يعد الحليب أو اللبن بمختلف مصادره وأنواعه، من أكثر الأشربة المفيدة لصحة جسم الإنسان وبنائه، حيث استخدم منذ قديم الزمان كعلاج وقائي للعديد من الأمراض، نظراً لاحتوائه على مواد ومعادن ضرورية لصحة الجسم. فضلاً عن استخدامه كشراب يومي لذيذ للصغار والكبار في الصباح وعند المساء.
وعلى الرغم من أنه يمكننا الحصول على الحليب من مصادر كثيرة حيوانية، مثل حليب البقر، وحليب الإبل، وحليب الماعز، وأخرى نباتية مثل حليب الصويا، وحليب الأرز، وحليب جوز الهند وغيرها الكثير، إلا أننا نرى أغلبية الناس يعتمدون في استخدامهم على الحليب الحيواني وخصوصاً حليب البقر، متجاهلين بذلك الأصناف الأخرى المتوفرة، إما لقلتها أو للجهل في مواصفاتها وفوائدها. مع أنه من الممكن أن يكون هناك ما هو أكثر فائدة وأقل ضرراً على الصحة من حليب البقر الشائع.
يوجد أيضاً نسبة كبيرة من الناس، الذين لا يناسبهم شرب أنواع الحليب شائعة الاستخدام مثل حليب البقر، والذي يمكن أن يسبب لهم بعض أنواع الحساسية وعدم التحمل، ويتطلعون إلى البحث عن بدائل أخرى لهم. فهل يمكن أن يكون لبن الماعز خياراً جيداً لهم؟ هذا ما سوف نتعرف عليه بعد قراءة هذا المقال، حيث سنسلط الضوء على حليب الماعز أو لبن الماعز؛ بهدف توضيح فوائده، ومقارنته مع غيره من أنواع الحليب.
اقرأ أيضاً: اضطراب هضم سكر الحليب، الاسباب، التشخيص، العلاج
فوائد لبن الماعز الصحية
تأتي أهمية لبن الماعز (بالإنجليزية: Goat's Milk) من احتوائه على كميات أكبر من المعادن والفيتامينات الضرورية لجسم الإنسان مقارنة مع حليب البقر أو الأنواع المختلفة من الحليب النباتي. كما يتميز لبن الماعز عن غيره نظراً لاحتوائه على كميات أقل بنسبة قليلة من الدهون، مما يجعل منه خياراً بديلاً لأولئك الذين يعانون من بعض أمراض الدم والشرايين.
بالإضافة إلى إمكانية اعتبار لبن الماعز بديلاً مناسباً عن حليب البقر، عند بعض الأشخاص الذين يعانون من حساسية اللاكتوز(lactose intolerance)؛ نظراً لاحتوائه على كميات أقل من اللاكتوز مقارنة مع حليب البقر.
ويعد لبن الماعز، الحليب الأقرب إلى حليب البقر من الناحية الغذائية، بالإضافة إلى احتوائه على الكثير من المكونات الموجودة في حليب الأم، مما يجعل من السهل تناوله وهضمه في الجسم. كما يساعد لبن الماعز في علاج بعض الأمراض الجلدية، مثل الأكزيما وحب الشباب، بالإضافة إلى المساعدة في علاج أمراض الدم والأعصاب، مثل فقر الدم، ونقص المعادن، ومرض باركنسون أيضاً.
وفي ما يلي بعض النقاط الإضافية الصحية التي يمكن الحصول عليها من لبن الماعز مقارنة مع حليب البقر، والتي يمكن اعتبارها سبباً كفيلاً للانتقال إلى شرب لبن الماعز بدلاً عن المصادر الحيوانية الأخرى أو النباتية:
- أقل لاكتوز: يعاني بعض الأشخاص من حساسية تنتج لديهم تجاه حليب البقر بسبب احتوائه على سكر اللاكتوز، وتسمى حساسية اللاكتوز أو عدم تحمل اللاكتوز. وقد تبين في عدد من الأبحاث أن لبن الماعز يحتوي على كميات أقل من اللاكتوز مقارنة مع حليب البقر. مما يزيد من احتمالية أن يكون خياراً بديلاً مناسباً لهم، ولكن يجب إستشارة الطبيب أو أخصائي التغذية قبل استخدامه. بالإضافة إلى أن احتواء حليب الماعز على كميات أقل من اللاكتوز يجعل منه حليباً سهلاً للهضم، خفيفا على الجهاز الهضمي.
- أقل ألفا إس 1 كازين: يحتوي لبن الماعز على كميات أقل من البروتين ألفا إس 1 كازين (بالإنجليزية: Alpha S1 Casein)، المسؤول عن عدم تحمل الحليب الذي يعاني منه بعض الناس تجاه حليب البقر الذي يحتوي على هذا البروتين بكميات أكبر من لبن الماعز. وبالتالي يمكن أن يتناسب شرب لبن الماعز مع هؤلاء الأشخاص. ولكن يجب إستشارة الطبيب أو أخصائي التغذية قبل تناوله.
- يحفز شرب لبن الماعز على امتصاص المعادن مثل الحديد والنحاس، وغيرها من الفيتامينات والمواد الغذائية الموجودة في الأطعمة عند تناولها معاً.
- يتفوق لبن الماعز على الحليب النباتي باحتوائه على كميات كبيرة من المواد الغذائية الطبيعية. كما يفتقر لبن الماعز إلى المواد غير الطبيعية، التي تضاف إلى الحليب النباتي عند استخراجه وتصنيعه.
- يحفز لبن الماعز عند تناوله، إنتاج هيموغلوبين الدم، مما يجعل منه شراباً صحياً يومياً للأشخاص الذين يعانون من فقر الدم وهشاشة العظام.
- ينصح الأطباء وأخصائيو التغذية الأشخاص الذين يعانون من مشاكل جلدية مثل الأكزيما وحب الشباب، على شرب لبن الماعز بشكل منتظم.
- يحتوي لبن الماعز على كميات أكبر من السكريات قليلة التعدد (بالإنجليزية: Oligosaccharides)، حيث تعمل هذه السكريات على تحفيز البكتيريا النافعة الموجودة في الجهاز الهضمي عند الإنسان، مما يجعل منه خياراً أسهل للهضم مقارنة مع حليب البقر. اقرأ أيضاً: تعرف إلى أنواع الحليب وكيفية اختياره
- تشكل الدهون الموجودة في لبن الماعز جسيمات أصغر حجماً من دهون حليب البقر، عند تواجدها في الجهاز الهضمي، مما يجعله سهلاً للهضم.
- يحتوي لبن الماعز على أحماض دهنية (بالإنجليزية: Fatty acids)، لا يتم تخزينها بعد هضمها في الجسم، بل يتم تحويلها والإستفادة منها مباشرة في إنتاج الطاقة في الجسم.
- يحتوي لبن الماعز على حمض اللاكتيك (بالإنجليزية: Lactic acid)، الذي يساعد على إزالة الخلايا الميتة عن الجلد. لذلك يمكن استخدام لبن الماعز كماسك للوجه؛ لزيادة نضارة البشرة وتفتيحها.
- ينصح بعض الأطباء وأخصائيو التغذية الأشخاص الذين يعانون من الإمساك، والربو، ومشاكل نزف الدم، بشرب لبن الماعز بصورة منتظمة. حيث وجد في بعض الدراسات والأبحاث، أن لبن الماعز قادر على المساعدة في علاج وعدم تطور مثل هذه الأمراض.
للمزيد: معلومات تهمك عن الحليب
أهم الفيتامينات والمعادن بحليب الماعز
يحتوي حليب الماعز على فيتامينات ومعادن كثيرة ومتنوعة، بنسبة أعلى من أنواع الحليب الأخرى وهي ضرورية لسلامة الجسم وصحته. ومن هذه المعادن والفيتامينات:
- فيتامين ب٥: فيتامين يدخل في إنتاج الطاقة في الجسم، والتخلص من الإرهاق والتعب.
- البيوتين (بالإنجليزية: Biotin): أو فيتامين ب٧ الضروري لصحة الأعصاب وحيوية البشرة والشعر.
- فيتامين أ: فيتامين ضروري للرؤية والبشرة. حيث يساعد لبن الماعز على محاربة التجاعيد، والتخلص من حب الشباب، وترطيب البشرة بصورة عالية.
- الحديد.
- الزنك: يحتوي لبن الماعز على كميات كبيرة من الزنك إضافة إلى احتوائه على كميات كبيرة من عنصر السيلينيوم؛ مما يجعل منه مشروباً صحياً يساعد في تحسين وظائف الجسم عند مرضى الباركنسون.
- الكالسيوم: يحتوي لبن الماعز على كميات كبيرة من الكالسيوم الذي يدخل في عملية تخثر الدم، ونمو العظام والأسنان. ويكون امتصاص الكالسيوم الموجود في لبن الماعز أسهل على جسم الإنسان مقارنة بالكالسيوم الموجود في الأطعمة الأخرى.
- البوتاسيوم: يحتوي لبن الماعز على البوتاسيوم الذي يؤثر على الأعصاب، والعضلات، وضغط الدم في جسم الإنسان.
- الفسفور: يحتوي لبن الماعز على الفسفور الذي يؤثر على نمو العظام والأسنان، بالإضافة إلى دوره في إنتاج الطاقة من الطعام.
- اليود: يحتوي لبن الماعز على اليود المسؤول عن قيام الغدة الدرقية بوظائفها الهرمونية بشكل سليم.
- الكلور: يحتوي لبن الماعز على كميات كافية من الكلور الضروري لسلامة الجهاز الهضمي في الجسم.
- المغنيسيوم: ينصح الأطباء شرب لبن الماعز للأشخاص الذين يعانون من نقص المغنيسيوم بسبب احتوائه على كميات كبيرة من المغنيسيوم.