يعد تلوث الهواء من أنواع التلوث الأكثر تأثيرًا على الصحة، حيث يمكن أن يسبب العديد من المشاكل الصحية عند التعرض له على المدى الطويل، ويمكن أن يؤثر على مختلف أعضاء الجسم، بما في ذلك القلب والرئتين.
يتناول هذا المقال تأثير تلوث الهواء على الصحة، وأهم الأمراض التي يسببها على المدى القصير والبعيد، وكيف يمكن الحد من أضراره المحتملة.
محتويات المقال
ما هو تلوث الهواء؟
ينتج تلوث الهواء عن وجود واحد أو أكثر من الملوثات في الغلاف الجوي، مثل الغبار، والأبخرة، والغاز، والروائح، والدخان لمدة طويلة وبنسب عالية يمكن أن تضر بصحة الإنسان، ويمكن أن تتأثر العديد من أعضاء الجسم بهذه الملوثات، بما في ذلك الرئتين، حيث قد يؤدي استنشاقها إلى العديد من المشاكل، مثل الالتهاب، والإجهاد التأكسدي، وتثبيط المناعة، والطفرات في الخلايا في جميع أنحاء الجسم. [1]
الفئات الأكثر عرضةً لمخاطر تلوث الهواء الصحية
تختلف المخاطر الصحية التي يتعرض لها الأشخاص من تلوث الهواء بشكل كبير اعتمادًا على العمر، وصحة الفرد، وشدة تلوث الهواء التي تم التعرض له.
ومن الفئات الأكثر عرضةً لمخاطر تلوث الهواء الصحية: [2]
- الأشخاص الذين يعانون من أمراض الرئة، مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية المزمن، وانتفاخ الرئة، ومرض الانسداد الرئوي المزمن.
- الرضع والأطفال الصغار.
- البالغين فوق 65.
- الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية.
- الأشخاص الذين لا يستطيعون الحصول على الرعاية الصحية.
- المدخنين أو الأشخاص المعرضون للتدخين السلبي.
- الأشخاص الذين يعملون في المهن التي تعرّضهم للهواء الملوث على نحو مستمر.
تأثير تلوث الهواء على الصحة
يشمل تأثير تلوث الهواء على الصحة زيادة خطر الإصابة بالعديد من الأمراض والمشاكل الصحية، بدءًا من التهيج البسيط للعينين، والأنف، والفم، والحنجرة أو انخفاض مستويات الطاقة، والصداع والدوار، وحتى الإصابة بأمراض أكثر خطورة، مثل: [3]
نوبات الربو
يحتوي الهواء على العديد من الملوثات التي يمكن أن تكون مرئية، مثل الدخان، وبعضها غير مرئي، مثل أول أكسيد الكربون، وغاز الأوزون الذي ينتج الضباب الدخاني، ويمكن أن تعلق مثل هذه الجزيئات وغيرها الموجودة في الغبار أو الدخان داخل الرئتين، مسببة تهيجها، وتزيد من شدة أو تحفّز حدوث نوبات الربو لدى مرضى الربو، كما أن بعض ملوثات الهواء الأخرى، مثل اللقاح، ووبر الحيوانات، وعث الغبار قد تسبب مشاكل في التنفس وتزيد من أعراض الحساسية أو نوبات الربو. [3][2][4]
اقرأ أيضًا: العلاقة بين تلوث الهواء والأمراض
التهاب الشعب الهوائية المزمن
يمكن أن يسبب التعرض لملوثات الهواء بصورة مستمرة، مثل عوادم السيارات والشاحنات وغيرها من المركبات التي تلوث الهواء الإصابة بالتهاب الشعب الهوائية المزمن، والذي يحدث نتيجة التهاب بطانة القصبات الهوائية التي تحمل الهواء إلى الرئتين، مسبباً ضيق في التنفس، وسعال ذات مخاط سميك يتراوح لونه بين أبيض، أو أصفر، أو أخضر. [3][4]
مرض الانسداد الرئوي المزمن
يعد التعرض لفترات طويلة لملوثات الهواء، مثل الغازات أو الدخان السبب الرئيسي لحدوث مرض الانسداد الرئوي المزمن، كما أنه من الشائع حدوثه بعد الإصابة بانتفاخ الرئة أو التهاب الشعب الهوائية.
يمكن أن يعاني الأشخاص المصابين بمرض الانسداد الرئوي المزمن من صعوبة في التنفس عند التعرض للهواء الملوث، كما قد تتطلب بعض الحالات العلاج في المستشفى. [4]
سرطان الرئة
يمكن أن تسبب الجزيئات والمواد الكيميائية الموجودة في تلوث الهواء، مثل دخان الخشب تلف أنسجة الرئة بشكل دائم وزيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة. أيضًا، يمكن أن يزيد الهواء الملوث من خطر الإصابة بأنواع أخرى من السرطان، مثل سرطان المسالك البولية وسرطان المثانة. [2][4]
يجدر الذكر أن تلوث الهواء يمكن أن يؤدي إلى زيادة إنتاج الخلايا المناعية التي تسمى الخلايا البلعمية في الرئتين، الأمر الذي قد يسبب إطلاق جزيئات تسبب الالتهاب، وهو ما قد يعزز تكوين الخلايا السرطانية. [5]
أمراض أخرى يسببها تلوث الهواء
يمكن أن تسبب ملوثات الهواء العديد من المشاكل الصحية، تشمل ما يلي: [1][3][4]
- الالتهاب الرئوي: يزيد أكسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكبريت الموجود في الهواء الملوث من خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي، والذي قد يسبب ألم في الصدر، والسعال، والتعب، وضيق في التنفس، والحمى.
- أمراض القلب: يزيد التعرض إلى تلوث الهواء من خطر الإصابة بالنوبات القلبية وعدم انتظام ضربات القلب، وفشل القلب، أو التعرض للسكتة الدماغية.
- أمراض المناعة الذاتية: تحدث أمراض المناعة الذاتية عندما يهاجم الجهاز المناعي الجسم نفسه، مسبباً التهاب الأنسجة حول القلب والرئتين، ويمكن أن يؤدي تلوث الهواء إلى حدوث استجابة مناعية في الرئتين تسبب بعض أمراض المناعة الذاتية، وذلك نتيجة دخول بعض جزيئات الهواء الملوث إلى الرئتين مسببة رد فعل هجومي.
- الإجهاض: يمكن أن تسبب ملوثات الهواء، مثل الأوزون والجسيمات بعض حالات الإجهاض في النصف الأول من الحمل، كما أن التعرض لتلوث الهواء يزيد من خطر بعض المشاكل الصحية لدى الحامل أو الجنين، مثل انخفاض وزن الطفل عند الولادة.
- إعتام عدسة العين: يمكن أن يسبب التعرض المستمر لملوثات الهواء داخل المنزل، مثل التعرض للمواد الكيميائية في بعض أنواع المنظفات، أو رطوبة الجو، وغيرها إلى الإصابة بإعتام عدسة العين.
- الاضطرابات السلوكية العصبية: تشمل مشاكل عصبية وعجز في النمو بسبب بعض سموم الهواء، مثل الزئبق.
اقرأ أيضًا: آثار تلوث الهواء على الصحة، وأهمية تنقيته
تلوث الهواء أثناء الحرب وأثره على الصحة
تتسبب الحروب بالعديد من الأضرار الصحية على الجسم، وذلك بطرق مباشرة وغير مباشرة، ومن الأضرار غير المباشرة تلك التي تحدث نتيجة تلوث الهواء الناجم عن الحرب وأسلحة الحرب. إذ تتسبب الحروب بإصدار كمية هائلة من الملوثات في الجو، بما في ذلك: [6][7][8]
- الغازات الدفيئة.
- ثاني أكسيد الكربون.
- أول أكسيد الكربون.
- أكسيد النيتروجين.
- الهيدروكربونات.
- ثاني أكسيد الكبريت.
- حمض النيتريك والأمونيا اللذان قد ينبعثان في الجو نتيجة الهجمات العسكرية على المنشآت الصناعية.
من الممكن أن تتسبب هذه الملوثات بالعديد من المشكلات الصحية، فمثلًا يمكن أن يتسبب كل من حمض النيتريك والأمونيا بحروق في العينين والجلد، بالإضافة إلى تأثيرها على الجهاز التنفسي. أما الغازات الدفيئة، فمن الممكن أن يؤدي التعرض المزمن لها بالتأثير على أجهزة مختلفة في الجسم، بما في ذلك الجهاز التنفسي، والجهاز الدوراني، والجهاز العصبي المركزي، والجهاز المناعي، والجهاز الهضمي، بالإضافة إلى الجهاز التناسلي. [6][9]
أيضًا، تتسبب حركة المركبات العسكرية الثقيلة في احتواء الهواء على الغبار بمعدل أعلى من المعتاد، مما يزيد من خطر الإصابة باضطرابات الجهاز التنفسي لدى الأفراد المعرضون لهذا الغبار. [8]
يعد كل من النساء الحوامل، والأطفال، والمسنين، والمرضى، واللاجئين أو النازحين هم الأكثر عرضًة لمخاطر تلوث الهواء الصحية الناجمة عن الحروب [6][7]
ويرتبط التعرض للهواء الملوث الناجم عن الحرب على المدى القصير بزيادة معدلات دخول الأفراد إلى المستشفيات للعلاج، وكذلك بزيادة معدلات البقاء في المستشفى للحاجة إلى علاج أمراض الجهاز التنفسي وأمراض القلب والأوعية الدموية على وجه الخصوص. كما يزيد تلوث الهواء أثناء الحروب من خطر ارتفاع معدل الوفيات على نحو كبير. [7]
بالإضافة إلى ذلك، تسبب بعض أنواع الأسلحة، مثل الأسلحة النووية تلوث الهواء بالإشعاعات النووية، والتي يمكن أن يكون لها آثار سلبية على المدى البعيد، مثل زيادة خطر الإصابة بالسرطان وحدوث اضطرابات جينية. [6][10]
الوقاية من التعرض للهواء الملوث
يمكن اتباع بعض الإرشادات للحد من التعرض للهواء الملوث، مثل: [2]
- إغلاق نوافذ السيارة أثناء القيادة، وضبط نظام التهوية بالسيارة لإعادة تدوير الهواء؛ لتجنب استنشاق عوادم السيارة.
- تجنب التعرض لملوثات الهواء، مثل دخان الخشب، وعوادم السيارات، ودخان التبغ، وغيرها من الملوثات.
- تجنب العمل أو المشي في الهواء الطلق بالقرب من الطرق المزدحمة المليئة بملوثات الهواء.
نصيحة الطبي
ينصح باتباع كل ما يمكن من وسائل للحد من التعرض لملوثات الهواء ومضاعفاته على الصحة، وخاصة مرضى الربو والجهاز التنفسي لتجنب تفاقم الأعراض أو نوبات الربو أو التعرض لحالة صحية مهددة للحياة.