تتسبب السمنة بزيادة خطر الإصابة بالعديد من الأمراض، وأهمها أمراض القلب، حيث أن الوزن الزائد يمكن أن يشكل ضغط إضافي على القلب والتأثير على إيقاعه، كما يمكن أن تتسبب السمنة بزيادة خطر حدوث تضيق في الشرايين التاجية، وكل ذلك يساهم بالتأثير سلبًا على صحة القلب. [1،2]
هذا المقال يناقش كل ما يخص السمنة وأمراض القلب.
محتويات المقال
تعتبر السمنة إحدى عوامل الخطر الرئيسية للإصابة بأمراض القلب، كما يمكن أن تزيد السمنة من خطر حدوث الوفاة نتيجة الإصابة بهذه الأمراض. لكن، إن زيادة وزن الفرد لا تعني دائمًا بأنه حتمًا سيصاب بأحد أمراض القلب. [1،2]
عادة ما يتم تشخيص الفرد بالسمنة عند تجاوز مؤشر كتلة الجسم لديه لأكثر من 30. لكن، من الممكن أن لا يكون مؤشر كتلة الجسم دقيقًا في تحديد ذلك، حيث أنه يأخذ بعين الاعتبار طول ووزن الفرد فقط، بغض النظر عن نسبة الدهون والعضلات لديه. [1]
وبالتالي، فإنه لن يكون دقيقًا للرياضيين الذين يمتلكون أوزانًا ثقيلة نتيجة لزيادة كتلة العضلات لديهم. وبدلًا من ذلك، يمكن قياس نسبة محيط الخصر ومحيط الورك، حيث يعتبر الفرد معرضًا لمخاطر السمنة الصحية في حال كانت لديه هذه النسبة 0.86 أو أكثر للرجال و 1 أو أكثر للنساء. [1]
وفيما يلي نذكر تفاصيل العلاقة ما بين السمنة وأمراض القلب:
لماذا تزيد السمنة من خطر الإصابة بأمراض القلب؟
يمكن أن تؤثر السمنة على القلب بشكل سلبي نتيجة لعدة أسباب، والتي تتضمن:
زيادة خطر الإصابة بتصلب الشرايين
ترتبط السمنة وارتفاع مؤشر كتلة الجسم ارتباطًا وثيقًا مع تصلب الشرايين، كما أن هذا الارتباط يكون أقوى في حال كان لدى الفرد: [3]
- ارتفاع في محيط الخصر.
- ارتفاع في نسبة الخصر إلى الورك.
- ترسب الدهون تحت الجلد في منطقة البطن.
حيث أن زيادة مستويات الدهون في الجسم، وخاصة دهون البطن، يمكن أن تتسبب برفع مستويات الالتهاب في الجسم وتزيد من مقاومة الأنسولين، وهي عوامل خطر يمكن أن تزيد من احتمالية حدوث تصلب الشرايين. [1]
كما أن السمنة ترتبط بزيادة مستويات الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية وانخفاض مستويات الكوليسترول النافع. [3،4]
وعادة ما يكون الارتباط ما بين زيادة الوزن وتصلب الشرايين أقوى لدى الرجال مقارنة بالنساء اللواتي لم يصلن بعد لسن اليأس. [3]
ويعد تصلب الشرايين أحد العوامل المسببة للإصابة بمرض الشريان التاجي، حيث أن تراكم اللويحات على جدران الشرايين التي تغذي القلب سيتسبب بصعوبة تدفق الدم نحو القلب، وهو ما يسبب الإصابة بالنوبات القلبية والذبحة الصدرية. [1،3]
زيادة الضغط على القلب
يمكن أن تفسر العلاقة ما بين السمنة وأمراض القلب أيضًا، بتسبب زيادة الدهون في الجسم بزيادة حجم الدم في الجسم، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى بذل القلب لجهد أكير من أجل الخفقان بقوة أكبر لتوزيع هذا الدم عبر أنحاء الجسم. [1]
وعلى المدى الطويل، يمكن أن تحدث تغيرات هيكلية في القلب، بما في ذلك البطينين، نتيجة لهذا الجهد الإضافي، وهو ما يمكن أن يتسبب بالإصابة بفشل القلب. [1]
اقرأ أيضًا: ما هي أعراض أمراض القلب؟
زيادة ضغط الدم
ترتبط السمنة أيضًا بالإصابة بارتفاع ضغط الدم، حيث من الممكن أن يكون سبب ارتفاع ضغط الدم في معظم الحالات المشخصة هي معاناة الفرد من السمنة وزيادة الوزن، فوجود كمية أكبر من الأنسجة الدهنية في الجسم تتسبب بالعديد من التغييرات المعقدة في الجسم والتي يمكن أن تؤثر على ضغط الدم. [1،3]
ويمكن أن يعد هذا الرابط ما بين السمنة وارتفاع ضغط الدم، سببًا لتفسير وجود الرابط ما بين السمنة وأمراض القلب، فارتفاع ضغط الدم يعد أحد عوامل خطر الإصابة بتصلب الشرايين، كما أنه يمكن أن يتسبب بوضع جهد أكبر على القلب لضخ القلب، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى حدوث تغييرات في عضلة القلب والشرايين، مما يمكن أن يسبب زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية، والنوبات القلبية، وفشل القلب. [1]
زيادة خطر عدم انتظام ضربات القلب
تتسبب التغيرات الهيكلية التي تحدث في القلب نتيجة للإصابة بالسمنة أيضًا بحدوث تغيرات في الإشارات الكهربائية المسؤولة عن تنظيم ضربات القلب. لذا، وكأحد أمراض القلب التي يمكن أن تزيد السمنة من خطر الإصابة بها هو مرض الرجفان الأذيني وهو أحد أنواع عدم انتظام ضربات القلب. [1]
ويزداد هذا الرابط ما بين السمنة والرجفان الأذيني في حال تواجدت عوامل أخرى لدى الفرد، ومنها: [1]
- ارتفاع مستويات الالتهاب في الجسم.
- زيادة الدهون حول القلب.
- حدوث تغير في حجم الدم المرتبط بالسمنة.
- الإصابة بمشكلات صحية أخرى ترتبط بالسمنة، مثل قصور القلب، وتوقف التنفس أثناء النوم ، وارتفاع ضغط الدم.
زيادة خطر الإصابة بالسكري
أيضًا، وكعلاقة غير مباشرة ما بين السمنة وأمراض القلب، هي أنه يمكن أن تزيد السمنة من احتمالية الإصابة بالسكري من النوع الثاني وارتفاع مستويات السكر في الدم، ويمكن أن تتسبب المستويات المرتفعة من السكر في الدم إلى إتلاف الأوعية الدموية داخل وحول قلب، بالإضافة إلى إتلاف الأعصاب التي تتحكم بنبضات القلب. [1،3]
ما هي أمراض القلب التي تسببها السمنة؟
تتضمن أمراض القلب التي يمكن أن تزيد السمنة من خطر الإصابة بها ما يلي: [1،3]
- النوبات القلبية.
- فشل القلب.
- الرجفان الأذيني.
- أمراض القلب التاجية.
اقرأ أيضًا: اخطر انواع امراض القلب لدى الكبار والاطفال
شكل الجسم وعلاقته بأمراض القلب
يمكن أن يعتمد مقدار خطر الإصابة بأمراض القلب بسبب السمنة على أي من أجزاء الجسم المختلفة يتراكم فيه الدهون. فمثلًا، وجد أن تراكم الدهون في منطقة البطن والخصر وامتلاك الفرد لجسم شكله يشبه التفاحة يسبب زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب بمعدل أكبر من الأفراد الآخرين الذين تتجمع لديهم الدهون في منطقة الوركين والفخذين ويمتلكون جسم بشكل الإجاص. [1،2]
إن امتلاك الفرد لجسم بشكل التفاحة يجعله لديه خطر أكبر للإصابة بارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، والسكتة الدماغية، والسكري. [2]
وحول سبب وجود هذه العلاقة ما بين أمراض القلب والسمنة في منطقة البطن، فإن ازدياد محيط الخصر يرتبط بالدهون الحشوية، والتي ترتبط بمستويات أعلى من الالتهاب، كما أنها مرتبطة بارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري. والدهون الحشوية هي الدهون المخفية الموجودة حول الأعضاء المتواجدة داخل البطن، وهي مختلفة كليًا عن الدهون المتواجد تحت الجلد في محيط الخصر والتي يمكن لمسها باليدين. [1]
هل فقدان الوزن الزائد يقلل من الإصابة بأمراض القلب؟
نعم، حيث تعتبر الإصابة بالسمنة من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب القابلة للتحكم، ففقدان 10% من وزن الجسم يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب، وخاصة مرض القلب التاجي، كما أنه يحسن من مستويات الدهون في الدم. [1،2]
وكل ما هو مطلوب من الفرد المصاب بالسمنة هو الالتزام بنظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية. وفي الحالات الشديدة وغير المستجيبة لذلك، يمكن للفرد استشارة الطبيب بخصوص استخدام الأدوية أو إجراء إحدى عمليات السمنة. [1،2،4]
وتتضمن النصائح الغذائية والخاصة بنمط الحياة التي ينصح بها للتخفيف من الوزن الزائد ما يلي: [1،4]
- تناول الأطعمة التالية:
- الفواكه والخضروات الطازجة.
- الحبوب الكاملة، مثل الأرز البني، والشوفان، والقمح الكامل، والذرة.
- الأسماك، والدواجن، وقطع اللحوم الخالية من الدهون.
- البقوليات، مثل الفول، والعدس، والحمص.
- منتجات الألبان قليلة الدسم أو الخالية من الدسم.
- الدهون الصحية، مثل زيت الزيتون، والزيتون، والأفوكادو.
- المكسرات.
- تجنب الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة، أو الدهون غير المشبعة، والكربوهيدرات المكررة، والملح.
- التقليل من حجم الحصة الواحدة من وجبة الطعام.
- تجربة الصيام المتقطع.
- تجنب التدخين.
- التقليل من تناول الكحول.
- التقليل من مستويات التوتر.
- النوم جيدًا.
اقرأ أيضًا: كيف تحمي نفسك من أمراض القلب؟
السمنة وأمراض القلب عند الأطفال
لا تقتصر علاقة السمنة وأمراض القلب على الكبار فقط، حيث أن الأطفال المصابين بالسمنة معرضين أيضًا لخطر الإصابة بأمراض القلب. ففي دراسة نشرت عام 2015 في مجلة نيو إنغلاند الطبية والتي تضمنت مشاركة 9000 طفل ومراهق تتراوح أعمارهم بين 3 و 19 عامًا يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، وجد أن الأطفال والمراهقين الذين يعانون من السمنة المفرطة تكون قيمة ضغط دم ومستويات السكر لديهم أعلى مقارنة بالأطفال الذين لديهم زيادة في الوزن، كما وجد أن مستويات الكوليسترول لديهم سيئة. [5]
وبما أن ارتفاع كل من ضغط الدم و السكر في الدم والمستويات السيئة للكوليسترول في الدم تعد من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب عند الكبار، فمن الممكن أن تتسبب أيضًا بزيادة خطر الإصابة بها لدى الأطفال. [5]
نهاية، إن الرابط ما بين السمنة وأمراض القلب يعود لعدة أسباب وتفاسير، بما فيها التسبب بزيادة الجهد على القلب، وزيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم والسكري اللذان يعتبران من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب. لذا، لا بد من الحفاظ على الوزن وإبقائه ضمن مستوياته الطبيعية بهدف التقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب.