يعد دواء الترامادول (بالإنجليزية: Tramadol) من الأدوية المستخدمة لتسكين الألم الشديد بعد العمليات الجراحية، وفي بعض حالات الألم المزمن، والذي يحتاج لوصفة طبية لصرفه، كونه من الأدوية التي قد تسبب الإدمان.
يشابه دواء الترامادول في تأثيره تأثير الأدوية الأفيونية (بالإنجليزية: Opioids) التي ترتبط ببعض المستقبلات التي تنقل الشعور في الألم من الأعصاب إلى الدماغ، وبالتالي تمنع الشعور بالألم.
قد يسبب تناول دواء الترامادول لفترة طويلة اعتماد (بالإنجليزية: Dependence) الجسم عليه، وقد يرغب بعض الأشخاص الإقلاع عن الترامادول وتناوله، حتى لا يتطور هذا الاعتماد إلى إدمان (بالإنجليزية: Addiction).
اقرأ أيضاً: حقائق الإدمان وخطورته على الفرد
أعراض انسحاب الترامادول
إن استخدام دواء الترامادول لفترات طويلة، وبجرعات عالية غالباً ما يؤدي إلى الاعتماد عليه، وفي حال التوقف المفاجئ عن تناول الترامادول قد يؤدي ذلك إلى ظهور أعراض انسحاب الدواء من الجسم، والتي غالباً ما تظهر بعد 6 إلى 12 ساعة من آخر جرعة تم تناولها من الترامادول. تكون ذروة أعراض الانسحاب بعد يوم إلى ثلاثة أيام من آخر جرعة، ثم تبدأ الأعراض بالتراجع بعد 5 إلى 7 أيام.
من أهم الأعراض التي يتسبب بها الإقلاع عن الترامادول هي الأعراض المشابهة لأعراض الإنفلونزا، كغيره من المسكنات الأفيونية. وتقسم أعراض انسحاب الترامادول إلى أعراض شائعة وأخرى نادرة.
من أعراض انسحاب الترامادول الشائعة ما يلي:
- الإسهال.
- الغثيان والقيء.
- ألم في المفاصل والعضلات والعظام.
- سيلان في الأنف.
- التعرق.
- العطاس والسعال.
- القلق والهلع.
- اضطرابات في النوم والأرق (بالإنجليزية: Insomnia).
- القشعريرة.
- اتساع حدقة العين.
- الرعشة (بالإنجليزية: Tremors).
- تقلصات في المعدة.
- ارتفاع بسيط في درجة حرارة الجسم.
- الرغبة الملحة بتناول دواء الترامادول، وذلك للتخلص من أعراض انسحاب الدواء.
من أعراض انسحاب الترامادول النادرة، والتي تظهر لدى المستخدمين الذين يتناولون دواء الترامادول بجرعة أكبر من 400 ملغم يومياً، ما يلي:
- الخدران والشعور بالوخز في الأطراف.
- جنون الارتياب، أو البارانويا (بالإنجليزية: Paranoia).
- الهلوسة والتوهم (بالإنجليزية: Delusions).
- الذهان.
- اضطراب تبدد الشخصية (بالإنجليزية: Depersonalization).
- طنين في الأذن.
- اكتئاب شديد.
- التفكير والقيام بأعمال للانتحار.
- التشنجات (بالإنجليزية: Convulsions).
تعد أعراض انسحاب الترامادول من أقل أعراض الانسحاب المصاحبة للأدوية المخدرة شدة مقارنة بغيره من المسكنات الأفيونية. إن شدة أعراض انسحاب الترامادول تختلف من شخص لآخر، حيث أنها تعتمد على عدة عوامل، منها:
- طبيعة جسم المريض، ووجود أمراض مزمنة.
- الجرعات التي يتناولها المريض من الترامادول، حيث أن الأعراض تزداد شدة كلما ازدادت الجرعة التي يتم تناولها من دواء الترامادول.
- مدة تناول دواء الترامادول، حيث أن الأعراض تزداد شدة مع زيادة طول مدة تناول الترامادول.
- تناول أدوية أخرى أو مواد مخدرة أخرى، مثل الكحول.
إن السبب الرئيسي وراء ظهور أعراض انسحاب الترامادول أن الجسم قد اعتاد على وجود تراكيز معينة من الدواء في الدم، وعند انخفاض جرعة الترامادول التي يتم تناولها أو التوقف عن تناوله كلياً، فإن ذلك يؤدي إلى انخفاض نسبة الدواء في الدم، وبالتالي ظهور أعراض انسحاب الترامادول. كما أن دواء الترامادول يشابه في عمله عمل مثبط استرداد السيروتونين الانتقائي؛ الأدوية المستخدمة لعلاج مرض الاكتئاب، لذلك تظهر أعراض متلازمة السيروتونين (بالإنجليزية: Serotonin Syndrome).
لتجنب الإصابة بأعراض انسحاب دواء الترامادول، ولتخفيف شدتها، يجب عدم إيقاف الدواء بشكل مفاجئ، وإنما يجب إيقافه بشكل تدريجي وتحت إشراف الطبيب لمراقبة شدة الأعراض، حيث أن إيقاف الدواء دون إشراف طبي سيؤدي إلى ظهور أعراض انسحاب الترامادول الشديدة والنادرة، وقد تستمر لفترات طويلة.
طرق الإقلاع عن الترامادول
إزالة السمية
الخطوة الأولى للإقلاع عن الترامادول هي إزالة السمية (بالإنجليزية: Detoxification)، وهي عملية تهدف إلى مساعدة المريض على التوقف عن تناول الترامادول بأقل أعراض انسحاب وأسرع وقت ممكن. قد يتم خلال فترة إزالة السمية استخدام بعض الأدوية لتخفيف شدة أعراض الانسحاب، مثل الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية (بالإنجليزية: Non-steroidal Anti-inflammatory Drugs or NSAIDs)، ومرخيات العضلات، والأدوية المضادة للقلق.
قبل البدء بمرحلة إزالة السمية يجب إجراء الفحص السريري، وبعض فحوصات الدم المخبرية، وذلك للكشف عن أي اضطرابات أخرى يعاني منها المريض. قد تحتاج مرحلة إزالة السمية عدة أيام أو أسابيع، وذلك يعتمد على نسبة اعتماد المريض على الدواء.
يتم خلال فترة إزالة السمية تخفيض الجرعة المستخدمة من الترامادول تدريجياً، مما يساعد الجسم على التكيف مع الجرعات المنخفضة من الترامادول. في حال كانت الجرعة التي يتم تناولها من الترامادول قليلة، ولمدة قصيرة، فيقوم الطبيب بتقليل الجرعة بكمية صغيرة يومياً. بينما إذا كانت الجرعة كبيرة وتم تناول الدواء لمدة طويلة، يقوم الطبيب بتخفيض الجرعة أسبوعياً، حتى التوقف التام عن تناول دواء الترامادول.
عادةً ما تستمر مرحلة إزالة السمية لمدة 4 إلى 10 أيام، وللبدء بالمراحل الأخرى من الإقلاع عن الترامادول، يجب التأكد من إزالة سمية دواء الترامادول وتأثيره على الجسم كلياً.
العلاج السلوكي للإقلاع عن الترامادول
يهدف العلاج السلوكي إلى مساعدة المريض لعيش حياة صحية، ولمعالجة الحالات الصحية الأخرى، مثل الاكتئاب والقلق الناتجين عن الإقلاع عن الترامادول.
ينقسم العلاج السلوكي إلى:
- العلاج الفردي، والذي يتضمن:
- المعالجة السلوكية المعرفية (بالإنجليزية: Cognitive Behavioral Therapy)، ويساعد هذا العلاج في إدارة التوتر وتغيير السلوكيات السلبية، خصوصاً تلك التي تؤدي إلى الإدمان، كما ويساعد في تقليل خطر الانتكاس (بالإنجليزية: Relapse) والعودة إلى تناول الترامادول من جديد.
- تدخلات إدارة الطوارئ (بالإنجليزية: Contingency Management)، ويتضمن هذا العلاج مكافآت وحوافز، مثل الحوافز النقدية مقابل عينة بول خالية من المخدرات، وتزداد قيمة المكافأة مع ازدياد طول خلو بول المريض من الترامادول.
- العلاج التحفيزي، الذي يساعد المريض على الالتزام بخطة العلاج المتبعة.
- العلاج الجماعي، والذي قد يمنح المريض شعور بأنه ليس الوحيد الذي يعاني من هذه المشكلة، كما ويساعد المريض من خلال الاستماع للصعوبات التي يواجهها الآخرين في الإقلاع عن الترامادول، والنجاحات التي تم تحقيقها بإقلاع عنه.
- العلاج السلوكي من خلال الاستعانة بالعائلة، والذي يساعد المريض في التعافي التام من خلال الدعم النفسي الذي يقدمه أفراد عائلة المريض وأصدقائه.
اقرأ أيضاً: تحليل البول للكشف عن المخدرات
العلاج الدوائي للإقلاع عن الترامادول
يتم اللجوء للعلاج الدوائي في الحالات الشديدة من الإدمان أو الاعتماد على الترامادول، ومن الأدوية التي يتم استخدامها للإقلاع عن الترامادول ما يلي:
- دواء الميثادون (بالإنجليزية: Methadone)، الدواء الذي يخفف أعراض انسحاب الترامادول، ويقلل من الرغبة الملحة لتناول الترامادول، دون التسبب بالتأثيرات العقلية والنفسية التي يسببها تناول الترامادول، بل ويساعد هذا الدواء في استعادة توازن أجزاء الدماغ المتأثرة بتناول الترامادول.
- دواء البيبرنورفين (بالإنجليزية: Buprenorphine)، ومبدأ عمله مشابه لمبدأ عمل دواء الميثادون.
- دواء النالتركسون (بالإنجليزية: Naltrexone)، والذي يمنع تنشيط مستقبلات الأفيونات في الدماغ، وبالتالي يمنع التأثيرات العقلية الناتجة عن تناول الترامادول. يكون الدواء مفيداً في حال البدء بتناوله بعد 7 إلى 10 أيام من التوقف عن تناول الترامادول، أي بعد انتهاء مرحلة إزالة سمية الدواء، حيث أنه يحافظ على قدرة الشخص على الامتناع عن تناول الترامادول مرة أخرى.
اقرأ أيضاً: ماذا تعرف عن حقنة النالتريكسون؟