تشير متلازمة الأيض (بالإنجليزية: Metabolic Syndrome) إلى وجود عدة عوامل مرضية. تؤدي الإصابة بهذه العوامل إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، والأصابة بأمراض الكلى وغيرها من المضاعفات الخطيرة. فما العلاقة بين متلازمة الأيض وأمراض الكلى؟
ما هي متلازمة الأيض؟
يزداد عدد المرضى المصابين بمتلازمة الأيض في الدول المتقدمة. يطلق عليها أيضاً متلازمة خلل التمثيل الغذائي، أو متلازمة السمنة، أو متلازمة الإنسولين، أو متلازمة X. تشير متلازمة الأيض (بالإنجليزية: Metabolic Syndrome) إلي وجود خمسة عوامل مرضية، يكفي توافر ثلاثة عوامل فقط لتشخيص الإصابة بمتلازمة الأيض، وتتمثل هذه العوامل الخمسة فيما يلي:
- زيادة محيط الخصر.
- زيادة الدهون الثلاثية في الدم.
- نقص الكوليسترول الجيد (HDL) في الدم.
- الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
- زيادة معدل الجلوكوز في الدم.
ترتبط متلازمة الأيض بالإصابة بمرض السكري، وأظهرت العديد من الأبحاث موخراً وجود ارتباط وثيق بين متلازمة الأيض وأمراض الكلى، حيث وجد أن نفس الأسباب التي قد تؤدي إلى الإصابة بمتلازمة الأيض هي نفسها الأسباب التي قد تسبب أمراض الكلى المزمنة، كما تؤدي متلازمة الأيض إلى الإصابة بأمراض القلب والإصابة بأمراض الأوعية الدموية التي تتسبب في الإصابة بمرض الكلى في مراحله الأولى، كما تعمل على تطور الحالة والإصابة بمرض الكلى المزمن في النهاية.
اقرأ أيضاً: أمراض الكلى
توضيح العلاقة بين متلازمة الأيض وأمراض الكلى
تؤدي متلازمة الأيض إلى تقليل معدل الترشيح الكبيبي (بالانجليزية: Glomerular filtration rate)، حيث يصل معدل الترشيح في الإصابة بمتلازمة الأيض أقل من 60 ملليلتر في كل دقيقة، وتسبب متلازمة الأيض كذلك إفراز الألبومين في البول، مما يؤدي إلى فقد البروتين مسبباً ما يسمى البيلة الألبومينية الدقيقة (بالإنجليزية: Microalbuminuria)، وبالتالي تؤثر متلازمة الأيض تأثيراً بليغاً في خلايا الكلى.
تتضح العلاقة بين متلازمة الأيض وأمراض الكلى في بعض التغيرات التي تصيب الكلى أثناء الإصابة بمتلازمة الأيض على مستوى خلايا الكلى حيث يظهر تصلب الكبيبات، والضمور الأنبوبي، والتليف الخلوي، والتصلب الشرياني والعديد من التشوهات النسيجية، وتظهر كذلك بعض التشوهات التي يمكن رؤيتها بوضوح في الموجات فوق الصوتية، حيث تظهر زيادة مؤشرات المقاومة داخل الكلى.
اقرأ أيضاً: علاج ارتفاع الكرياتين في الكلى بالاعشاب
أعراض أمراض الكلى الناتجة عن الإصابة بمتلازمة الأيض
تشمل أعراض أمراض الكلى الناتجة عن الإصابة بمتلازمة الأيض ما يلي:
- الصداع.
- الأنيميا.
- ظهور الدم والبروتين في البول.
- تغير لون البول.
- نقص الانتباه.
- قلة كمية البول.
- تورم القدمين واليدين والكاحلين.
- الإجهاد.
- ارتفاع ضغط الدم.
- الهرش.
- فقدان الشهية.
- ضعف الانتصاب عند الذكور.
- الغثيان.
- ألم في الجانب أو من منتصف إلى أسفل الظهر.
- ضيق تنفس.
- تغير مفاجئ في وزن الجسم.
كما يمكن للتغيرات في معدل الترشيح الكبيبي أن توضح مراحل الإصابة بمرض فشل الكلى المزمن حيث تقسم المراحل إلى:
- المرحلة الأولى: يظهر معدل الترشيح الكبيبي طبيعي.
- المرحلة الثانية: يبدأ معدل الترشيح الكبيبي في النقصان، ليصبح أقل من 90 ملليتر.
- المرحلة الثالثة: يصبح معدل الترشيح الكبيبي أقل من 60 ملليلتر.
- المرحلة الرابعة: يصبح معدل الترشيح الكبيبي أقل من 30 ملليتر.
- المرحلة الخامسة: يصبح معدل الترشيح الكبيبي أقل من 15 مللت. حينها يكون قد حدث فشل كلوي، كما أن العلاقة بين متلازمة الأيض و أمراض الكبد وثيقة كلما تزداد أعراض متلازمة الأيض، ينتج عنها تدهور سريع في أعراض أمراض الكلى.
التأثير الخلوي لمتلازمة الأيض على الكلى
أظهرت العديد من الأبحاث أن تأثير متلازمة الأيض على الكلى يبدأ من التغيرات التي تحدث على مستوى الخلية وتتخلص هذه التغييرات في ما يلي:
- تؤدي زيادة الأنسولين إلى تعزيز نمو النسيج الضام، مما يتسبب في حدوث تليف كلوي.
- يزيد إفراز الأنسجة الدهنية أثناء الإصابة بالسمنة مما يعمل على زيادة إفراز الجسم للسيتوكينات المكونة للالتهابات مثل اللبتين، والإنترلوكين6، وعامل نخر الورم ألفا (بالإنجليزية: TNF-α).
- يعزز عامل نخر الورم ألفا (بالإنجليزية: TNF-α) أيضًا إنتاج الكولاجين مما يؤدي إلى تصلب الكبيبات.
- يعزز عامل نخر الورم ألفا إلى إنتاج أنواع الأكسجين التفاعلية التي يمكن أن تؤدي بدورها إلى توسعة، وتليف، واختلال وظيفي في الخلايا الكلوية.
- يقل إفراز الهرمونات المضادة للالتهابات مثل الاديبونكتين، مما يساهم في زيادة مقاومة الأنسولين أيضاً.
- يؤدي نقص الاديبونكتين إلى زيادة سمك بطانة الأوعية الدموية وتكاثر خلايا العضلات الملساء، وبالتالي الإصابة بمرض الكلى المزمن.
- تسبب الإصابة بالسمنة زيادة إفراز الدهون الثلاثية والأحماض الدهنية السامة للكلية من خلال تعزيز إنتاج السيتوكين الالتهابي (بالإنجليزية: Pro-inflammatory cytokine).
- يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلي إنتاج أنجيوتنسين 2، مما يقلل بدوره من إنتاج سينثاز أكسيد النيتريك ويسبب إصابة الأوعية الدموية الدقيقة الكلوية، ونقص التروية.
اقرأ أيضاً: زلال البول وطرق علاجه
دور أمراض القلب في العلاقة بين متلازمة الأيض وأمراض الكلى
يتلخص دور أمراض القلب في العلاقة بين متلازمة الأيض وأمراض الكلى عندما تزيد تركيزات الكرياتينين في الدم مع تقدم أمراض الكلى ووصولها لمراحلها الأخيرة، حيث يزداد تدهور الأمراض القلبية وأمراض الأوعية الدموية، كما أظهرت الدراسات أن الإصابة بمرض الكلى في المراحل المتقدمة يؤدي إلي الإصابة بمتلازمة الشريان التاجي الحادة (بالإنجليزية: Acute coronary syndrome)، والإصابة بمرض إعادة تكوين الأوعية الدموية، والإصابة بالسكتة الدماغية، والإصابة بأمراض الشرايين التاجية، والبتر، ومع زيادة تدهور قصور الكلى تزداد معدلات الإصابة باحتشاء عضلة القلب (بالإنجليزية: Myocardial infarction).
طرق الوقاية من أمراض الكلى
يبدأ الأطباء ببرامج علاج معتمدة على تعديل بعض العوامل التي أدت إلى الإصابة بمتلازمة الأيض، وبالتالي يتم إيقاف تدهور حالة الكلى، وقد يعتمد الأطباء على العديد من العلاجات نذكر منها:
- فقدان الوزن الزائد: يساعد فقدان الوزن في تقليل البول الزلالي وتحسين معدل معدل الترشيح الكبيبي، كما يساعد في علاج مرض السكري.
- تعديل العادات الغذائية: تقلل البرامج الغذائية الصحية من الإصابة بأمراض القلب، كما تساعد على تحسين نشاط القلب، والكلى.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- الأدوية: يمكن استخدام أدوية مثل الأورليستات، والميتفورمين، وغيرها من الأدوية على حسب الحالة.
اقرأ أيضاً: نصائح غذائية لمرضى الكلى