أخبار الطبي-عمّان
تستخدم الأدوية التي تنتمي إلى عائلة الستاتين (statins) بشكل واسع في الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع الكوليستول الضار في الدم، حيث تعمل هذه الأدوية على خفض انتاج الكوليسترول عن طريق تثبيط عمل إنزيم في الكبد مسؤول عن انتاجه. و يتم وصفها بشكل دوري منذ سنوات عديدة لعدد كبير من المرضى للوقاية من أمراض القلب و الشرايين.
اقرأ المزيد عن الأدوية الخافضة للدهون.
دراسة جديدة نشرت في مجلة (Diabetologia) تقول أن استخدام أدوية الستاتين يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وأن هذا الخطر بقي موجوداً حتى بعد احتساب العوامل الخارجية، بما في ذلك السن، والتدخين ومؤشر كتلة الجسم.
الستاتين و خطر الاصابة بالسكري: عن الدراسة
لدراستهم، حلل الباحثون آثار استخدام الستاتين في 8,749 رجل تتراوح أعمارهم بين 45-73 عاما، على مدى ما يقارب 5.9 سنوات. خلال هذه المدة، تم تشخيص 625 رجل منهم بمرض السكري من النوع الثاني، إما باختبار تحمل الجلوكوز عن طريق الفم (OGTT)، أو مستوى السكر التراكمي (HbA1c) أو بدء تناولهم لعلاات مرض السكري.
كشفت نتائج التحليل أن الرجال الذين تناولوا علاجات الستاتين كانوا أكثر عرضة بنسبة 46٪ للإصابة بمرض السكري من الرجال الذين لم يتناولوها. وبقيت هذه الزيادة موجودة حتى بعد ضبط عوامل السن و مؤشر كتلة الجسم (BMI)، ومحيط الخصر، ومستويات النشاط البدني، والتدخين، وتناول الكحول، والتاريخ العائلي لمرض السكري والعلاج بحاصرات بيتا والأدوية المدرة للبول و غيرها من العوامل التي قد ترفع خطر الاصابة بالمرض.
الستاتين قد يؤثر على عمل الانسولين أيضاً
قيّم الباحثون أيضا التغييرات الحاصلة في مقاومة الانسولين و كمية إفرازه في الرجال الذين عولجوا بالستاتين. فوجدوا أن هذه العقاقير المخفضة للكوليسترول أدت إلى انخفاض بنسبة وصلت إلى 24٪ في درجة حساسية الجسم للأنسولين خلال فترة المتابعة، كما وجدوا بأنها قد سببت إنخفاضاً بنسبة 12٪ في إفراز الأنسولين.
من بين أنواع عقاقير الستاتي المختلفة، وجد الباحثون أن الجرعة المستخدمة كانت أحد العوامل المؤثرة عند من تناولوا عقاري سيمفاستاتين وأتورفاستاتين، حيث ارتبطت لجرعات العالية من السيمفاستاتين بخطر أعلى بنسبة وصلت إلى 44٪ مقارنة بخطر لا يتجاوز الـ 28٪ عند استخدام الجرعات المنخفضة. الحال نفسه مع الأتورفاستاتين حيث ارتفع خطر الاصابة إلى 37٪ عند استخدام الجرعات العالية.
هل يجب التوقف عن تناول الستاتين؟
خلال العقود الماضية، تم استخدام الستاين بشكل كبير في عدد من الحالات اثبتت خالالها فاعليتها في تخفيض نسية الكوليسترول و بالتالي خطر الاصابة بأمراض القلب و الشرايين المختلفة مثل تصلب الشرايين، و السكتة الدماغية و الذبحات الصدرية و غيرها، الأمر الذي جعلها جكءاً من خطة علاج عدد كبير من الأمراض الأخرى مثل بعض حالات السكري و ضغط الدم للوقاية من هذه الحوادث.
يقول الطبيب يزن خليف، أخصائي الغدد الصماء في المركز الوطني للسكري والغدد الصم والوراثة في الاردن: "يجب اخذ نتائج هذا الدراسة وغيرها من الدراسات التي تظهر علاقة العلاجات من مجموعة الستاتين مع زيادة نسبة الاصابة بمرض السكري، ولكن لابد ايضا من عدم اغفال الدور المهم والمؤثر للعلاجات من مجموعة الستاتين في الوقاية من الاصابة ولعلاج امراض القلب و تصلب الشرايين، والاخذا بالاعتبار ان اي من الهيئات العلمية العالمية المختصة في مجال علاج ارتفاع واختلاط الدهون لم توصي بشكل صريح بعدم استخدام اي من هذه العلاجات. لذا يجب على كل المرضى الذين يستخدمون هذه العلاجات عدم ايقاف استخدامها واستشارة اطبائهم لتقيم الفائدة مقابل الضرر عند استعمال هذه العلاجات".
كما أضاف بضرورة "الاشارة إلى ان هذا الموضوع لا زال بحاجة الى اجراء المزيد من الدراسات وتقيم الفائد والضرر للعلاج قبل البت باي قرار."
أما عن خطر السكري، فقد علق الطبيب بأن السمنة المنتشرة بنسب عالية في الكثير من مناطق الوطن العربي، تعد من أهم العوامل التي قد ترفع خطر الاصابة، مما يجعل العمل على تخفيض الوزن و الحفاض عليه دون المستويات الخطرة ضروريا في الوقاية من الاصابة بمرض السكري.
للمزيد: