء هنتنغتون مع مرور الوقت إلى انكماش مناطق معينة في المخ، وكذلك تضخم بطينات الدماغ. [6]
- داء باركنسون
يعد داء باركنسون من أشهر الأمراض التي قد تتسبب في ضمور المخ جراء فقدان الخلايا العصبية في المنطقة الرمادية في المخ. [1][7]
- التصلب المتعدد
التصلب المتعدد أو التصلب اللويحي هو أحد الأمراض التنكسية العصبية، ويصنف أيضًا ضمن اضطرابات المناعة الذاتية، حيث يهاجم فيه جهاز المناعة أعصاب المخ بالخطأ مسببًا تلفها، وينعكس ذلك على الوظائف الحركية، والتنسيق، والرؤية، وكذلك صعوبات التعلم والتخطيط. [2]
قد يؤدي التصلب المتعدد إلى الإصابة بالخرف وضمور المخ، ويتسم ضمور المخ الذي يصاحب التصلب المتعدد بأنه سريع التقدم. [2][3]
العدوى
تشمل أسباب ضمور المخ أيضًا الإصابة ببعض أنواع العدوى التي تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على الخلايا العصبية في أجزاء من المخ، ويتبع ذلك حدوث ضمور في هذه الأجزاء. [2]
ومن أمثلة هذه العدوى ما يلي: [2][3][8]
- التهاب الدماغ: قد ينجم التهاب الدماغ عن العدوى بأنواع من الفيروسات تتسبب في تدمير الخلايا العصبية في المخ، ومنها فيروس الهربس البسيط وفيروس زيكا.
- الإيدز: يؤثر مرض الإيدز بشكل غير مباشر على أعصاب الدماغ وقد يؤدي إلى ضمور المخ في المراحل المتقدمة، فبالرغم من أن فيروس نقص المناعة البشرية المسبب للإيدز يهاجم الجهاز المناعي، إلا أنه يطلق مواد ضارة تدمر الأعصاب.
- الزهري العصبي: هو عدوى بكتيرية تصيب الدماغ والحبل الشوكي ويمكن أن تتطور بعد عدة سنوات من الإصابة بالزهري المنقول جنسيًا الذي أُهمل علاجه.
سوء التغذية
قد يكون سوء التغذية أحد أسباب ضمور المخ عند الرضع والأطفال وكذلك في الكبار نظرًا لتأثيره على أنشطة المخ وإلحاقه الضرر بالخلايا العصبية ومادة المايلين التي تحميها، وهو ما ينعكس سلبًا على الوظائف الإدراكية، والتركيز، وحل المشكلات. [3][9]
اقرأ أيضًا: كيف يؤثر الطعام على المخ
العلاجات الطبية
يمكن أن تؤدي أنواع من الأدوية وعلاجات السرطان إلى تقلص حجم المخ في بعض الحالات، ومنها: [3]
- أدوية علاج الاضطرابات النفسية.
- مضادات الاختلاج.
- العلاج الكيميائي.
- العلاج الإشعاعي.
شرب الكحول وتعاطي المخدرات
تتضمن أسباب ضمور المخ أيضًا شرب الكحول بصفة مزمنة أو تعاطي المخدرات فترات طويلة، إذ تؤثر هذه المواد على الخلايا العصبية وقد تسبب تدميرها مع مرور الوقت وحدوث انكماش في حجم المخ. [3][10]
اقرأ أيضًا: هل يدمر الحشيش خلايا الدماغ؟
أسباب ضمور المخ عند المواليد
يمكن أن تعزى أسباب ضمور المخ عند الأطفال حديثي الولادة والرضع إلى عدم نمو المخ بشكل طبيعي أثناء الحمل، أو حدوث مشكلات أخرى تؤثر على دماغ الجنين أو الطفل حتى بعد اكتمال نموه، مثل: [3][11]
- إصابة الأم بأنواع من العدوى أثناء الحمل، مثل العدوى بفيروس زيكا.
- تعرض الأم لمواد كيميائية سامة أثناء الحمل.
- نقص إمداد الأكسجين للطفل أثناء الولادة.
- الولادة المبكرة.
قد تختلف أعراض ضمور المخ عند المواليد اعتمادًا على الجزء المتأثر في المخ، ويمكن أن يتأخر ظهورها عدة أشهر من ولادة الطفل في بعض الحالات، كما يمكن أن يعاني الطفل أيضًا من الشلل الدماغي. [3]
نصيحة الطبي
تعزى أسباب ضمور المخ إلى التغيرات الطبيعية التي تحدث مع الشيخوخة أو الإصابة بحالات مرضية، ويساهم اكتشاف هذه الحالة مبكرًا ومعرفة السبب في منع تقدم الحالة أو إبطائها قدر الإمكان.
يوصى باتباع نمط حياة صحي، وممارسة الرياضة، والسيطرة على الأمراض التي قد تؤدي إلى ضمور المخ؛ للمساعدة في إبطاء تطور المرض، ويمكنك استشارة طبيب متخصص من طاقم الطبي على مدار الساعة للإجابة عن كافة استفساراتك حول ضمور المخ.