ينتمي الكروم (بالإنجليزية: Chromium) للمعادن النزرة (بالإنجليزية: Trace Minerals)، وهي يحتاجها الجسم بكميات قليلة جدًا. ومع ذلك فإنه يُعد معدنًا ضروريًا؛ إذ يلعب دورًا أساسيًا في تحسين حساسية الأنسولين، وتعزيز أيض الكربوهيدرات، والبروتينات، والدهون. ويمكن الحصول عليه بكميات متباينة من الطعام أو المكملات الغذائية، فما الفوائد المحتملة للكروم؟ وهل هناك أي أضرار ناتجة عنه؟ [1][2]
محتويات المقال
فوائد الكروم المحتملة
يمكن أن يمنح الكروم العديد من الفوائد الصحية للجسم، ومع ذلك لا تزال الأبحاث والدراسات مستمرة للتأكد من ذلك، [3] وفيما يلي أبرز الفوائد المحتملة للكروم:
السيطرة على سكر الدم والوقاية من السكري
قد يُساعد الكروم على التحكم بنسبة السكر في الدم والوقاية من مرض السكري، ويحدث ذلك من خلال تعزيز دور الأنسولين المسؤول عن التحكم بنسبة السكر في الدم، ونقل الغلوكوز من الدم إلى الخلايا لاستخدامه كمصدر للطاقة.
بالإضافة لذلك يدعم الكروم عملية التمثيل الغذائي، ويساعد على امتصاص وتوزيع العناصر الغذائية، مثل الكربوهيدرات، والبروتينات، والدهون الموجودة في الأطعمة المستهلكة بكفاءة. [4]
معلومة: لا توصي الجمعية الأمريكية للسكري بتناول مكملات الكروم لمرضى السكري؛ إذ إنها لا تزال بحاجة للمزيد من الأبحاث لفهم تأثيرها في نسبة السكر في الدم لدى بعض المرضى. [3]
الوقاية من زيادة الوزن والإفراط في تناول الطعام
من المحتمل أن يساعد الكروم ومكملاته الغذائية، مثل بيكولينات الكروم (بالإنجليزية: Chromium Picolinate) على الوقاية من زيادة الوزن والإفراط في تناول الطعام. وفي حين أن تأثير الكروم على الجوع والوزن لا يزال غير واضح، إلا أنه يعتقد بوجود علاقة تربط بين تناول كميات أكبر من الكروم وانخفاض معدل تراكم الدهون في الجسم، والتحكم في كميات الطعام المتناولة بشكل أفضل. [4]
الحفاظ على صحة الدماغ
يُفسر بعض الباحثين تأثير الكروم وقدرته في الحفاظ على صحة الدماغ من خلال دوره في تحسين مستويات الغلوكوز واستجابة الأنسولين.
كما يتحكم الكروم بالوظائف التي تؤديها منطقة ما تحت المهاد؛ وهي الجزء المركزي من الجهاز العصبي اللاإرادي الذي يساعد على التحكم في درجة حرارة الجسم، والعطش، والجوع، وغيرها، وبالتالي فإنه قد يساعد في الحفاظ على هذه المنطقة صحية. بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يكون للكروم دور في الوقاية من التأثيرات السلبية على الخلايا العصبية في الدماغ الناتجة عن التقدم في السن. [4]
تحسين صحة الجلد
قد يساعد الكروم في الحفاظ على صحة الجلد، وتقليل احتمالية ظهور حب الشباب وغيرها من مشكلات الجلد، ذلك من خلال التحكم في نسبة السكر في الدم، والتي تزيد التغيرات السريعة فيها من خطر حدوث مشكلات الجلد.
كما تساعد الأطعمة الغنية بالكروم، مثل: البروكلي، والتي تحتوي أيضًا على مغذيات أخرى ومضادات أكسدة في الحفاظ على صحة الجلد، وتحسين مظهره، ومحاربة حب الشباب، وعلامات الشيخوخة وتمدد الجلد. [4]
تعزيز صحة العين
يمكن أن يساعد الكروم في الحفاظ على صحة العين، وتقليل خطر إصابتها بعدد من المشكلات الصحية، مثل: الزرق والجلوكوما، ويعود ذلك لقدرته على التحكم بنسبة السكر في الدم، والتي يرتبط ارتفاعها بخطر حدوث الزرق، ومن الجدير بالذكر تحدث هذه المشكلة نتيجة تجمع السوائل في العين، مما يزيد الضغط على العصب البصري الحساس للعين والشبكية والعدسة، وقد يؤدي في نهاية المطاف لفقدان البصر كليًا. [4]
تقليل ارتفاع الكولسترول في الدم
يمكن أن يدعم الكروم عملية التمثيل الغذائي الطبيعية لأنواع الدهون المختلفة في الجسم، ومنها الكولسترول؛ وبذلك قد يساعد تناول مصادر الكروم على تحسين مستويات الكولسترول في الدم، والحفاظ على صحة الشرايين. [3][4]
فوائد أخرى للكروم
يذكر من الفوائد المحتملة الأخرى للكروم ما يأتي: [4][5]
- تعزيز الأداء البدني للرياضيين كونه يدخل في تركيبة أنواع عديدة من المكملات الغذائية الرياضية.
- تقليل ارتفاع ضغط الدم، والحفاظ على صحة القلب، إلا أن هذه الفائدة لم تثبت إلا على الحيوانات، ولا يزال هناك حاجة لتأكيدها على البشر.
- تحسين أعراض الاكتئاب غير النمطي من خلال استخدام بيكولينات الكروم؛ إذ لم تثبت الدراسات الأخرى تأثير الكروم نفسه على هذه الحالة.
- تقليل عملية فقدان الكالسيوم، مما قد يجعله مفيدًا في الوقاية من هشاشة العظام.
- السيطرة على أعراض متلازمة المبيض المتعدد الكيسات، مثل: تقليل مؤشر كتلة الجسم، ونسبة الأنسولين الصيامي، والتستوستيرون الحر.
أضرار الكروم وتداخلاته الدوائية
لا يوجد حتى الآن حد أعلى يومي محدد للكروم، ويعود ذلك للأدلة القليلة المحدودة التي تتحدث عن تأثير الإفراط في استهلاك الكروم على الصحة، ومع ذلك يمكن أن يكون لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى أو الكبد خطر أعلى للإصابة بتسمم الكروم، وتشمل الأعراض الناتجة عن الإفراط في تناول الكروم ما يلي: [2][6]
- فقدان الوزن.
- فقر الدم.
- انخفاض عدد الصفائح الدموية.
- مشكلات في المعدة.
- انخفاض نسبة السكر في الدم.
- أمراض الكلى والكبد.
- الطفح الجلدي.
من جهة أخرى يمكن أن يعاني بعض الأشخاص من آثار جانبية ناتجة عن تداخل الكروم ومكملاته الغذائية مع بعض الأدوية، ومنها: [2][6]
- الأنسولين.
- الميتفورمين.
- ليفوثيروكسين.
- مضادات الحموضة.
- حاصرات الهستامين H2.
- مثبطات مضخة البروتون.
- حاصرات بيتا.
- حمض النيكوتينيك.
- الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية.
- مثبطات البروستاغلاندين.
تنويه: يفضل استشارة الطبيب قبل تناول مكملات الكروم في حال تناول أيًا من الأدوية المذكورة أعلاه.
مصادر الكروم الغذائية
يذكر من المصادر الغذائية الشائعة للكروم ما يأتي: [5]
- خميرة البيرة، خاصةً الخميرة التي تنمو في التربة الغنية بالكروم.
- اللحوم الخالية من الدهون، خاصةً اللحوم المصنعة.
- الأجبان.
- الخبز المحضر من الحبوب الكاملة.
- دبس السكر.
- البهارات.
- حبوب النخالة.
- لحوم الأعضاء الداخلية.
- الفطر.
- دقيق الشوفان.
- البرقوق.
- المكسرات.
- نبات الهليون.
معلومة: تحتوي الخضروات والفواكه، ومعظم الأطعمة المكررة والمعالجة باستثناء اللحوم المصنعة على كميات منخفضة من الكروم. [5]
نصيحة الطبي
يمكن أن يمنح الكروم العديد من الفوائد الصحية للجسم، إلا أن محدودية الدراسات وتضارب نتائجها يقلل من اعتماده كخيار علاجي أو وقائي لبعض المشكلات الصحية، لذا يفضل استشارة الطبيب قبل استخدام مكملات الكروم الغذائية لمعرفة درجة أمانها، وما إذا كانت لا تتداخل مع أي من الأدوية أو المشكلات الصحية الحالية.