يُمكن أنّ تقدم المكملات الغذائية لكبار السن العديد من الفوائد مثل تعزيز صحة العظام والحدّ من فقدان الذاكرة، وربما يكون استخدامها ضروريًا في بعض الحالات، وذلك لتعويض نقص الفيتامينات والمغذيات لدى كبار السن، والذي يرتبط بانخفاض قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية مع تقدّم العمر. [1][2]
اقرأ هذا المقال لتتعرف على أهم المكملات الغذائية لكبار السن وفوائدها وأضرارها
محتويات المقال
أهم المكملات الغذائية لكبار السّن
في الحالات الطبيعية يحصل الجسم على حاجته من العناصر الغذائية عند تناول الأطعمة الصحية، لكن أحيانًا قد يحتاج كبار السن لاستخدام المكملات الغذائية، سنذكر فيما يأتي أهمها: [1]
فيتامين د
يكون كبار السن أكثر عرضة للإصابة بنقص فيتامين د من غيرهم، خاصةً أنهم لا يتعرضون لأشعة الشمس بشكلٍ كافٍ، ويفضلون قضاء معظم وقتهم داخل المنزل عادةً. [4]
لذا فإن استخدام مكملات فيتامين د قد يكون ضروريًا للحفاظ على صحة العظام، وتقليل خطر إصابة كبار السن بهشاشة العظام (بالإنجليزية: Osteoporosis)، هذا إلى جانب دور فيتامين د في الحفاظ على قوة العضلات، الأمر الذي يُقلل من خطر تعرض كبار السن للسقوط. [2][3]
ولهذا السبب فإن الجرعة اليومية الموصى بها من فيتامين د لمن هم دون 69 عامًا تبلغ 600 وحدة دولية، في حين تكون 800 وحدة دولية لمن هم في سن 70 عامًا فأكثر. [4]
اقرأ: 5 مكملات غذائية لمرضى هشاشة العظام
الكالسيوم
تُصبح العظام أضعف وأكثر عرضةً للإصابة بالهشاشة مع التقدم في العمر، ونتيجةً لذلك يكون كبار السن أكثر عرضة للإصابة بالكسور، لذا قد يُوصي الطبيب بتناول مكملات الكالسيوم للحفاظ على قوة العظام والأسنان، كما أنّ الكالسيوم يلعب دورًا مهمًا في تنظيم عملية تجلط الدم وتقلص العضلات. [4]
أمّا بالنسبة للجرعة المناسبة من مكملات الكالسيوم؛ فيُمكن للرجال دون سن 70 عامًا تناول 1000 مليغرام من الكالسيوم، في حين يُنصح بتناول 1200 مليغرام يوميًا من الكالسيوم للنساء في سن 51 عامًا فأكثر والرجال من سن 71 عامًا فأكثر. [1][4]
ويجب تجنب تناول جرعاتٍ عالية من الكالسيوم دون استشارة الطبيب؛ لأنه قد يُسبب آثارًا جانبية مثل آلام المعدة، والإسهال. [1][4]
فيتامين ب12
يُعد الكبار في السن أكثر عرضة للإصابة بنقص فيتامين ب12 (بالإنجليزية: Vitamin B12)؛ لأن إفراز حمض المعدة اللازم لامتصاص فيتامين ب12 من الطعام يقل مع التقدم في العمر، وبحسب دراسة نشرت في مجلة الجمعية الأمريكية لطب الشيخوخة فإن نقص فيتامين ب12 يزيد من خطر تعرض كبار السن لخطر الإصابة بالخرف (بالإنجليزية: Dementia)، حتى وإن كان هذا النقص بسيطًا. [2]
وعلى الأرجح أن ذلك مرتبطٌ بدور فيتامين ب12 في دعم صحة الأعصاب، أمّا بالنسبة للجرعة اليومية من فيتامين ب12 فإنها تبلغ 2.4 ميكروغرام. [1][4]
زيت السمك
يحتوي زيت السمك (بالإنجليزية: Fish Oil) على أحماض أوميغا 3 الدهنية، والتي تُقلل من نسبة الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم، مما ينعكس إيجابًا على صحة القلب، هذا إلى جانب فوائد أوميغا 3 لوظائف الدماغ والعيون، والتي غالبًا ما تضعف مع التقدم في السن. [1]
كما يلعب زيت السمك دورًا في تقليل خطر إصابة كبار السن بأمراض مثل ألزهايمر، والتهاب المفاصل، والتنكس البقعي (بالإنجليزية: Macular Degeneration)، لهذا السبب يُمكن أن يُوصي الطبيب بتناول جرعة قد تصل إلى 1000 ميليغرام من زيت السمك يوميًا. [1][12]
فيتامين هـ
يعمل فيتامين هـ (بالإنجليزية: Vitamin E) كمضاد للأكسدة (بالإنجليزية: Antioxidant)، وبالتالي قد يُحسن وظائف جهاز المناعة، مما قد يُقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب، والسرطانات ومشكلات العين المرتبطة بالشيخوخة، خاصةً التنكس البقعي، وتبلغ الجرعة الموصى بها من فيتامين هـ لكبار السّن 15 ميليغرام يوميًا. [1]
فيتامين أ
يساعد فيتامين أ (بالإنجليزية: Vitamin A) على تحسين وظائف جهاز المناعة ويُعزز صحة العين، لذا يُوصى بتناول جرعة يومية تبلغ 900 ميكروغرام من فيتامين أ للرجال و700 ميكروغرام للنساء. [13]
فيتامين ب6
يُعد فيتامين ب6 (بالإنجليزية: Vitamin B6) من المكملات الغذائية الضرورية لكبار السّن؛ فهو يُعزز وظائف جهاز المناعة، ويُنظم عمليات الأيض في الجسم، كما قد يُقلل من خطر ضعف الوظائف العقلية المرتبط بتقدم العمر. [9]
وتختلف الجرعة اليومية الموصى بها من فيتامين ب6 حسب الجنس والعمر، حيث يُوصى بتناول 1.7 مليغرام يوميًا من فيتامين ب6 للرجال في سن 70 عامًا فأكثر، و1.5 ميلبغرام يوميًا للنساء في عمر 70 عامًا فأكثر. [13]
الكولاجين
يُقل إنتاج الكولاجين في الجسم مع التقدم في العمر، مما يُؤثر على صحة البشرة والعظام، لذا يُعتقد أنّ استخدام مكملات الكولاجين قد يُرطب البشرة ويُعزز مرونتها، مما يُخفف من علامات الشيخوخة في الجلد لدى كبار السن.[14][15]
كما يُساعد الكولاجين على تقليل أعراض التهاب المفاصل التنكسي (بالإنجليزية Osteoarthritis)، خاصةً الألم وتيبّس المفاصل. [14][15]
البوتاسيوم
يلعب البوتاسيوم دورًا مهمًا في الحفاظ على صحة القلب، والكلى، والعضلات والأعصاب، كما قد يُساعد على تقليل خطر الإصابة ببعض الأمراض مثل السكتة الدماغية، وارتفاع ضغط الدم وهشاشة العظام، لذلك يُوصى بتناول 3400 مليغرام يوميًا من البوتاسيوم للرجال الذين تبلغ أعمارهم 51 عامًا أو أكثر، و2600 مليغرام للنساء اللاتي يبلغن 51 عامًا أو أكثر. [12][13]
المغنيسيوم
يُعد كبار السن أكثر عرضة للإصابة بنقص المغنيسيوم، الأمر الذي قد يزيد من خطر إصابتهم ببعض الأمراض، مثل: [4]
- ارتفاع ضغط الدم.
- السكتة الدماغية.
- أمراض القلب.
- السكري من النوع الثاني.
- هشاشة العظام.
لذا يُوصى بتناول جرعة يومية من المغنيسيوم تبلغ 410 مليغرام للرجال الذين تتجاوز أعمارهم الخمسين، و320 مليغرام للنساء. [4]
أسيتيل- إل- كارنتين
يساعد المكمّل الغذائي أسيتيل- إل- كارنتين (بالإنجليزية: Acetyl-L-Carnitine) على تحسين الذاكرة والوظائف العقلية لدى كبار السن، خاصةً من يُعانون من ضعف الذاكرة أو مرض الزهايمر، هذا إلى جانب فوائده في تحسين الحالة المزاجية وتخفيف أعراض الاكتئاب.[10]
وبحسب بعض الدراسات فإن أسيتيل- إل- كارنتين قد يُخفف من آلام الأعصاب الناجمة عن مرض السكري، وبشكلٍ عام فإن الجرعة اليومية الموصى بها لكبار السن تتراوح بين 500- 3000 ميليغرام، لكن من الأفضل استشارة الطبيب أولًا قبل استخدام أسيتيل- إل- كارنتين؛ إذ قد تستدعي بعض الحالات تناول جرعات أكبر أو أقل من هذا المكمل.[10]
مكملات الألياف
يُمكن أن يُوصي الطبيب بتناول مكملات الألياف؛ لتحسين عملية الهضم لدى كبار السن، وتقليل فرص إصابتهم بالإمساك، هذا إلى جانب فوائد الألياف في خفض نسبة الكوليسترول وتقليل خطر الإصابة بالسكتات الدماغية.[1][12]
وتبلغ الجرعة اليومية من الألياف للرجال الذين تتجاوز أعمارهم الخمسين 28 غرامًا، و22 غرامًا للنساء.[1][12]
مكملات غذائية أخرى لكبار السّن
قد يوصي الطبيب باستخدام مكملاتٍ أخرى لكبار السّن حسب حالتهم الصحية، مثل: [3][12] [17]
- الزنك، فهو يُحافظ على صحة البصر ويُعزز حاستي الشم والتذوق.
- فيتامين ج، خاصةً أنه يُعزز وظائف جهاز المناعة، ويُساعد الجسم على محاربة العدوى.
- حمض الفوليك، والذي قد يُقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
- البروبيوتيك، والذي يُعزز البكتيريا النافعة في الأمعاء ويُحسن الهضم.
- السيلينيوم، فهو ضروري لدعم صحة العضلات، كما قد يُقلل من خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بتقدم العمر كالخرف مثلًا.
أسباب حاجة كبار السّن للمكملات الغذائية
يكون كبار السن أكثر عرضة للإصابة بنقص الفيتامينات والمعادن وغيرها من العناصر الغذائية، ويرتبط ذلك بالأسباب والعوامل الآتية: [16]
- تراجع قدرة الجسم على امتصاص المغذّيات والفيتامينات مع التقدم في العمر.
- إصابة كبار السن بفقدان الشهية.
- صعوبة مضغ بعض الأطعمة، مما قد يجعل كبار السن يتجنبون تناولها بالكامل.
- إصابة كبار السن بمشكلاتٍ في الفم أو الأسنان قد تُؤثر على قدرتهم على البلع.
أضرار المكملات الغذائية لكبار السن
من الضروري أن يلتزم كبار السن بتعليمات الطبيب والجرعات الصحيحة عند استخدام المكملات الغذائية، لتجنب أضرارها، مثل: [17][18]
- التفاعل مع بعض الأدوية، إذ إن تناول بعض المكملات العشبية قد يزيد من فرص الإصابة بالنزيف عند كبار السن الذين يستخدمون أدوية مميّعات الدّم.
- التسمم، والذي قد يحدث عند تناول جرعاتٍ كبيرة من المكملات الغذائية؛ فمثلًا قد يُسبب الإفراط في تناول فيتامين ب6 مشكلاتٍ في الأعصاب.
نصيحة الطبي
تُعد المكملات الغذائية لكبار السّن وسيلة فعالة لضمان الحصول على الفيتامينات والمعادن المهمة، مثل فيتامين د والكالسيوم، ولكن ينصح باستشارة الطبيب قبل تناولها؛ لتتأكد من الجرعة المناسبة لحالتك وتتجنب أضرارها.
بإمكانك الآن الاستفادة من خدمة الاستشارات الطبية عن بعد التي يوفرها موقع الطبي على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع.