تعد كل من قرحة المعدة وقرحة القولون من أنواع القرح التي تظهر في الجهاز الهضمي، واللتان تمثلان ظهور قروح مفتوحة في جدار بطانة كل من المعدة أو الأمعاء الدقيقة على التوالي. وبالرغم من أنهما حالتان مختلفتان تمامًا، إلا أنه يمكن أن تتشابهان ببعض الأعراض والعلامات.
نناقش في المقال التالي أعراض قرحة المعدة والقولون، وكيف يمكن التفريق بينهما، بالإضافة إلى طرق تشخيص كل منهما.
محتويات المقال
أعراض قرحة المعدة
تحدث قرحة المعدة في جدار المعدة، وذلك عندما تؤثر أحماض المعدة على الطبقة الواقية المكونة من المخاط في الجهاز الهضمي، مسببة إزالتها أو انخفاض سماكتها. [1،2]
يمكن أن يصاب أي فرد بقرحة المعدة وفي أي عمر، ولكن تزداد احتمالية الإصابة بها مع التقدم في العمر، فالأفراد الأكبر سنًا هم الأكثر عرضة للإصابة وحدوث المضاعفات المرتبطة بقرحة المعدة. [1]
وتتراوح أعراض قرحة المعدة في شدتها اعتمادًا على حجمها ومكانها، حيث يمكن لا يشعر بعض المرضى بأية أعراض، بينما يصاب البعض الآخر بشعور غير مريح، أو بألم وحرقة في الجهاز الهضمي، وصولًا إلى إمكانية حدوث نزيف داخلي يحتاج عنده المصاب إلى نقل وحدات الدم في المستشفى. [1،2]
وفيما يلي نوضح أعراض قرحة المعدة بالتفصيل:
أعراض قرحة المعدة الشائعة
يعد ألم البطن أحد أهم أعراض قرحة المعدة وأكثرها شيوعًا، حيث عادة ما يشعر مرضى قرحة المعدة بالحرقة والألم في منطقة منتصف البطن الواقعة ما بين السرة وعظام الصدر، وخاصة عندما تكون المعدة فارغة بين الوجبات أو في فترة المساء. [2]
وغالبًا ما تتحسن أعراض قرحة المعدة المتمثلة بالألم بعد تناول المريض للقليل من الطعام أو بعد تناوله للأدوية المضادة للحموضة، ولكنها ستعود من جديد بعد فترة من الزمن. [1]
يمكن أن يستمر ألم حرقة المعدة لبضع دقائق أو بضع ساعات، كما أنه قد يأتي ويختفي لعدة أيام أو أسابيع. [1،2]
وتشمل أعراض قرحة المعدة الأخرى ما يلي: [1،2]
- الشعور بالانتفاخ.
- التجشؤ.
- فقدان الشهية.
- انخفاض الوزن.
- ظهور الدم في البراز.
- ظهور البراز بلون أسود داكن.
- القيء.
- الغثيان.
- ارتجاع الحمض والشعور بحرقة في الصدر.
- فقر الدم الذي ينتج عنه تعب عام، وشحوب في الجلد، وصعوبة التنفس.
أعراض قرحة المعدة الخطيرة
من الضروري جدًا معالجة قرحة المعدة ومتابعتها بشكل جيد عند الطبيب تجنبًا لحدوث المضاعفات، حيث تشمل المضاعفات ما يلي: [2]
- حدوث نزيف داخلي يهدد الحياة.
- امتداد قرحة المعدة عبر جدار الجهاز الهضمي إلى أعضاء أخرى مجاورة، مثل البنكرياس.
- حدوث ثقب في جدار المعدة.
- انسداد الجهاز الهضمي نتيجة تورم الأنسجة الملتهبة.
- الإصابة بسرطان المعدة.
ومن أعراض قرحة المعدة الخطيرة والتي يمكن أن تدل على حدوث هذه المضاعفات ما يلي: [2]
- ألم مزمن وشديد في البطن.
- صعوبة التنفس.
- القيء الدموي.
- خروج الدم مع البراز.
اقرأ أيضًا: ما هو علاج قرحة المعدة
أعراض قرحة القولون
تصنف قرحة القولون (بالإنجليزية: Ulcerative Colitis) كأحد أنواع الأمراض الالتهابية التي تصيب الجهاز الهضمي أيضًا، حيث تلتهب بطانة الأمعاء الغليظة، أو المستقيم، أو كليهما معًا، وينتج عن هذا الالتهاب تقرحات تصيب بطانة القولون الداخلية. [3]
تبدأ هذه تقرحات القولون بالظهور في منطقة المستقيم ومن ثم تنتشر صاعدة للأعلى عبر القولون، كما يمكن أن تشمل الأمعاء الغليظة بأكملها. [3]
تختلف خطورة وشدة أعراض قرحة القولون من مريض لآخر، كما يمكن أن تتغير الأعراض لدى نفس المريض مع مرور الوقت، حيث يمكن أن يشعر المصاب بأعراض طفيفة أو قد لا يشعر بها على الإطلاق. وفي أوقات أخرى، يمكن أن تعود الأعراض لديه وتصبح شديدة وغير محتملة. [3،4]
ولتوضيح الفرق بين أعراض قرحة المعدة والقولون، نأتي بالحديث هنا عن أعراض قرحة القولون وكيفية تمييزها عن غيرها:
أعراض قرحة القولون الشائعة
تشمل أعراض قرحة القولون ما يلي: [3،4]
- الشعو بألم في البطن.
- سماع أصوات للبطن.
- الشعور بألم في المستقيم.
- سوء التغذية.
- فقدان الوزن.
- ظهور براز دموي.
- الإسهال.
- زيادة حركة الأمعاء وتفريغها بشكل متكرر.
- خروج المخاط والصديد عبر فتحة الشرج.
وغالبًا ما يتم تمييز أعراض قرحة القولون عن أعراض قرحة المعدة، بكون الأعراض المرافقة للحالة الأولى أسوأ وأكثر شدة خلال فترة الصباح. [4]
أعراض قرحة القولون الخطيرة
بالإضافة إلى أعراض قرحة القولون السابقة، يمكن أن تظهر الأعراض والمضاعفات التالية إذا لم يتم علاج الحالة بشكل صحيح: [3]
- ألم في المفاصل.
- تورم في المفاصل.
- الغثيان وفقدان الشهية.
- ظهور مشاكل في البشرة.
- ظهور تقرحات في الفم.
- التهاب العينين.
- الإصابة بالجفاف.
- الحمى.
- النزيف.
- تعفن الدم.
- تضخم القولون.
اقرأ أيضًا: التعايش مع التهاب القولون التقرحي
تشخيص قرحة المعدة والقولون
يعتمد علاج قرحة المعدة والقولون على تشخيص كل منهما بشكل دقيق وصحيح، وبعد الحديث عن أعراض قرحة المعدة والقولون، نتحدث هنا عن طرق تشخيص كل منهما:
تشخيص قرحة المعدة
عند تشخيص قرحة المعدة، يبدأ الطبيب بسؤال المريض عن الأعراض التي يعاني منها، كما سيقوم بفحصه سريريًا للبحث عن أي نقاط ألم أو انتفاخ، وتعد الطريقة الوحيدة التي يمكن للطبيب تأكيد إصابة المريض بقرحة المعدة هي التنظير. [1،2]
تسمح عملية التنظير بتمرير أنبوب رفيع ومرن عبر الحلق مرورًا بالمريء ووصولًا إلى المعدة، حيث يحتوي هذا الأنبوب على كاميرا صغيرة في نهايته يستطيع الطبيب من خلالها رؤية بطانة جدار المعدة بحثًا عن أي تقرحات، كما يمكن أن يأخذ الطبيب خزعة ليتمكن من فحصها في المختبر. [1،2]
بالإضافة إلى عملية التنظير، يمكن أن يشخص الطبيب الإصابة بقرحة المعدة عن طريق الأشعة السينية، ويتم ذلك من خلال جعل المريض يشرب كمية من سائل الباريوم، والذي سيعمل على تغطية الجهاز الهضمي العلوي، وبالتالي يساعد الطبيب على رؤية بطانة المعدة بشكل أفضل. [2]
يمكن أن تشمل فحوصات تشخيص قرحة المعدة أيضًا ما يلي: [1،2]
- فحوصات الدم.
- فحوصات البراز.
- فحوصات التنفس.
تشخيص قرحة القولون
كما هو الحال عند تشخيص قرحة المعدة، يتم تشخيص قرحة القولون أولًا من خلال سؤال المريض عن الأعراض التي يعاني منها وتاريخه العائلي، ومن ثم سيقوم الطبيب بعمل الإجراءات التالية: [3،4]
- تحليل الدم، والذي يتضمن إجراء فحص تعداد الدم الكامل، وفحص مستويات بروتين سي التفاعلي، وفحص معدل الترسيب لكريات الدم الحمراء.
- اختبار البراز، بحثًا عن أية أعراض التهابية، أو نزيف، أو بكتيريا.
- التصوير بالأشعة السينية لمنطقة البطن والحوض، وذلك بعد إعطاء المريض حقنة الباريوم الشرجية.
- التنظير من المستقيم إلى القولون.
- أخذ عينة من القولون لفحصها.
نهاية، يوجد اختلاف ما بين أعراض قرحة المعدة وقرحة القولون، حيث غالبًا ما تتسبب قرحة المعدة بألم في البطن، والحرقة، والقيء، والغثيان. بينما تتسبب قرحة القولون عادة بالإسهال، وألم البطن والمستقيم، وخروج المخاط من فتحة الشرج. وفي حال عدم القدرة على التفريق ما بين أعراض قرحة المعدة وقرحة القولون، عندها سيقوم الطبيب بإجراء عدد من الفحوصات، وأهمها التنظير، بهدف الكشف عن القرحة وموقعها.