يعد تورم الركبة من الحالات المرضية الشائعة، فهي لا ترتبط فقط بكبار السن، بل يمكن أن تصيب أي شخص وفي أي عمر، فقد يحدث تورم أو انتفاخ الركبة عند الاطفال، وعادة ما يكون مؤلماً لكن قد يظهر تورم الركبة بدون الم أيضاً.
يحدث تورم الركبة نتيجة لأسباب عديدة، إما عادات غير صحية، أو بسبب بعض الوظائف التي تتطلب الوقوف لفترة طويلة، أو الإصابة ببعض الأمراض مثل التهاب المفاصل، وقد يكون التورم مزمناً في بعض الأحيان، ويتطلب علاجاً طويل الأمد.
قد تكفي العناية المنزلية في بعض الأحيان لعلاج تورم الركبة، مثل ممارسة بعض التمارين الرياضية المناسبة، أو بعض طرق التدليك للركبة، ويمكن أيضاً علاج تورم الركبة بالثلج، أو علاج تورم الركبة بالاعشاب.
بينما تتطلب بعض الحالات الأخرى مزيداً من الرعاية الطبية، والعلاج الدوائي، مثل استخدام الأدوية المسكنة المضادة للالتهاب، كمضادات الالتهاب غير الستيرويدية.
سنتناول في السطور القادمة الحديث عن اسباب تورم الركبة المختلفة، وطرق العلاج سواء المنزلية أو الرعاية الطبية، كذلك سنوضح كيفية الوقاية من انتفاخ وآلام الركبة، بالإضافة إلى عدد من النصائح للوقاية من تورم الركبة والآلام المصاحبة له.
اسباب تورم الركبة
تشمل أهم أسباب تورم وانتفاخ الركبة كلاً من:
التهاب الكيس الزلالي
يحدث الالتهاب الكيسي أو التهاب الجراب عندما تتهيج الأكياس المملوءة بالسائل الزلالي في الركبة؛ مما يسبب التهاباً، ويضغط على الأنسجة المحيطة مسبباً ألم وتورم الركبة والساق.
تشير الأكاديمية الأمريكية لجراحي العظام إلى أن الأسباب الأكثر شيوعاً لالتهاب الكيس الزلالي هي التعرض للصدمات القوية في الركبة. ويمكن للطبيب تشخيص تلك الحالة بفحص الركبة، وقد يطلب إجراء فحوصات، مثل الأشعة السينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي.
التهاب المفاصل
يعد التهاب المفاصل هو أحد الأسباب الأكثر شيوعاً لانصباب الركبة، ويمكن أن تسبب عدة أنواع من التهاب المفاصل تورم الركبة وفقاً لمؤسسة التهاب المفاصل، مثل:
- هشاشة العظام: هي الشكل الأكثر شيوعاً وتنتج عن انهيار الغضروف في الركبة.
- التهاب المفاصل الروماتويدي: هو أحد أمراض المناعة الذاتية، حيث يهاجم الجهاز المناعي المفاصل عن طريق الخطأ.
- التهاب مفاصل الصغار: يحدث عند الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 16 عاماً أو أقل.
- التهاب المفاصل التفاعلي: هو نوع مزمن يحدث عادة بعد الإصابة بعدوى في الأعضاء التناسلية أو المسالك البولية.
- التهاب المفاصل المعدي: ويحدث عندما تسبب عدوى معينة تورماً في المفصل.
- النقرس: هو شكل من أشكال التهاب المفاصل ينتج عن تراكم حمض البوليك في الدم.
إذا اشتبه الطبيب في التهاب المفاصل، فسوف يسأل عن الأعراض الأخرى ويفحص التاريخ الطبي للشخص، يمكن أيضاً أن يطلب بعض الاختبارات، مثل فحص الدم، والتصوير بالأشعة السينية.
للمزيد: التهاب المفصل التنكسي
الاصابات الحادة
قد تنجم الإصابات الحادة عن التمارين الرياضية، أو الحوادث التي تؤدي إلى صدمة شديدة في الركبة. وتتضمن بعض الأشكال الشائعة لإصابة الركبة الحادة ما يلي:
- التواءات في الأربطة أو العضلات المحيطة بالركبة.
- التهاب في الأوتار نتيجة لإنهاك الوتر أو المفصل أثناء ممارسة التمارين الرياضية.
- تمزق الغضروف نتيجة لصدمة قوية.
وقد يستخدم الطبيب لتشخيص وتقييم الحالة تقنية التصوير بالأشعة السينية، أو التصوير المقطعي المحوسب، أو التصوير بالرنين المغناطيسي.
الالتهابات
يمكن أن تسبب بعض أنواع العدوى حدوث ماء الركبة، مثل كلاً من:
- الذئبة: وهي حالة مزمنة تتسبب في مهاجمة الجهاز المناعي للأنسجة السليمة، وأهمها أنسجة المفاصل.
- مرض لايم: ينتشر هذا المرض عن طريق القراد، ويسبب أعراضاً شبيهة بأعراض الأنفلونزا، وطفحاً جلدياً، وتورماً في المفاصل.
يمكن أن تساعد بعض الاختبارات الطبيب على تحديد العدوى المسؤولة عن حدوث التورم، وعادة يصف الطبيب المضادات الحيوية إذا كانت العدوى بكتيرية.
اعراض تورم الركبة
يحدث التورم عادة بسبب وجود التهاب؛ إذ يؤدي الالتهاب إلى تراكم السوائل حول الأنسجة الملتهبة، مما يسبب تورماً وانتفاخاً. ويعاني الأشخاص المصابون بتورم الركبتين عادة من الأعراض التالية:
- انصباب أو تورم داخل المفصل.
- وذمة وهي تورم في الأنسجة حول المفصل.
- تدمي المفصل، وهو تورم ينتج عن تراكم الدم داخل المفصل.
ويمكن أن يكون الالتهاب وبالتالي التورم حاداً أو مزمناً، ويستمر التورم المزمن لفترة طويلة ويتطلب عناية طبية مستمرة، بينما ينتج التورم الحاد عن إصابة معينة ويختفي في غضون يوم، ويظهر في شكل:
- ألم.
- فقدان كامل أو جزئي لحركة الركبة.
- الشعور بالسخونة في الركبة.
- احمرار.
- تورم.
علاج تورم الركبة
يوجد العديد من الطرق التي تساعد على علاج تورم الركبة، تشمل ما يلي:
الراحة
يبدأ علاج تورم الركبتين بإراحتهما، فيجب تجنب ممارسة الرياضات العنيفة، أو أي أنشطة تضغط على الركبتين، أو حمل أوزان ثقيلة تشكل ضغطاً على الركب، لكن يفضل أيضاً مع الراحة، فرد الركبة بلطف وثنيها عدة مرات في اليوم للحفاظ على مرونتها.
الضغط
يمكن لف ضمادة مرنة حول الركبة بإحكام لمنع تراكم المزيد من السوائل، لكن يجب الحرص على عدم لفه بإحكام شديد؛ فقد يؤدي ذلك إلى حدوث تورم في أسفل الساق والقدم.
رفع الساق
يساعد رفع الساق فوق مستوى القلب على منع تدفق المزيد من الدم إلى الركبة؛ مما يقلل من الالتهاب والتورم، فيمكن للمريض الاستلقاء مع رفع الساق لأعلى على وسائد مرتفعة.
علاج تورم الركبة بالثلج
يمكن للمريض وضع الثلج على الركبة المتورمة لمدة 15 إلى 20 دقيقة كل ساعتين إلى أربع ساعات؛ إذ يساعد ذلك على تخفيف الألم والتورم.
التبديل إلى الحرارة
يمكن تعريض الركبة للحرارة بعد 72 ساعة من التثليج المتقطع، وذلك بأخذ حماماً دافئاً، أو استخدم وسادة تدفئة، أو منشفة دافئة لمدة 15 إلى 20 دقيقة عدة مرات في اليوم.
تدليك الركبة
قد يساعد تدليك الركبة على تصريف السوائل من المفصل، يمكن للمريض الاعتماد على نفسه في تدليك الركبة، أو يمكنه اللجوء لأخصائي العلاج الطبيعي. ويمكن استخدام بعض الزيوت للمساعدة على تدليك الركبة، مثل زيت الخروع الذي يساعد أيضاً على تقليل الألم والالتهاب.
للمزيد: تمزق الغضروف الهلالي لمفصل الركبة
استخدام المسكنات ومضادات الالتهاب
يساعد تناول الأدوية المضادة للالتهابات التي لا تستلزم وصفة طبية على تخفيف آلام الركبة، مثل أسيتامينوفين.
يمكن أيضاً استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، مثل الايبوبروفين، والأسبرين، والنابروكسين، فهذه الأدوية تساعد على تخفيف الالتهاب والتورم بالإضافة إلى تأثيرها المسكن.
قد يصف الطبيب في الحالات المتقدمة الكورتيكوستيرويدات مع مسكنات الألم، مثل بريدنيزون عن طريق الفم، كذلك يوجد أيضاً منشطات يمكن حقنها مباشرة في مفصل الركبة للمساعدة على تخفيف الالتهاب.
اقرأ أيضاً: احتكاك مفصل الركبة
الوقاية من تورم الركبة
ينبغي اتباع بعض العادات الصحية لتجنب حدوث تورم الركبة، تشمل تلك العادات ما يلي:
- يجب الحفاظ على وزن صحي لتقليل الضغط على الركبة.
- ينبغي تجنب حمل أوزان ثقيلة تسبب ضغطاً على الركبة.
- يجب تجنب الوقوف لفترات طويلة.
- ينبغي تجنب بعض وضعيات الجلوس التي تسبب مشكلات في الركبة، مثل جلسة القرفصاء.
- يمكن ممارسة بعض التمارين الرياضية المناسبة، مثل السباحة وغيرها من الرياضات المائية.
بذلك نكون تناولنا الحديث بالتفصيل عن تورم الركبة، وأسبابه، والطرق المختلفة للعلاج، وكذلك طرق الوقاية.