يعد الماء عصب الحياة فبدونه لا يستطيع الإنسان البقاء على قيد الحياة فهو مكون أساسي للجسم حيث يشكل ثلثي وزنه تقريبًا، ويدخل الماء في العديد من العمليات الحيوية في جسم الإنسان مثل التنفس، والتمثيل الغذائي، وكذلك التعرق والتخلص من الفضلات. ونظرًا لأن الجسم لا يستطيع تخزين الماء فهو بحاجة للحصول على ما يلبي احتياجاته يوميًا، ويتغير احتياج الجسم من الماء وفقًا لعمر الفرد، وحالته الصحية، والظروف البيئية، والعديد من العوامل الأخرى. [1]
سنناقش في هذا المقال العوامل التي تؤثر على حاجة الجسم للماء، وما هو الاحتياج اليومي للماء حسب العمر، وما هي الفئات التي تحتاج إلى الحصول على كميات أكبر من الماء.
محتويات المقال
ما العوامل التي تؤثر على احتياج الجسم من الماء؟
تختلف احتياجات جسم الإنسان من الماء بناء على مجموعة من العوامل الثابتة أو المتغيرة، حيث قد تتغير كمية الماء التي يحتاجها الشخص من وقت لآخر مع ما يمر به من ظروف وبيئات مختلفة، وبالطبع مع اختلاف المراحل العمرية. [1]
نوضح فيما يلي أبرز العوامل التي تؤثر على احتياج الفرد من الماء: [1][2][3][4]
- النوع أو الجنس، يحتاج الذكور كمية من الماء أكثر من الإناث؛ نظرًا لطبيعة بنية أجسامهم وارتفاع معدل الأيض لديهم.
- العمر، تتأثر حاجة الجسم للماء حسب العمر أيضًا، إذ ترتفع حاجة الجسم للماء في الأطفال مقارنة بالكبار.
- الوزن، يختلف احتياج الجسم من الماء حسب الوزن، ومساحة سطح الجسم، ومعدل الحرق، فتزداد حاجة الجسم للماء بزيادة الوزن.
- النظام الغذائي، تلعب طبيعة النظام الغذائي المتبع والأطعمة والمشروبات التي يتناولها الشخص دورًا في كمية الماء التي يحتاجها الفرد يوميًا، فعلى سبيل المثال اتباع نظام غذائي غني بالبروتين أو الألياف يزيد من احتياج الجسم للماء، في المقابل فإن الإكثار من تناول الفواكه الطازجة يمد الجسم ببعض السوائل فتقل الحاجة إلى شرب الماء.
- مستوى النشاط البدني، توجد علاقة طردية بين مستوى النشاط البدني وحاجة الجسم للماء، أي أنه كلما زاد النشاط البدني ارتفع احتياج الجسم للماء.
- الطقس، يشكل الطقس عاملًا مهمًا في مدى احتياج الجسم للماء، حيث تزداد الحاجة للماء مع ارتفاع درجات الحرارة، في المقابل فإنها تقل في الطقس البارد.
- الموقع الجغرافي، يزيد العيش في البيئات الرطبة أو الجافة من معدل الحاجة لشرب الماء؛ نظرًا لمحاولة الجسم تعويض الماء المفقود في التعرق، كما أن العيش في المرتفعات يزيد من معدل التنفس والتبول وبالتالي فقدان الماء والحاجة للمزيد منه.
- طبيعة الحياة، تلعب طبيعة حياة الفرد اليومية دورًا في مدى احتياج الجسم من الماء، مثل العمل في النهار تحت أشعة الشمس أو في درجات حرارة مرتفعة، حيث يزيد فقد الماء من خلال التعرق وترتفع حاجة الجسم للماء.
من هم الفئات الأكثر احتياجًا لشرب الماء؟
قد يفي شرب من 4 إلى 12 كوبًا من الماء يوميًا احتياج الجسم من الماء في الشخص الطبيعي عند ممارسة الحد الأدنى من النشاط البدني، إلا أن بعض الأشخاص قد يحتاجون إلى تناول قدر أكبر من الماء لتلبية احتياجات أجسامهم لأسباب أو عوامل معينة. [3]
وفيما يلي نذكر أبرز الفئات التي تكون بحاجة إلى شرب كميات أكبر من الماء عن المعتاد:
- المرضى
يعد المرضى من الفئات التي قد تكون بحاجة إلى الماء بكميات أكبر من الشخص السليم، نظرًا لأن الجسم يفقد جزء من الماء أثناء التعرق عند ارتفاع درجة الحرارة، أو في حالات القيء أو الإسهال؛ لذا فإن شرب كمية كبيرة من الماء في هذه الحالات يقي من الجفاف ويساعد على التعافي. [5]
قد تستدعي أيضًا بعض الحالات الطبية زيادة كمية الماء للمساهمة في العلاج، مثل: [4]
- التهاب المثانة.
- الحصوات البولية.
- الإمساك.
- النقرس.
- الأطفال
تفوق حاجة الجسم إلى الماء في الأطفال عن البالغين مقارنة بحجم أجسامهم، وذلك للأسباب الآتية: [6][7]
- تشكيل الماء لنسبة أكبر من جسم الأطفال مقارنة بالبالغين.
- ارتفاع نسبة مساحة سطح الجسم إلى مؤشر كتلة الجسم في الأطفال؛ ما يعرض الجسم لفقد كمية أكبر من الماء عبر الجلد.
- سهولة فقدان أجسام الأطفال للماء والإصابة بالجفاف.
- ارتفاع معدل الأيض لدى الأطفال.
- زيادة نشاطهم البدني.
- الحامل والمرضع
يزداد احتياج الجسم من الماء أثناء فترة الحمل، كونه بحاجة إلى تكوين السائل الأمنيوسي حول الطفل، وزيادة حجم الدم لتعزيز الدورة الدموية للجنين لنموه على نحو طبيعي. [8]
كما هو الحال في الحمل فإن فترة الرضاعة أيضًا تتطلب المزيد من الماء للمساهمة في إنتاج اللبن بكميات كافية والوقاية من الإصابة بالجفاف. [2][3]
- الرياضيون
يعد الرياضيون أو الأشخاص الذين يمارسون الأنشطة البدنية بشكل عام بحاجة إلى شرب كميات أكبر من الماء مقارنة بالأشخاص العاديين أو الأقل نشاطًا؛ حيث أن الجسم يتعرق بشدة عند ممارسة الرياضة علاوة على زيادة معدل الأيض، كل هذه العوامل تزيد من استهلاك الماء لتعويض المفقود منها والوقاية من الجفاف. [9]
اقرأ أيضًا: احذر! علامات وأعراض الجفاف
ما هو الاحتياج اليومي للجسم من الماء؟
يوضح الجدول التالي احتياج الجسم من الماء يوميًا وفقًا لعمر الفرد مع اعتبار أنه يمارس نشاط بدني متوسط خلال اليوم في طقس معتدل: [1][10][11]
العمر أو الفئة | الاحتياج اليومي للجسم من الماء |
0 - 6 أشهر | 0.7 لتر |
7 - 12 شهرًا | 0.8 لتر |
1 - 3 سنوات | 4 أكواب (1 لتر) |
4 - 8 سنوات | 5 أكواب |
9 - 13 سنة | 7 - 8 أكواب |
14 - 18 سنة | 8 - 11 كوبًا |
الرجال بعمر 19 فأكثر | 13 كوبًا |
النساء بعمر 19 فأكثر | 9 أكواب |
الحوامل | 10 أكواب |
المرضعات | 13 كوبًا |
جدير بالذكر أن كمية الماء التي يحتاجها الرضع عادة ما تؤخذ مع اللبن في الرضاعة. [1]
للمزيد: ما كمية الماء التي يحتاجها الجسم يوميًا
ما أهمية الماء للجسم؟
يعد الماء عنصرًا أساسيًا للعديد من العمليات الحيوية في الجسم، منها: [9][12]
- تنظيم درجة حرارة الجسم.
- حمل الأكسجين والعناصر الغذائية إلى الخلايا.
- حماية أنسجة الجسم.
- التخلص من الفضلات عبر التعرق أو التبول.
- المساعدة في عملية الهضم.
- المساهمة في الحفاظ على ضغط الدم ضمن المعدل الطبيعي.
- الحفاظ على توازن الكهارل في الجسم.
- تزلييق المفاصل.
علاوة على هذه الوظائف الرئيسة يفيد الماء أيضًا في الحفاظ على رطوبة البشرة، والوقاية من الإمساك، وكذلك تعزيز القدرات المعرفية، وغيرها. [5]
للمزيد: فوائد شرب الماء بكميات وفيرة
نصيحة الطبي
يمثل الماء أحد أهم العناصر التي يحتاجها جسم الإنسان، ونظرًا لأن احتياج الجسم من الماء يختلف من شخص لآخر بل وبين حين وآخر في نفس الشخص، فينبغي أن يحرص الفرد على تلبية احتياج الجسم من الماء يوميًا للتمتع بصحة جيدة والوقاية من الإصابة بالجفاف.