تتفشى في بعض البلدان والمناطق حول العالم ظاهرة مؤسفة تمثل أحد أبرز أشكال العنف ضد الإناث، وهي عادة ختان البنات التي تعد انتهاكاً لحقوق الطفل والمرأة، واعتداءً على إنسانيتها وصحتها.
يتبع ختان الإناث بعض المفاهيم الخاطئة عن الصحة، والدين، والقبول الاجتماعي، إذ تعتبره بعض الثقافات علامة للطهر والعفة، ورمزاً للنظافة الشخصية، ووسيلة للحفاظ على العذرية، فيما ينظر إليه البعض على أنه طقساً للبلوغ، وضرورة للزواج. إلا أن هذه الممارسة على العكس تماماً من هذه المعتقدات الخاطئة، حيث تسبب مضاعفات جسدية ونفسية خطيرة للفتيات.
تعرف في هذا المقال على خطورة ختان البنات وتأثيره على الصحة النفسية والجسدية للأنثى.
ما هو ختان البنات
يعرف ختان البنات (بالإنجليزية: Female Genital Mutilation) بأنه الاستئصال الجزئي أو الكلي المتعمد للأعضاء التناسلية الخارجية للإناث، أو أي تشويه آخر للأعضاء التناسلية الأنثوية لأسباب غير طبية، بل على العكس تماماً، تتسبب عادة ختان البنات في الكثير من الأضرار الصحية والنفسية على الأنثى طوال حياتها.
تم ختان أكثر من 200 مليون فتاة وامرأة على قيد الحياة اليوم في 30 دولة في إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا، إذ تشيع عادة ختان الإناث في هذه المناطق. وعلى الرغم من أكثر الدول لديها قوانين أو شكل من أشكال القرارات التي تحظر عملية الختان، إلا أنه يمارس على نطاق واسع باعتباره أحد الطقوس الثقافية أو الدينية.
كيف يتم ختان البنات
تجرى عملية ختان الإناث في الغالب على الفتيات الصغيرات بين سن الرضاعة وسن 15 عاماً. ويتم تنفيذ عملية ختان الأنثى في معظم الحالات من قبل الختانين التقليديين الذين لا يملكون دراية طبية كافية.
تختلف طريقة ممارسة هذه العملية حسب المكان وحسب التقاليد، لكنها تجري في بعض الأماكن دون أي تخدير موضعي، وقد يستخدم موس أو سكين بدون أي تعقيم أو تطهير قبل إجراء عملية الختان.
يمكن القول أن هناك 4 أنواع رئيسية من ختان الإناث:
- النوع الأول: استئصال البظر (بالإنجليزية: Clitoridectomy)، وهي عملية إزالة كاملة أو جزئية للبظر الحساس والجلد المحيط به.
- النوع الثاني: الاستئصال وإزالة جزء أو كل البظر والشفرين الداخليين المحيطين بالمهبل، مع أو بدون إزالة الشفرين الكبيرين الخارجيين الأكبر حجماً، أو الطي الجلدي الداخلي المحيط بالمهبل.
- النوع الثالث: التخييط، وهو تضييق فتحة المهبل عن طريق عمل ختم من خلال قطع وإعادة ضبط موضع الشفرين الصغيرين والكبيرين -الطيات الخارجية المحيطة بالمهبل- ويتضمن ذلك عملية تخييط، ولا تترك سوى فتحة صغيرة للسماح بمرور البول ودماء الحيض، ثم فتح المهبل للسماح بالجماع والإنجاب لاحقاً.
- النوع الرابع: يمثل هذا النوع من ختان البنات إجراءات أخرى ضارة بالأعضاء التناسلية الأنثوية، بما في ذلك وخز، أو ثقب، أو قطع، أو كشط، أو حرق المنطقة.
اضرار ختان البنات
لا يوجد ما يسمى فوائد ختان البنات، إذ أن هذه الممارسة تسبب أضراراً جسيمة، بما في ذلك:
- ألم مستمر للفتاة.
- ألم وصعوبة ممارسة الجنس.
- الالتهابات المتكررة، التي يمكن أن تؤدي إلى العقم.
- نزيف وخراجات.
- مشاكل التبول أو حبس البول، أو سلس البول.
- الاكتئاب، واسترجاع ذكريات الماضي، والذي قد يؤدي إلى إيذاء الفتاة لنفسها.
- مشاكل أثناء المخاض والولادة، والتي يمكن أن تهدد حياة الأم والطفل.
مضاعفات ختان البنات
يضر الختان بالفتيات والنساء من نواح كثيرة، وتنطوي خطورة ختان البنات على إزالة وإتلاف الأنسجة التناسلية السليمة والطبيعية للإناث، ويتداخل مع الوظائف الطبيعية لأجسام الفتيات والنساء.
وبشكل عام، تزداد مخاطر تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية مع زيادة شدتها، والتي تتوافق هنا مع كمية الأنسجة التالفة. يمكن أن تشمل المضاعفات الفورية ما يلي:
- آلام حادة مستمرة.
- نزيف مفرط.
- تورم الأنسجة التناسلية.
- حمى.
- الالتهابات، مثل التيتانوس.
- مشاكل المسالك البولية.
- مشاكل التئام الجروح.
- إصابة الأنسجة التناسلية المحيطة.
- صدمة.
- موت بعض الفتيات بسبب فقدان الدم أثناء إجراء الختان، أوكنتيجة للتعرض لإصابة ما أو عدوى مباشرة أثناء عملية الختان.
بينما تشمل المضاعفات طويلة المدى ما يلي:
- مشاكل ومضاعفات متقدمة بالمسالك البولية، مثل التبول المؤلم، التهابات المسالك البولية.
- مشاكل المهبل، مثل إفرازات، أو حكة، أو التهاب المهبل الجرثومي والتهابات أخرى.
- مشاكل في الدورة الشهرية، مثل آلام الحيض الشديدة، وصعوبة في تمرير دم الحيض.
- ندبات وقطع شديد بالانسجة.
- مشاكل جنسية، مثل آلام أثناء الجماع، وقلة الرضا، وانخفاض الرغبة الجنسية.
- زيادة خطر حدوث مضاعفات الولادة، مثل صعوبة وتعسر الولادة، والنزيف المفرط، والولادة القيصرية، والحاجة إلى إنعاش الطفل، ووفيات الأطفال حديثي الولادة.
- الحاجة إلى عمليات جراحية لاحقة: على سبيل المثال، قد يؤدي إغلاق أو تضييق فتحة المهبل في النوع الثالت إلى إجراء قطع المهبل المحكم لاحقاً للسماح بالاتصال الجنسي والولادة وهو ما يعرف باسم ختان النساء.
- في بعض الأحيان يتم خياطة الأنسجة التناسلية مرة أخرى عدة مرات، بما في ذلك بعد الولادة، وبالتالي تخضع المرأة لإجراءات الفتح والإغلاق المتكررة، مما يزيد من المخاطر والمضاعفات الفورية وطويلة الأجل.
- مشاكل نفسية، مثل الاكتئاب، والقلق، واضطرابات ما بعد الصدمة.
اقرأ أيضاً: كل ما تحتاجين إلى معرفته عن أعراض التهاب المهبل وعلاجه
اضرار ختان البنات بعد الزواج
تؤثر عملية ختان البنات بشكل كبير على الفتاة بعد الزواج، إذ تعاني الكثير من النساء مشاكل العلاقة الزوجية، والحمل، والولادة، فيما يلي بعض أضرار ختان البنات بعد الزواج:
- آلام شديدة أثناء العلاقة الزوجية.
- البرود الجنسي لبعض الفتيات، ونقص الإحساس بالمتعة.
- الخوف من العلاقة الزوجية.
- صعوبة في الحمل.
- تعسر الولادة الطبيعية.
- الإصابة بالعقم.
- النزيف الذي قد يؤدي إلى الموت.
يوصى في بعض الحالات، بإجراء جراحي يسمى إزالة العدوى، والذي يمكن أن يخفف ويحسن بعض الأعراض. كما يمكن إجراء الجراحة لفتح المهبل إذا لزم الأمر، وهذا ما يسمى إزالة الاحتقان.
يجرى كذلك في بعض الأحيان إجراء جراحي للنساء اللواتي يعانين من صعوبة في التبول، أو يواجهن مشاكل وآلام أثناء ممارسة الجنس.
اقرأ أيضاً: المشاكل الجنسية عند المرأة