الغدة جار درقية هي غدة تتكون من أربعة غدد تقع في الجزء الخلفي من منطقة الرقبة، أعلى وأسفل الغدة الدرقية، ويتراوح حجم كل غدة منها ما يقارب حجم حبة الأرز، (أي أن قطر كل غدة منها يتراوح بين 3 إلى 4 مل، وتزن كل غدة 30 مغ تقريباً).
تكمن أهمية الغدة جار الدرقية في المحافظة على نسب الكالسيوم في الدم ضمن مستوياته الطبيعية. وعلى الرغم من أن اسمها يوحي بعلاقتها بالغدة الدرقية، إلا أن الغدة جار الدرقية ليس لها أي علاقة وظيفية أو صحية بالغدة الدرقية.
أهمية هرمون الغدة جار الدرقية
تكمن أهمية الغدة جار الدرقية في عملها كمنظم لمستويات الكالسيوم في الدم ضمن مستوياتها الطبيعية، حيث أنها تحافظ على نسبة الكالسيوم في الدم ضمن مستوياته الطبيعية كالتالي:
- عندما تقل نسبة الكالسيوم في الدم، تبدأ الغدة جار الدرقية بإنتاج هرمون الغدة جار الدرقية لإعادة نسبة الكالسيوم في الدم إلى المستويات الطبيعية.
- عندما ترتفع نسبة الكالسيوم في الدم عن مستوياته الطبيعية فإن الغدة جار الدرقية تتوقف عن إنتاج هرمون الغدة جار الدرقية.
ومن الجدير بالذكر أن المحافظة على نسب الكالسيوم في الدم ضمن مستوياته الطبيعية له أهمية كبيرة في تنظيم وظائف القلب، والجهاز العصبي، والكلية، والعظام.
آلية تنظيم هرمون الغدة جار الدرقية لمستويات الكالسيوم
يعمل هرمون الغدة جار الدرقية على زيادة نسبة الكالسيوم في الدم من خلال:
- تحرير الكالسيوم من الخلايا العظمية إلى الدم، عن طريق تحليل العظام والتي تعد مخزناً للكالسيوم في الجسم.
- زيادة امتصاص الأمعاء للكالسيوم من الطعام الذي نتناوله، وإرساله إلى الدم.
- تقليل نسب الكالسيوم التي تخرج مع البول، من خلال التأثير على وظائف الكلى.
اضطرابات الغدة جار الدرقية
يتراوح المستوى الطبيعي لهرمون الغدة جار الدرقية في الدم بين 10-65 بيكروجرام/ مل. ويفيد تحليل هرمون الغدة جار الدرقية في تحديد الاضطرابات التي قد تصيب الغدة جار الدرقية، وتشمل هذه الاضطربات على ما يلي:
فرط نشاط الغدة جار الدرقية
يعد فرط نشاط الغدة جار الدرقية عبارة عن فرط نشاط إحدى أو جميع الغدد جارات الدرقية، وذلك من خلال زيادة إفراز هرمون الغدة جار الدرقية وارتفاع نسبته في الدم.
ومرض فرط نشاط الغدة جار الدرقية يقسم إلى نوعين، وهما:
- فرط نشاط الغدة جار الدرقية الأولي
يحدث فرط نشاط الغدة جار الدرقية الأولي غالباً بسبب ورم حميد في الغدة جار الدرقية، ويؤدي تضخم واحدة أو أكثر من الغدد جارات الدرقية إلى زيادة إفراز هرمون الغدة جار الدرقية، وذلك يؤدي إلى زيادة تركيز أيونات الكالسيوم في الدم، مسببة بذلك حالة مرضية تسمى بفرط الكالسيوم في الدم، والتي تؤدي إلى اضطرابات صحية خطيرة منها تدهور صحة العظام.
يعالج فرط نشاط الغدة جار الدرقية الأولي من خلال الاستئصال الجراحي للأنسجة غير الطبيعية من الغدة جار الدرقية.
للمزيد: جراحة الغدة الدرقية
- فرط نشاط الغدة جار الدرقية الثانوي
فرط نشاط الغدة جار الدرقية الثانوي هو الارتفاع الكبير في نسب هرمون الغدة جار الدرقية، ويحدث نتيجة الإصابة بأمراض تسبب انخفاض تركيز أيونات الكالسيوم في الدم، مثل نقص فيتامين د، وبالتالي يزداد نشاط الغدة جار الدرقية لتعويض هذا النقص.
أعراض الإصابة بفرط نشاط الغدة جار الدرقية
غالبًا ما يتم تشخيص فرط نشاط الغدة الدرقية قبل ظهور أي علامات أو أعراض على الجسم، ولكن قد يتم ملاحظة أعراض وعلامات مرضية نتيجة حدوث تلف في أعضاء وأنسجة الجسم، أو بسبب حدوث خلل وظيفي ناتج عن ارتفاع مستويات الكالسيوم في الدم والبول، أو بسبب انخفاض نسبة الكالسيوم في العظام، وغالباً ما تكون أعراض فرط نشاط الغدة جار الدرقية خفيفة وغير واضحة على الإطلاق، ولا يمكن الاستدلال من خلالها على وجود مشكلة في الغدة جارة الدرقية، ولكن من جهة أخرى من الممكن أن تكون هذه الأعراض شديدة الخطورة في بعض الأحيان، وتشمل أعراض فرط نشاط الغدة جار الدرقية ما يلي:
- الإصابة بهشاشة العظام وسهولة تكسرها.
- حصى الكلى.
- كثرة التبول.
- ألم في البطن.
- الضعف، وسرعة الشعور بالتعب.
- الاكتئاب.
- النسيان.
- آلام العظام والمفاصل.
- غثيان وتثيؤ.
- فقدان الشهية.
- ارتباك وعدم القدرة على التركيز.
- تشنج في العضلات، وإحساس بوخز في اليدين والقدمين.
- اضطرابات في النوم.
- سرعة الغضب والانفعال.
- انخفاض الرغبة الجنسية.
- صداع مزمن.
- ارتفاع ضغط الدم.
قصور الغدة جار الدرقية
تعد قصور الغدة جار الدرقية حالة مرضية تؤدي إلى انخفاض نسبة الهرمون الغدة جار الدرقية في الدم، مما يؤدي إلى انخفاض تركيز أيونات الكالسيوم في الدم.
ويحدث عادة بسبب استئصال الغدد جارات الدرقية أثناء العمليات الجراحية للرقبة أو بعد العلاج الإشعاعي لمنطقة الرقبة. ويتم علاج مثل هذه المشاكل بإعطاء المرضى حبوب المكملات الغذائية التي تحتوي فيتامين د وكالسيوم.
أعراض الإصابة بقصور الغدة جار الدرقية
يعد قصور الغدة جار الدرقية مرضاً نادراً،وتشمل أعراضه ما يلي:
- زيادة مستويات الفسفور في الدم.
- وخز في اليدين وحول الفم والشفتين.
- تشنج العضلات، وخاصة عضلات الساقين، والقدمين، والبطن، وأسفل الظهر، والوجه.
- الكزاز.
- تعب وضعف عام.
- اضطرابات الحيض وعسر الطمث.
- تساقط الشعر.
- هشاشة الأظافر.
- جفاف الجلد.
- الاكتئاب والقلق.
- عدم انتظام ضربات القلب.
- نوبات صرع.
- ارتعاش.
- إعتام عدسة العين.
- مشاكل في الأسنان.
- انخفاض ضغط الدم.
ومن الجدير بالذكر أن أمراض الكلى المختلفة إلى زيادة مستوى الفسفور في الدم أو انخفاض مستوى فيتامين د، مما يؤدي إلى انخفاض مستوى الكالسيوم في الدم، فتقوم الغدة جار الدرقية بإنتاج كميات أكبر من الهرمون الغدة جار االدرقية لتعويض هذا النقص في نسبة الكالسيوم مسبباً فرط نشاط الغدة جار الدرقية الثانوي، وإذا تم علاج انخفاض نسبة الكالسيوم أو زيادة نسبة الفسفور فإن الغدد جارات الدرقية سترجع إلى حالتها الطبيعية السليمة.
سرطان الغدة جار الدرقية
أن عملية النمو الكبير غير المسيطر عليه لخلايا الغدة جار الدرقية يؤدي إلى إنتاج كميات كبيرة من الهرمون تفوق المستوى الطبيعي لها في الدم، مسبباً فرط نشاط الغدة جار الدرقية الثانوي.
يعد سرطان الغدة جار الدرقية من السرطانات النادرة جداً، والتي يسهل علاجها، وكلما تم اكتشافه في مراحل مبكرة كلما زادت سهولة علاجه بشكل أكبر.
ولأن الوظيفة الأساسية لخلايا الغدة جار الدرقية هي إنتاج هرمون الغدة جار الدرقية، فإن نموها خارج نطاق السيطرة سوف يؤدي إلى إنتاج الهرمون بكميات غير محدودة، ونتيجة ارتفاع هرمون الغدة جار الدرقية فإن نسبة أيونات الكالسيوم سوف تزداد كذلك.
وبعد الشفاء من سرطان الغدة جار الدرقية، يتوجب على المريض فحص نسبة هرمون الغدة جار الدرقية، ونسبة أيونات الكالسيوم في الدم لعدة سنوات بعدها للتأكد من عدم رجوع المرض مرة أخرى.
للمزيد: سرطان الغدة الدرقية.
أعراض الإصابة بسرطان الغدة جار الدرقية
تحدث معظم علامات وأعراض سرطان الغدة الدرقية بسبب حدوث فرط كالسيوم الدم، وتشمل هذه أعراض ما يلي:
- الضعف وسرعة الشعور بالتعب.
- تورم في الرقبة.
- غثيان وتقيؤ.
- فقدان الشهية.
- كثرة التبول.
- الإمساك.
- فقدان الوزن.
- ألم مزمن في الظهر والبطن.
- ألم في العظام.
- تغير في الصوت.
- مشاكل في البلع.
للمزيد: ما هي أسباب بحة الصوت؟
العلاقة بين أيونات الكالسيوم وفيتامين د والغدة جار الدرقية
يعتقد معظم الأشخاص أن أهمية الكالسيوم في الجسم تكمن في الحفاظ على صحة العظام فقط، ولكن في الحقيقة فإن الكالسيوم يعتبر مهماً لتنظيم عمل الجهاز العصبي، والجهاز العضلي، والقلب، والكليتين.
تعتبر العظام مخزن الكالسيوم في الجسم، ولكن متى تتحرر أيونات الكالسيوم من العظام؟
عندما تكون نسبة الكالسيوم في الدم أقل من المستوى الطبيعي، فإن الغدة جار الدرقية تبدأ بإنتاج هرمون الغدة جار الدرقية والذي بدوره يقوم بما يلي:
- تحرير أيونات الكالسيوم من العظام وبالتالي زيادة نسبة الكالسيوم في الدم.
- إنتاج كميات أكبر من فيتامين د بصورته الفعالة في الدم، إذ أن ارتفاع نسبة فيتامين د في الدم يؤدي إلى امتصاص كميات أكبر من الكالسيوم في الدم، وذلك لضمان رجوع نسب الكالسيوم في الدم إلى مستوياتها الطبيعية في الجسم.
فعند عودة نسب الكالسيوم في الدم إلى مستوياتها الطبيعية، تتوقف الغدة جار الدرقية عن إفراز هرمونها، كما تتوقف الكلية عن إنتاج فيتامين د.
ومن جهة أخرى، فإنه عند ازدياد نسبة الكالسيوم في الدم عن المستويات الطبيعية، فإن الغدة جار الدرقية تتوقف عن إفراز هرمون الغدة جار الدرقية، وبالتالي فإن الكلية لن تنتج أي كميات من فيتامين د، ولن يتم امتصاص كميات إضافية من الكالسيوم عبر المعدة، فتقل كمية الكالسيوم في الدم حتى تصل إلى مستوياتها الطبيعية مرة أخرى.
وبذلك فإن هرمون الغدة جار الدرقية تعمل مع فيتامين د للمحافظة على نسبة أيونات الكالسيوم ضمن مستوياتها الطبيعية في الدم.
ولا بد من حصولنا على فيتامين د بكميات كافية من الأغذية التي نتناولها ومن تعرضنا الجيد لأشعة الشمس، كما ويجب أن نحصل على الكالسيوم بكميات كافية لأجسامنا، لضمان الصحة الأفضل أجسامنا بشكل عام وعظامنا بشكل خاص.
آلية الكشف عن سلامة الغدة جار الدرقية
يتم تشخيص أمراض الغدة جار الدرقية عند مراجعة العيادة من خلال قيام الطبيب بإحدى أو جميع الإجراءات التالية:
- التاريخ المرضي والدوائي للمريض، من خلال طرح عدة أسئلة على المريض وتسجيل الإجابات والملاحظات التي يحتاجها، والتأكيد على ضرورة إحضار المريض لأي صور أشعة أو فحوصات قام بإجرائها خلال الفترة الأخيرة، و إخبار الطبيب عن أي أدوية بوصفة أو بدون وصفة يتناولها.
- فحص الموجات فوق الصوتية لمنطقة الرقبة، قد يساعد فحص الموجات فوق الصوتية الطبيب على تشخيص أي نمو غير طبيعي أو خلل في الغدة جار الدرقية، وعادة ما يطلبها الطبيب الجراح قبل إجراء العملية.
- المسح السيستاميبي، وهو مسح يتبع للطب النووي، ويقوم على تحديد الأنسجة غير الطبيعية في الغدة جار الدرقية، ويستخدمه الطبيب في بعض الحالات الخاصة.
- سحب الخلايا من خلال إبرة رفيعة، وهي طريقة سهلة، تتم عن طريق أخذ عينة أنسجة من أورام الغدة جار الدرقية لفحص سلامتها.