اخبار الطبي. المؤهلات الطبية في مركز دبي للعظام والمفاصل بمدينة دبي الطبية تنهي معاناة المريض الذي قيده تشخيص طبي خاطئ بكرسي متحرك


على هامش مشاركتها في ملتقى سوق السفر العربي 2014، الحدث الأبرز في المنطقة لقطاع السفر والسياحة والذي انطلقت فعالياته يوم أمس، قامت مدينة دبي الطبية باستعراض حالة طبية تؤكد على مكانتها المتميزة كوجهة إقليمية رائدة للسياحة العلاجية.

 

عانى المريض وهو مواطن قطري في العقد السادس من عمره، من آلام شديدة في رجليه استمرت لعدة أعوام، واشتدت لدرجة لم يعد قادراً على المشي، وأصبح مقيداً بكرسي متحرك. وعقب محاولات عدة قام بها الأطباء في دولة قطر لعلاج أطرافه وباءت جميعها بالفشل، بات  بحاجة ماسة إلى حلٍ ينهي معاناته. 


وكان  قد لمح بريقاً من الأمل لأول مرة في مطلع العام 2014، عندما نصحه أحد المراكز الطبية الرائدة في قطر بإجراء مسح لكامل جسده باستخدام تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، وجاءت النتائج بمثابة مفاجأة للجميع، حيث أظهر التصوير بالرنين المغناطيسي أن مصدر الألم هو النخاع الشوكي، وليس كما كان يعتقد الأطباء أنه من الأطراف السفلية. وبعد ذلك، تم تحويل المريض إلى أخصائي عظام في مركز دبي للعظام والمفاصل، وهو مركز متكامل يقع في مدينة دبي الطبية، ويختص بأمراض وإصابات العضلات والعظام، ويوفر مجموعة شاملة من العمليات الجراحية المختصة.

  

وفي شهر مارس الماضي، وصل المريض إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في زيارة هي الأولى له ولعائلته، حيث التقى الدكتور زبيغي برودزينسكي، أخصائي جراحة العظام – العمود الفقري، في مركز دبي للعظام والمفاصل. وتم إعلام المريض القطري أنه سيمكث في دبي مدة أسبوعين، وهي الفترة اللازمة لإجراء الفحوصات الأولية اللازمة والعملية الجراحية، ومن ثم متابعة حالته الصحية.

 

وعقب إجراء سلسلة من الفحوصات التشخيصية، والتي شملت إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي لحوض المريض وصدره ودماغه، وغيرها من الفحوصات ذات الصلة، أكد الدكتور برودزينسكي وفريق عمله أن التشخيصات الطبية الأولى للمريض كانت غير صحيحة. وكان المريض يعاني من شلل أحادي، حيث فقد القدرة على التحكم برجله اليسرى، بالإضافة إلى ضعف شديد في رجله اليمنى، ويكمن السبب وراء هذه الحالة عن تشوهات في إحدى الفقرات الصدرية بعموده الفقري.

 

وبيّنت نتائج الفحوصات انزلاقاً في إحدى الفقرات الصدرية بعموده الفقري، أو ما يعرف بالعامية بالـ "ديسك"، وقد أدى هذا الانزلاق الغضروفي إلى آلام في الظهر وتهيج في قاعدة الأعصاب. وقد عانى المريض من تضيق في قناة الفقرات الصدرية التي يمر عبرها النخاع الشوكي، إلى جانب انضغاط في أربطة العمود الفقري.

 

وكان لا بدّ من أن يخضع المريض لعملية توسعة لقناة الفقرة المصابة بتضيق لتخفيف الضغط عن الأعصاب والعمود الفقري، وتطلبت العملية الجراحية إزالة الطبقة الخارجية، أو الصفيحة الحجاجية، للفقرات الصدرية، لتخفف الضغط عن النخاع الشوكي والأعصاب. واستمرت العملية الجراحية التي وظفت عدة تقنيات، خمس ساعات متواصلة، وتمكن المريض بعد ذلك، وفي غضون 24 ساعة من تحريك أطرافه، واستطاع المشي بمساعدة محدودة خلال 48 ساعة بعد العملية. وتمكن المريض من العودة إلى موطنه على قدميه.

 

وفي تعليق له على الموضوع، قال المريض: "لا أستطيع أن أعبر عن مدى شكري وامتناني لكافة العاملين في مركز دبي للعظام والمفاصل على جهودهم الحثيثة ودرجة المهنية العالية التي أبدوها وخبراتهم الواسعة، التي أعادت لي بإذن الله القدرة على المشي. كما أنني ممتن لتواجد عائلتي إلى جانبي في دبي أثناء العملية الجراحية ومرحلة إعادة التأهيل".

 

ومن جانبه صرح الدكتور برودزينسكي: "لقد كانت حالة معقدة بالفعل، إذ أن هذا النوع من العمليات الجراحية محفوف بدرجة عالية من المخاطر، وتشير الإحصائيات إلى أن معدلات الوفيات المصاحبة لهذا النوع من العمليات تتراوح ما بين 25 -30%، ولكن جهودنا تكللت بالنجاح، وأعدنا للسيد السليطي القدرة على الحركة مجدداً، وها هو يتطلع اليوم إلى اتباع نمط حياتي صحي".

 

وأضاف الدكتور برودزينسكي: "هناك عدة عوامل مسببة لمثل هذه الحالات، بما في ذلك أنماط المعيشة السلبية، مثل الجلوس بوضعية غير سليمة والخمول، إلى جانب الجينات الوراثية".

 

والجدير بالذكر أن السياحة العلاجية قد تطورت بشكل كبير خلال الآونة الأخيرة بفضل تقدم الخدمات اللوجستية وخدمات الاتصال المتطورة. ومن المتوقع أن يسافر اليوم ما بين 30 – 50 مليون سائح سنوياً لأغراض العلاج.

 

وتلعب العوامل الإقليمية دوراً كبيراً في تدفق السائحين لأغراض علاجية، إذ أن العديد من المسافرين يفضلون البقاء على مقربة من موطنهم. وعليه، بدأت دبي تأخذ مكانتها كوجهة مفضلة للسياحة العلاجية بمنطقة الشرق الأوسط.

 

وتعتبر السياحة العلاجية جزءاً من استراتيجية مدينة دبي الطبية الرامية إلى ترسيخ مكانة دبي على خارطة السياحة العلاجية العالمية، وذلك بصفتها أكبر منطقة حرة مختصة بخدمات الرعاية الصحية على مستوى العالم، فضلاً عن موقعها الاستراتيجي في قلب إمارة دبي. وكانت مدينة دبي الطبية قد تأسست في العام 2002 بهدف تلبية الطلب المتزايد على خدمات الرعاية الصحية العالية الجودة، التي تركز على احتياجات المرضى.