يعد مرض التهاب القولون التقرحي (بالإنجليزية: Ulcerative Colitis) من الأمراض المزمنة التي يمكن أن تستمر مدى الحياة، حيث يصاب القولون والمستقيم بالتهاب وتقرحات، ويمكن أن تتطور التقرحات الصغيرة على بطانة القولون، ثم تنزف وتنتج صديداً. ولكن من خلال اتخاذ بعض الإجراءات وتعديل نمط الحياة بصورة أفضل، يمكن التعايش مع التهاب القولون التقرحي.

تناول الادوية بانتظام

تعد أفضل طريقة للسيطرة على أعراض التهاب القولون التقرحي هي تناول بالأدوية والالتزام بالتعليمات التي يوصي بها الطبيب المعالج، حيث تساعد هذه الإجراءات في تخفيف حدة الأعراض.

عادةً ما يصف الطبيب أدوية لتقليل حدة الأعراض، وتشمل:

  • أدوية للسيطرة على الإسهال، والاضطرابات الهضمية، وألم المعدة.
  • أدوية تخفيف الحمى أو تخفيف الإلتهابات التي تصيب الجسم.

ولكن يجب الإلتزام بالجرعات المحددة لأن هذه الأدوية يمكن أن تسبب آثار جانبية في حالة الإفراط في تناولها دون أخذ رأي الطبيب، وبالتالي قد تؤدي إلى تفاقم الأعراض بدلاً من تخفيفها.

يستجيب العديد من الأشخاص المصابين بالتهاب القولون التقرحي بشكل جيد للعلاج بالأدوية، وغالباً لا يحتاجون إلى الخضوع للجراحة، ومع ذلك، فيمكن أن يحتاج بعض الأشخاص لإزالة القولون بعد مرور 30 عام من الإصابة بالمرض، وذلك في حالة ظهور مضاعفات خطيرة يمكن أن تشكل خطورة على الجسم، وتساعد المتابعة المستمرة على الطبيب على تفادي حدوث المضاعفات الخطيرة.

اقرأ أيضاً: علاج القولون بالأعشاب

هل يجوز تناول الخبز لمريض مصاب بجرثومة المعدة؟

الحصول على التغذية المناسبة

قد يساعد الإنتباه إلى النظام الغذائي على تقليل الأعراض وتحسين جودة الحياة أثناء الإصابة بالتهاب القولون التقرحي، وعلى الرغم من عدم وجود نظام غذائي واحد يجب أن يخضع له جميع المرضى، ولكن يجب الالتزام بالتوصيات الغذائية المناسبة لكل حالة، والتي يوصي بها الطبيب، حيث يختلف التهاب القولون التقرحي من شخص لآخر.

وبشكل عام، ينصح باتباع العادات الغذائية التي تضمن الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي، وتشمل:

  • اتباع نظام غذائي قليل الملح لتقليل احتباس الماء في الجسم.
  • اتباع نظام غذائي قليل الألياف لتجنب تحفيز حركة الأمعاء في التهاب القولون التقرحي.
  • اتباع نظام غذائي خال من اللاكتوز للأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل منتجات الألبان.
  • اتباع نظام غذائي قليل الدهون والمقليات التي تسبب اضطرابات الجهاز الهضمي.
  • تناول وجبات صغيرة على فترات متكررة بدلاً من تناول وجبات كبيرة.
  • تجنب المشروبات الغازية التي يمكن أن تسبب الغازات والانتفاخات.
  • عدم الإفراط في تناول الكافيين الذي يمكن أن يسبب تفاقم الإسهال ومشاكل الجهاز الهضمي، وذلك لأنه يعمل كملين.
  • تجنب تناول الأطعمة الحارة التي تزيد من اضطرابات الجهاز الهضمي.
  • تقليل بعض أنواع الألياف لتفادي تفاقم الأعراض مثل المكسرات والبذور والخضروات النيئة.
  • وفي المقابل، يجب الاهتمام بتناول السوائل والمشروبات التي تعوض نقص السوائل الناتج عن تناول علاجات التهاب القولون التقرحي.

كما ينبغي استشارة الطبيب بشأن الفيتامينات التي يحتاجها الجسم، فقد يصاب بعض مرضى داء الأمعاء الالتهابي بنقص في بعض الفيتامينات والمعادن، بما في ذلك:

  • فيتامين ب 12.
  • حمض الفوليك.
  • فيتامين سي.
  • فيتامين د.
  • الحديد.
  • الكالسيوم.
  • الزنك.
  • المغنيسيوم.

وفي هذه الحالة، يمكن تعويض نقص هذه الفيتامينات بالتغذية أو المكملات الغذائية وفقاً لرؤية الطبيب المعالج.

السيطرة على التوتر

ينصح بتجنب مصادر التوتر والقلق لدى مريض التهاب القولون التقرحي، وذلك لأن التوتر يمكن أن يزيد من تفاقم الأعراض، وعلى الرغم من عدم وجود أدلة كافية حول هذا الأمر، ولكن قد يشعر المريض بالمزيد من التعب في حالة شعوره بالتوتر.

كما يمكن أن يترافق الاكتئاب مع التهاب القولون التقرحي المزمن، وفي هذه الحالة، قد يحتاج المريض إلى العلاج النفسي. 
 
و لتجنب التوتر الذي يزيد من أعراض التهاب القولون التقرحي، ينصح باتباع النصائح التالية:

  • اتباع نظام غذائي صحي: إن تناول نظام غذائي صحي يضمن الحفاظ على الوزن ويزيد من طاقة الجسم اللازمة لممارسة الأنشطة اليومية بصورة طبيعية، كما يجب الاهتمام بشرب كميات كبيرة من الماء يومياً.
  • الاهتمام بتناول الأدوية في موعدها: يجب عدم تجاهل مواعيد الأدوية التي يصفها الطبيب لتجنب حدوث الأعراض التي تسبب الشعور بالألم وتزيد من التوتر.
  • الحصول على قسط كاف من النوم في فترة الليل: وذلك لتقليل مستويات الإجهاد، وخاصةً أن مريض التهاب القولون التقرحي يكون أكثر عرضة للإرهاق، كما أن بعض الأدوية الخاصة بعلاج المشكلة يمكن أن تسبب الشعور بالتعب، ولذلك يجب النوم لمدة لا تقل عن 7 إلى 9 ساعات يومياً للأشخاص البالغين لتجنب أضرار قلة النوم.

يمكن أن يساعد تطوير عادات النوم في الحصول على النوم الذي يحتاجه الجسم، وذلك من خلال الالتزام بدورة ثابتة للنوم والاستيقاظ كل ليلة وتجنب الكافيين والأضواء الساطعة والأجهزة الذكية قبل النوم.

  • طلب الدعم من الأشخاص المحيطين: من الضروري الحصول على الدعم من الأشخاص المحيطين، فهذا الأمر يضمن تخفيف التوتر بصورة كبيرة، كما يمكن الانضمام إلى دوائر الدعم التي تتضمن أشخاص مصابين بنفس المشكلة الصحية، فهذا يساعد كثيراً في تبادل الخبرات والتعايش مع المشكلة بصورة أفضل.
  • تعلم كيفية الاسترخاء: من الضروري تعلم تقنيات الاسترخاء التي تساعد في تقليل الشعور بالتوتر لدى أي شخص، وخاصة لدى الأشخاص المصابين بالتهاب القولون التقرحي المزمن.
  • ممارسة الرياضة بانتظام: تساعد ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة بانتظام على تعرق الجسم، وبالتالي إفراز الإندروفين والمواد الكيميائية التي تزيد الشعور بالرضا وتعزز المزاج وبالتالي تقلل التوتر، وفي حالة الرغبة بالبدء بنظام لياقة بدنية، يمكن التفكير في ممارسة المشي السريع، أو ركوب الدراجات، أو السباحة، أو ممارسة الرياضات مثل كرة القدم والتنس.

كما أن ممارسة تمارين اليوغا والتأمل سوف يمنح الجسم الاسترخاء اللازم لتخفيف التوتر، وينصح بممارستها بشكل يومي بحيث لا تقل عن 10 دقائق، ويمكن أن يساعد التنفس العميق على تقليل آلام الجهاز الهضمي، والتشنجات الحادة لتهدئة القناة الهضمية.

  • الإستماع إلى الموسيقى: وبالإضافة إلى ممارسة الرياضة، ينصح بالاستماع إلى الموسيقى الهادئة التي تساعد في تقليل الشعور بالتوتر وزيادة الاسترخاء والراحة النفسية.
  • التدليك: يعد التدليك أحد تقنيات الاسترخاء التي يمكن أن تساعد المصابين بأمراض الجهاز الهضمي والكبد، حيث تساعد على تخفيف الآلام وتقليل الأعراض وتحسين الحركة.

اقرا ايضاً :

فقدان الوزن الزائد يساعد في علاج الارتجاع المريئي