التهاب القولون التقرحي (بالإنجليزية: Ulcerative Colitis) هو عبارة عن التهاب مزمن في القولون والمستقيم، والذي يسبب ظهور تقرحات في جدار القولون، حيث يمكن أن تنزف هذه التقرحات، كما قد يخرج منها الصديد أو المخاط. [1،2]
يمكن أن يحدث التهاب القولون التقرحي في جميع المراحل العمرية إلا أنه أكثر شيوعًا لدى الأفراد الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 - 30 عامًا، كما يمكن أن يرتفع خطر الإصابة بهذا المرض بعد تجاوز عمر الفرد 50 عامًا، وخصوصًا لدى الرجال. [2]
يعد الإسهال المصحوب بالدم من أكثر أعراض التهاب القولون التقرحي شيوعًا، لكن يمكن أن يتسبب هذا المرض بعدد من الأعراض الأخرى. كما تعتمد شدة الأعراض على مقدار الالتهاب في القولون والمنطقة المصابة. [1،3]
وما يجعل من التهاب القولون التقرحي مرضًا خطيرًا، هو ارتباطه بزيادة خطر الإصابة بمرض سرطان القولون، ولهذا من المهم تقديم العلاج للمريض بهدف تقليل الأعراض ومنع تطور المضاعفات لديه. [1]
يمكن أن يؤثر التهاب القولون التقرحي على أجزاء مختلفة من القولون والمستقيم، وبناء على ذلك يمكن تقسيم التهاب القولون التقرحي إلى 3 أنواع رئيسية، والتي يمكن أن تختلف فيما بينها من حيث الأعراض. [2،3]
وفيما يلي نذكر أنواع التهاب القولون التقرحي:
يتميز التهاب المستقيم التقرحي (بالإنجليزية: Ulcerative Proctitis) بحدوث الالتهاب فقط في المستقيم، وهو الجزء الأخير من الأمعاء الغليظة، وعادة ما يؤثر هذا المرض على أقل من 6 بوصات من منطقة المستقيم. [2،3]
يعد هذا النوع من أخف وألطف أنواع التهاب القولون التقرحي، ويؤثر على ما يقارب ثلث الأفراد المصابين بالتهاب القولون التقرحي. كما أن الأمر الإيجابي في حالات التهاب المستقيم التقرحي أنه لا يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان. [2،3]
وعادة ما تتضمن أعراض التهاب المستقيم التقرحي ألمًا في المستقيم، ونزيفًا في المستقيم، والحاجة المفاجئة للتبرز. [3]
والذي يسمى أيضًا باسم التهاب القولون التقرحي البعيد (بالإنجليزية: Distal Ulcerative Colitis)، ويشمل هذا النوع من التهاب القولون التقرحي أي التهاب يحدث في أي المناطق الواقعة ما بين الانحناء الطحالي للقولون، وهي المنطقة المنحنية من القولون الواقعة بالقرب من الطحال، ووصولًا إلى منطقة القولون البعيد، التي تشمل كل من القولون السيني والقولون النازل. [2،3]
ويعد التهاب المستقيم السيني، أحد الأشكال الخاصة من التهاب الجانب الأيسر من القولون والذي يؤثر على كل من المستقيم والقولون السيني، وهو الجزء السفلي من القولون والذي يقع فوق المستقيم مباشرة. [2،3]
ويمكن أن يتسبب التهاب القولون من الجانب الأيسر في فقدان الشهية، وفقدان الوزن، وألم في الجانب الأيسر من البطن،وإسهال دموي. [3]
يؤثر التهاب القولون الشديد (بالإنجليزية: Pancolitis or Extensive Colitis) على القولون بأكمله، حيث يبدأ الالتهاب في المستقيم ويمتد إلى الأعلى ليتجاوز الانحناء الطحالي للقولون. [2،3]
ويعد هذا النوع من أشد أنواع التهاب القولون التقرحي، وقد تشمل أعراضه الإسهال الدموي، وألم في البطن، وقلة الشهية، وفقدان الوزن، والحمى، والمغص. [2،3]
إلى الآن، من غير المعروف ما هو سبب التهاب القولون التقرحي، لكن من الممكن أن يحدث نتيجة لفرط نشاط جهاز المناعة، حيث سيقوم جهاز المناعة عن طريق الخطأ بمهاجمة أنسجة القولون، وهذا ما قد يتسبب بالتهاب فيها. [1،2،4] ويمكن أن تشمل أسباب التهاب القولون التقرحي الأخرى وعوامل خطر الإصابة به ما يلي: [1،2]
تختلف خطورة وشدة أعراض التهاب القولون التقرحي من مريض لآخر، كما يمكن أن تتغير الأعراض لدى المريض نفسه مع مرور الوقت، فمن الممكن أن يعاني المصابون بمرض التهاب القولون التقرحي من فترات تكون فيها الأعراض خفيفة أو غير موجودة على الإطلاق، ومن ثم تأتيهم فترات تعود فيها الأعراض وتكون شديدة للغاية وتؤثر سلبًا على حياتهم. [2،4] وتتضمن أهم أعراض التهاب القولون التقرحي ما يلي: [1،2،4] كما يمكن أن يتسبب التهاب القولون التقرحي بالتأثير على الأعضاء الأخرى من الجسم، وهذا ما يمكن أن يتسبب بظهور الأعراض التالية: [2،4]
عند تشخيص القولون التقرحي، سيبدأ الطبيب بالسؤال حول الأعراض والعلامات التي يعاني منها المريض، كما سيقوم بأخذ التاريخ المرضي والعائلي للمريض. [4] لكن، عادة ما سيحتاج الطبيب لإجراء عدد من الفحوصات لتأكيد إصابة المريض بالتهاب القولون التقرحي واستبعاد إصابته بأي من أمراض الجهاز الهضمي الأخرى، ومن هذه الفحوصات ما يلي: [1،2] كذلك يمكن الاستفادة من إجراء اختبارات الدم مثل اختبار تعداد الدم الكامل الذي يكشف علامات فقر الدم، وانخفاض عدد خلايا الدم. كما يمكن إجراء العديد من الاختبارات الأخرى التي تشير الى وجود التهاب، مثل اختبار مستويات الترسيب، واختبار مستوى البروتين التفاعلي سي. [2]
يشمل علاج التهاب القولون التقرحي على العديد من الخيارات والتي يمكن أن تتضمن ما يلي: [1،4] أيضًا، يمكن أن يوصي الطبيب باستخدام بعض مسكنات الألم والأدوية الملينة في حالات الإمساك، كما يمكن أن يقوم الطبيب بعملية جراحية للمرضى الذين لم يتحسن الالتهاب لديهم بالرغم من تلقي العلاج. [2،3] للمزيد: طرق علاج التهاب القولون التقرحي
يمكن اتباع الخطوات التالية للتعايش مع التهاب القولون التقرحي: [1،3] اقرأ أيضًا: التعايش مع التهاب القولون التقرحي
لا يوجد دليل قوي يشير إلى أن ما يأكله المريض يمكن أن يتسبب بإصابته بالتهاب القولون التقرحي، إلا أنه يمكن أن تساهم بعض الأطعمة في تفاقم الأعراض لدى المريض. [2] وتتضمن الممارسات التي يمكن أن تساعد في عدم تفاقم أعراض التهاب القولون التقرحي ما يلي: [2]
يزيد التهاب القولون التقرحي من خطر الإصابة بسرطان القولون، فكلما طالت فترة إصابة المريض بالمرض، زاد خطر إصابته بهذا السرطان. وبسبب هذا الخطر المتزايد، سيقوم الطبيب بإجراء تنظير القولون والتحقق من الإصابة بالسرطان عند تشخيص المريض بالقولون التقرحي. [2،4] كما يمكن أن تشمل مضاعفات التهاب القولون التقرحي الأخرى الإصابة بكل مما يلي: [1،2،4]
يعد مآل مرض التهاب القولون التقرحي جيدًا، بحيث عندما يأخذ المريض أدويته تكون احتمالية رجوع الأعراض وتفاقمها قليلة. أما إذا لم يأخذ المريض أدويته، عندها ستعود الأعراض وتتفاقم لديه، فما يقارب 50% من المرضى يعانون عادة من رجوع الأعراض خلال أول سنة بعد إيقافهم لأدوية القولون التقرحي. [1]
[1] Colin Tidy. Ulcerative Colitis. Retrieved on the 30th of August, 2023. [2] Valencia Higuera. What Is Ulcerative Colitis? Retrieved on the 30th of August, 2023. [3] Alexandra Benisek. Types of Ulcerative Colitis. Retrieved on the 30th of August, 2023. [4] National Health Service (NHS). Ulcerative colitis. Retrieved on the 30th of August, 2023.
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.